شكوكو.. الفنان ذو القبعة والجلباب الذي حظي باحترام الكتاب والمثقفين
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
في زمنٍ كانت فيه الفنون الشعبية في مصر تُمثّل نبض الشارع، سطع نجم محمود شكوكو الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فنان المونولوجات والتمثيل الشعبي، ليغدو ظاهرة ثقافية لا تقل تأثيرًا عن كبار الأدباء والمفكرين في عصره، لم يكن مجرد مؤدٍ ساخر أو مطرب خفيف الظل، بل كان جسرًا بين الفن الشعبي والمثقفين، وعنوانًا لتلاقي الثقافة العالية بالوجدان الشعبي.
ولد محمود شكوكو في حي الدرب الأحمر عام 1912، وتدرّج من نجارة الموبيليا إلى خشبة المسرح، ثم إلى أفلام الأبيض والأسود، لكنه لم يقطع صلته يومًا بالناس البسطاء، وهو ما جعل المثقفين يرونه تجسيدًا حقيقيًا "لفن الشعب".
كانت علاقته بالوسط الثقافي المصري متينة ومميزة، فخلف قبعته الشهيرة وجلبابه البلدي كان هناك فنان يتمتع بذكاء فطري، جعله يحظى باحترام الكتاب والمثقفين، أُعجب به نجيب محفوظ الذي قال عنه: "شكوكو عبقري المونولوج الشعبي"، وكان توفيق الحكيم يشير إليه في بعض مقالاته بوصفه "صوتًا للفطرة المصرية"، لم تكن شهادات التقدير تأتيه من المؤسسات الرسمية فحسب، بل من جلسات الأدباء في مقهى ريش، ومن كتابات الصحفيين الكبار مثل أحمد بهاء الدين ومصطفى أمين.
لم يتوان شكوكو عن المزج بين فنه والحركة الثقافية؛ فشارك في أعمال فنية كانت في جوهرها نقدًا اجتماعيًا لاذعًا، واستخدم المونولوج كمنصة لطرح قضايا سياسية واقتصادية، بل وأخلاقية أحيانًا، وهو ما جذب انتباه المفكرين الذين رأوا فيه "فنانًا مثقفًا بالفطرة"، كما وصفه الدكتور لويس عوض.
كما كانت له علاقة وثيقة برجال المسرح والثقافة، أبرزهم زكي طليمات ويوسف وهبي، اللذين دعماه فنيًا في بداية مشواره المسرحي، ورأيا فيه طاقة إبداعية قابلة للتطوير، بعيدًا عن النمطية. حتى عندما دخل السينما، لم يفقد علاقته بالمثقفين، بل صار حضوره في الندوات والصالونات جزءًا من المشهد الثقافي، رغم اختلاف أدواته عن الآخرين.
ولعل واحدة من أبرز مظاهر علاقته بالمثقفين كانت "عروسة شكوكو"، التي ابتكرها بنفسه لتجسيد شخصية المواطن المصري البسيط، والتي أصبحت تيمة فنية أثارت اهتمام رسامي الكاريكاتير والكتّاب، بل كتب عنها صلاح جاهين نصًا في مجلة "صباح الخير"، معتبرًا إياها تجديدًا في خطاب الفنون الشعبية.
كما ساهم شكوكو في إطلاق فن "المنولوج السياسي" بشكل غير مباشر، ملهمًا أجيالًا من فناني الكلمة والغناء السياسي الساخر، مثل الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم لاحقًا.
ورغم ما حظي به من شهرة شعبية، إلا أن صلاته بالوسط الثقافي ظلّت أكثر عمقًا مما يظنه كثيرون، وظل اسمه يتردد حتى بعد رحيله عام 1985، باعتباره فنانًا شعبيًا مثقفًا بالفطرة، يستحق أن يُدرس كحالة نادرة في تاريخ الثقافة المصرية الحديثة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمود شكوكو التمثيل الشعبي ظاهرة ثقافية فنان ا
إقرأ أيضاً:
في عيد ميلاده.. كريم محمود عبدالعزيز يتحدث عن فترة الاكتئاب ولقاء أحمد زكي
يحتفل اليوم الفنان كريم محمود عبد العزيز بعيد ميلاده، بعدما أصبح واحدا من نجوم السينما والدراما المصرية، ويعد تميمة حظ وسر نجاح العديد من الأعمال مؤخرا.
استطاع كريم محمود عبد العزيز أن يشق طريقه فى عالم الفن فى مرحلة الطفولة وقدم عدد من الأعمال الفنية المميزة.
وبرغم ذلك كان والده رافضا لدخوله الفن وهو ما اعترف به فى أحد اللقاءات التلفزيونية قائلا : "والدى الفنان محمود عبد العزيز كان يرفض دخولى عالم الفن، وكنت أذهب مع أبي التصوير في الأعمال الفنية وفي المسرح، وكنت أشعر أن هناك شيئا بداخلي".
وأضاف كريم محمود عبد العزيز : “عرض على عمل مع الفنانة دلال عبد العزيز، وكنت في غاية التوتر والخوف، وبعد هذه التجربة شعرت أنني ممثل فاشل ورفضت الموضوع".
طفولة كريم محمود عبد العزيزكما كشف كريم محمود عبد العزيز، تفاصيل جديدة عن حياته الشخصية في الصغر، مؤكدا أنه كان طالبا مجتهدا في التعليم في الصغر.
وأوضح كريم محمود عبد العزيز: "كنت طالبا مجتهدا حتى الصف الخامس الابتدائي، بعد كده باظت مني، بس أنا كويس".
وما لا يعلمه الكثيرون أن الفنان كريم محمود عبد العزيز دخل مجال الفن مبكرا، وشارك في عدد من الأعمال وهو طفل صغير، بدأت بنسخة الدوبلاج للفيلم الأجنبي الشهير Toy Story، ثم البحر بيضحك ليه، النمس، الناظر.
انطلق كريم محمود عبد العزيز في مرحله شبابه للمشاركة في أعمال درامية تلفزيونية، منها رجل في زمن العولمة، محمود المصري، أحزان مريم، الجماعة، وغيرها من العلامات المهمة.
تحدث الفنان كريم محمود عبدالعزيز عن تفاصيل إصابته بالاكتئاب، وذكريات عمله مع والده الراحل محمود عبدالعزيز والراحل أحمد زكي يكشفها لأول مرة.
قال كريم محمود عبدالعزيز عبر تصريحات إعلامية: «وقت عرض مسلسل هوجان نجح جدًا، بس أنا دخلت في حالة محستش بنجاحه وداخل في ضلمة، صحيت لقيت رقم غريب مكلمني وعرفت إنه وحيد حامد، قلت أكيد وحيد حامد متلخبط ويقصد يكلّم كريم عبدالعزيز».
وتابع: «وقاللي عايز أعملّك فيلم، بعدها فوقت وحسّيت بنجاح المسلسل وهو لحّقني من الاكتئاب، بس للأسف ملحقناش ننفذ الفيلم اللي كلمني عليه عشان كان بدأ يتعب».
وقال كريم محمود عبدالعزيز عن المرة الوحيدة التي جلس فيها مع النجوم الكبار: «كان يوم محفور بالنسبة لي لما قعدت مع محمود عبدالعزيز وأحمد زكي، وكنت أعرف شخصية والدي الطفولية، ولكني اندهشت من شخصية أحمد زكي البعيدة كل البعد عن كل أدواره التمثيلية.. قضيت يوم مع محمود عبدالعزيز وأحمد زكي، ورأيت كم المزاح والتهريج غير العادي والطبيعي منهما، أبي فعلاً كان طفل في حياته باستثناء بعض لحظات العصبية أو الانفعال، أما أحمد زكي فلقيته شخص طيب، وإحنا قاعدين قال لي الإمبراطور والنبي يا كريم خد مفتاح العربية وعايزك تجيب لي حاجة منها فبقيت مصدوم وفرحان جدًا وقلت في نفسي للدرجة دي إحنا بقينا أصحاب».
ذكريات كريم محمود عبدالعزيز مع والده وأحمد زكيواستكمل: «اليوم ده سألت أحمد زكي عايز أعرف أنت بتمثل إزاي؟ واليوم ده نمت وحلمت إني بصوّر معاه في لوكيشن، وللأسف مقعدتش تاني معاه بس كنت فرحان بشخصيته اللي تتسم بالطيبة وروح الفكاهة والبساطة، وأول مرة مثلت مع أبويا محمود عبدالعزيز كان في فيلم البحر بيضحك ليه؟، وكان عمري وقتها 7 سنين، وكانوا بيعملوا بروفات في البيت، وكل شوية كان حد يطلّع شاي فأنا كنت عايز أطلّع الشاي علشان أقعد أسمع بيقولوا إيه».
وأضاف كريم محمود عبدالعزيز: «كنت بطلّع الشاي وأعطي لكل واحد كوبايته، فسمعت إن فيه طفل في الفيلم فقالولي أنت اللي هتعمله بس لو معرفتش تعمله هيبقى فيه ولد تاني برة، أي حاجة هتلخبط فيها هندخّله، فوافقت وروحت معاهم الإسكندرية، وكان المشهد الختامي في آخر الفيلم قاعدين على البحر وبييجي ولد اللي هو أنا وبينده على الفنان نجاح الموجي، وأنا كنت مبسوط جدًا وداخل أمثّل ومتزن وفجأة لقيت أبويا بيعدّي ورايح يقعد في حتة بعيدة فأنا اختلّيت واتوترت وقلت في سرّي أنت بعتني وتركتني ولقيت ركبي بترتعش وكإني فقدت الأمان، بس في النهاية عملت المشهد، ولما مثّلت مع والدي محمود عبدالعزيز مسلسل محمود المصري».
واختتم: «كنت بحفظ المشهد من وأنا في البيت، علشان محدّش يقول أنا متجامل وبتدلّع علشان أبويا، وجاء مشهد إن محمود المصري خسر فلوسه كلها فبيودع ابنه وأنا المفروض بدخل وأعطيه الفلوس اللي هو كان بيديهالي كمرتب كحتة جدعنة، ودخلت وبقوله الفلوس دي كنت بتديهالي وأنا دلوقتي مش محتاجها. المهم دخلت وحصل غلط من الكاميرا وهنعيد تاني فتكرر الغلط، وهما بيعيدوا قلت لنفسي الولد ده يتيم وحسّه مرهف ومحمود المصري وقف جنبه ليه متخشّش وعينك لامعة؟ وفعلاً عملت كده، بعدها لقيت بابا بيقوللي بتمثّل بقى إنت؟ فأنا مردّتش، وكررها، وداخل مرغرغ وبتاع وكلت محمود عبدالعزيز بقى، فقلت له لأ بحاول أعمل مشهد حلو معاك مش أكتر».