د. خالد بن علي الخوالدي
يسعدني جدًا عندما أكتب مقالي الأسبوعي أن أشاركه مع مُتابعيَّ على منصات التواصل الاجتماعي، وأكون أسعد حالًا عندما يتفاعل معي القراء بتعليقات إضافية أو مشاركات مفيدة حول الموضوع، ومن أكثر المقالات التي سُعدت بها مقال الأسبوع الماضي الذي حمل عنوان "لا ترفعوا سقف السعادة".
من أبرز التعليقات التي وصلتني تعليق معلمي ودكتوري وأستاذي الفاضل أحمد أبركان من المملكة المغربية الشقيقة، وهو مشرف رسالتي للدكتوراه؛ حيث قال: "حقيقة أعجبني المقال، لأنه وضع اليد على موضوع حساس للغاية، بتنا نعيشه ونلمسه في أبنائنا، كل شيء متوافر لديهم، ولا يحلمون بشيء يرغبون في الحصول عليه إلا وحققت أمنياتهم ورغباتهم ببساطة ويسر، لينقلبوا بعدها وبسرعة كبيرة إلى حالة من اليأس والاكتئاب الذي صرنا نعاينه في فلذات أكبادنا رغم حداثة سنهم، إذ سرعان ما تنقضي فترة انتشائهم بما اكتسبوه من رغبات، مادية في الغالب الأعم من الأوقات، وهذا والله هو موطن الداء، لذا يتوجب علينا تعويدهم على عدم الحصول على مبتغاهم في الحين، حتى يستشعروا حلاوة طول الانتظار، انتظار الحصول على المطلوب، لتطول بعدها حلاوة ونشوة الحصول على المُبتغى".
ومن أجمل التعليقات أيضًا تعليق الدكتور خليفة الفلاحي الذي قال: "مقال جميل ورائع، والإضافة أنَّ السعادة الحقيقية هي أن تعيش كما أنت، بدون تكلف ولا تصنُّع، أما ما تراه في المقاهي وما يقوم به الأشخاص من شراء القهوة الباهظة الثمن لأجل التصوير وإظهار هذه السعادة المتكلفة، أو شراء سيارة ذات قيمة عالية وهو ذو دخل بسيط، أو بناء منزل ضخم وهو لا يحتاج إلا النصف منه ذا القيمة العالية، هذه ليست سعادة، وهكذا الحال مع شراء الهواتف غالية الثمن لأبنائه وهم في الصفوف الدنيا لأجل إرضائهم ولأجل أن يكونوا سعداء أمام الجميع، وهو متكلف ماليًا، هذه ليست سعادة، وهناك الكثير من الأمثلة، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. الله تعالى يقول: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) [طه: 131]. القناعة مهمة لتكون سعيدًا، وتدريب النفس على ما هو موجود معك وبالطريقة المناسبة؛ فالسعادة هي سلوك تقوم به لتكون سعيدًا، الإيمان بالله والرضا والقناعة، وأن تعيش كما أنت وليس كما يريدون".
ردود كثيرة وصلتني، ولكن أذكر رد ثالث وأخير للأخ العزيز أحمد الشماخي؛ حيث قال: "ما شاء الله تبارك الرحمن، لقد أصبت كبد السعادة يا دكتورنا العزيز، فكم من قصور لا يدخلها ضيف وكم من خيام لا تخلو من الضيافة، المناظر أصبحت خداعة وبها الكثير من الكبرياء، ما يقتنيه الإنسان من مال وبيت ومركبة وجاه حتمًا سينسيه كيف يستغل ما حباه الله له، فالسعادة في المال الوفير أن يتصدق المرء به للمحتاج، وأن يعين من يقصده، وأن يتحسس القريب لإعانته قبل البعيد، والسعادة في البيت أن يشاطر أولاده حلقة الذكر والفكر والحوار الهادف ليسعد الجميع بقيمة البيت الكبير الذي يلم شتات الأفكار وغياب الأذكار، فكم من قارون في هذا الزمان يملك الذهب والفضة والمال وسعادته مغيبة، السعادة في هذا الزمان أستاذي العزيز، يعكرها المسؤولون، فلا تجد أبًا يسعى إلى امتلاك مركبة أو بيت أو أرض أو تجارة لإسعاد أبنائه إلا ويجد كل القوانين معقدة، فيتعقد معها فكرهم وينعكس ذلك في أبنائهم، ويزيد همهم وغمهم وهو يفكر كيف يسعدهم ويطور مستقبلهم، كل ما قد أتى زمن ستشتد فيه مطالب الناس وستضيق فيه السعة والمكسب، وحتمًا هناك من يجاري الأمور ويبحث عما يسعده، وهناك من يتعثر وتنضب سعادته، وهناك من يزداد غنى ولا تكفيه سعادته، ولكن نقول دائمًا الحمد والشكر لله".
