شاب سوداني يروي لـ «التغيير» رحلة الفرار من الحرب و العيش و النضال في المنفى
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
في مارس من العام 2023 وصل الشاب السوداني العشريني أحمد ياسر إلى أوغندا حاملا في حقيبته الصغيرة قصصاً من وطن احترق وأحلاماً لم تكتمل بعد، و لم يكن السفر خياراً بل فراراً قسرياٍ وملحاً فرضته حرب طاحنة اندلعت في منتصف أبريل من العام نفسه بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
التغيير – فتح الرحمن حمودة
وفي العاصمة كمبالا يحاول أحمد أن يواصل بناء حياة جديدة بعد أن دفعته حرب الجنرالات التي دخلت عامها الثالث إلى طريق المنفى وفي حديثه لـ «التغيير» يكشف أحمد تفاصيل رحلته الشاقة من السودان إلى أوغندا وكيف تحول من ناشط ثوري إلى لاجئ يحاول النجاة دون أن يتخلى عن قضيته وأحلامه.
وقال أحمد «لم أصل كمبالا سياحة بل وصلتها هارب من حرب فرضت علينا » بهذه العبارة افتتح أحمد حديثه مشيرا إلى لحظة التحول الكبرى في حياته فقد كان أحد المشاركين في ثورة ديسمبر ويؤمن بسودان مدني ديمقراطي لكن بعد اندلاع القتال تغير كل شيء.
و أوضح أنه بعد الحرب أصبح وجوده في البلاد محفوفا بالمخاطرلا سيما بعد تصاعد العنف وتحول الفضاء العام إلى ساحة تهديد مستمر للنشطاء والمواطنين العاديين على حد سواء ويقول: « كنت أشعر أني مستهدف ونشاطي المعروف وضعني في خطر لذلك قررت أن أغادر البلاد حفاظا على حياتي».
الشاب الذي وصل إلى أوغندا في مارس 2024 واجه منذ اللحظة الأولى صدمة ثقافية ومعيشية قاسية فمن اللغة إلى العزلة ومن عدم الاستقرار إلى غياب الدخل يقول لـ « التغيير » أول التحديات التي واجهتني كانت اللغة حيث أحسست بأني غريب تماما لكن قررت أبدأ من جديد سجلت في كورسات لغة وفعلا بدأت أتأقلم شوية شوية على حد تعبيره.
وعلى الرغم من أن الغربة مرهقة نفسيا إلا أن أحمد تمسك بحلمه في إكمال تعليمه وهو حلم كان قد تعطل بسبب الحرب و أضاف “كنت في انتظار جامعتي في البلاد تفتح أبوابها أونلاين على الأقل وفي ذلك الوقت بدأت بمتابعة كورسات من جامعة ماكيريري في كمبالا لأن التعليم هنا وسيلة للبقاء والاستمرار”.
ويمضي أحمد في حديثه موضحا أن الوضع الاقتصادي مع ارتفاع تكاليف الحياة من إيجار ومعيشة ومواصلات كانت كلها من مسؤولياته لذلك لم يكن أمامه خيار سوى الاعتماد على نفسه، فعمل في تجارة بسيطة تساعده في توفير متطلباته من جهة ومتطلبات أسرته العالقة في السودان من جهة أخرى ويضيف أنه رغم الضغوط وسع نشاطه ليشمل قضايا اللجوء والسلام ومناهضة الكراهية.
وعلى الرغم من غياب المواكب السلمية إلا أن أحمد يقول إنه وجد في العالم الرقمي منبرا جديداً للنضال حيث انخرط في العمل عبر الحملات الإعلامية عبر الإنترنت لموقفه الرافض للحرب ويشير إلى أنه عمل في حملة لمناهضة خطاب الكراهية معتبرا إياه أحد أخطر أسباب استمرار الحرب الحالية.
ومن خلال حديثه لم يكن أحمد يروي مجرد تفاصيل شخصية بل يوجه رسالة لأقرانه قائلا على الشباب في المنافي أن يستثمروا أوقاتهم فيما ينفع ويضيف في رسالته و جب عليهم ألا يضيّعوا الوقت لأن العالم يمضي بوتيرة سريعة والشيء الوحيد الذي يجعلك واقفا هو الشهادة والمعرفة لأنها الأسلحة الحقيقية.
وفي ختام حديثه أطلق الشاب رسالة مؤثرة قائلا “إن الحرب لم تأت إلينا سوى بالخراب والدمار ولا بد من إيقاف خطاب الكراهية والعودة إلى تحكيم صوت العقل لأن السودان بحاجة إلينا لتعميره لا دفنه بالحرب”، وقصة الشاب أحمد ليست استثناء بل صورة مصغرة لواقع آلاف الشباب السودانيين الذين حملوا شعلة الثورة ثم وجدوا أنفسهم في المنافي هم ليسوا ضحايا فقط بل فاعلون يصنعون الأمل.
الوسومالثورة الحرب المنفى الهروب شاب سوداني كمبالا يوغنداالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الثورة الحرب المنفى الهروب شاب سوداني كمبالا يوغندا
إقرأ أيضاً:
المعاصرة: المسار والخيار.. مشاتل التغيير (18)
في التفاتة عميقة للشيخ الجليل "محمد متولي الشعراوي" في خواطره القرآنية حول "سورة العصر" وافتتاحها بالقسم بـ"العصر"؛ يؤكد أن القسم المراد به العصر الزمني وليس مجرد وقت العصر صلاة وعبادة". ولعل هذه الالتفاتة تشير إلى الرؤية التدبرية للزمن ومقتضياته وبما جرى على ألسنة الناس من كلمة "العصر"، والتي تشير لفهم المسلم لشأنه وزمانه الذي يعيش، وكيف يعي الإنسان مهمته والأمانة التي يحملها حتى لا يقع في دائرة الخسران، والمستثنى من ذلك أهل الإيمان والعمل الصالح ومن واصلو تلك المهمة العظيمة في وسط ينشئ وينشأ من فعل وتفاعل بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر؛ في مهمة ليست باليسيرة ضمن مسيرة عامرة فاعلة كبيرة.
والتفاتة أخرى تقع في قلب التراث من تعبير شاع وكأنه الشعار: "المعاصرة حجاب"، وهو يشير الى أمر يتعلق بعلم اجتماع المعرفة الذي يتعلق بالوسط والبيئة، وهو ينصرف إلى معنيين؛ الأول بعدم أخذ رأي من الند في نده مظنة التحاسد وكأنه يشير إلى قانون قائم على التحرز في استقاء الأحكام ممن تعاصروا في زمن واحد، وشواهد ذلك في التاريخ متعددة ومتجددة، فهذا كان شأن الغزالي والإمام ابن تيمية من حسد وغيرة أصابتا المحيطين بهما من الزملاء والعلماء، إلا أنه من الضروري كذلك أن نشير إلى معنى آخر لا يصح إهماله أو إغفاله ألا وهو أن المنخرط في الحدث قد تغيب عنه أمور يستدركها من هو بعيد عنه نسبيا فيرى ذلك من كافة جوانبه؛ وهو تنبيه منهجي مهم لا يتنافى بحال مع مقولة "أهل مكة أدرى بشعابها" في النظر العام ومعرفة أهل البلاد بطرقها وطرائقها.
وكذا فمن أهم الأمور ملاحظة معنى العصر الذي نعيش فيه بجوانبه وامتداداته، والمعاصرة أي العيش في الواقع المعاصر وتصفح أحواله والزمن الذي نقيم فيه ومقتضياته. ولعل هذا المعنى الأخير هو المقصود في هذا المقام؛ فإن فهم معطيات الواقع وتدبر ما في طياته يشكل معنى مهما في عمليات التغيير والإصلاح وتقع موقعا عمليا في تدبر الوسائل والأدوات المتعلقة بالواقع وبعمليات إصلاحه وتجديده؛ في مشاتل التغيير وخبراته ومسالكه.
ومن هنا يكون مفهوم المعاصرة مظللا كافة المفاهيم الأخرى في النهوض والإصلاح؛ والإحياء والتغيير، ومن هنا يأتي الدفع إلى ثنائيات ارتقت إلى حد الشعار مثل "الجمع بين الأصل والعصر" في عمليات التنزيل في واقع الناس وأرض الميدان، ولذلك يُعد مفهوم المعاصرة الذي يجب أن نتوقف عنده ونتبصر معانيه وكوامنه ومغازيه ومقاصده.
المعاصرة -لفظا ومعنى عربييْن وبعيدا عن السياق الثقافي- مفهومٌ عادي، لا إشكال فيه ولا منه؛ ويعني أن يتواجد ويتعايش اثنان: أن يتعاصرا، أو أن الإنسان يتعاطى مع أحوال عصره استيعابا واستثمارا. ولكن السياق الحضاري الراهن قد جعل من هذه اللفظة وعاء مفهوميّا يحمل العديد من الدلالات المتداخلة؛ بعضها خطر وضرر، وبعضها لبْس وغَرَر، وبعضها الثالث واجب مقرَّر؛ الأمر الذي يفرض علينا التنبّه والتدقيق في النظر إليه واستعماله ونقله ووصله بما يحيط به من شبكة مفاهيم أوسع.
ولا شك أن ألفاظ التعبير عن مفهوم المعاصرة وما يقاربه كثيرة ومتغيرة؛ كالمواكبة، التقدم، التطور، العولمة، الواقعية، الأمر الواقع.. الخ.
والمعاصرة -ومعها حزمة مفاهيم العصرية والعصرنة والعصري وما تقابل بها من حزمة تراثي وتقليدي ورجعي وماضوي وغيرها- من مفاهيم السجال الفكري الكبرى في واقع أمتنا الممتد منذ نحو قرنين، انبثق سجالها أخيرا عن واقع وواجب وادعاء. أما الواقع فهو علو الغرب حضاريا على الشرق والمسلمين واحتلاله بلادهم وامتلاكه لناصية العصر الراهن ومحاولته صبغه بفكره وثقافته وغاياته، وأما الواجب فهو أنه على كل عاقل أن يكون معايشا لعصره وفاقها لواقعه. ولكن ثمة ادعاء أن ثمة تضادا ضروريا بين التراث والعصر؛ أو بين العناية بالتراث وبين المعاصرة؛ الأمر الذي حاول أربابه أن يضفوا على مفهوم المعاصرة انتماء تغريبيا وقطيعة ثقافية عن ذاتنا الحضارية ومقوماتها.
وبالبحث نكتشف أن لمفهوم المعاصرة أصولا مهمة في حضارتنا وأنه -بجذوره وجذوعه وثماره- له في حضارتنا منابع توليد، وخطوط مسير، ومصبَّات تأثير، تكشف مراجعتها عن قيم الحركة الحضارية لهذه الأمة ومقاصدها، وعن سنن التدافع الفكري والواقعي المرتبطة بها في داخلها وفي علاقاتها مع الأمم الأخرى. ولكن اليوم يحيا المفهوم حالة إشكالية تقوم على دعوة لقطيعة -معرفية وانتمائية ومقاصدية مستقبلية- عن حضارة الإسلام ومرجعية المسلمين. إذا، لا تقبع هذه الإشكالية وما تقدمه من دلالات لمفهوم المعاصرة في لفظ "المعاصرة" ذاته ولا في دلالاته اللغوية العربية، بقدر ما تتصل بتطورات الحالة الثقافية والسياسية الراهنة للأمة وأبنائها وخاصة في علاقتهم مع الحضارة الغربية.
يبدو لي أن القيمة العليا التي صارت حاكمة في الثقافة السائدة الآن هي قيمة "العصرية" أو "المعاصرة"، وأن من يتابع السياسات النافذة ومجادلات المتحاورين، يلحظ أن "العصرية" قد صارت أصلا مرجوعا إليه، ومسلمة مبدوءا بها في معالجة الغالب من قضايا المجتمع، وفي الترجيح بين الخيارات، وفيما يرجح أو يستبعد من الحلول. لذلك، فقد آثرتُ أن أعرض لمفهوم المعاصرة، محاولا تحرير المسألة بشأنه، وإثارة الفكر للمناقشة حوله، لتوضيح معانيه وكشف آثاره.
من مجموع ما تقدم، فإن لفظ المعاصرة لا يختلف اصطلاحا عنه لغة، خاصة حين يتعلق بمعنى الوقت والزمن والأحقاب التاريخية. فالمعاصرة إذا هي معايشة العصر وما فيه من إنس وأدوات جديدة وأفكار ومفاهيم وقيم تشكل خصائص هذا العصر البارزة. ونظرا لأن الحالة الحضارية هي أهم ما يصبغ العصر الذي تكون فيه، ويمنحه سَمْته وروحه، فإن أهم دلالات المعاصرة هي معايشة الحالة الحضارية، وعدم الانعزال عنها أو إنكارها. ولا يعني هذا أن يجاري الإنسان معطيات عصره بغير رويّة أو أن يَخضع لها، بل يرى منها ما يناسبه ويحقق مصلحته فيستفيد منه، وما يضرّ به أو يعادي قيمه وكينونته فيواجهه ويقاومه، وحول هذه الفكرة دار السجال الحديث والمعاصر عن المعاصرة.
إننا نعلم أن العصر يعني الدهر أو الزمن، وأنه يُنسب إلى شخص، فيقال: "العصر الفيكتوري" في بريطانيا أو "عصر محمد علي" في مصر، وينسب إلى أسرة حاكمة فيقال: "العصر العباسي"، كما يُنسب إلى ظواهر طبيعية "كالعصر الحجري"، أو إلى ظواهر اجتماعية "كعصر الإصلاح"، و"عصر النهضة" في أوروبا. كما أنه صار ينسب إلى مرحلة تاريخية، كما يقال الآن: "العصر الحديث"، إشارة إلى المرحلة التاريخية التي يحياها العالم اليوم. ونحن في أدبنا الجاري، عندما نشير إلى العصر مجردا من نسبةٍ تخصصه، فغالبا ما نكون نعني "العصر الحديث". وعندما نقول روح العصر، إنما نقصد الإشارة إلى السمة الغالبة على أوضاع المرحلة التاريخية التي نحياها. كما أن ما نعايشه من أوضاع الحاضر نَصفه بالمعاصرة، وعندما يصف أحدنا الآخر بأنه "عصري"، إنما يعني الإخبار بأن الموصوف متلائم مع أوضاع المرحلة التاريخية العالمية الحاضرة، ومتجانس مع ظروفها.
