حين يعانق الحزن فجر الغياب “
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
بقلم : نورا المرشدي ..
لم أكن ابنة فقط… كنتُ كل شيء.
كنتُ قلبًا يمشي بجانب والدي وهو يصارع الموت،
وكنتُ الحنجرة التي تحاول طمأنته وهو يختنق بفقدان الأوكسجين،
وكنتُ اليد التي تطعمه حين لم تعد يداه قادرتين، ولا فمه يحتمل لقمة واحدة.
كان والدي يرقد في مستشفى ابن القف، يصارع تبعات كورونا التي اجتاحت جسده فجأة، وخنقته ببطء.
وكنت هناك… لا كزائرة، بل كابنة تتحمل مسؤولية أكبر من سنها،
كمن تحوّلت فجأة من فتاة تفتش عن نفسها، إلى امرأة تحمل عائلتها على كتفها في أصعب لحظة.
مشهد والدي وهو يطلب مني أن أطعمه ولم يستطع البلع، محفور في قلبي…
عيناه تتوسلان، وجسده يرتجف، وأنا أبتسم رغماً عن دموعي،
أحاول أن أطمئنه: “راح تطلع ، كلها أيام وتتحسن.”
وأنا أعرف أن الوقت يسرقنا، وأن النهاية ربما أقرب مما أتصور.
لم أسمح لنفسي أن أنهار.
كنت أحمل الأمل على لساني، والدمع في صدري.
كل دقيقة كنت أقول له: “بابا، راح ترجع للبيت، أنا وياك.”
كنت أكذب عليه… لكن صدقي كان في نيّتي، في حناني، في خوفي عليه.
كان المرض يسحبه كل يوم بعيداً…
يفقد نفسه، ويفقد صوته، ويفقد قدرته على الحياة،
وأنا كنت أحاول ألحقه، أمسّك طرف روحه، أرجّع له شوية أمل، حتى وهو على حافة الموت.
لم أفكر بنفسي، ولا بتعبي، ولا حتى بخوفي…
كل تفكيري كان أن أبي لا يرحل وهو يشعر بالوحدة، أو بالعجز، أو بالخذلان.
لكن الرحيل كان أقوى.
غادرني بصمت، لكنه ترك في قلبي آلاف الصرخات.
من بعده، بقيت مسؤول
نورا المرشديالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
انقذ الجمهور .. تفاصيل وفاة الشاب حسام ضحية حفل محمد رمضان
خيّم الحزن على أسرة وأصدقاء الشاب حسام حسن بقرية منطى والذي لقي مصرعه إثر انفجار ألعاب نارية أثناء التجهيز لحفل الفنان محمد رمضان، حيث وُصف الفقيد بأنه شاب مكافح طموح، لم يعرف في حياته إلا السعي والجهد من أجل مستقبل أفضل.
وكشف عدد من أصدقاء حسام تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته، مؤكدين أنه كان طالبًا في جامعة عين شمس، ويعمل إلى جانب دراسته لمساعدة أسرته المكونة من ثلاثة أشقاء.
أحد أصدقائه يقول: "كان دايمًا بيقول إنه بيشتغل عشان يساعد أهله، وكان فرحان إنه شغال في تجهيزات الحفل.. مكنش يتخيل إن ده هيكون آخر شغل في حياته".
وأضاف آخر: "حسام كان خلوق وبيحب الناس، وشاطر في شغله.. شوفناه قبل الحفل بيومين، كان فرحان وفرجنا على صور تجهيز المسرح".
وتوفي حسام متأثرًا بإصاباته جراء انفجار ألعاب نارية خلال العمل على المسرح قبل الحفل بساعات، ما أثار موجة من الحزن والغضب بين زملائه، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال.
وكان آخر ما نشره حسام عبر حسابه على "فيسبوك" منشورًا يحمل طابعًا مؤثرًا، قال فيه: "كن شاكرًا على ما لديك وسيصبح لك المزيد" - كلمات ودّع بها الحياة دون أن يعلم أنها ستكون الأخيرة.