صناعات الطاقة المتجددة تقود التحول الصناعي في سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
العُمانية: تُعد صناعات معدات الطاقة المتجددة من الركائز الأساسية في التحول العالمي نحو اقتصاد مستدام؛ إذ يتسارع نمو هذا القطاع عالميًا بفعل تضافر عدة عوامل، أهمها الابتكار التكنولوجي والدعم الذي توفره السياسات الصناعية الحديثة.
وأكد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن، وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، أن صناعات معدات وأدوات الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، وأنظمة التخزين، والمحللات الكهربائية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، هي أبرز الصناعات المستهدفة في الاستراتيجية الصناعية 2040، التي تهدف إلى التحول من الصناعات التقليدية إلى صناعات تعتمد على التكنولوجيا والمعرفة والابتكار والاستدامة والتنوع في المنتجات والتوسع في الأسواق، بما ينسجم مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040" التي تسعى إلى تحقيق تحول اقتصادي شامل ومستدام من خلال توطين التكنولوجيا، وتعزيز القدرات التصنيعية المحلية، وتوفير فرص عمل، وتمكين الكفاءات الوطنية، ودعم تحقيق الأمن الطاقي، وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وأضاف سعادته: إن هناك مبادرات نوعية وبرامج خاصة لإنشاء مجمعات صناعية متكاملة، وتسخّر الوزارة جميع إمكاناتها البشرية واللوجستية لتسهيل الاستثمار في القطاع الصناعي ككل وصناعات الطاقة المتجددة بشكل خاص، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، مشيرًا إلى الجهود المبذولة بالتكامل مع المناطق الصناعية والحرة لتمكين المجمعات الصناعية، لا سيما التعاون البنّاء مع المنطقة الحرة بصحار في إنشاء مجمع صناعي لمعدات الطاقة المتجددة؛ ما ساعد في جذب صناعات دقيقة ذات قيمة مضافة عالية.
من جانبه قال المهندس خالد بن سليم القصابي، مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: إن هذا التحول النوعي يعزز مكانة سلطنة عُمان على خارطة التصنيع العالمي للطاقة المتجددة؛ إذ استقطبت المنطقة الحرة بصحار خلال الفترة الماضية، ثلاث شركات كبيرة أعلنت عن مشروعات استراتيجية في قطاع الطاقة الشمسية، بلغت قيمتها الإجمالية مليار ريال عُماني.
وأضاف: إن هذه الاستثمارات تمثل أساسًا لمنظومة صناعية متكاملة ومجمعًا لصناعات معدات الطاقة الشمسية، وتمتد من إنتاج المواد الخام إلى التصنيع النهائي والتصدير، مشيرًا إلى أن شركة "يونايتد سولار" برزت باعتبارها من أوائل المستثمرين في هذا المجال، من خلال إطلاقها مشروعًا استراتيجيًا يتمثل في إنشاء أول مصنع من نوعه في منطقة الشرق الأوسط لإنتاج مادة البولي سيليكون، بإجمالي استثمار يبلغ نحو 1.35 مليار دولار أمريكي، فيما تجاوزت نسبة الإنجاز حتى أبريل الماضي 80 بالمائة.
وأوضح أن مادة البولي سيليكون تعد المادة الخام الأساسية التي تدخل في تصنيع رقائق السيليكون المستخدمة في إنتاج الخلايا الشمسية، وبالتالي فإن هذا المشروع يشكّل حجر الأساس لإنشاء سلسلة تصنيع متكاملة محليًا في قطاع الطاقة الشمسية.
وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع تبلغ 100 ألف طن متري، وهو ما يغطي جزءًا كبيرًا من الطلب الإقليمي والعالمي على مادة البولي سيليكون، وتسعى سلطنة عُمان إلى تقليل الاعتماد على استيراد المواد الخام المرتبطة بصناعات الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى خفض التكاليف اللوجستية للمصنعين في المراحل اللاحقة؛ ما يسهم في تعزيز القيمة المضافة للصناعة الوطنية، وجذب المزيد من الاستثمارات في سلسلة القيمة للطاقة المتجددة.
وأضاف المهندس خالد القصابي: إنه في نوفمبر من عام 2024، وقّعت شركة "جيتاي سولار" الصينية على اتفاقية استثمارية لتأجير أرض في المنطقة الحرة بصحار لإنشاء مصنع متقدم لإنتاج الألواح الشمسية، يعتمد على أحدث التقنيات في هذا المجال، بقدرة إنتاجية تصل إلى 5 جيجاواط سنويًا، وهي كمية موجهة بشكل أساسي لتلبية احتياجات السوقين الخليجي والإفريقي، ويأتي المشروع ضمن رؤية متكاملة للتكامل الصناعي.
