محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
يُعد الممثل المغربي محمد الشوبي واحدا من أبرز الوجوه الفنية في المغرب، امتدت مسيرته لأكثر من 4 عقود، قدّم خلالها ما يقرب من 90 عملا تنوّعت بين المسرح والتلفزيون والسينما. وتميز بتعدد أدواره وقدرته على تجسيد شخصيات مختلفة بخبرة واحتراف، مما جعله يحظى بمكانة خاصة لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.
وبرز في أعمال تاريخية ودرامية داخل المغرب وخارجه، وشارك في إنتاجات عربية بارزة مثل مسلسل "ربيع قرطبة" و"ملوك الطوائف"، من إخراج المخرج السوري الراحل حاتم علي، مما أتاح له الحضور في المشهد الدرامي العربي بجانب نخبة من النجوم.
إلى جانب كونه أحد الأسماء النشطة في الساحة الفنية المغربية، من خلال مشاركته المستمرة في الأعمال التلفزيونية والمسرحية، وحرصه الدائم على تقديم أدوار تحمل قيمة فنية وإنسانية.
الخطوات الأولىعرف محمد الشوبي، المولود بمدينة مراكش أواخر عام 1963، طريقه إلى التمثيل مبكرا، وانضم منذ سنواته الأولى إلى تجارب مسرح الهواة، التي شكلت مدرسته الأولى. ومع الوقت، اختار أن يؤسس لتجربته المهنية على أسس أكاديمية، فالتحق بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في الرباط، وهناك بدأت ملامح مشروعه الفني تتبلور، بانضباط الخشبة وتراكم المعرفة. تخرّج عام 1990، ليبدأ فصلا جديدا من مسار طويل، مزج فيه بين الالتزام الفني والبصمة الشخصية.
إعلان مسيرة مسرحية مؤثرةكانت خشبة المسرح أولى محطاته الاحترافية، طيلة مسيرته التي امتدت لأكثر من 4 عقود، ظل المسرح جزءا أصيلا في تجربته.
شارك في مجموعة من العروض التي تركت أثرا في الذاكرة المسرحية المغربية، من بينها: "صوت وضوء" للطيب الصديقي، "الحصار" للحسن إدريسي، "خربوشة" لحبيب لصفر، "الباب المسدود"، "بوحفنة" و"أولاد البلاد" ليوسف فاضل، "العازب" لجمال الدين الدخيسي، "صوت ونور" للطيب الصديقي، و"النشبة" لمسعود بوحسين.
كما خاض تجربة الإخراج المسرحي، مقدما أعمالا مثل: "ارتجال"، "هستيريا"، "المدينة والبحر"، "حروف الكف"، "مرتجل"، و"رسائل خطية"، وهي أعمال عكست رؤيته الخاصة للمسرح، وحرصه على التجريب والتجديد في القالب والشكل.
حضور لافت في الدراما العربيةإلى جانب تجربته المسرحية الثرية، بصم محمد الشوبي على مسار مميز في التلفزيون والسينما، بدأه بمشاركته في مسلسل "أولاد الناس" للمخرجة فريدة بورقية، قبل أن يواصل ظهوره في أعمال مثل: "مول لمليح"، "هاينة"، "دقات القدر"، "دموع الرمال"، "دار الغزلان"، "صقر قريش"، "المجدوب"، و"علام الخيل".
وفي السينما، شارك في أفلام بارزة من بينها: "الوشاح الأحمر"، "جوق العميين"، "الصالحة"، "تسقط الخيل تباعا"، "شجرة الزاوية"، و"ظل الجريمة".
وتميّز الشوبي بقدرته على تجسيد شخصيات مركبة ومتنوعة، مما سمح له بالتألق في عدد من الإنتاجات المغربية والعربية، منها أعمال درامية شهيرة للمخرج الراحل حاتم علي مثل "ربيع قرطبة" و"ملوك الطوائف"، التي أسهمت في تعزيز حضوره كأحد أبرز الوجوه المؤثرة في المشهد الفني العربي. وكان آخر ظهور له على الشاشة العام الماضي 2024 ومشاركته في الجزء الثاني من مسلسل "أحلام بنات"، وفيلم "طاكسي بيض".
