حفريات إسرائيلية جديدة قرب الأقصى.. ماذا يجري؟
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
في خطوة جديدة تهدف لبسط مزيد من السيطرة على المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، باشرت سلطات الاحتلال -بموافقة مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- أعمال "ترميم وصيانة وتوسعة" لما يدّعي الاحتلال أنه "حائط المبكى الصغير"، وهو الوقف الإسلامي المعروف تاريخيا باسم "رباط الكرد" وشعبيا باسم "حوش شهابي".
تقع هذه المنطقة عند باب الحديد (أحد أبواب المسجد الأقصى) الواقع بين بابي القطانين والناظر، وهي جزء من حائط المسجد الغربي، ويعود تاريخ البناء إلى 7 قرون.
ونشرت عدة مواقع إخبارية إسرائيلية خبرا مفاده أن انطلاق العمل في هذا المكان الواقع في الحي الإسلامي جاء بعد الموافقة السياسية وإبلاغ الحكومة الأردنية، ومشاركة كل من مجلس الأمن القومي والشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) في المناقشات.
وفي حديث للجزيرة نت، قال أحد سكان "حوش شهابي" -الذي فضّل عدم ذكر اسمه- إن المستوطنين يستبيحون ساحة "الحوش" منذ سنوات طويلة، ويؤدون صلواتهم في السنوات الأخيرة داخلها على مدار الساعة.
ووفقا لهذا المقدسي، فإن 10 عائلات فلسطينية تسكن في هذا البناء التاريخي الذي يعتبر وقفا ذريّا لعائلة شهابي، وتعاني هذه العائلات من الإزعاج المستمر الصادر عن صلوات اليهود المقتحمين للمكان، ومن استفزازاتهم خاصة بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويشعر السكان الآن -وفقا لهذا الشاب- بأنهم محاصرون بشكل كامل بسبب إقامة شرطة الاحتلال مقرا جديدا لها عند مدخل باب الحديد من جهة، ومع انطلاق العمل داخل الساحة المؤدية إلى منازلهم من أجل توسعتها لاستيعاب مزيد من المستوطنين الذين يقصدونها للصلوات بقوة الاحتلال من جهة أخرى.
إعلانوكانت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال -بالشراكة مع كل من سلطة الآثار الإسرائيلية ووزارة التراث- باشرت بأعمال حفريات بهدف التوسعة يوم أمس الاثنين، ونشر نائب رئيس بلدية الاحتلال أريية كينغ على صفحته في فيسبوك مجموعة من الصور من الموقع.
وأرفق هذه الصور بنص قال فيه "من واجبنا تعزيز السيادة والحكم في البلدة القديمة"، وإن المصلين الدائمين في "الحائط الصغير" يحاولون منذ عدة سنوات تحفيز البلدية والدولة على التصرف هناك باعتبارهم أصحاب البيت، لكن كانت هناك أعذار دائما.
ويقول كينغ إن المكان شهد العام الماضي تطورا إيجابيا عندما حرص على إزالة حاويات النفايات التي كان يستخدمها سكان الحوش، واليوم بدأت أعمال الترميم فيه، ودعا اليهود لزيارة "الحائط الغربي الصغير"، الذي يقع على بعد دقيقة واحدة سيرا على الأقدام من ساحة "المبكى"، في إشارة إلى حائط البراق.
وقال الباحث في شؤون القدس ناصر الهدمي إن أعمال الترميم، التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا بلدية الاحتلال في مدينة القدس، في جزء من الحائط الغربي الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، تندرج ضمن مشروع تهويد عام يستهدف المسجد الأقصى والقدس بأكملها.
وأوضح الهدمي -في حديثه للجزيرة نت- أن هذا الجزء من الحائط هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، شأنه شأن حائط البراق الذي استولت عليه سلطات الاحتلال سابقا، وحولته إلى ما تسميه "حائط المبكى" مدعية وجود إرث تاريخي يهودي فيه.
وأشار إلى أن توقيت تنفيذ أعمال الترميم الحالية لم يأت عبثا، بل اختير بعناية في ظل تصاعد السياسات والأجواء المتطرفة، وتزايد الاعتداءات على المسجد الأقصى وانشغال وسائل الإعلام والعالم بما يجري في قطاع غزة وساحات أخرى، مما يمنح الاحتلال فرصة لاستكمال مخططه للسيطرة الكاملة على الحائط الغربي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أعمال الترمیم المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
الثورة نت /..
أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، رغم القيود والعراقيل التي فرضتها قوات العدو الإسرائيلي على وصول المصلين إلى المسجد، وبعد منعها المصلين يوم الجمعة الماضي من الوصول إليه بحجة حالة الطوارئ.
وذكرت دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس، أن 45 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، والغائب على أرواح شهداء قطاع غزة والضفة الغربية.
وأفادت وكالة “صفا” الفلسطينية، بأن شرطة الاحتلال اعتقلت صباح اليوم حارس الأقصى عرفات نجيب عند باب المجلس لحظة دخوله لتسلم وظيفته، واقتادته إلى مركز شرطة القشلة، وسلمته مخابرات الاحتلال قرارًا بإبعاده عن المسجد الأقصى أسبوع قابل للتجديد.
وأشارت “صفا”، إلى أن جنود العدو الاسرائيلي أجبرت المرابطين نظام أبو رموز وخير الشيمي على مغادرة محيط باب الأسباط والخروج من البلدة القديمة، كما منعت الناشط محمد أبو الحمص من الدخول للبلدة القديمة بالقدس.
وأوقفت قوات العدو الاسرائيلي العشرات من الشبان عند أبواب البلدة القديمة، ومنعتهم من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وآخرين عرقلت وصولهم وفتشتهم.
وقال مفتي القدس، الشيخ محمد حسين: “إن دور المسجد في الحياة الإسلامية وفي المجتمع الاسلامي دور كبير، فأنظروا إلى حالكم اليوم في المسجد الأقصى المبارك، كيف تأتون وتجتمعون فيه لطاعة الله تعالى، وأنتم تدركون كل المخاطر التي تحدق بالمسجد”.
وفي الخطبة الثانية، لفت المفتي إلى أن التاريخ سجل مواقف مجرمة لكثير من الغاصبين والمحتلين والغزاة والمجرمين، مضيفًا: “فلا تيأسوا ولا تقنطوا أيها المهجرون والمهاجرون، والذين تتآمر عليكم الدنيا بالتهجير، لا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”.
وبين أن ذكرى الهجرة النبوية تذكرنا بواجبنا تجاه القدس ومقدساتها، قائلًا: “علينا جميعًا أن نشد الرحال إليها، ولو أصابنا شيء من المشقة والتعب والانتظار عند الحواجز”.