وزارة الخارجية السودانية تدعو كينيا إلى إعادة النظر في نهجها والعمل بما يتماشى مع ميثاقي الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
(سونا)- أصدرت وزارة الخارجية بيانًا صحفيًا اليوم دعت فيه حكومة كينيا إلى إعادة النظر في نهجها والعمل بما يتماشى مع ميثاقي الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي. حيث جاء بيان الخارجية ردًا على بيان جمهورية كينيا بتاريخ 29 أبريل 2025، وأعربت الحكومة عن قلقها إزاء التوصيفات الخاطئة والدلالات المضللة الواردة في البيان الكيني، مشيرة إلى إستخدام البيان مصطلح "إدارة القوات المسلحة السودانية" بدلًا عن "حكومة السودان"، مما يُظهر عدم إحترام الحكومة الكينية لسيادة السودان.
وأشار البيان إلى أن الحكومة الكينية بدلاً عن الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، تُصرّ على التصرف كحكومة مارقة لا تحترم سيادة الدول الأخرى، وتتدخل بشكل صارخ في شؤونها الداخلية، وتحتضن مليشيات الإبادة الجماعية الإرهابية.
وأكدت الحكومة إلتزامها بالحل السلمي للأزمة، وبالتعاون مع الإتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين الآخرين، كما أكدت إلتزامها باستعادة السلام، وحماية المواطنين، والحفاظ على سلامة المؤسسات، وتهيئة البلاد لتحول ديمقراطي مستدام.
وفيما يلي تنشر وكالة السودان للأنباء (سونا) ترجمة غير رسمية لنص البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية باللغة الإنجليزية:
جمهورية السودان
وزارة الخارجية
مكتب المتحدث الرسمي وإدارة الإعلام
بيان صحفي
ردًا على البيان الصادر عن جمهورية كينيا بتاريخ 29 أبريل 2025
أحيطت وزارة خارجية جمهورية السودان علمًا بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في جمهورية كينيا بشأن الأزمة في السودان. وبينما يُثمّن السودان مبدأ التضامن الإقليمي والمشاركة البناءة، فإنه يجد نفسه مضطرًا للرد على العديد من التوصيفات الخاطئة والدلالات المضللة الواردة فيه.
استخدم البيان مصطلح "إدارة القوات المسلحة السودانية" بدلًا من حكومة السودان. يجب قراءة هذا في ضوء بيان سابق صادر عن رئيس مجلس الوزراء الكيني ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، بتاريخ 23 فبراير 2025، والذي أشاد فيه "بتوقيع اتفاقية السلام وتشكيل حكومة وحدة وطنية من قبل الأحزاب السياسية السودانية والمجتمع المدني والجماعات العسكرية"، في إشارة إلى ما يسمى "الميثاق السياسي" الذي وقعته قوات الدعم السريع والإبادة الجماعية الجنجويدية والفصائل التابعة لها في نيروبي تحت إشراف الحكومة الكينية.
أعرب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي عن إدانته القاطعة لهذه الخطوة في 11 مارس 2025. من جانبه، أعرب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في 25 فبراير 2025، عن "قلقه البالغ" إزاء توقيع الميثاق نفسه، كما فعل العديد من أعضاء المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وجامعة الدول العربية، على سبيل المثال لا الحصر. بدلاً من الالتفات إلى هذا الإجماع الدولي والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، تُصرّ الحكومة الكينية على التصرف كحكومة مارقة لا تحترم سيادة الدول الأخرى، وتتدخل بشكل صارخ في شؤونها الداخلية، وتحتضن مليشيات الإبادة الجماعية الإرهابية.
إن إستخدام لغة تهدف إلى التشكيك في شرعية حكومة السودان، مع الترويج فعليًا لحكومة موازية بقيادة قوات الدعم السريع المتورطة في الإبادة الجماعية، يُظهر مدى تواطؤ الحكومة الكينية في تقسيم السودان من خلال أعمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والفظائع الجسيمة التي ارتكبتها الميليشيات المدعومة من كينيا.
بفضل الدعم العسكري والسياسي المستمر من رعاتها وداعميها، بما في ذلك كينيا، صعّدت قوات الدعم السريع الجنجويدية حملتها في إرتكاب الإبادة الجماعية والإرهاب ضد المدنيين في جميع أنحاء السودان، وخاصة المجتمعات الأفريقية في دارفور، كما تجلى في المجازر الأخيرة في مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين حول الفاشر.
تؤكد حكومة السودان إلتزامها بالحل السلمي للأزمة، وقد دأبت على التعاون مع الإتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين الآخرين، مبديةً حسن نيتها.