جوائز وتكريماتحظي محمد الشوبي بعدد من التكريمات التي تعكس تقدير الأوساط الفنية لمشواره الطويل وإسهاماته المتنوعة، من بينها تكريمه في المهرجان الدولي للسينما الأفريقية بمدينة خريبكة، وتكريم آخر في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي شكل لحظة احتفاء بمسيرة مهنية امتدت لعقود من الإبداع.
لم يكن محمد الشوبي مجرد وجه مألوف على الشاشة، بل كان صوتا ناقدا داخل الوسط الفني، لا يتردد في التعبير عن آرائه مهما كلفه ذلك من تبعات. فنان حمل همّ الواقع الثقافي والاجتماعي، واتخذ مواقف صريحة وجريئة، عرضته أحيانا للتهميش. وفي مارس/آذار 2022، أعلن انسحابه المؤقت من الساحة الفنية، احتجاجا على ما اعتبره "فسادا ينخر جسد المهنة"، موجّها نقدا لاذعا إلى آليات الاشتغال وغياب الإنصاف بحق الفنانين المخلصين.
إعلان بين شائعة الرحيل والظهور الصادموفي أغسطس/آب 2023، واجه الشوبي حملة إشاعات تحدثت عن وفاته، بعد ظهوره في صورة من داخل المستشفى بدت فيها آثار التعب جلية، مما أثار تفاعلات واسعة وموجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. ورد الشوبي على هذه الشائعة بأسلوب ساخر وموجع في آن واحد، حيث كتب عبر الفيسبوك وقتها: "الحمد لله على نعمة الموت، بعد تشفّي الصالحين الورعين. انتقلت عبر تعليقاتهم إلى جوار ربي وهم الآن ينتظرون أي درك من النار سيصلاني".
وأضاف "لعلم متتبعي هذه الصفحة، فصاحبها مات ودُفن".
حضور لا يغيبخاض محمد الشوبي معركته الأصعب بصمت داخل أحد مستشفيات العاصمة الرباط، بعدما أنهكه مرض الكبد وأدخله في دوامة من الألم لم تُجْدِ معها النداءات الإنسانية التي أطلقها زملاؤه لتأمين متبرع يعيد إليه الأمل بالحياة. لكن الوقت لم يسعفه، فرحل بهدوء، بعد رحلة فنية صاخبة بالإبداع والصدق.
لتعلن وزارة الشباب والثقافة والاتصال المغربية رحيله عن عمر يناهز الـ62 عاما، حيث قالت الوزارة عبر موقعها الرسمي: "فقدت الساحة الفنية المغربية، أحد أعمدتها البارزين".
برحيله، لا يغيب الشوبي عن المشهد، بل يخلّد حضوره من خلال أدوار صنعت له مكانة خاصة في قلوب الجمهور، وأثرا ممتدا في ذاكرة المسرح والتلفزيون والسينما، كأحد أولئك الذين رحلوا، لكن لم يغيبوا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محمد الشوبی
إقرأ أيضاً:
الطليعة المصرية للثقافة العربية.. جديد هيئة قصور الثقافة
صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، كتاب "لجنة التأليف والترجمة والنشر.. الطليعة المصرية للثقافة العربية"، للكاتب أمل سالم، وذلك ضمن سلسلة "حكاية مصر".
جاء الكتاب في أربعة فصول، يأتي الأول بعنوان "مصر من المشروع المكتمل إلى الاستثمار في التعليم والمعرفة"، ويحمل الفصل الثاني عنوان "لجنة التأليف والترجمة والنشر دليل نهضة مصر الثقافية والعلمية في بدايات القرن العشرين"، أما الثالث فيأتي بعنوان "كتاب تاريخ العالم - نشرة هامرتون"، فيما يحمل الفصل الرابع والأخير عنوان "وصف موسوعة تاريخ العالم ونظرية وضعها.. دع الماضي الميت يدفن موتاه".