يتداخل مفهوم المعاصرة مع عدد آخر من المفاهيم كما تبين؛ وقد حُمّل هو من دونها بأغراض أيديولوجية وبين-حضارية تضمنت تقديما لحضارة الغرب وتأخيرا لقيمة الحضارة الإسلامية، ودعوة لأخذ الأخيرة من الأولى أخْذ التلميذ من أستاذه. وقد دخلت على الخطِّ ذاته مفاهيم أخرى لتأدية الأغراض ذاتها؛ كالجديد والحديث، والتجديد والتحديث، والتحضر والتمدن، والتقدم والتطور والرقي، وعصر العلم والمعرفة والعقل والتنوير والإبداع والنقد. ولما تحركت الدعوة باتجاه التراث الإسلامي نفسه وعلومه أُبرزت مفاهيم مثل الاجتهاد وإعمال العقل ونبذ التقليد، وكذا مفاهيم الثورة والتمرد والرفض والخروج على المألوف والتقاليد، وهكذا في إطار النعي على القديم والدعوة للأخذ بما أنتجه الغرب باسم التجديد والمعاصرة.
هذا التشابك والاشتباك المفاهيمي يسهل تصنيفه ضمن ثنائية الإسلامية والعلمانية، وعلى هذا جرت أكثر التحليلات المفاهيمية السابقة، وهو تصنيف معبِّر وله وجاهته. ولكن الانتقال من سجال المرجعية إلى سجال الفاعلية -كما تسعى هذه الورقة- يفرض نوعا آخر من التصنيف؛ غايته الانعتاق من الصراعات النظرية إلى التدافع في مجالات الفعل والفاعلية، فإن من رام لأمته الحركة والنهوض ينبغي أن يبحث في واقعها -بما فيه من معارك مفاهيمية وفكرية وعملية- عن لبنات هذه الحركة.
ومن معركة المعاصرة تبين أن تيارا ثالثا شقَّ طريقه عبر النصف الأول من القرن العشرين وتجلى بوضوح أكثر في نصفه الثاني، تمكَّن هذا التيار من بناء معادلة الأصالة المعاصِرة والمعاصرة المؤصَّلة، واجتهد لفرضها وسد الشقة بها بين طرفي الأصالة بغير معاصرة، والمعاصرة بغير أصالة، وقد دُمغ هذا التيار بتهمة التوفيقية التلفيقية، ولكنَّ ردَّه المؤثر لم يأتِ من السجالات النظرية وإلا لوقع فيما يحذر منه، وإنما برز في المنتج الفكري العملي والأثر الواقعي في مجالات: الدعوة والثقافة، وممارسات الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية القُطرية والعابرة للحدود القُطرية.
لعل أظهر ما تضمَّنه خطاب المعاصرة هو الحديث التغريبي عن التراث الذي جُعل بغير حق مقابلا للمعاصرة، وجرت الأقلام بالمناظرة بين معاصرة وتراث. وفيما يؤكد الغرب نفسه على أهمية التراث في تعزيز حركة عصره الراهن، فإنَّ من المتأثرين بالغرب في العالم الإسلامي من يهتفون بضرورة القطيعة المعرفية والسلوكية التامّة مع تراثنا، وهم أنفسهم من يرددون إشادات المستشرقين بأجزاء منه لا لشيء إلا لأنها جاءت من المستشرقين!! وللأسف الشديد فإن بعضا من بني هذا التراث دعوا للانكفاء عليه والاكتفاء به؛ ما أعطى التغريبيين ذريعة للادعاء بأن التراثية ضد العصرية.
هكذا كانت تلك الرؤى التي تتعلق بأحد المفاهيم التي شغلت مساحات من السجال السياسي والأيديولوجي ألا وهو "المعاصرة"؛ والتي اعتمدنا في البيان والفحص والنقد له على متن مهم للمستشار طارق البشري (الحكيم البشري) في كتابه القيم "ماهية المعاصرة"، في سلسلته العميقة ذات النظر الحضاري البصير "المسألة الإسلامية المعاصرة"، متن قيّم استحق قراءة متعمقة من الباحث المقتدر الدكتور مدحت ماهر، والذي أعقبه ببحث ضافٍ حول مفهوم المعاصرة فكفّى ووفّى متتبعا مآلاته الحضارية والنهضوية، فكان الوعي به وارتباطه بمشاتل التغيير أمرا واجبا مقررا في مسيرة حضارية شاملة ونهوض راشد وفعّال.
x.com/Saif_abdelfatah