البابا تواضروس يزور مدرسة القديس ساڤا وكنيسة العذراء في صربيا.. تفاصيل
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
زار قداسة البابا تواضروس الثاني، أمس، مدرسة القديس ساڤا اللاهوتية في بلجراد، حيث كان في استقباله إلى جانب القس رادومير فروشينيتش عميد المدرسة، نيافة المطران إيلاريون الأسقف المساعد لبطريرك صربيا، وعدد كبير من أساتذة المدرسة وطلابها.
رحب عميد المدرسة بقداسة البابا، قائلاً: "مرحبًا بكم يا قداسة البابا في أقدم مدرسة ثانوية في مدينة بلجراد، معهد القديس ساڤا اللاهوتي.
ولفت إلى أن المدرسة سعت طوال تاريخها إلى البحث عن الحقيقة وفهم العالم في عالم مليء بعدم المساواة، والعنف، والهجرة القسرية، والتمييز، والفقر، وظلت ركيزة ثابتة للروحانية والثقافة والعلم. فخرجت منها عقول عظيمة شهدت للإيمان بالقيامة، إيمان يبدد الخوف ويعطي رجاء وسط المعاناة.
سماع صوت اللهووجه حديثه إلى قداسة البابا قائلاً: "قداسة البابا إن محاضرتكم اليوم تمثل بناء جسر آخر من الانفتاح الصادق والمحبة الأخوية بين الكنيسة الأرثوذكسية الصربية والكنيسة الأرثوذكسية القبطية. مرحبًا بكم في معهد القديس سافا، ويسرنا أن نعطيكم الكلمة".
ثم ألقى قداسة البابا محاضرته والتي جاءت بعنوان: "الجهاز الروحي للإنسان المسيحي"، فبدأها بقوله: "أفرح أن أكون معكم في هذا المكان العريق، وأتحدث مع شباب يبني المستقبل مثلكم. أود أن أحدثكم عن الجهاز الروحي للإنسان المسيحي، من الناحية الروحية، يتكون الجهاز الروحي من ثلاث مكونات: الأذن، والعين، والقلب"
(١) الأذن: وهي عضو خارجي وداخلي، وليس المهم ما نسمع أو من نسمع، بل كيف نسمع.
- السمع يأتي من فضيلة اسمها الطاعة، وهي كلمة محبوبة تمثل حياة الإنسان الناجح. يقول الكتاب المقدس: هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا (لو ٩: ٣٥).
- هناك أناس يسمعون ولا يفهمون: مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ (مت ١٣: ١٣).
- أمثلة لمن سمعوا صوت الرب بإصغاء وانفتاح قلب: موسى النبي (في العليقة)
القديس أنطونيوس (في الإنجيل) القديس أغسطينوس (في سيرة أنطونيوس).
وحدد قداسته سبعة مجالات لسماع صوت الله، وهي:
١- صوت الضمير: اجعل ضميرك حيًا مستيقظًا، اسمعه في أوقات الهدوء لا الضوضاء.
٢- صوت الوصية: عبر القراءة المنتظمة لكلمة الله.
٣- صوت المرشد الروحي: من خلال الاعتراف وجلسات التدبير الروحي.
٤-صوت الطبيعة: الزلازل، الأوبئة، الكوارث، رسائل سماوية للتوبة.
٥- صوت الحياة: أحداث وقصص الآخرين.
٦- صوت الكنيسة: عبر الآباء والتقليد الشفهي.
٧- صوت الآخر: الله يتكلم من خلال المحيطين بك.
(٢) العين: وهي عضو النور لدى الإنسان
- العين البسيطة تنير الجسد: "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ" (مت ٦: ٢٢ - ٢٣) العين البسيطة تنير الجسد، والشريرة تظلمه. البصر للعين الخارجية، البصيرة للداخلية. إبليس أغوى حواء بثمرة شهية للنظر، داود نظر فسقط.
- العين النقية ترى بطريقة الأمور بشكل صحيح: "وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ" (مز ١٩: ٨).
كيف تحصل على عين نقية؟!
١- مطالعة وجه المسيح: في الصلاة والأسرار.
٢- مطالعة الإنجيل: بالقراءة والتأمل.
٣- مصاحبة القديسين: بأسمائهم وسيرهم.
٤- مشاهدة المقدسات: بالزيارات والخلوات.
٥- خدمة المحتاجين: افتقاد الأيتام والأرامل.
(٣) القلب: هو عضو الحياة، مركز المحبة والمعرفة الإلهية.
