سودانايل:
2025-08-15@10:09:52 GMT

مفاهيم الطبقة الاجتماعية والمركز والهامش (٢/٢)

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

بقلم: تاج السر عثمان

١
اشرنا سابقا إلى أن مفهوم المركز والهامش مضلل ويغبش الوعي الطبقي للكادحين، فضلاً عن أنه يخدم مصالح الفئات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة في الهامش للتطلع للثراء والسلطة، لأنه في مركز العالم الرأسمالي نفسه وعلى مستوى كل دولة يوجد استقطاب طبقي حاد مثال : تشير الإحصائيات عام ٢٠٠٧ في امريكا أن طبقة الأثرياء (العليا) والتي تشكل 1% من السكان تملك 40% من ثروة الأمة؛ أما الطبقة الفقيرة والتي تشكل 80% تملك 7%، وهذه الأغلبية المهمشة من العاملين بأجر يتعرضون للاستغلال الرأسمالي وتستحوذ الطبقات الرأسمالية أو الشركات المتعددة الجنسيات على فائض القيمة منهم، إضافة للمهمشين من العطالة والمهمشين من الأقليات والنساء.


وفي دول الهامش أو الدول المتخلفة هناك استقطاب طبقي حاد، حيث تستحوذ أقلية على الثروة والسلطة وتعيش الأغلبية في فقر مدقع (على سبيل المثال في السودان 5% يستحوذون على 88% من الثروة).
كما أن الحديث عن مناطق مهمشة في السودان مضلل أيضاً إذ نجد في المناطق المهمشة فئات لها مصالح مع القوى الحاكمة في المركز تتكون من: الزعامات القبلية والإدارة الأهلية، وكانت مشاركة في السلطة المركزية منذ الاستقلال، وأصحاب المشاريع وملاك الثروة الحيوانية، بينما الأغلبية في المناطق المهمشة تعيش في فقر مدقع وتتكون من فقراء المزارعين والرعاة.
إذن من المهم الفرز والتحليل الطبقي في كل حالة والصراع ضد كل أشكال الاضطهاد الطبقي والإثني والقومي والعنصري والجنسي.
٢
لعب نظام الإنقاذ دوراً كبيراً في تعميق انفجار الحركات في المناطق المهمشة، نتيجة للتهميش الديني والثقافي واللغوي، كما أشرت في مؤلفي "قضايا المناطق المهمشة، الشركة العالمية 2014، الشركة العالمية ٢٠١٤"
كما أن بعض الحركات في المناطق المهمشة أو الإقليمية والجهوية التي رفعت شعار النضال ضد التهميش، والصراع بين المركز والهامش، أصبحت جزءا من المركز الحاكم كما في حركات جوبا، أما الدعم السريع فاصلا جاء تكوينه بطلب من المركز الحاكم لحماية نظام البشير، وراكم ثروات من نهب وتصدير الذهب والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وممتلكات. الناس، ومن الميزانية المفتوحة من حكومة البشير، ومن دعم دول الاتحاد الأوروبي له لمنع الهجرات اليها، ومن التجارة. الخ ، وشارك في الابادة الجماعية وقمع المواكب السلمية مثل: الابادة الجماعية في دارفور ٢٠٠٣، وهبة سبتمبر 2013، ومجزرة فض الاعتصام. الخ، بالتالي لا يعقل ان يكون ضد التهميش، ومع العلمانية والديمقراطية. كما في تحالفه في " تأسيس".
٣
بعد ثورة ديسمبر 2018 تم التوقيع على اتفاق (جوبا) مع اللجنة الأمنية، وتحولت لمحاصصات، وبعد الحرب شاركت حركات الي جانب حكومة الأمر الواقع، وجزء منها شارك في تحالف تأسيس، الخ، ولم يتم تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها لترقية مناطقها وتوفر لها خدمات: التعليم، الصحة المياه، الكهرباء، وتفجير الفائض الاقتصادي الكامن فيها لنقلها من حالة البؤس والشقاء إلى حالة معيشية واقتصادية واجتماعية أرقى. والنظرة الشاملة للتطور المتوازن للسودان ككل، والتي تتطلب الرؤية الشاملة غض النظر عن قبائلهم أو أديانهم أو ثقافاتهم. وحتى على مستوى الإقليم المعين لم يتم الأخذ في الاعتبار مصالح كل القبائل والمجموعات السكانية التي تقطن هذا الإقليم، لا استعلاء مجموعة قبلية معينة تعيد إنتاج الأزمة على مستوى الإقليم المعين، مما أدى لتجدد النزاعات ورفض الاتفاقيات الجزئية التي تحولت لمحاصصات ومناصب بعيداً عن هموم ومشاكل جماهير تلك المناطق. إضافة لمشاركة حركات جوبا والدعم السريع مع اللجنة الأمنية ومليشيات الكيزان في انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 الذي أعاد التمكين، وتراجع عن الحكم المدني الديمقراطي والوثيقة الدستورية، رغم عيوبها، مما قاد إلى الحرب اللعينة الجارية حاليا بهدف السلطة والثروة وتصفية الثورة. فكيف بعد ذلك يتم ضمان التزام الدعم السريع المرتبط بالمحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب بهدف نهب ثروات البلاد، في قيام دولة ديمقراطية، وضمان حق تقرير المصير، كحق ديمقراطي، يتطلب حرية الارادة كما تتصور الحركة الشعبية شمال - الحلو.
٤
طبيعة السلطة الحاكمة لا يتم تحديدها على أساس اثني، ولكن تتحدد على أساس المصالح الطبقية التي تعبر عنها، فالمركز الحاكم الحالي وعلى المستوى الطبقي والسلطوي يضم فئات متباينة إثنياً، ولكن توحدها المصالح الطبقية والتي أفقرت الكادحين في كل السودان. فالاستغلال الطبقي الرأسمالي لا تتغير طبيعته سواء كان أفراد المركز من إثنية شمالية أو من دارفور أو الشرق أو جبال النوبا. الخ.
وأخيرا، القضية العاجلة هي وقف الحرب واستعادة مسار الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع وكل المليشيات من السياسة والاقتصاد، وقيام الحكم المدني الديمقراطي، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الانسانية، وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن العرق أو اللون أو العقيدة أو الفكر السياسي اوالفلسفي، وتحقيق التنمية المتوازنة، وضمان وحدة البلاد من خلال تنوعها، وحماية السيادة الوطنية.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الشيباني: سوريا تمر بوقت دقيق بعد سنوات الحرب التي أثرت على كل بيت في البلاد ولا يمكننا الحديث عن المستقبل دون الحديث عما جرى في عهد النظام البائد والدمار والمعاناة التي لحقت بملايين السوريين

