هجوم جوي يدمر آخر منشأة طبية بمقاطعة فنجاك بجنوب السودان ومخاوف من عودة النزاع
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" يوم السبت أن قصفاً جوياً استهدف بلدة "أولد فنجاك" بمقاطعة فنجاك في ولاية أعالي النيل شمالي جنوب السودان، أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة عشرين آخرين، إضافة إلى تدمير المستشفى الوحيد في المنطقة، إلى جانب صيدلية كانت تقدم خدمات أساسية للسكان المحليين.
وأكدت المنظمة أن الانفجار الأول نتج عن قنبلة ألقيت على الصيدلية، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، فيما تسببت قنبلة أخرى أُلقيت عبر طائرة مسيّرة بأضرار جسيمة للمستشفى المجاور.
وأشارت "أطباء بلا حدود" إلى أن المستشفى المستهدف كان يُعدّ الملاذ الطبي الوحيد لأكثر من 110 آلاف نسمة في مقاطعة فنجاك، حيث كانت الرعاية الصحية تعاني أصلًا من نقص حاد في الإمكانيات. وتسبب تدميره في شلّ كامل للقدرة الصحية في المنطقة، مما يهدد بكارثة إنسانية حقيقية إذا لم يتم التدخل سريعًا.
وحتى لحظة نشر البيان، لم تُعرف هوية الجهة المسؤولة عن الهجوم أو دوافعها، فيما لم تصدر أي تعليقات رسمية من الحكومة أو الجيش رغم محاولات وكالة "رويترز" الوصول إليهم.
وتأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لجنوب السودان، الذي يعيش على وقع هدوء نسبي منذ توقيع اتفاق السلام في عام 2018، بعد حرب أهلية دامية دامت خمس سنوات بين أنصار الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار.
إلا أن الأوضاع بدأت تتدهور مؤخرًا مع تصاعد الخلافات السياسية، خصوصًا بعد توقيف مشار في مارس الماضي بتهم تتعلق بمحاولة تنفيذ تمرد، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة النطاق من إمكانية عودة القتال إلى البلاد.
ورغم استمرار اتفاق السلام رسميًا، تشير المعطيات الميدانية إلى حالة من الهشاشة الشديدة في التوازن الأمني والسياسي، حيث حذّرت جهات دولية من خطورة الأعمال العسكرية غير المعلنة، خاصة في المناطق النائية. ويُخشى أن تمثل مثل هذه الهجمات مؤشراً على تصدع الاتفاق الهش، بما قد يعيد البلاد إلى مربع العنف، خاصة إذا ثبت تورط أي من أطراف النزاع السابق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السودان جنوب السودان هجوم جنوب السودان سلفا كير جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
وزيرة الخارجية البريطانية: يجب محاسبة مرتكبي الجرائم في السودان دون استثناء
أكدت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، في تصريح بارز نقلته وسائل الإعلام البريطانية خلال الساعات الماضية، أن الجرائم الشنيعة المرتكبة في السودان منذ اندلاع النزاع يجب ألا تمر دون مساءلة، مشددة على ضرورة محاسبة جميع المسئولين عنها «أيًا كان جانب النزاع الذي ينتمون إليه».
ويأتي هذا الموقف ضمن تصاعد الاهتمام الدولي المتزايد بالأوضاع الإنسانية الكارثية التي خلّفها القتال المستمر بين طرفي الصراع، والذي دخل مرحلة أكثر تعقيداً مع توسّع رقعة الانتهاكات واستهداف المدنيين في مختلف المناطق.
وأوضحت الوزيرة أن المدنيين والمنشآت الصحية في السودان «ليست أهدافاً مشروعة أبداً»، معتبرة أن ما تتعرض له المستشفيات ومراكز العلاج من قصف واعتداءات يمثل خرقاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، ويهدد بحدوث انهيار كامل للمنظومة الصحية في البلاد.
وقالت إن تعمد مهاجمة هذه المرافق يُعد جريمة حرب توجب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقفها وضمان حماية العاملين في القطاع الطبي الذين يؤدون دوراً محورياً في إنقاذ حياة آلاف المدنيين العالقين وسط المعارك.
ويعاني السودان منذ أبريل 2023 من صراع دامٍ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلّف آلاف القتلى والجرحى، إضافة إلى ملايين النازحين داخلياً واللاجئين الذين فرّوا إلى الدول المجاورة.
وتشير تقارير منظمات أممية إلى أن تدهور الأوضاع الإنسانية بلغ مستويات «غير مسبوقة»، مع عجز المستشفيات عن تقديم الخدمات الأساسية بسبب نقص الإمدادات الطبية وخروج الكثير منها عن الخدمة نتيجة الاستهداف المباشر أو وقوعها في مناطق اشتباك.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن بلادها ستواصل الضغط الدبلوماسي عبر القنوات الدولية، بما فيها مجلس الأمن والأطراف الإقليمية المؤثرة، لدفع طرفي النزاع نحو وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية.
كما دعت إلى دعم الجهود الرامية لتوثيق الانتهاكات، تمهيداً لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، مشددة على أن الإفلات من العقاب لن يُسمح به.
واختتمت الوزيرة تصريحاتها بالتأكيد على أن الشعب السوداني يستحق العيش بأمن وسلام، وأن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية للمساهمة في وضع حد لمعاناته، والعمل على استعادة الاستقرار وتحقيق انتقال سياسي يضمن وحدة البلاد ويحمي حقوق مواطنيها.