- القلب النقي يعاين الله: "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت ٥: ٨). نقاوة القلب تتحقق بالصحبة الجيدة، القراءات الجيدة، المشاهدات الجيدة، السماعات الجيدة.
- إن كنت تريد قلبًا نقيًا، ادخل أعماق نفسك، صل بندم، ارتم في أحضان الكنيسة، واجعل النقاوة هدف حياة. اجعل قلبك مختونًا: إذا رأيت حقدًا، حسدًا، شهوة، اطردها فورًا، ليبقى قلبك نقيًا يعاين الله هنا وفي الأبدية.
بعد المحاضرة، أجاب قداسة البابا عن أسئلة الطلاب حول سلطان الله في صوت الطبيعة، والتعايش الجماعي، والتوازن بين الإصغاء للآخر وهمسات الضمير، قائلاً: الله له سلطان على كل الخليقة، أصغر خلية وأعظم كوكب. الكنيسة هي المكان حيث يجد الإنسان الحرية والخلاص، فهي بيت الخلاص الوحيد، حيث جسد المسيح ورأسه. التوازن يتحقق بمحبة الله المنسكبة في قلوبنا، وبالصلاة والوصية، وبحياة الطاعة والمحبة.”
واختتم اللقاء بكلمات شكر وتقدير لقداسة البابا، وسط تصفيق الطلاب والأساتذة، الذين عبروا عن امتنانهم لهذه الزيارة التاريخية، وللمحاضرة التي وصفوها بأنها علامة محبة وتواصل بين الشعبين والكنيستين.
كان قداسة البابا تواضروس قد زار كنيسة ميلاد السيدة العذراء مريم بحي زيمون، حيث كان في استقباله نيافة المطران إيلاريون، الأسقف المساعد لبطريرك صربيا، وعدد من الآباء الكهنة، في لقاء ساده المحبة، واطلع قداسته خلال الزيارة على تاريخ الكنيسة العريق وطرازها المعماري المميز.
يأتي هذا في إطار زيارة قداسة البابا لصربيا ضمن جولته الرعوية الحالية بإيبارشية وسط أوروبا التي بدأها يوم ٢٥ أبريل الماضي، حيث تعد زيارة صربيا المحطة الثالثة من محطات جولة قداسته بالايبارشية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني الكنيسة الأرثوذكسية البابا تواضروس قداسة البابا
إقرأ أيضاً:
البابا ليو الرابع عشر يستقبل لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية 2026
التقى البابا ليو الرابع عشر، بابا الكنيسة الكاثوليكية، يوم الخميس في الفاتيكان، لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوّة الإنسانية 2026، حيث ناقش مع أعضائها الحاجة الملحّة لاتخاذ خطوات عملية لتعزيز مبادئ الأخوّة الإنسانية، والدور الذي تضطلع به الجائزة في إظهار أن «كل إنسان، وكل دين، مدعوٌّ إلى دعم الأخوّة الإنسانية وترسيخها».
جامعة المنصورة تختتم فعاليات الموسم الثالث للتعاون مع الأزهر الشريف فوز جامعة الأزهر ضمن التحالفات القومية في المبادرة الرئاسية “تحالف وتنمية”
واستعاد قداسته لحظة تأسيس الجائزة عقب توقيع «وثيقة الأخوّة الإنسانية» من قِبل قداسة البابا الراحل فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وهي الوثيقة التي حظيت بدعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة «حفظه الله»، مؤكدًا في هذا الإطار أن جائزة زايد للأخوّة الإنسانية تُجسّد إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيّب الله ثراه"، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأعرب البابا ليو الرابع عشر عن سروره بلقاء أعضاء اللجنة، قائلاً إنهم «يوظِّفون مواهبهم ورؤيتهم وقناعاتهم الأخلاقية في خدمة قضية سامية تتمثّل في تعزيز الأخوّة الإنسانية»
وتجتمع لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوّة الإنسانية، الجائزة العالمية المستقلة التي تُكرّم الأفراد والمنظمات التي تعمل بإيثارٍ وبلا كللٍ من أجل ترسيخ قيم الأخوّة الإنسانية وإحداث نقلات نوعية نحو التعايش السلمي، في روما في إطار التقليد السنوي الذي تُجري خلاله اللجنة اجتماعاتها في مدينة أو أكثر من مدن العالم.