وأضاف: إن شركة "جي أيه سولار" العالمية أعلنت عن تصنيع الخلايا الشمسية بطاقة إنتاجية تتجاوز 40 جيجاواط سنويًا، عبر إقامة مصنع متكامل لإنتاج الخلايا الشمسية والألواح في المنطقة الحرة بصحار، باستثمار يبلغ 217 مليون ريال عُماني، أي ما يعادل (564 مليون دولار أمريكي)؛ لتوسعة عملياتها الصناعية، مستفيدة من البنية الأساسية المتطورة التي توفرها المنطقة الحرة بصحار، بالإضافة إلى المزايا اللوجستية لميناء صحار الذي يربط سلطنة عُمان مباشرة بالأسواق الأوروبية والآسيوية، إلى جانب قربه من أسواق دول مجلس التعاون ودول إفريقيا.
من جهته، قال المهندس جاسم بن سيف الجديدي، المدير الفني لمكتب وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة: إن المنطقة الحرة بصحار تشهد تكوّن مجمع لصناعات معدات الطاقة الشمسية وتكامل صناعي غير مسبوق ونقلة نوعية من خلال استقطاب هذه الاستثمارات الكبرى في قطاع الطاقة الشمسية، لتمثل منظومة صناعية متكاملة تغطي سلسلة القيمة الكاملة لهذا القطاع، بدءًا من المواد الخام، مرورًا بتصنيع الخلايا، وانتهاء بإنتاج الألواح الجاهزة للاستخدام.
وأضاف: إن هذا التكامل الصناعي يعد خطوة استراتيجية تعزز كفاءة الإنتاج، إذ يُتوقع أن يسهم في خفض التكاليف بنسبة تصل إلى 20 بالمائة، ويضمن استقرار سلاسل التوريد، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية العالمية، كما يدعم هذا النموذج الصناعي قدرة سلطنة عُمان على التحول إلى مصدر موثوق عالميًا لمنتجات وتقنيات الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أنه من المتوقّع أن تسهم هذه المشروعات في رفع إسهام القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى إيجاد أكثر من 3000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز الصادرات غير النفطية من خلال ميناء صحار، الذي يزداد دوره أهمية باعتباره مركزًا لوجستيًا للصناعات الخضراء.
وأوضح أن هذه المشروعات تمثل نقطة انطلاق لتوطين تقنيات متقدمة في مجال الطاقة النظيفة، وتُشجّع على استقطاب استثمارات مكملة، لتشمل صناعات الزجاج، والسيليكون النقي، والمحولات، والبطاريات، كما تعزز القدرة التنافسية لسلطنة عُمان في سلاسل الإمداد الخضراء، ما يضع سلطنة عُمان في موقع ريادي على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى أنه مع اكتمال هذه المشروعات، ستتحول سلطنة عُمان إلى منتج ومصدر للتقنيات النظيفة، ومركز صناعي أخضر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنطقة الحرة بصحار الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة معدات الطاقة من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
لجنة مشتركة بين النفط والكهرباء والبريقة والطاقات المتجددة تمهّد لخيار الغاز والشمس
لجنة مشتركة بالمؤسسة الوطنية للنفط تبحث التحول للغاز والطاقة المتجددة
ليبيا – عقدت اللجنة المشتركة المُشكَّلة بقرار رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط رقم (1587) لسنة 2025 اجتماعها العادي الأول لهذا العام بمقر المؤسسة الرئيس في طرابلس.
تنسيق وجمع بيانات
وخلال الاجتماع، جرى بحث آلية التنسيق بين الجهات الأعضاء بما يضمن توحيد مصادر المعلومات، والشروع في جمع البيانات اللازمة لدراسة خيارات التحول إلى التزوّد بالغاز ومشاريع الطاقات المتجددة، إلى جانب الشروع في إعداد دليل ينظّم ممارسة أعمال اللجنة وصولًا إلى تنفيذ المهام المسندة إليها.
تشكيلة اللجنة ومهامها
وتضم اللجنة المؤسسةَ الوطنية للنفط، وشركةَ البريقة لتسويق النفط، والشركةَ العامة للكهرباء، وجهازَ الطاقات المتجددة. وأُسند إليها إعدادُ دراسةٍ مستفيضة عن تكاليف الوقود السائل المستهلك بمحطات توليد الكهرباء ومقارنتها بوقود الغاز الطبيعي، فضلًا عن دراسة خيارات التحول إلى الطاقة الشمسية.
خطوة لخفض الكلفة وتحسين الكفاءة
وتهدف هذه الخطوة إلى تقديم بدائل أكثر كفاءة وأقل كلفة لمنظومة توليد الكهرباء، بما يدعم استدامة الإمدادات ويقلّل الاعتماد على الوقود السائل في محطات التوليد.