يرصد الكتاب حكايات عدة عن النهضة المصرية الحديثة التي شهدتها مصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. ويستعرض خلاله المؤلف البدايات منذ أن وجه محمد علي باشا بإحياء العلوم والآداب ونشر المدارس وإرسال البعثات.
وجاء بغلافه: تعد لجنة التأليف والترجمة والنشر من تلك المنائر التي أضاءت الحياة العقلية في مصر والعالم العربي في آن؛ فقد ولدت في مطلع القرن العشرين على يد كتيبة فخيمة من رجال الثقافة والعلم، يوم أن كانت الأمة تبحث لنفسها عن طريق إلى النور والمعرفة وما لبثت أن غدت جسرا متينا يصل بين ثقافتنا العربية العريقة وثقافات الأمم الأخرى. كان همها أن تخرج العقل المصري من عزلته، فمدت إليه من الفكر الإنساني أسبابه، ونقلت إلى العربية أجل ما أبدعته الإنسانية في الأدب والعلوم والفلسفة وبفضل جهودها المتصلة تهيأ للناس أن يتذوقوا طعم الثقافة الحديثة بلغتهم، وأن يجتمعوا على حب العلم والفكر، فكان لأعمالها الأثر الجليل.
لقد كانت اللجنة مدرسة للعقل المصري وميدانا لتجديد اللغة والفكر معا حتى غدت إحدى الدعائم التي استندت عليها النهضة الثقافية المصرية والعربية في العصر الحديث.
ومن تقديم الكتاب نقرأ: "حين يذكر تاريخ مصر الحديث تتصدر شخصية محمد علي باشا واجهة المشهد بوصفها المنعطف الأكبر في رحلة البلاد من عصر الجمود إلى رحاب النهضة.
لقد جاء الرجل في لحظة فارقة من تاريخ الشرق كله، حين كان العالم يعاد تشكيله تحت وطأة صعود أوروبا الصناعية والاستعمارية وكانت مصر مثقلة بقرون من التراجع المملوكي والهيمنة العثمانية، لكن في قلب هذا الركام بزغ مشروع محمد علي ليؤسس لدولة حديثة، ويضع أسس نهضة لم تعرفها مصر منذ قرون.. إن الحديث عن نهضته ليس مجرد استرجاع لوقائع تاريخية، بل هو قراءة في مشروع حضاري متكامل حاول أن يضع مصر في قلب العالم من جديد.
إن أبرز ما يميز تجربة محمد علي أنها لم تكن إصلاحا جزئيا أو ترقيعا لنظام متهالك، بل كانت رؤية شاملة انطلقت من فهم عميق لروح العصر، حتى صارت مصر في عهده أقرب إلى دولة أوروبية ناشئة منها إلى ولاية عثمانية راكدة.
غير أن القيمة الأعمق لنهضة محمد علي تكمن في التأسيس الفكري والثقافي الذي أطلقه، فقد أدرك أن النهضة لا تقوم على السيوف والمدافع وحدها، بل على العقول المستنيرة، فأرسل البعثات العلمية إلى فرنسا وإيطاليا، وأسس المدارس الحديثة، وفتح أبواب الترجمة للعلوم الأوروبية مما أسهم في نشوء جيل جديد من المثقفين والعلماء الذين حملوا بذور النهضة الفكرية والثقافية التي ستثمر لاحقا في عهد أبنائه وأحفاده".
سلسلة "حكاية مصر" تعني بنشر تاريخ مصر، وهي واحدة من إصدارات سلاسل الإدارة العامة للنشر الثقافي برئاسة الكاتب الحسيني عمران، التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، تصدر برئاسة تحرير صبري سعيد، مدير التحرير د. انتصار محمد، سكرتير التحرير د. ماهينور فؤاد، تصميم الغلاف سمر أرز.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
قصور الثقافة الطليعة المصرية للثقافة العربية أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
"الطليعة المصرية للثقافة العربية".. جديد هيئة قصور الثقافة
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 48% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية