مصطفى عبد العظيم (دبي)
توقَّع صندوق النقد الدولي تسارع وتيرة نمو اقتصاد أبوظبي خلال العامين الجاري والمقبل ليصل إلى 4.2 % هذا العام، ونحو 5.8 % في 2026، وهو أعلى معدل نمو متوقع في المنطقة خلال 2026، مرجعاً هذا النمو بالأداء القوي للقطاعات غير النفطية، والإنفاق الاستثماري الواسع على مشاريع البنية التحتية.


كما توقع الصندوق، أن يحقق اقتصاد دبي معدل نمو هذا العام بنحو 3.3 % ونحو 3.5 % في العام المقبل، مشيراً إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدولة الإمارات سيتراوح بين 4 % في 2025 و5 % في العام 2026.
وعلى صعيد أسعار المستهلك، توقَّع صندوق النقد الدولي استقرار معدل التضخم في الإمارات من عند 2.1 % في العام الجاري وعند 2.0 % خلال العام المقبل، مرجحاً أن يظل معدل التضخم بحدود 2.1 % في المتوسط حتى العام 2029.
وتعكس توقعات الصندوق تفاؤله بشأن قدرة اقتصاد الإمارات على مواصلة زخم النمو القوي رغم حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي جراء تزايد التوترات التجارية والأوضاع الجيوسياسية المضطربة في المنطقة، والتي قلصت توقعات الصندوق للنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا العام إلى 2.5% و3.4% في 2026، مقارنة مع توقعاته السابقة في أكتوبر الماضي البالغة 4.0% و4.2%.

أخبار ذات صلة عبدالله بن بيه: «أبوظبي للكتاب» يبني جسور التفاهم بين الثقافات «ثقافة أبوظبي» تُطلق منتدى «النهوض بالمعرفة»

وقال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، خلال مؤتمر صحفي في دبي أمس، للإعلان عن نسخة أبريل من تقرير الصندوق حول آفاق اقتصادات الشرق الأوسط، أن النمو القوي المتوقع لاقتصاد أبوظبي في العامين الجاري والمقبل، يعود في المقام الأول إلى التوسع القوي والسريع للقطاع غير النفطي، لاسيما قطاع البناء والتشييد والأنشطة المالية، والاستثمارات الرأسمالية في مشاريع البنية التحتية، فضلاً عن توقعات رفع إنتاج النفط، وفقاً لتوافقات أوبك + الأخيرة.
وعلى الصعيد الإقليمي، أوضح التقرير، أن اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت تباطؤاً في النمو خلال عام 2024، إلا أن الاقتصادات المصدرة للنفط في المنطقة، والتي تشمل دول الخليج، تمكنت من اجتياز المشهد الاقتصادي المعقد والمحفوف بعدم اليقين، مدعومة بالجهود المستمرة لتنويع النشاط الاقتصادي، وذلك على الرغم من تراجع النشاط النفطي نتيجة لتمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط التي أقرها تحالف «أوبك+». 
ومع ذلك، توقع التقرير، أن يشهد النمو في دول الخليج تباطؤاً في عامي 2025 و2026. 
وحذر صندوق النقد الدولي أن تزايد التوترات التجارية وعدم اليقين العالمي بشأن السياسات.
وقام صندوق النقد الدولي بتخفيض توقعاته للنمو إلى 2.6% لعام 2025 و3.4% لعام 2026.

النشاط غير النفطي
أشار التقرير إلى أن النمو في البلدان المصدرة للنفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استقر عند 2.2% في عام 2024، ولكن مع وجود فجوة كبيرة بين اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي والاقتصادات الأخرى.
ففي دول مجلس التعاون الخليجي، ساهم النشاط غير النفطي القوي في تعويض التأثير السلبي لتخفيضات الإنتاج النفطي، بينما لم تتمتع البلدان الأخرى بهامش مماثل. 
وعلى صعيد توقعاته لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، توقع التقرير أن يبلغ معدل النمو نحو 3% خلال العام الحالي، مقابل 1.7% خلال العام الماضي، ويستمر في الارتفاع إلى 4.1% خلال العام المقبل 2026.
وكانت توقعات الصندوق الصادرة خلال شهر أكتوبر 2024 أشارت إلى أن معدل نمو دول الخليج سيزداد إلى 4.2% خلال العام الحالي.
كما قلّص الصندوق توقعاته بشأن متوسط سعر النفط إلى نحو 66.94 دولار للبرميل في العام الحالي على أن تبلغ 62.38 دولار للبرميل في عام 2026.

