قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن الغيبة هي ذكر الانسان أخاه الانسان وهو غائب بما يكره بحيث لو كان الشخص الآخر حاضر واستمع إلى هذا الكلام لاستاء منه وحتى لو كان ما يذكره الأول متحقق في الثاني.

أمين الفتوى: لا تجوز الغيبة فى حق المسلم والكافرتعريف الغيبة

واستشهد أستاذ الفقه في منشور له عن الغيبة، بما روي عن النبي أنه أراد أن يعلم أصحابه  أحكام الإسلام عن طريق السؤال فقال لهم: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وسلم: (الغيبة ذكر أحدكم أخاه بما يكره)  قال رجل يا رسول الله وان كان في اخي ما أقول؟  فأجاب النبي قائلا : (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).

وتابع: وفقا لما جاء في آخر الحديث نقول إن الغيبة تتحقق ولو كان الكلام الذي تغتاب أخاك به متحققا فيه ومنطبقا عليه، أما البهتان فأن تغتابه بما ليس فيه وذلك اعظم إثما وأشد جرما من الغيبة قال الله عز وجل: (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) وقال سبحانه:(الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).

عقوبة الغيبة

كما تحدث القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة عن عقوبه المغتاب وأنها من الفظاعة بمكان حيث شبه القرآن الكريم المغتاب بالذي يأكل لحما محرما لميت وليس هذا فحسب بل كان اللحم المحرم الذي يأكله المغتاب لحم الذي اغتابه أي لحم أخيه وأكله بعد موته قال العزيز الحكيم: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ).

وأما السنة فقد حددت وصورت المغتابين أبشع تصوير حيث روى الامام احمد في مسنده وصححه المحدثون (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ليله عرج به إلى السماء بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم  صدورهم بها قال فقلت من هؤلاء يا جبريل: قال هؤلاء الذين ياكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم).

التوبة من الغيبة

وأوضح عطية لاشين، أن التوبة من الغيبة تكون بالندم والإقلاع عن هذا الفعل وعدم العودة إليه والعزم على عدم فعله مرة أخرى.

كما تكون التوبة من الغيبة بالتحلل منها لو كان الشخص كانت الغيبة في حقه أهل عفو وصفح ولن يغضب وسيعفو ويصفح عن المغتاب، ولو كان غير قادر على العفو والصفح فهنا على المغتاب أن يستغفر الله ولا يخبر هذا الشخص بشئ ويعزم على عدم العودة مرة أخرى لهذه الغيبة.

أمور تباح فيها الغيبة

- التظلم فيجوز للمظلوم أن يتحدث عن ظالمه والظلم الذي تعرض له منه وذلك إلى المسئول أو من يقدر على أن يرد إليه حقه.

- الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى صوابه ورشده فنخبر بما فعل هذا العاصي، إلى من يقدر على تغيير المنكر من العاصي.

- الاستفتاء أي طلب الفتيا من الشخص المتخصص في أمور الفتوى من العلماء المتخصصين وليس إلى أي شخص غير متخصص.

- تحذير المسلمين من شئ، بحكاية قصة عاصي أو ظالم حتى لا يقدموا على فعل مثلما فعله هؤلاء العصاة.

- الجهر بالمعصية والفسق والفجور فإذا كان الشخص مشهورا بمعصيته فيجوز ذكره بما كان يفعل.

- إذا كان الشخص معروفا بقلب معين بين الناس كالأعمى أو الأعور جاز تعريفه بهذا ويحرم ذكره على سبيل الإهانة والنقصان من شأنه، ولو كان التعريف بغير ذلك لكان أفضل.

طباعة شارك الغيبة حكم الغيبة التوبة من الغيبة عقوبة الغيبة حالات مباح فيها الغيبة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الغيبة حكم الغيبة التوبة من الغيبة التوبة من الغیبة کان الشخص

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة يجددّ تأكيد ثبات الموقف اليمني في نصرة فلسطين والعداء للعدو الإسرائيلي الأمريكي

الثورة نت /..

جددّ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على ثبات الموقف اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني والعداء للعدو الإسرائيلي والأمريكي الذي يشكل خطورة على الأمة الإسلامية بأكملها.

وقال السيد القائد في كلمة له اليوم، ضمن مسيرات إحياء استشهاد الإمام الحسين عليه السلام بأمانة العاصمة والمحافظات، “المخطط الصهيوني هو مخطط عدواني تدميري، يستهدف الأمة في دينها ودنياها، فلن نألوا جهدًا في مواجهة ذلك العدو مع إخوتنا في محور القدس والجهاد والمقاومة وأحرار الأمة”.

وأضاف “مهما كانت التحديات والصعوبات وحجم التضحيات ومستوى اللوم والضغوط والهجمات الإعلامية، وغير ذلك مما نواجه به من كل أشكال الحرب والاستهداف من أمريكا وإسرائيل وعملائهما الموالين والمؤيدين لهما والمعادين لأي توجه لا يقبل بالخنوع لأمريكا، فإن ثباتنا على مواقفنا هو خيارنا الحاسم الذي لا يمكن التراجع عنه، مستعينون بالله ومتوكلون عليه، واثقون به وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير”.

وأشار قائد الثورة إلى ثبات الشعب اليمني على الانطلاقة الإيمانية في المشروع القرآني المبارك الذي يقوم على أساس التمسك بالقرآن الكريم وحمل راية الإسلام، والتحرك في إطار المسؤوليات الإسلامية المقدسة في الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأوضح أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، مواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولما يعنيه من امتداد من موقع الهداية والأسوة، مشيرًا إلى أن الإمام الحسين عليه السلام هو صاحب قضية، وقضيته هي الإسلام.

وأوضح أن الإسلام الذي مضى عليه الإمام الحسين عليه السلام هو الإسلام الذي يصنع السلام لا استسلام، مبينًا أن تحول المعالم الكبرى للإسلام أوصلت إلى أن يواجه سبط رسول الله الإمام الحسين الغربة والتخاذل.

ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الإمام الحسين عليه السلام، قدّم للأمة من بعده حتى قيام الساعة أعظم الدروس في الاستجابة الإيمانية لله والنهضة للحق، والقيام لله بأمر الإسلام والعزة الإيمانية، ومعه أهل بيته والقلة القليلة من الأنصار.

وتابع “الإمام الحسين عليه قدّم أيضًا أعظم الدروس في الإيمان والصدق والوفاء والثبات على الحق، في أقسى الظروف والمراحل وكسر حاجز الصمت وأحيا في الأمة الحرية وتتابعت الثورات من بعده حتى أطاحت بطغاة بني أمية وأعطى للحق دفعًا وامتدادًا عبر الأجيال”.

واستشهد بكلمات خالدة للإمام الحسين حينما حاصره الأعداء الذين امتلأت بهم صحراء كربلاء ووضعوه بين خيارين إما الذلة والاستسلام للطغاة والمجرمين، وإما الحرب والقتل والإبادة فقال عليه السلام “ألا وأن الدّعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، ونفوس أبية، وأنوف حمية، تؤثر مصارع الكرام على طاعة اللئام”.

وعد الإمام الحسين، مدرسة ملهمة للأجيال ومواجهة الطغاة في كل زمان ومكان، ولاتخاذ القرار الصحيح حينما توضع الأمة بين هاذين الخيارين، إما السلة وإما الذلة في كل ساحة من ميادين المواجهة وليبقى للحق امتداده وليسعى المؤمنون لاستعادة الإسلام في نقائه وكماله ومعالمه الكبرى ومبادئه الأساسية التي تتحقق بها ثمرته في الدنيا تحررًا من الطاغوت وسموًا في الأخلاق والقيم وعزًا وكرامة وعدلًا ونورًا وبصيرة ومنهجًا ربانيًا للحياة.

وقال “إن معركتنا في مواجهة الطغيان الأمريكي، والإسرائيلي، هي من منطلق ثورة الإمام الحسين، لما يمثله الأمريكي، والإسرائيلي من خطر على الأمة في طمس هويتها الدينية واستهداف مقدساتها والسعي للسيطرة عليها والاستبعاد لها وإذلالها واستباحتها”.

وأشار السيد القائد “إلى ما يرتكبه العدو بحق هذه الأمة بدءًا بما يفعله في فلسطين من إبادة جماعية وانتهاك لحرمة المقدسات وكل أشكال الظلم والإجرام، وفي غير فلسطين من العالم الإسلامي وفي حربه الناعمة الشيطانية، التي يستهدف بها الأمة، ومخططه العدواني الهادف لاحتلال الأوطان ونهب الثروات واستعباد المجتمعات، كل ذلك يحتم علينا كمسؤولية إيمانية دينية وأخلاقية أن نواجه الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، والتصدي لإجرامهما”.

وأضاف “مسؤوليتنا الدينية أن نتصدى لإجرام الطغيان الأمريكي والإسرائيلي وأن نتحرك ضد فسادهم وباطلهم، وألا نقبل أبدًا بالخنوع لهم، ولا بالطاعة للطغيان الأمريكي والإسرائيلي، لأن في ذلك خسارة في الدنيا والآخرة”.

وأكد قائد الثورة، “أنه مهما كانت الصعوبات والتحديات وحجم التضحيات فالقضية مقدسة تستحق منا التضحية التي لها أعظم ثمرة في الدنيا والآخرة، في الدنيا أن نكون أحرارًا أعزاء، نتشرف بذلك ونتشرف بقيم الإسلام وننعم بذلك، وفي الآخرة ما وعد الله به من الجنة والرضوان والنجاة من عذاب الله والفوز العظيم، وهو الخيار الأسلم في مقابل خسارة الاستسلام والخنوع التي ثمنها فظيع ونتائجها كارثية في الدنيا والآخرة”.

وتابع “إن انطلاقتنا في مسيرة الحق والإسلام والقرآن، هي بثقة تامة بوعد الله تعالى بالنصر لعباده المؤمنين، ونحن نشاهد تنامي هذه الانطلاقة لأمتنا في الموقف الحق ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي”.

وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن من النماذج الراقية، الصمود والثبات والاستبسال في غزة ولبنان، والجمهورية الإسلامية في إيران وأحرار العراق والنهضة الإيمانية الكبرى في يمن الإيمان وأحفاد الأنصار بزخمها المليوني وتضحياتها الكبيرة وثباتها الحديدي وصبرها العظيم واستمرارها دون كلل ولا ملل”.

مقالات مشابهة

  • احذر 3 أفعال محرمة في شهر المحرم.. عقوبتها وخيمة والوقوع بها سهل
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • (نص+فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447هـ
  • قائد الثورة يجددّ تأكيد ثبات الموقف اليمني في نصرة فلسطين والعداء للعدو الإسرائيلي الأمريكي
  • بصيرة الحسين عليه السلام في كلمة السيد القائد .. مسؤوليتنا لا تقبل التراجع
  • العمل والسعي لطلب الرزق.. الإفتاء توضح مفهوم العبادة في الإسلام
  • أمينة الفتوى: مقولة على قد فلوسهم تخالف تعاليم الإسلام
  • الإفتاء: على قد فلوسهم مقولة تناقض جوهر الإتقان في الإسلام
  • رسالة لشباب اليوم..
  • الشيخ نعيم قاسم: الدفاع عن الوطن لايحتاج إلى إذن من أحد ومقاومتنا خيارٌ راسخ في مواجهة العدو الإسرائيلي