بعد ساعات قليلة من ضربة موجعة في عمق الكيان أفقدته القدرة على التفكير ، أكّـدت القواتُ المسلحة اليمنية في بيان تاريخي أنها ستفرض حصارًا جويًّا شاملًا على العدوّ الصهيوني؛ ردًّا على تصاعد الإجرام الصهيوني في غزة، والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن هو: ماذا وراء هذا التصريح وهذا القرار، والإجابة الأولية عليه تتلخص في الآتي : هذا يعني عسكريا توفر الإمكانات والقدرات العسكرية لتنفيذ هذا القرار، هذا يعني سياسيا أن اليمن مستعدة أن تذهب إلى أبعد مدى في حربها ضد الكيان، هذا يعني مبدئيا أن اليمن لن تتخلى عن غزة وفلسطين، وعموماً فإن هذا يعني أن اليمن تمسك اليوم بزمام المبادرة، فيما تتحرك بجرأة وفاعلية في معركة الإسناد للأرض المنكوبة بالمجازر المستمرة والمعزولة برسم الخيانة والتواطؤ العربي غير المسبوق.
قالت اليمن في سياق هذا القرار إنها لن تقبل باستمرار حالة الاستباحة التي يحاول العدو فرضها من خلالِ استهداف البلدانِ العربية كلبنان وسوريا، وباسم الأُمَّــة أوضحت أنها لن تخشى المواجهةَ وسترفضُ الخضوعَ والخنوعَ.
تجاوزت اليمن بشعبها وقيادتها وجيشها، وبإرادتها وروحها الجهادية والثورية، عقدة الجغرافيا في الحرب الاستراتيجية، وصنعت معادلة جيوسياسية جديدة في المنطقة وفي قلب الكيان، عنوانها الرعب والدمار وانعدام الأمن وتدشين الهجرة العكسية.
أعادت اليمن رسمَ قواعد الاشتباك بجرأة وإبداع، وفضحت الضعف البنيوي للداخل الإسرائيلي، وضيقت خياراته ما بين الاستسلام للواقع الجديد الذي شكلته العقول والسواعد اليمنية، أو خوض جولات جديدة نهايتها الانهيار أمام الأعاصير القادمة من هذه الأرض التي أهلها وأولو قوة وبأس شديد، لا مكان ولا منطق فيها للتراجع أو الانكسار.
رسمت اليمن فصول جديدة من الصراع الكوني، عنوانها أن هذا الكيان يتهاوى ويمكن أن يسقط، مدشنا حقبة جديدة من الشتات لمن لعنوا في الأرض بكل الكتب السماوية، وبأن منظومة الشر التي لها ما يقارب قرن من الأمان والعلو هذه قد بدأت بالأفول، وباتت على موعد مع الحق الإلهي الذي أساء الوجوه ومحص القلوب وميز الخبيث من الطيب، ورسم في الأفق باسم الله أكبر وبقية مقررات الصرخة الحسينية معادلة جديدة، لا مكان آمن فيها للعدو، لا سماء محمية، طالما أن غزة تُقصف، ودماء الأطفال تسيل.
أيقنت اليمن بمنهجيتها القرآنية الخالصة وقائدها المؤمن والحكيم والمحنك والشجاع، أن لهذه الحياة حكمة واختباراً كبيراً لا ينال شرف النجاح فيه إلا من لديه وعي وتحرك في المسار الصحيح، وأن طريق نصرة المستضعفين من النساء والولدان طريق مقدس ومحكوم بالتأييد الإلهي والنصر، وأن الأرض لله يرثها عباده الصالحين، ثم مضت إلى هندسة هذا الوعد الإلهي بديناميكية الرجال، رجال الفعل قبل القول، الذين لم يعودوا شركاء فاعلين في معركة السنن الإلهية وحسب، بل باتوا قادتها وطلائعها ورافعي رايتها.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: هذا یعنی
إقرأ أيضاً:
بالأرقام الكيان يكشف خسائره بعملة الوعد الصادق الإيرانية
وأعلنت الوزارة عن إصابة 3345 شخصا، وتشريد أكثر من 11 ألف إسرائيلي، وتسجيل نحو 19 ألف طلب دعم نفسي، في ما وصفته مصادر عبرية بأنه "أحد أكبر التحديات الصحية منذ سنوات".
وبحسب ما نقلته إذاعة جيش العدو الإسرائيلي عن الوزارة، فإن المستشفيات في مختلف أنحاء إسرائيل استقبلت آلاف الجرحى، بينما تلقت خطوط الدعم النفسي نحو 19 الف اتصال خلال أيام الحرب.
كما أعلنت الوزارة أن أكثر من 11 ألف شخص باتوا بلا مأوى نتيجة الأضرار المباشرة، وتم إيواؤهم في 97 مركز استقبال.
كما أعلنت إعادة 650 من أفراد الطواقم الطبية إلى إسرائيل في رحلات إجلاء خاصة، في حين ستغادر غدا رحلة جديدة لإعادة 180 طبيبا إضافيا من الخارج.
وخلال الأسبوعين الماضيين، تمّت إضافة أكثر من ألف سرير إلى المستشفيات، بعضها في مواقف سيارات تحت الأرض جرى تحويلها إلى وحدات طبية محصنة تحسبا لهجمات إضافية.
وفي خطوة لافتة، أعلنت وزارة الصحة تخصيص مليار شيكل لإعادة تأهيل مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، الذي تعرض لأضرار كبيرة خلال الرد الايراني بعملية الوعد الصادق
وكانت الاحتلال أعلن مقتل 29 شخصا في الهجوم الإيراني على إسرائيل، ضمن تصعيد عسكري غير مسبوق في المنطقة.