2025-08-13najwaسابق لقاء وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات بوزير الخارجية التركي في أنقرة انظر ايضاً لقاء وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات بوزير الخارجية التركي في أنقرة

آخر الأخبار 2025-08-13الشيباني: سوريا تمر بوقت دقيق بعد سنوات الحرب التي أثرت على كل بيت في البلاد ولا يمكننا الحديث عن المستقبل دون الحديث عما جرى في عهد النظام البائد والدمار والمعاناة التي لحقت بملايين السوريين 2025-08-13فيدان: حريصون على إقامة علاقات إستراتيجية مع سوريا وندعو إلى دعم الدولة السورية في جهودها لبناء سوريا جديدة تحقق مصالح الشعب السوري بجميع أطيافه 2025-08-13فيدان: ندعم استقلال سوريا وسيادتها والحفاظ على وحدة أراضيها ونحن متفائلون بإيجاد حلول جذرية لجميع المشاكل التي تواجهها شرط عدم التدخل في شؤونها الداخلية وخاصة من قبل الذين يريدون نشر الفوضى 2025-08-13فيدان: هناك مساع إسرائيلية من أجل إضعاف سوريا وخلق أجواء من الفوضى فيها وهذا مرفوض وسيكون له تأثير على دول المنطقة بأكملها 2025-08-13فيدان: نعمل مع سوريا على وضع حلول للمشاكل التي تواجهها في هذه المرحلة بهدف القضاء على المؤامرات وتذليل العراقيل وتطوير جميع المجالات وفي مقدمتها الاقتصاد لخلق أجواء مناسبة لعودة اللاجئين 2025-08-13فيدان: علاقات سوريا مع دول المنطقة بما فيها تركيا حققت قفزات نوعية خلال الأشهر الماضية رغم وجود بعض المنزعجين من تنمية سوريا ومساعيهم لإثارة المؤامرات 2025-08-13بدء المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان في العاصمة التركية أنقرة 2025-08-13تمديد تسجيل المقبولين في مفاضلات الدراسات العليا وملء شواغر الطب في الجامعات السورية حتى الـ 11 من أيلول 2025-08-13وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات يلتقون وزير الخارجية التركي في مقر الخارجية بأنقرة 2025-08-13محاضرة نوعية حول العلاج الشعاعي للأمراض الجلدية في نقابة أطباء حلب

صور من سورية منوعات اكتشاف قطع أثرية تعود إلى 50 ألف عام في السعودية 2025-08-12 بطل الجرافة… شاب صيني ينقذ أكثر من 100 شخص من الفيضانات بجرافته 2025-08-12
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الشيخ : الحرب الاقتصادية التي يشنها الاحتلال لا تقل خطوة عن العسكرية
  • قمة ألاسكا.. ما المساحة التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا ؟
  • القاهرة بعد مائة يوم.. ماذا قالوا عن مصر؟
  • تعرف على المناطق التي سجلت أعلى نسبة في كمية الأمطار الهاطلة وتوقعات الطقس للساعات القادمة
  • الشيباني: سوريا تمر بوقت دقيق بعد سنوات الحرب التي أثرت على كل بيت في البلاد ولا يمكننا الحديث عن المستقبل دون الحديث عما جرى في عهد النظام البائد والدمار والمعاناة التي لحقت بملايين السوريين
  • الطبقة المتوسطة تدفع موجة استهلاك عالمية غير مسبوقة
  • الأربعاء .. المركز اللاهب للكتلة الهوائية اللاهبة يتموضع بالقرب من المملكة
  • قتل الشاهد.. الجريمة التي تُضاعف جريمة الحرب
  • برنامج تعاون بين "كاوست" والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية لحماية النظم البيئية البحرية وضمان استدامة الاقتصاد البحري
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم “حماس” بعد كل الضربات التي تلقتها؟