صحيفة روسية: باريس وواشنطن تخوضان صراعا في الفاتيكان
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
ذكرت صحيفة فيزغلياد الروسية أنه قبل انعقاد المجمع المغلق المقرر في السابع من مايو/أيار لاختيار بابا جديد للفاتيكان، تبنّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب دورا شبيها بدور البابا، في حين حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التأثير على مجريات التصويت المرتقب.
وأضافت الصحفية أليونا زادوروجنايا في تقريرها أن انتخاب رأس الكنيسة الكاثوليكية قد تحوّل إلى معركة سياسية وأيديولوجية سيُحدد من خلالها المسار المستقبلي للكاثوليك في مختلف أنحاء العالم.
وتضيف الكاتبة أن الرئيس ترامب نشر عبر منصة "تروث سوشيال" صورة تم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي، يظهر فيها مرتديا الزي البابوي وجالسا على عرش مذهب.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات سابقة لترامب، قال فيها مازحا إنه قد يتولى منصب بابا الكنيسة الكاثوليكية بعد وفاة البابا فرانشيسكو.
البابا القادموتابعت بأن فرنسا وإيطاليا تشهدان نقاشا واسعا بعد تقارير نشرتها صحيفة لوموند، تفيد بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سعى للتأثير على انتخاب البابا القادم.
وقد أثيرت الشكوك بعد لقائه مع ممثلين عن حركة سانت إيجيديو الكاثوليكية. ووفقا لما ذكرته الصحيفة، فإن الكاردينال الإيطالي ماتيو تسوبي يُعد المرشح الأبرز لهذه الحركة، وهو معروف بمواقفه التي تختلف عن توجهات رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني.
إعلانونقلت الصحيفة عن الباحث في الشؤون الأميركية مالك دوداكوف قوله إن انتخاب أي بابا للفاتيكان لا يعد حدثا دينيا فحسب، بل هو أيضا حدث سياسي بامتياز.
وأضاف دوداكوف أنه نظرا لوجود العديد من الكاثوليك في إدارة ترامب، يرغب البيت الأبيض في رؤية بابا على رأس الكنيسة يحمل آراء محافظة يمينية. من بين هؤلاء المرشحين، على سبيل المثال، الكاردينال من الولايات المتحدة ريموند بيرك، والكاردينال من المجر بيتر إيردي.
ويقول دوداكوف إنه بالنسبة لماكرون وغيره من ممثلي النخب الأوروبية، فإن البابا المفضل لديهم هو الذي يدافع عن الأجندة الليبرالية، يحمل نفس توجهاتهم.
اهتمام كبيرونسبت الكاتبة إلى الباحث توضيحه أن انتخابات البابا الجديد تحوّلت "بشكل غير متوقّع إلى ساحة للصراع السياسي بين السياسيين الغربيين أنفسهم، وهذا يحدث لأول مرة منذ سنوات طويلة. وكانت المرة الأخيرة التي أبدى فيها القادة الأوروبيون اهتماما كبيرا بشخصية البابا في القرن الـ19، أما بالنسبة لرؤساء الولايات المتحدة، فلم تكن المجامع البابوية يوما حدثا ذا أهمية".
وبحسب الخبير في الشؤون الدينية رومان لونكين فقد منحت الانتخابات الحالية فرصة جيدة لتصفية الحسابات بين معسكرين أيديولوجيين: المحافظين والنيوليبراليين.
وأكد لونكين أن الرئيس الأميركي ترامب مهتم بتنصيب بابا محافظا، أو على الأقل لا ينتقد الترامبية والشعبوية كما فعل البابا فرانشيسكو.
غير أنه يضيف: "ومع ذلك، كما في حالة الانتخابات في كندا، قد تؤدي الدعاية الذاتية العدوانية لترامب إلى تأثير عكسي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صراع عمالقة.. من يهيمن على ذكاء الصين؟
يشهد سوق الذكاء الاصطناعي في الصين احتدامًا غير مسبوق في المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا مثل "بايدو"، و"علي بابا"، و"تنسنت" -المعروفة مجتمعة باسم "بات"- إلى جانب صعود شركات واعدة كـ"بايت دانس"، و"هواوي"، و"ميتوان"، و"بيندودو"، وفق ما تناولته مجلة "إيكونوميست" في تقرير تحليلي حديث.