هذه وجهات نظر نقلتها تقريبًا بشكل حرفي، وهي تدور في نفس سياق المقال الذي تطرقت فيه إلى أن بعض الناس قد رفعوا سقف السعادة إلى درجة كبيرة فلم يعد شيء يسعدهم، بينما السعادة في الأصل هي قرار يحدده الشخص نفسه، فربما جلسة مع حبيب أو صديق تكون مصدر للسعادة، كما هو حالي عندما أكون معكم ومع تعليقاتكم، ربي يجعل السعادة لا تفارقكم.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لعبة Hogwarts Legacy المستوحاة من هاري بوتر تصدر مجاناً
أعلنت شركة Epic Games عن طرح لعبة Hogwarts Legacy المتعددة الأنواع والمحبوبة مجاناً لفترة محدودة ضمن عروض عطلات نهاية العام، وذلك بعد الكشف عن المفاجأة خلال حفل جوائز الألعاب لعام 2025.
وأتاحت الشركة اللعبة الكاملة لمستخدمي متجرها الرقمي حتى الثامن عشر من ديسمبر عند الساعة الحادية عشرة صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي، مما منح الملايين فرصة الحصول على واحدة من أكثر الألعاب رواجاً دون أي تكلفة.
قدمت اللعبة تجربة عالم مفتوح جذبت ملايين اللاعبين
قدمت Hogwarts Legacy منذ إطلاقها عام 2023 تجربة عالم مفتوح واسعة تدور أحداثها في القرن التاسع عشر داخل عالم السحرة قبل زمن هاري بوتر.
وخاض اللاعبون خلالها دور طالب سنة خامسة في مدرسة هوجورتس حيث أتقنوا التعاويذ وتعلموا صناعة الجرعات وتفاعلوا مع مخلوقات سحرية نادرة.
وحققت اللعبة مبيعات تخطت اثنين وعشرين مليون نسخة عالمياً وحصدت إشادات كبيرة بفضل أسلوب اللعب المتنوع والرسوم الواقعية والقصة الغنية التي منحت اللاعبين حرية استثنائية في صياغة رحلتهم.
أوضحت Epic خطوات الحصول على اللعبة بسهولة
أوضحت الشركة أن الحصول على اللعبة يتم من خلال تسجيل الدخول إلى متجر Epic Games أو إنشاء حساب جديد ثم إضافة Hogwarts Legacy إلى مكتبة المستخدم بشكل مباشر.
وأكدت أن النسخة تبقى مملوكة لصاحبها للأبد حتى بعد انتهاء مدة العرض. وشهدت المنصة ضغطاً كبيراً من المستخدمين مما أدى أحياناً إلى ظهور أخطاء تقنية دفعت الشركة إلى نصح اللاعبين بإعادة المحاولة لاحقاً.
طرحت Epic مزايا إضافية لتعزيز التجربة
طرحت Epic مزايا إضافية لتحفيز اللاعبين على تجربة اللعبة سريعاً حيث أتاحت عناصر تجميلية حصرية يمكن فتحها عند اللعب لمدة ساعتين على الأقل قبل نهاية فترة العرض.
واشتملت المكافآت على حقيبة ظهر مستوحاة من ضفدع الشوكولاتة الشهيرة في عالم هاري بوتر داخل لعبة فورتنايت وغيرها من العناصر المرتبطة بفعاليات احتفالية عبر ألعاب متعددة.
مثلت هذه الخطوة فرصة نادرة للاعبين
مثلت هذه الإتاحة المجانية الأولى من نوعها فرصة نادرة للحصول على واحدة من أنجح ألعاب العقد دون إنفاق أي مبلغ.
وشجعت Epic اللاعبين على الإسراع في إضافة اللعبة قبل انتهاء المدة للاستمتاع برحلة سحرية متكاملة داخل عالم هوجورتس الذي لا يزال يلفت الأنظار منذ صدوره.