الجزيرة:
2025-06-10@23:40:07 GMT

100 يوم من حكمه.. هل يغيّر ترامب أميركا من الداخل؟

تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT

100 يوم من حكمه.. هل يغيّر ترامب أميركا من الداخل؟

واشنطن – اتبع الرئيس دونالد ترامب خلال الـ100 يوم الأولى من رئاسته أسلوب الصدمة والترويع في السياسات الداخلية؛ إذ لا يمر يوم إلا ويوقّع فيه المزيد من الأوامر التنفيذية الرئاسية التي تخول له تخطي الكونغرس، والقيام بمهام تشريعية تضاف لمهامه التنفيذية المنصوص عليها دستوريا.

ومع بدء ترامب حكمه يوم 20 يناير/كانون الثاني الماضي، نفذت إدارته بسرعة سلسلة من السياسات المحلية التي تعكس مزيجا من المبادئ المحافظة التقليدية والإستراتيجيات الشعبوية الحازمة.

وتمتد هذه السياسات إلى مجالات مختلفة بما في ذلك الهجرة والتعليم والاقتصاد والقضايا الاجتماعية واللوائح البيئية، وتهدف لإعادة تشكيل المشهد المحلي الأميركي بصورة تقترب من تفضيلات الكتلة الشعبية الداعمة لترامب.

وفي الوقت الذي يهدف فيه الرئيس إلى إعادة تشكيل جوانب مختلفة من المجتمع الأميركي، أثارت خطواته تحديات قانونية ومقاومة مجتمعية واسعة.

موحّد المتناقضين

وصل ترامب للبيت الأبيض في فترة حكمه الثانية، ومن قبلها الأولى، مستندا على زعامة تيار شعبوي يميني جديد لم يعرف له التاريخ الأميركي مثيلا. وأُطلق على هذا التيار لفظ "ماغا" اختصارا لشعاره "لنجعل أميركا عظيمة من جديد". ووحّد هذا التيار أفكار وفئات مختلفة في توجهاتها وأهدافها، ومتناقضة في خلفياتها الاقتصادية والتعليمية.

إعلان

وأصبح ترامب رئيسا متزعما مجموعتين أساسيتين متناقضين هما:

الشعبويون الغاضبون: الذين يسعون إلى الدفاع عن الهويات والتقاليد الاجتماعية المحافظة. وتتكون هذه الفئة بالأساس من الطبقات الدنيا والوسطى من العمال ذوي الياقات الزرقاء وسكان الريف، ويتمسكون بالتضييق على المهاجرين ومحاربة مظاهر العولمة خاصة ما يتعلق بتسهيل التجارة العالمية ونقل الوظائف عبر الحدود. قادة قطاع التكنولوجيا الحديثة: تهدف هذه الفئة، التي اصطف كبار ممثليها خلف ترامب في خطاب تنصيبه، إلى الضغط من أجل إلغاء القيود الحكومية، وتسهيل النشر السريع للتقنيات المتطورة التي من المحتمل أن تحل محل العديد من العمال ذوي الياقات الزرقاء. ليست للمهاجرين

منذ نشأة الدولة وتبنيها الدستور عام 1776، لم يتفق الأميركيون كليةً على فلسفة وأساس الدولة الجديدة. وعرفوا حربا أهلية بين رؤيتين للدولة القومية، الأولى ترى أن أميركا دولة بيضاء مسيحية الهوية، والرؤية الثانية ترى أميركا بوصفها دولة متنوعة ينصهر فيها الجميع.

ويعكس تفاقم قضية الهجرة وتبعاتها معضلة تغييرات متناقضة شديدة، خاصة مع استمرار الانخفاض في أعداد ونسب البيض والمسيحيين البروتستانت بين سكان الولايات المتحدة.

وفي وقت تفردت فيه الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة بقبول ملايين المهاجرين النظاميين من مختلف أركان العالم، كما تسامحت مع وصول ملايين المهاجرين غير النظاميين لأراضيها، وصل عددهم إلى نحو 18 مليون شخص بنهاية العام الماضي، يتفاخر ترامب وأركان إدارته باتباع سياسة شرسة فيما يتعلق بملف الهجرة والمهاجرين، ويتبنى سردية التيار الشعبي اليميني الأميركي، التي ترى أن هوية أميركا ترتكز على البيض البروتستانت.

وكانت إحدى الخطوات البارزة لأول 100 يوم من حكمه هي إغلاق الحدود الجنوبية أمام المهاجرين الذين يطلبون اللجوء، حيث انخفضت نسب العابرين غير النظاميين إلى أدنى مستوياتها منذ 60 عاما.

إعلان

كما طبّق ترامب سياسات جديدة تتجاهل طلبات اللجوء، مما يعني عمليا إمكانية ترحيل المهاجرين غير النظاميين على متن رحلات إبعاد خاصة بعد تجاهل إدارة ترامب أوامر القضاء في العديد من الحالات، إضافة للتخطيط لتوسيع مرافق تشبه مركز عمليات المهاجرين في غوانتانامو لإيواء ما يصل إلى 30 ألف مبعد.

المستبد

"أنت تعرف أفضل من أي شخص آخر أن رئيس الولايات المتحدة هو أقوى شخص في العالم. في الوقت نفسه، يبدو أنك توسع سلطة الرئاسة. لماذا تعتقد أنك بحاجة إلى مزيد من الصلاحيات؟"، بهذا السؤال بدأت مجلة تايم حوارها الطويل مع الرئيس ترامب، والذي نُشر قبل يومين.

رد ترامب "حسنا، لا أشعر أنني أقوم بتوسيع الصلاحيات، أعتقد أنني أستخدم ما يُفترض استخدامه. أشعر أننا حققنا رئاسة ناجحة للغاية في أول 100 يوم. كان لدينا أشخاص يكتبون أنه كان أفضل شهر أول وأفضل شهر ثان، وأفضل شهر ثالث حقا. لكن لكي تعرف ذلك، يستغرق بعض الوقت.. وكما تعلم، نحن نعيد ضبط الدولة".

كان حجم الإثارة الداخلية خلال الـ100 يوم الأولى من حكم ترامب مختلفا عما حققه أي رئيس سابق، سواء فيما يتعلق بسرعتها أو بدرجة شراستها.

وفيما يكون الرئيس الجديد عادة راغبا في تأمين بعض الإنجازات التشريعية المميزة، لم يبد ترامب اهتماما كبيرا بالكونغرس، رغم سيطرة الجمهوريين على كل من مجلسي النواب والشيوخ. وقام بما يحلو له، فقد بدأ بتمزيق البيروقراطية الفدرالية، وضرب خصومه السابقين من الجمهوريين والديمقراطيين والقضاء ووسائل الإعلام والجامعات وبعض شركات المحاماة.

وعلى الرغم من ندرة الإنجازات التشريعية البارزة، فإن أول 100 يوم لترامب كانت شديدة التطرف سواء من رفض نصف الأميركيين لها، أو احتفاء النصف الآخر بها، بما يظهر استقطابا وانقساما لا يزال يوسعه ويستغله ترامب لتحقيق مصالحة الشخصية.

دونالد ترامب (يمين) وإيلون ماسك.. علاقة شكلتها مصالح مالية (الجزيرة) لغز إيلون ماسك

علاقة إيلون ماسك بدونالد ترامب ودوره السياسي الأوسع في المشهد الأميركي معقدةٌ ومتناقضة في كثير من الأحيان، وتشكلها مصالح مالية ودعوات لإطلاق العنان لحرية التعبير للتيار اليميني، والرغبة في مراجعة الهيمنة الليبرالية على الثقافة الأميركية.

إعلان

ومنذ استحواذ ماسك على منصة "تويتر" ("إكس" الآن)، توسع دوره السياسي بشكل كبير، وكثيرا ما انتقد تجاوز الحكومة، واتفقت مواقفه بشكل متزايد مع وجهات النظر المحافظة والتحررية، مما أثار الثناء من الشخصيات اليمينية القريبة من ترامب. وبعد دخول البيت الأبيض، عهد ترامب إلى ماسك بمهمة إعادة هيكلة الجهات الحكومية لجعل الجهاز البيروقراطي أصغر عددا وأقل تمويلا وأكثر كفاءة.

وعكفت وزراة الكفاءة الحكومية، التي ترأسها ماسك، في الـ100 يوم الماضية على تحقيق تخفيضات هائلة في الإنفاق الفدرالي عن طريق تقليل القوى العاملة الفدرالية. وتم التخلص من نحو 75 ألف موظف فدرالي ممن اختاروا التقاعد المبكر، وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين الفدراليين، رغم إعادة العديد منهم مؤقتا على الأقل بأوامر من المحاكم المعنية.

ولم تبتعد جهود ماسك عن اتخاذ إدارة الرئيس ترامب خطوات مهمة لإعادة تشكيل السياسات التعليمية وتقييد بعضها، وتوقيع أوامر تنفيذية لتكثيف الرقابة الحكومية على الجامعات مع وقف التمويل الفدرالي للعديد منها خاصة تلك الي شهدت حركة احتجاجية ضخمة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الحظر الأميركي على دخول مواطني 12 دولة يدخل حيز التنفيذ غدا

يبدأ منتصف الليلة في الولايات المتحدة سريان أمر تنفيذي أصدره الرئيس دونالد ترامب بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الأراضي الأميركية بدعوى حماية الأمن القومي.

ويشمل القرار مواطني كل من إيران وليبيا والصومال والسودان واليمن وأفغانستان وميانمار وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهاييتي.

كما فرضت الإدارة الأميركية قيودا جزئية على دخول مواطني 7 دول إضافية هي بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوغو وتركمانستان وفنزويلا.

وبرر ترامب القرار بأن الدول الخاضعة لأشد القيود "لديها وجود واسع النطاق للإرهابيين، وتعاني من عجز في التحقق من هوية المسافرين، ولا تتعاون بشكل كاف في أمن التأشيرات".

كما أشار إلى ارتفاع معدلات البقاء في الولايات المتحدة بعد انتهاء التأشيرات بالنسبة إلى رعايا هذه الدول.

وضرب ترامب مثالا بواقعة بولدر في ولاية كولورادو الأسبوع الماضي حين ألقى مواطن مصري قنابل حارقة على حشد مؤيد لإسرائيل، مشيرا إلى أن الحادثة تبرز الحاجة إلى تشديد القيود، علما بأن مصر ليست ضمن الدول المشمولة بالحظر.

إدانات وردود غاضبة

وفي أعقاب الإعلان عن القرار توالت ردود الفعل الدولية الرافضة، إذ أدانت إيران القرار بشدة، واصفة إياه بأنه "عنصري".

إعلان

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الإجراء "يعكس عداء عميقا تجاه الشعب الإيراني، وينتهك مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان".

أما تشاد فردت السلطات بإجراءات مماثلة، حيث أعلن رئيس البلاد محمد إدريس ديبي عن تعليق إصدار تأشيرات دخول للمواطنين الأميركيين "وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل".

كذلك، وجّه رئيس الوزراء الأفغاني محمد حسن آخوند -أمس السبت- دعوة علنية إلى الأفغان الذين فروا من البلاد بالعودة إلى وطنهم، متعهدا بعدم التعرض لهم بسوء.

وقال آخوند في رسالة نشرها بمناسبة عيد الأضحى على منصة "إكس" "يجب على الأفغان الذين تركوا البلاد العودة إلى وطنهم، ولن يضرهم أحد".

وأضاف "عودوا إلى أراضي أجدادكم، وعيشوا في مناخ سلمي"، موجها المسؤولين الأفغان بضمان توفير الخدمات اللازمة للعائدين، ومنحهم المأوى والدعم.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي علّقت إدارة ترامب أحد برامج اللجوء الرئيسية الخاصة بالأفغان، باستثناء الطلبات المقدمة من أولئك الذين خدموا إلى جانب القوات الأميركية.

وفي الداخل الأميركي، وجّه مشرعون ديمقراطيون انتقادات لقرار الحظر، وقال النائب الديمقراطي رو خانا عبر منصة إكس "حظر ترامب سفر مواطني أكثر من 12 دولة قاس وغير دستوري، من حق الناس طلب اللجوء".

ويأتي القرار في إطار سياسة ترامب المتشددة تجاه الهجرة واللاجئين، والتي أعادت إلى الأذهان حظر السفر الذي فرضه خلال ولايته الأولى على رعايا 7 دول ذات أغلبية مسلمة، وأثار حينها موجة احتجاجات واسعة.

وبينما يرى منتقدو هذه السياسة أنها "تمييز عنصري مقنن" و"إجراء غير فعال في حماية الأمن القومي" تؤكد إدارة ترامب أن الحظر الجديد "ضروري لمنع دخول الإرهابيين وتقليص التهديدات على الأراضي الأميركية".

مقالات مشابهة

  • "مجموعة خيارات".. الجيش الأميركي بانتظار ضوء أخضر لضرب إيران
  • "مجموعة خيارات".. الجيش الأميركي بانتظار ضوء أخضر لضرب إيران
  • الرئيس اللبناني: زيارتي للمملكة تؤكد العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين
  • رئيسة المكسيك تطالب أميركا بعدم معاملة المهاجرين مثل “المجرمين”
  • ماسك يحذف منشورات ويزيد التوتر مع ترامب.. بماذا علق نائب الرئيس؟
  • بعد نشر الحرس الوطني.. ترامب يأمر بتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين
  • كم ستخسر أميركا نتيجة الصراع بين ماسك وترامب؟
  • الحظر الأميركي على دخول مواطني 12 دولة يدخل حيز التنفيذ غدا
  • مسلسل ترامب-ماسك: الرئيس يهدد الملياردير بالويل والثبور إذا دعم الديمقراطيين
  • الحظر الأميركي على دخول مواطني 12 دولة يسري غداً