مخاطر وتوصيات
حذر التقرير من أن تصاعد عدم اليقين العالمي والاضطرابات التجارية يمكن أن يضعف الطلب الخارجي، ويؤدي إلى تآكل ثقة المستثمرين، وتشديد الأوضاع المالية.
كما أن تراجع المساعدات الإنمائية الرسمية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي والأوضاع الإنسانية في الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات. 
وفي ضوء هذه التحديات، أوصى صندوق النقد الدولي بضرورة تركيز السياسات على بناء هوامش الأمان المالية والخارجية، والمعايرة الصحيحة للضبط المالي، والحفاظ على موقف حذر للسياسة النقدية، والحفاظ على مستويات كافية من الاحتياطيات الدولية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اقتصاد أبوظبي أبوظبي الإمارات صندوق النقد صندوق النقد الدولي اقتصاد الإمارات الاقتصاد الإماراتي النمو الاقتصادي صندوق النقد الدولی الشرق الأوسط خلال العام غیر النفطی فی العام

إقرأ أيضاً:

العجيلي يشارك في اجتماعي كونجرس الاتحادين الدولي والآسيوي للرياضات المائية

عمان: شارك رئيس الاتحاد العماني للألعاب المائية الدكتور عوض العجيلي، في اجتماعي الجمعية العمومية "الكونجرس" لكل من الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي للرياضات المائية، واللذين أقيما في سنغافورة على هامش بطولة العالم للسباحة الأولمبية، وتضمّن اجتماع كونجرس الاتحاد الدولي للرياضات المائية انتخابات نواب الرئيس وأعضاء المكتب التنفيذي بالإضافة إلى المصادقة على التقارير الإدارية والمالية والقانونية، بمشاركة ممثلين عن 206 دول أعضاء في الاتحاد الدولي. أما اجتماع كونجرس الاتحاد الآسيوي، فقد شهد انتخاب حسين مسلم رئيسًا فخريًّا للاتحاد الآسيوي مدى الحياة، كما صادقت الجمعية العمومية على قرارات المكتب التنفيذي التي اتُّخذت خلال اجتماعه في دولة الكويت لعام 2025.

وأشاد الدكتور عوض العجيلي بمستوى الاجتماعين وقراراتهما، مؤكدا أن جميع القرارات تصب في مصلحة تطوير اللعبة، ومواكبة التقدم العالمي وتعزيز روح التنافس في مختلف البطولات التي ينظمها الاتحادان القاري والدولي، مؤكدا أن الاتحاد العماني للرياضات المائية يتطلع لاحتضان دورة متقدمة للحكام على المستوى الدولي أواخر هذا العام وذلك بعد أن أثبت الحكام العمانيون علو كعبهم من خلال المشاركة في المحافل الدولية وآخرها مشاركة الحكم الدولي العماني عبدالمنعم العلوي في التصفيات الأولية بسباقات المسافات الطويلة والمتوسطة المقامة حاليا بسنغافورة وحصوله على درجات عالية في التقييم العام بين الحكام وهو ما أهّله لأن يبقى في اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي إلى الآن.

إصلاحات

إلى ذلك، استعرض الدكتور حسين المسلم، رئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية إنجازات الاتحاد في السنوات الأربع الماضية وذلك في حضور كرستي كوفنتري، رئيسة اللجنة الأولمبية الدولية والدكتور توماس باخ، الرئيس الفخري للجنة الأولمبية الدولية.

وقال المسلم في كلمته: لقد مرّت أربع سنوات منذ أن منحتموني شرف أن أكون رئيس الاتحاد الدولي، واجهنا العديد من التحديات الكبيرة وبالطبع، عملنا لم ينته بعد، فلا يزال هناك الكثير لنقوم به ولكن، أود أن أغتنم هذه الفرصة لننظر إلى الوراء ونحتفي بكل ما أنجزناه معًا، لقد أحدثنا فرقًا، لقد غيّرنا حياة الناس نحو الأفضل، وأجرينا إصلاحات حدّثت اتحادنا وستحمينا في المستقبل.

وتابع: لقد وضعنا الرياضيين في المقام الأول دائمًا، وترجمنا هذه الكلمات إلى أفعال، ويحق لنا أن نفخر بأننا نواصل الوفاء بهذا الوعد، فبينما نجتمع هنا الآن، يتمكن الرياضيون من التصويت في سنغافورة لاختيار أعضاء لجنتهم الرياضية، رئيس اللجنة الرياضية له مقعد في المكتب التنفيذي لدينا، وحتى هنا، في هذا المؤتمر، هناك رياضيون يصوّتون، لقد أعطينا الرياضيين صوتًا أعلى من أي وقت مضى.