ووفقًا للتقرير، سجلت شركة "بايدو" نموًا لافتًا بنسبة 42% في إيرادات خدمات الحوسبة السحابية خلال الربع الأول من عام 2025، متجاوزة توقعات المحللين.
وفي اليوم ذاته، نظّمت "تنسنت" مؤتمرًا خاصًا بالحوسبة السحابية أعلنت فيه عن ترقية كبرى لمنصتها وخفض في الأسعار، بينما كشفت "علي بابا" في اليوم التالي عن توسعها العالمي المرتقب لتوفير خدماتها السحابية في عشرات الدول.
3 جبهات للمعركة: البنية التحتية والنماذج والتطبيقاتويشير التقرير إلى أن سوق الحوسبة السحابية في الصين سيتجاوز 50 مليار دولار هذا العام، ويرتفع إلى 80 مليارا بحلول عام 2027، مدفوعًا بشكل أساسي بطلب متزايد على الذكاء الاصطناعي.
ورغم احتفاظ "علي بابا" بالريادة، فإن منافسيها يحققون تقدما ملحوظًا، حيث وسّعت "بايت دانس" خدمات "فولكينو إنجن" بسرعة منذ إطلاقها عام 2020، بينما تستحوذ "هواوي" على حصة متزايدة من خلال استهداف الشركات الحكومية التي تثق بها أكثر من شركات الإنترنت الخاصة.
وطورت كل من شركات "بات" نماذجها الخاصة بالذكاء الاصطناعي لجذب العملاء، رغم التحديات التي طرحتها شركات ناشئة مثل "ديب سيك" التي أطلقت نماذجها مجانًا. وتركز شركة "بايدو" على سبيل المثال على استقطاب شركات الروبوتات من خلال نموذج متعدد الوسائط يجمع بين اللغة والرؤية.
إعلانأما في سوق التطبيقات، فإن "تنسنت" تبدو الأكثر تهيّؤًا بفضل تطبيقها "وي تشات" الذي يضم 1.4 مليار مستخدم نشط ويحتوي على ملايين التطبيقات المصغّرة. وبدأت الشركة بدمج مزايا ذكاء اصطناعي تشمل البحث وتوليد الصور، وتعمل حاليًا على تطوير خدمات "وكيلة" تنفذ مهام نيابة عن المستخدم. وتعوّل الشركة على قاعدة مستخدميها الواسعة لمنحها الأفضلية.
ومن جهتها، تستفيد "علي بابا" من قاعدة بياناتها الواسعة في التجارة الإلكترونية لتحسين توصيات المنتجات وجذب المعلنين. بالمقابل، تواجه "بايدو" تحديات بسبب تآكل قاعدة مستخدميها، إذ إن روبوت الدردشة "إرني" المجاني يقوّض أعمال البحث، مما أدى إلى تراجع إيرادات الإعلانات بنسبة 6% في حين حققت "تنسنت" نموًا بنسبة 20%.
وتوقّع التقرير أن تؤدي المنافسة الشرسة إلى تراجع الهيمنة التقليدية لـ"بات". فـ"بيندودو" التي تنافس "علي بابا" في التجارة الإلكترونية تطور نماذجها، وكذلك "ميتوان" التي تحولت من خدمة توصيل طعام إلى تطبيق شامل.
أما "هواوي" فبفضل قاعدة مستخدميها الكبيرة في الهواتف الذكية والأجهزة، تملك فرصة لنشر خدمات ذكاء اصطناعي مخصصة.
لكن التهديد الأكبر وفقًا للتقرير يأتي من "بايت دانس"، التي لا تملك فقط بيانات دقيقة حول سلوك المستخدمين على "تيك توك" و"دوين"، بل أيضًا تمتلك وجودًا عالميًا يمكّنها من الوصول إلى الكفاءات والرقائق الإلكترونية بسهولة أكبر، وهو ما يمنحها أفضلية في سباق الذكاء الاصطناعي.
ويختم التقرير بالقول إن المعركة الحقيقية على الذكاء الاصطناعي في الصين بدأت للتو، وقد تغيّر موازين القوى في عالم التكنولوجيا الصيني بشكل جذري خلال السنوات القليلة المقبلة.