مسقط- العُمانية

تشهد سلطنة عُمان تحوّلًا نوعيًّا واسعًا في منظومة إدارة وترويج الاستثمار من خلال تبنّي نموذج وطني موحّد تحت مظلة "استثمر في عُمان"، الذي أصبح اليوم الهُويّة القياديّة الجامعة لمختلف الجهود الحكوميّة والخاصّة في جلب الاستثمارات النوعية.

وقالت سعادةُ ابتسام بنت أحمد الفروجية، وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار، إن هذا التحول يمثل خطوة استراتيجية انتقلت عبرها سلطنة عُمان من تعدّد المسارات وتباين الإجراءات إلى منظومة موحّدة تضم أكثر من 22 جهة تعمل ضمن قناة واحدة، الأمر الذي أسهم في تسريع الإجراءات وتبسيطها وتقديم خدمات أعلى كفاءة للمستثمرين.

وبيّنت سعادتُها أن "استثمر في عُمان" تعد منظومة متكاملة تشمل صالة موحّدة لاستقبال المُستثمرين وفريقًا متخصّصًا لعلاقات المُستثمرين يتابع المشروعات من مرحلة الفكرة حتى التشغيل، إضافة إلى فريق تفاوض وطنيّ يعزز جودة العقود ويحفظ مصالح الدولة كما تضم المنظومة خريطة استثمارية رقمية متطورة وربطًا حكوميًّا موحّدًا يتيح مسارات سريعة للمشروعات ذات الأولوية.

وأكّدت سعادتُها على أن هذا التحول عزّز حضور سلطنة عُمان على خارطة الاستثمار العالمية، وأسهم في بناء بيئة أعمال أكثر مرونة وتنافسية، مشيرة إلى أن المؤشرات الاقتصادية خلال العامين الماضيين تعكس أثر الإصلاحات الحكومية، إذ ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى أكثر من 78 مليار دولار أمريكي بنسبة نمو تجاوزت 12 بالمائة، إلى جانب صعود سلطنة عُمان إلى المرتبة الرّابعة عالميًّا في قائمة أبرز الجهات في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر، ما يمثل دليلًا واضحًا على ثقة المجتمع الدولي بالاقتصاد العُماني والاستقرار التّشريعي والتّنظيمي في البلاد.

 

ووضحت سعادتُها أن هذه النتائج جاءت نتيجة إصلاحات شملت إنشاء محكمة الاستثمار وتطوير سياسات الإقامة الذهبية وتعزيز التكامل الرقمي بين الجهات الحكومية.

 

وفيما يتعلق بمُستهدفات الأعوام 2026 - 2028، أشارت سعادتُها إلى أن سلطنة عُمان تركز على استقطاب شركات نوعية تعمل في قطاعات الهيدروجين الأخضر والصناعات المعدنية والتقنيات المتقدمة واللوجستيات والأمن الغذائي والسياحة مع إعطاء الأولوية للمشروعات التي تنقل المعرفة وتوفر وظائف عالية القيمة وتدعم الاقتصاد الأخضر.

وأضافت سعادتُها أن الجهود المقبلة تتضمن تطوير وتوطين الفرص الاستثمارية الجاهزة ضمن المنصّة الرقميّة لتكون مكتملة البيانات وجاهزة للتّفاوض المباشر، بما يسرّع من إغلاق الصّفقات والتوقيع على العقود الاستثمارية، مشيرة إلى أن الفترة الماضية شهدت تقدّمًا واضحًا في عدة مشروعات استراتيجية من بينها مشروع لإنتاج البولي سيليكون في صحار باستثمار يتجاوز 520 مليون ريال عُماني وبطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف طنّ سنويًّا، ومشروع "جي أيه سولار" لتصنيع الخلايا والألواح الشمسية باستثمار يقارب 217 مليون ريال عُماني وبطاقة تفوق 40 جيجاواط سنويًّا في المنطقة الحرّة بصحار، إضافة إلى مشروع مختص بأحد سلاسل تصنيع البطاريات في المنطقة الحرة بصلالة.