وتضم لجنة تحكيم الجائزة في دورتها السابعة 2026 كلٌّ من: معالي شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي السابق ورئيس وزراء بلجيكا الأسبق، ومعالي موسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السابق ورئيس وزراء تشاد الأسبق، والسيدة كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومعالي سعيدة ميرزيوييفا، رئيسة الإدارة الرئاسية في جمهورية أوزبكستان، ونيافة الكاردينال خوسيه تولينتينو دي ميندونسا، رئيس دائرة الثقافة والتعليم في الكرسي الرسولي، وسعادة المستشار محمد عبدالسلام، أمين عام جائزة زايد للأخوة الإنسانية.
وعقِب الاجتماع، قال سعادة المستشار محمد عبدالسلام: "منذ بداية حبريته، تعهّد قداسة البابا ليو الرابع عشر بدعم رسالة الأخوّة الإنسانية. وخلال لقائنا اليوم، جدّد قداسته هذا الالتزام، مؤكّدًا القناعة المشتركة بأن جائزة زايد للأخوّة الإنسانية أضحت منصة عالمية مؤثرة في خدمة الإنسانية، ورسالة متجددة تُذكّرنا بقدرتنا الجماعية على الإسهام في بناء عالمٍ أفضل.
وقد تشرفنا كثيرًا بما عبّر عنه قداسته من تشجيع للاستمرار في خدمة الإنسانية بالأعمال الخيرة وتعزيز الأخوة بين الناس ومواجهة الكراهية، في وقتٍ تواجه فيها الإنسانية تحديات جسيمة".
فيما قالت السيدة كاثرين راسل: "أكّد لقاؤنا اليوم مع قداسة البابا ليو الرابع عشر الأولويات التي نعتزّ بها في لجنة التحكيم من حماية الفئات الأكثر ضعفاً، وخاصة الأطفال، وصون بيتنا المشترك، وبناء الجسور في عالم منقسم."
فيما قال نيافة الكاردينال تولينتينو: "يجسّد اجتماع اليوم الروح التعاونية والدينية المشتركة التي تقوم عليها جائزة زايد للأخوّة الإنسانية، والتزام الكرسي الرسولي الراسخ بالقيم التي تنص عليها وثيقة الأخوّة الإنسانية والرسالة البابوية كلنا أخوة."
وأضاف معالي شارل ميشيل قائلًا: "ذكّرنا لقاؤنا بقداسة البابا ليو الرابع عشر بالرسالة الخالدة لوثيقة الأخوّة الإنسانية التي تدعوا إلى تبنّي ثقافة الحوار دربًا، والتعاون المشترك سبيلًا، والتعارف المتبادل نهجًا وطريقًا".
وقال معالي موسى فكي محمد قائلًا: "كان شرفًا كبيرًا لنا أن نلتقي قداسة البابا ليو الرابع عشر في نقاش أعاد التأكيد على التزامنا المشترك بالسلام وكرامة الإنسان والتضامن بين الأديان في أوروبا وإفريقيا وفي مختلف أنحاء العالم."
وقالت معالي سعيدة ميرزييوييفا: "شكّل لقاؤنا اليوم مع قداسة البابا ليو الرابع عشر تجديدًا لإيماننا بمستقبل أكثر إشراقًا؛ مستقبلٍ يكون فيه كل إنسان عضوًا مُقدّرًا في الأسرة الإنسانية الكبرى، ويُصان فيه كل طفل، وتُمكَّن فيه كل امرأة، وينهض فيه كل مجتمع بقيمة التراحم."
وعقِب زيارة قداسة البابا ليو الرابع عشر، عقدت لجنة التحكيم اجتماعات حضورّية في روما، راجعت خلالها الترشيحات المقدمة للدورة السابعة للجائزة، تمهيدًا لاختيار المكرّم/المكرّمين بالجائزة في دورتها لعام 2026.
وسوف يحصل المكرّم/المكرّمون الذين تم اختيارهم على جائزة مالية قدرها مليون دولار أمريكي، كما سيُكرمون في حفل يُقام في أبوظبي في 4 فبراير 2026، الذي يتزامن مع اليوم الدولي للأخوّة الإنسانية الذي أقرته الأمم المتحدة، إحياءً لذكرى توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها كل من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين والراحل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، في أبوظبي يوم 4 فبراير 2019.
وقد التقت لجنة تحكيم الجائزة يوم الثلاثاء الماضي في القاهرة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في إطار جدول أعمال زيارتها إلى جمهورية مصر العربية، والتي شملت عددًا من الاجتماعات الحضورية المباشرة لمناقشة الترشيحات الواردة للجائزة في نسختها السابعة 2026، بالإضافة إلى عدد من الفعاليات والزيارات الميدانية، من بينها زيارة الجامع الأزهر، والمتحف المصري الكبير، وعدد من المؤسسات الدينية والثقافية الأخرى في القاهرة.