ومع ذلك، لا يمكن للسودان أن يلتزم الصمت عندما تستضيف دولة عضو في الإيقاد والإتحاد الأفريقي فعالياتٍ تنظمها ميليشيا قوات الدعم السريع الجنجويدية لتستمر في أجندة إرتكاب الإبادة الجماعية.
إن الادعاء بأن مشاركة كينيا محايدة أو إنسانية بحتة لا يصمد أمام التدقيق، لا سيما في ضوء تجاهلها المتكرر للأطر الأفريقية وسيادة السودان.
تتطلب الوساطة الحقيقية الحياد والشفافية وإحترام المؤسسات القائمة - وهي مبادئ فشلت كينيا بإستمرار في الإلتزام بها.
يحث السودان حكومة كينيا على إعادة النظر في نهجها والعمل بما يتماشى مع ميثاقي الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي، اللذين يُلزمان الدول الأعضاء بعدم التدخل، بدلاً من السعي إلى مبادرات أحادية الجانب تهدد بتقسيم المنطقة. كما ندعو جميع الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية إلى رفض أي محاولات لإضفاء الشرعية على التمرد أو نزع الشرعية عن حكومة ذات سيادة تحت ستار الوساطة.
تؤكد وزارة الخارجية إلتزام السودان الراسخ باستعادة السلام، وحماية مواطنيه، والحفاظ على سلامة مؤسساته، وتهيئة البلاد لتحول ديمقراطي مستدام. وسيواصل السودان التعاون مع شركاء حقيقيين يدعمون عملية سلام بقيادة سودانية وملكية أفريقية، تحترم سيادة البلاد ووحدتها.
صدر يوم الجمعة، 2 مايو/أيار 2025.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: والإتحاد الأفریقی قوات الدعم السریع الإبادة الجماعیة المتحدة والإتحاد الحکومة الکینیة وزارة الخارجیة حکومة السودان
إقرأ أيضاً:
أمريكا تضغط لتشكيل قوة دولية.. الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة تكلف 70 مليار دولار
كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على عدد من الدول لدفعها لإرسال قوات إلى قطاع غزة ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتشكيل “قوة استقرار دولية” بعد الحرب. وتهدف القوة متعددة الجنسيات إلى نحو 10 آلاف جندي، تعمل تحت قيادة جنرال أميركي لتحقيق الاستقرار، مع توقع استكمال جاهزيتها خلال معظم العام المقبل، وفق صحيفة وول ستريت جورنال.
أوضح مسؤولون أميركيون أن عدم التزام أي دولة حتى الآن يعود إلى التحفظات بشأن إمكانية توسع مهمة القوة لتشمل نزع سلاح مقاتلي حركة حماس. وأشارت المصادر إلى أن أذربيجان وإندونيسيا تقتربان من إرسال قوات بتفويض محدود لا يورطهما في عمليات قتالية.
طلبت وزارة الخارجية الأميركية رسمياً من أكثر من 70 دولة تقديم مساهمات عسكرية أو مالية، شملت دولاً كبرى مثل فرنسا وإيطاليا، ودول أصغر مثل مالطا والسلفادور، فيما أبدت 19 دولة اهتمامها بالمساهمة بقوات أو بتقديم الدعم اللوجستي والمعدات. ومن المتوقع مشاركة ممثلي أكثر من 25 دولة في لقاء يُعقد في قطر الأسبوع المقبل لوضع خطط القوة ونطاق مهمتها.
أفاد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن القوة تعد عنصراً أساسياً في عملية نزع سلاح حماس، مع الإشارة إلى أن الجنود الأميركيين لن يشاركوا داخل غزة، بل سيركزون في مركز تنسيق بمدينة كريات جات الإسرائيلية.
أوضح مسؤولون أميركيون أن واشنطن لم تتخل عن محاولاتها لإقناع الدول المساهمة بتوسيع نطاق مهمتها ليشمل مناطق تحت سيطرة حماس، محذرين من أن أي تأخير في نزع السلاح قد يدفع إسرائيل للبقاء في غزة بدلاً من الانسحاب الكامل كما نصت خطة السلام.
وأشار المسؤولون إلى موقف حماس، التي أبدت استعدادها للتخلي عن أسلحتها الثقيلة في محادثات خاصة، لكنها تصر علناً على التمسك بسلاحها إلا مقابل التزامات بشأن إقامة دولة فلسطينية.
أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أن قواته قد لا تغادر “الخط الأصفر” أبداً، محذراً من أن المنطقة قد تتحول إلى “حدود جديدة دائمة”، بينما قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار، في ظل تضرر أو تدمير نحو 75% من مباني القطاع.