وأضاف: وسّعنا برنامج المنح الدراسية ليشمل 111 رياضيا العام الماضي، بعد أن كان 87 في عام 2021، وتم إدراج رياضة كرة الماء لأول مرة في هذا البرنامج الذي لا يقتصر فقط على دعم الرياضيين بالتدريب، بل يوفر لهم أيضًا التعليم، مما يزود الجيل القادم بمهارات تفيدهم طوال حياتهم، سواء نجحوا في المنافسات الرياضية أو لا.

وتابع: زدنا عدد مراكز التدريب من أربعة إلى ستة، ولدينا الآن منشآت تدريب متخصصة في تايلاند، والولايات المتحدة، وفرنسا، وكندا، وأستراليا، والمجر، وفي وقت لاحق من هذا العام، سنفتتح المركز السابع في البحرين، والذي سيستضيف أكثر من 50 سباحًا وغطاسًا، والتعليم سيكون عنصرًا أساسيًّا فيه أيضًا.

واستطرد المسلم: إلى جانب هذا، لدينا برنامج "مسابح للجميع"، وفي العام الماضي، افتتحنا أول مسبح في بوتان، وكان هدف فريقنا بناء مسبح على ارتفاعات عالية وقد فعلوها وبنينا أعلى مسبح في العالم.

وأوضح: ندعم المدربين أيضًا. ارتفع عدد المدربين المعتمدين من 15 في عام 2021 إلى 346 في العام الماضي، وكذلك الحكام الفنيين فقد ارتفع عدد الحكام الفنيين المعتمدين من 132 في عام 2021 إلى 873 في عام 2024، وهم الآن من 77 دولة مختلفة.

وكشف: زادت الأموال المقدمة للاتحادات الوطنية من خلال برنامج دعم الاتحاد الدولي بنسبة 25٪ خلال السنوات الأربع الماضية، ليصل إلى رقم قياسي يشمل 193 اتحادا وطنيا.. وبفضل هذه البرامج الرائعة، يسعدنا أن نعلن أن الاتحاد الدولي للألعاب المائية يخصص 42٪ من إنفاقه العام لمشاريع التنمية -وهي أعلى نسبة بين جميع الاتحادات.

وقال: لدينا 206 دول تتنافس في نسخة هذا العام في سنغافورة، ولدينا عدد من الرياضيات يفوق عدد الرياضيين الذكور، هذا التقدم هو نتيجة العمل الرائع الذي يتم على مستوى التطوير، ومنذ أربع سنوات، التزمنا أيضًا بزيادة المكافآت المالية للرياضيين، فمسيرة الرياضي قد تكون قصيرة نسبيا، ويقع على عاتقنا مسؤولية مساعدتهم على تحقيق أقصى استفادة مالية، وأفخر بأننا قدمنا العام الماضي مبلغا قياسيا من الجوائز المالية أكثر من إثني عشر مليون دولار، وكان علينا اتخاذ قرارات صعبة من أجل دعم الرياضيين، وقبل ثلاث سنوات في بودابست، اجتمعنا في وقت كان فيه مبدأ الإنصاف في المنافسة ضمن فئة الإناث مهددًا، وكنا أول اتحاد دولي يتعامل مع هذه المسألة، ووضعنا سياسة تحمي الفئة النسائية، وأظهرنا قيادة واضحة بإطار أصبح معيارًا للاتحادات الأخرى.

وتابع المسلم حديثه بالقول: نعلن عن مبادرة كبيرة جديدة تُظهر مرة أخرى أن الاتحاد الدولي للألعاب المائية يقود الطريق، نتحدث كثيرًا عن دعم الرياضيين خلال مسيرتهم، لكن ماذا عن دعمهم بعد اعتزالهم؟ في السنوات الأربع الماضية، تحدث الكثير من الرياضيين عن التحديات التي يواجهونها بعد انتهاء مسيرتهم وفريقنا يعمل بالفعل على تقديم النصيحة والدعم في هذه المرحلة، لكننا نريد أن نفعل أكثر، ونريد أن ندعمهم ماليا أيضا، ولهذا يسعدني أن أعلن أن الاتحاد الدولي للألعاب المائية سيكون أول اتحاد دولي يقدم خطة تعويض للرياضيين بعد اعتزالهم، وسنستثمر مبدئيا 10 ملايين دولار في هذا البرنامج. إنها مبادرة جريئة للغاية، وستضمن دعم الاتحاد للرياضيين منذ بداية مسيرتهم وحتى ما بعد نهايتها.