ووضحت سعادةُ وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار أن هذه المشروعات تمثل دليلًا عمليًّا على نجاح منظومة "استثمر في عُمان" في تسريع التّفاوض وتسهيل الإجراءات وتوفير بيئة استثماريّة جاذبة تحوّل الفرص إلى مشروعات قائمة، مؤكدة أن سلطنة عُمان ماضية بثبات نحو تعزيز موقعها كمركز اقتصاديّ واعد ووجهة جاذبة للاستثمارات النوعيّة التي تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ودعم مُستهدفات رؤية "عُمان 2040".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دبي تتصدر عالمياً بعوائد استثنائية.. منار والي المستشارة العقارية في “DXR” تقدم 10 نصائح ذهبية لاقتناص فرص 2025

“مرافق الرفاهية” ترسم خريطة الإيجارات الجديدة.. “DXR”: تصنيف المباني في دبي يتجه نحو “مؤشر الجودة” بدلاً من الموقع

كشفت منار والي، المستشارة العقارية في شركة خبراء للوساطة العقارية “DXR”، عن تحول جوهري يشهده سوق العقارات في دبي، حيث باتت “مزايا البناية” هي العامل الحاسم الذي سيحدد أسعار الإيجارات في المستقبل، متفوقة تدريجياً على معيار “المنطقة” التقليدي. وأكدت أن السوق يتجه نحو معادلة جديدة: “كلما زادت ميزات الرفاهية، ارتفع مؤشر الإيجار الخاص بالمبنى”.

معيار جديد

وأوضحت والي أن الإيجارات في دبي لم تعد تعتمد فقط على الموقع الجغرافي، بل أصبحت تتغير بناءً على المميزات الدقيقة للعقار أو البرج السكني. وأشارت إلى أن توفر مرافق مثل “الصالة الرياضية المتطورة، المسابح الخاصة، محطات الطاقة، وأنظمة المنزل الذكي”، أصبح الأساس الذي سيعتمد عليه تصنيف قيمة “مؤشر الإيجارات” في دبي مستقبلاً.

وأضافت: “نحن نتجه نحو نظام تكون فيه الإيجارات محددة بمميزات البناية وليس بالمنطقة فقط؛ ولذلك، يسارع المطورون الآن إلى تزويد مشاريعهم بهذه المزايا لضمان تصنيف مرتفع، بحيث يصبح لكل بناية مؤشر إيجارات مستقل مرتبط بجودتها ومرافقها”.

نصائح ذهبية

وفي سياق متصل، وحرصاً على توجيه المستثمرين نحو استغلال هذا التحول والعائد الإيجاري المتميز في سوق عقارات دبي 2025، قدمت المستشارة منار والي 10 نصائح ذهبية لضمان استثمار ناجح ومستدام، جاءت كالتالي:

البنية الذكية: اختيار المشاريع المزودة ببنية تحتية ذكية ومستدامة، حيث تساهم التقنيات الحديثة وأنظمة الطاقة المتجددة في تقليل التكاليف التشغيلية وزيادة قيمة العقار.

المؤشر الذكي: الاعتماد على تقييم العائد الإيجاري بموجب مؤشر الإيجارات الذكي الصادر عن دائرة الأراضي، لضمان توافق الاستثمار مع تحركات السوق.

الموقع الاستراتيجي: التركيز على المواقع ذات النمو السكاني السريع والبنية التحتية المتكاملة، لضمان طلب إيجاري مستدام.

الرفاهية الفريدة: الاستثمار في المشاريع التي توفر مزايا ترفيهية فريدة مثل المسابح في البلكونات ومحطات شحن السيارات الكهربائية، لتعزيز جاذبية العقار.

المتابعة القانونية: متابعة التطورات الاقتصادية والقوانين واللوائح التنظيمية لضمان استثمار آمن.