أكثر من 300 فلسطيني قتيلًا في هجمات إسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
أفادت وسائل إعلام أمريكية، نقلًا عن مسؤولين صحيين محليين في قطاع غزة، بمقتل أكثر من 300 فلسطيني في هجمات إسرائيلية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025.
وجاءت هذه التطورات رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والذي أسفر عن الإفراج عن 20 رهينة محتجزة لدى حماس منذ 7 أكتوبر 2023، فيما أطلقت إسرائيل سراح نحو 2000 أسير فلسطيني، بينهم محكومون بالسجن المؤبد.
وأوضحت المصادر أن حركة حماس تقوم حاليًا بإعادة جثامين الرهائن الذين لقوا حتفهم أثناء الأسر إلى إسرائيل، بعد أن أعادت سابقًا جثامين 27 رهينة تم التعرف على هوياتهم.
ويواصل سكان شمال غزة مواجهة الدمار والجوع تحت ركام المنازل، وسط جهود محدودة لتقديم المساعدات الإنسانية، بينما سجلت هجمات إسرائيلية متفرقة مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين غرب مدينة غزة.
مقتل القيادي في حماس رائد سعد بغارة إسرائيلية على غزة
أكد رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، الأحد، مقتل القيادي في الجناح العسكري للحركة رائد سعد خلال غارة إسرائيلية على القطاع.
وأعلنت إسرائيل السبت أنها اغتالت رائد سعد القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس في عملية نفذتها بقطاع غزة، وأوضح الجيش الإسرائيلي أن سعد كان يدير المقر العام لصنع الأسلحة التابع لكتائب القسام ويشرف على تعزيز قدرات الحركة.
ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو لعملية استهداف سعد، ووصفه بأنه شغل عدة مناصب عليا في حماس، وكان مقربا من مؤسس الحركة أحمد ياسين الذي اغتيل عام 2004، بالإضافة إلى علاقته بمحمد الضيف ومروان عيسى.
وذكر الجيش أن سعد أسس لواء مدينة غزة التابع لحماس وقاده، وشارك في تشكيل القوة البحرية للحركة، ثم عُيّن لاحقا رئيسا لقيادة العمليات، وساهم في صياغة الخطة التي اعتمدتها الحركة في هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وأقيل سعد من منصبه كقائد للعمليات عام 2021 على خلفية خلافات شخصية مع يحيى السنوار، ثم شغل مناصب أخرى في الجناح العسكري، ومؤخرا كان رئيسا لمقر تصنيع الأسلحة التابع للحركة.
خليل الحية يصف الأوضاع في غزة بالكارثية ويؤكد التزام حماس باتفاق وقف إطلاق النار
أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، أن الشعب الفلسطيني يواجه معاناة إنسانية شديدة جراء استمرار آثار العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية التي استمرت لسنوات، مشيراً إلى أن أكثر من 70 ألف فلسطيني استشهدوا، وكان آخرهم القيادي البارز في كتائب القسام رائد سعد، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية السبت غرب مدينة غزة.
ووصف الحية الظروف المعيشية في القطاع بالكارثية، حيث يعيش عشرات الآلاف في العراء وسط البرد القارس والسيول الجارفة، دون توفر الماء أو الغذاء أو الدواء، في ظل حصار مستمر وتدمير واسع للبنية التحتية، فيما تصارع العائلات في شمال غزة الدمار والجوع والموت تحت ركام المنازل أملاً في النجاة.
وشدد الحية على أن حركة حماس، بالتنسيق مع الفصائل الوطنية الأخرى، ملتزمة تماماً باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أكتوبر 2025، ورافضة أي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب الخارجي على الشعب الفلسطيني، موضحاً أن دور مجلس السلام، برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقتصر على رعاية تنفيذ الاتفاق والإشراف على إعادة إعمار غزة، مؤكداً أن أي قوات دولية يجب ألا تتدخل في الشؤون الداخلية للقطاع.
ودعا الحية إلى التشكيل الفوري للجنة من التكنوقراط الفلسطينيين لإدارة شؤون غزة، معلناً جاهزية حماس الكاملة لتسليم المهام في جميع المجالات لهذه اللجنة، ومشدداً على أن سلاح الحركة حق مشروع كفلته القوانين الدولية، مع استعداد الحركة لمناقشة أي اقتراحات بشأنه بشرط ضمان قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.
وأفاد مسؤولان أمريكيان أن القيادة المركزية الأمريكية تعتزم عقد مؤتمر في العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 بمشاركة أكثر من 25 دولة، لبحث تشكيل قوة استقرار دولية في قطاع غزة، ومناقشة هيكل القيادة والقضايا التنظيمية المتعلقة بالقوة المقررة.
آخر تحديث: 14 ديسمبر 2025 - 13:33