وأكمل المسلم: بسبب التراكمات الناتجة عن جائحة كوفيد، نظمنا تسعة أحداث كبرى خلال السنوات الأربع الماضية، ونعلم كم كان هذا مرهقًا لفريقنا، ونحن ممتنون جدًا لهم، لم يتنازلوا عن مستوى الجودة أبدًا، وفي كل حدث، نسعى لأن نكون أفضل من السابق، وهنا في سنغافورة، قدمنا رسومات جديدة في التغطية التلفزيونية، وتحسنت تجربة الجمهور في كل مرة، وشاهدتم كيف تطورت العروض داخل المنشآت، وأضفنا حياة جديدة لطريقة مشاهدة العالم لرياضاتنا المائية، وسافرنا إلى مدن جديدة، وفي لوس أنجلوس 2028، وسنوفر فرصًا جديدة للرياضيين، وأضفنا سباقات 50 مترا سباحة على الصدر، والفراشة، والظهر إلى البرنامج الأولمبي، وسينضم فريقان إضافيان في كرة الماء النسائية، ليصبح المجموع 12 فريقًا، وهو نفس عدد الفرق الرجالية، وسيكون هناك 55 فعالية ميدالية في الألعاب الأولمبية للاتحاد الدولي للألعاب المائية أكثر من أي رياضة أخرى.

وأضاف: من الناحية التجارية، نحن في وضع جيد للغاية، وأقدم الشكر لجميع شركائنا على دعمهم، ويسعدنا أن نرحب بشركتين عالميتين جديدتين منذ بداية العام الماضي وهما سوني و361 وقد أضفنا أيضًا عددًا من الموردين العالميين، وجددنا اتفاقيات البث في أسواق دولية رئيسية، وفي كل مكان أنظر فيه داخل الاتحاد، أرى التقدم، ولكن ربما يكون التغيير الأكبر في منصاتنا الرقمية والاجتماعية، حيث ضاعفنا عدد متابعينا على الإنترنت ثلاث مرات خلال السنوات الأربع الماضية ليصل إلى أكثر من 6 ملايين متابع، وعلى فيسبوك، كنا الاتحاد الأول لثلاث سنوات متتالية، وكما كنا في المرتبة الأولى خلال أولمبياد باريس من حيث عدد المشاهدات والمشاركة، وأطلقنا قنوات جديدة، منها تيك توك، وأكثر من ثلث جمهورنا تحت سن الثلاثين، وقمنا برقمنة أرشيفنا الكامل من الفيديوهات والصور عبر "مكتبة إعلام الاتحاد الدولي للألعاب المائية"، وتضم الآن أكثر من 100 ألف صورة متاحة للتحميل المجاني للرياضيين والمدربين والاتحادات الوطنية، وقمنا ببث مئات الأحداث مباشرة، مما زاد من الظهور من البطولات العالمية إلى منافسات الفئات العمرية، ونحن أكثر تواصلًا مع جمهورنا من أي وقت مضى.

مقالات مشابهة

  • خبراء: توقعات صندوق النقد شهادة ثقة دولية في الاقتصاد المصري ورسالة إيجابية للمستثمرين
  • “تفاؤل حذر”.. تقرير لصندوق النقد الدولي يوضح آفاق نمو الاقتصاد المصري
  • برلماني: توقعات صندوق النقد شهادة ثقة في الاقتصاد المصري ومسار الإصلاح
  • «أبوظبي للتنمية» يشارك في افتتاح مركز الصحة الرقمية الأردني
  • العجيلي يشارك في اجتماعي كونجرس الاتحادين الدولي والآسيوي للرياضات المائية
  • خبير: توقعات صندوق النقد بنمو الاقتصاد المصري شهادة ثقة دولية
  • محذرًا من غموض سياسات واشنطن.. صندوق النقد يرفع توقعات النمو العالمي بعد تخفيف ترامب للرسوم
  • الثامن عالميا.. اقتصاد تكساس قوة ظاهرية تُخفي فقرًا وهشاشة
  • صندوق النقد الدولي: الاقتصاد المصري يسجل نموا متوقعا بنسبة 4% في 2025
  • صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته للنمو العالمي في السنة الحالية