تنويع المحفظة: عدم حصر الاستثمار في منطقة واحدة لتقليل المخاطر وتحقيق استقرار العائد.

التمويل المرن: الاستفادة من خطط التمويل المرنة والتسهيلات المصرفية المتاحة للمستثمرين الأفراد.

استراتيجية الخروج: تحديد خطة واضحة بين التأجير طويل الأجل وإعادة البيع وفقاً لتقلبات السوق.

المطور الموثوق: التعاون مع مطورين ذوي خبرة في المشاريع الذكية لتعزيز الجودة والعوائد.

استثمار المستقبل: تبني العقارات الداعمة للتنقل الكهربائي والطيران الحضري كجزء من مستقبل الاستثمار الذكي.

أرقام قياسية

وعلى صعيد الأداء السوقي، ذكرت والي أن “مؤشر الإيجارات الذكي” أظهر زيادة إيجارية تتراوح بين 10 في المئة و15 في المئة للمشاريع المزودة بمزايا مبتكرة. وتزامن ذلك مع ارتفاع حجم المعاملات العقارية بنسبة 22 في المئة في النصف الأول من 2025، ووصول القيمة الإجمالية للمعاملات إلى نحو 559 مليار درهم بنهاية أكتوبر 2025.

وشددت والي على أن القطاع العقاري مرتبط بالنمو الاقتصادي القوي للمدينة، حيث ارتفعت قيمة المعاملات في الربع الثالث من 2025 إلى 169 مليار درهم، مع قفزة في معاملات “العقارات على الخارطة” بنسبة 25 في المئة، مما يعكس ثقة المستثمرين واستدامة الطلب.

مزايا مبتكرة

وفيما يتعلق بمستقبل الرفاهية، قالت والي: “المشاريع الحديثة في دبي تتجه نحو دمج أحدث التقنيات مثل محطات شحن السيارات الكهربائية، مهابط الطائرات الخاصة، والتاكسي الطائر، واستخدام الطاقة النظيفة”. وأكدت أن هذه المزايا ليست مجرد رفاهية، بل أدوات استثمارية حقيقية تضع العقار في مرتبة تنافسية عالمية وتحفز الطلب الإيجاري.

نموذج ذكي

وأكدت على أن دبي، بما تقدمه من مزيج بين التقنية الحديثة والاستدامة، تظل واحدة من أفضل الأسواق العالمية للعوائد الإيجارية، مشيرة إلى أن العرض المتوقع وصوله إلى أكثر من 70,000 وحدة مكتملة في النصف الثاني من 2025 سيضمن توازناً صحياً بين العرض والطلب، مما يجعل الاستثمار العقاري في دبي “فرصة ذهبية” لتحقيق الربحية المستدامة.


مقالات مشابهة

  • البث المباشر لمباراة ليفربول ونوتينجهام فورست اليوم.. حضور قوي لمحمد صلاح بتاريخ 22 November 2025
  • استثمر في عُمان تقود تحوّلًا وطنيًّا شاملًا في منظومة جذب الاستثمار
  • رئيس جنوب أفريقيا: نسعى إلى تحقيق الاستقرار لجذب الاستثمار
  • أتش اس بي سي: ثقة عُمان الاقتصادية تنبع من أساسيات متينة
  • الشكيلي: عُمان تتصدر عربيًّا في الأمن الغذائي .. ورفع الاكتفاء الذاتي لمستويات قياسية
  • فيصل الريامي: حجم الاستثمارات بمدينة السلطان هيثم يتجاوز 6 مليارات دولار
  • مسؤولون وسفراء يشيدون بإنجازات عُمان في يومها الوطني المجيد
  • دبي تتصدر عالمياً بعوائد استثنائية.. منار والي المستشارة العقارية في “DXR” تقدم 10 نصائح ذهبية لاقتناص فرص 2025
  • عُمان ضيف شرف معرض الكويت الدولي للكتاب.. ووزير الإعلام: الإبداع الفكري في السلطنة يشهد تقدما كبيرا