لجريدة عمان:
2025-12-14@20:39:50 GMT

الهُوَ والأنا .. حكاية الوادي الأعلى

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

الهُوَ والأنا .. حكاية الوادي الأعلى

من مقولة ابن خلدون «الإنسان ابن بيئته»، وفي محاولة لتبادل المعنى والرمزية؛ فإن الأرض لها من الإنسان الشيء الكثير، فماذا لو كانت الأرض التي نحياها ذاتًا حيّة تحمل من الصفات الإنسانية الكثير؟ ولسنا بذلك نقصد التركيب الخارجي أو تلك السلوكيات المكتسبة، بل نعود إلى ما هو أبعد من ذلك وأعمق، الذات الإنسانية كتفاعلات ما بين (الهُوَ والأنا والأنا الأعلى)، وليس لنا في هذا المقام سوى أن نعبر عليها عبورًا يسارع بنا لربطه بالأرض، فماذا لو كانت أرضنا ذاتًا بشرية؟ فحسب فينومينولوجيا الأشياء، تلك الكيانات التي نحسبها جامدة حولنا تعكس تجربتنا الشعورية حين النظر إليها.

فما بين الهو الذي يعبّر عن أصالة تكويننا، والذي يسير بنا باتجاه يجعله بيولوجيًا جينيًا، والأنا التي تجعلنا نعي ما نحن عليه، والأنا الأعلى التي تجعلنا نرجع إليها كلّ حين لتُلقي لنا بأحكامها المُثلى، ذلك هو الإنسان بتكوينه العميق، فلو كانت الأرض كمثل تلك النفس الإنسانية بأبعادها الثلاثة، فما هو الهو والأنا والأنا الأعلى على نحو يُحاكي جيولوجيا الأرض التي نحياها؟

أنا والأنا الأعلى، أنا والوادي الأعلى، في قرية لو لم تُخلق نائية لنأت عن العبثية، وإن لم تكن تبعد مسير ٣٠ كيلومترًا عن الولاية الأم (بهلا)، لتدفقت عبر عين وضّاح، ولتربّعت عرش برج الريح، إلا أنها نأت بكلّ ذلك، فكانت «وادي الجلال والجمال»، ولو لم تُخلق على سفح جبل الكور لاتكأت عليه، ذلك الجبل في تشكيلته من قمم جبال الحجر الغربي، وتتأرجح بينه محافظتا الداخلية والظاهرة، ولو لم تُخلق بوادٍ يَجري منسلًا عبرَ شعابها، التي تعبر تلك الجروف الصخرية، تتلمّس الطريق عبر الالتواءات والانحناءات، لكانت الآن تتسلّل لها وديان الأراضي المحيطة لتطمئن على سطحها، ولو لم تلتحف رداء أخضر بعشبها وشجرها، لأحضرت الطيور البذور بذرة بذرة، لتعرف أنها هي الأرض الملائمة لتكون سفحًا ندِيًا يُشِعّ بتدرجات الأخضر.

الوادي الأعلى، باعتبارها أرضًا بإسقاطات مبتكرة لكاتب امتهن الحنين قبل الكتابة، يجد فيها الذات الإنسانية حاضرة في مقوماتها الثلاثة الأساسية، في جبل الكور والسفوح الخضراء، والوادي المنساب عبر انحدارات التكوينات الصخرية، وبإسقاطات أكثر تفصيلًا، فذاك الجبل يبدو كـ(الأنا الأعلى)، يلتفت لك على الدوام وأنت تناظر قممه نادرًا، ليوحي لك بالقمم التي عليك أن تصل إليها بإنسانيتك، وإني لأذكر بذلك حديث أحد متسلقي الجبال حين سُئل حول ما يفتنه بتسلّق الجبال رغم وعورتها، دونًا عن كل الرياضات الأخرى، ليقول: «هي القمم التي تصعدها فتُخبرنا أننا سنصل إلى القمة على الدوام، وعلى الدوام هناك قمم».

أما تلك السهول الخضراء المسيّجة بتعريشات أشجار الحناء، فهي وعينا بكل شيء حولنا (الأنا)، بما في ذلك الجبل والوادي، ليكون الوادي هادرًا متدفقًا، معبّرًا عن (الهو) الذي يُغذّي إنسانيتنا مرة بعد مرة، في تكوين بيولوجي يحكي البطء الشديد الذي تلاحمت فيه التكتلات الصخرية، وتنشد أشجار الحناء سياج الأمان حول سهولها، فينساب الماء مبتهلًا بعظمة الخالق، ليكون التلاحم ما بين الإنسان والأرض.

وبخلاصة تأملية، أتذكّر مقولة علي بن أبي طالب: «وتحسب أنك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أسعار الأسماك الطازجة اليوم بأسواق الوادي الجديد

تواصل أسواق محافظة الوادي الجديد الحفاظ على وتيرة مستقرة في حركة البيع والشراء، وذلك بفضل التدفق اليومي لكميات كبيرة من الأسماك القادمة من مزارع الاستزراع السمكي داخل المحافظة، إضافة إلى الشحنات الواردة من المحافظات الساحلية.

 هذا التوافر المكثف ساهم في تحقيق توازن واضح في السوق اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر 2025، مع استمرار إقبال المواطنين على شراء مختلف الأصناف التي تُعد بديلًا مناسبًا للبروتين الحيواني.

أسعار الأسماك المعروضة في الأسواق

المكرونة: 165–175 جنيهًا.

البياض: بين 105 و110 جنيهات.

البلطي المحلي: 115 جنيهًا للكيلوجرام.

المبروك: 115 جنيهًا للكيلو.

البوري: 175 جنيهًا للكيلوجرام.

الجمبري: بين 330 و350 جنيهًا للكيلوجرام.

السوق يشهد خلال هذه الفترة تنوعًا كبيرًا في المعروض


ويؤكد تجار الأسماك في مراكز المحافظة أن السوق يشهد خلال هذه الفترة تنوعًا كبيرًا في المعروض، أبرزها البلطي والمبروك وأنواع المكرونة، وهو ما يمنح المستهلك خيارات مناسبة من حيث السعر والجودة. كما يشير التجار إلى أنّ الأسماك أصبحت تشكل عنصرًا أساسيًا على موائد الكثير من الأسر، خصوصًا مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والدواجن من حين لآخر.

ورغم أن الوادي الجديد تُعد محافظة صحراوية لا تطل على أي بحار أو أنهار، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت توسعًا لافتًا في مشروعات الاستزراع السمكي.

 وقد ساهمت هذه المشروعات اعتمادًا على مياه الآبار الجوفية والمفيضات في توفير بيئة مثالية لتربية الأسماك. ويبرز مشروع مفيض باريس كنموذج مميز في هذا المجال.

طباعة شارك الوادي الجديد اخبار الوادي الجديد اسماك

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان وترسيخ الكرامة الإنسانية
  • ميراث النار .. حكاية إخوات أودعوا شقيقتهم مصحة لنهب أموالها بالحيرة
  • حصاد الأنشطة الطلابية لجامعة جنوب الوادي الأهلية
  • من بلقاس إلى المسرح.. حكاية صعود المطربة أنغام البحيري
  • من «جملات كفتة» إلى كوريا.. حكاية متحولات السينما
  • "ساعة قبل الفجر".. نضال الشافعي في حكاية تكسر باب الصمت الزمني المخيف
  • أسعار السلع الغذائية بأسواق الوادي الجديد
  • أسعار الدواجن والبيض في الوادي الجديد اليوم
  • أسعار الأسماك الطازجة اليوم بأسواق الوادي الجديد
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها