موقع النيلين:
2025-05-13@06:47:58 GMT

أزمنة التيه!

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

بينما تمضي الحياة مثقلة في قرى ومحليات السودان، إما بسبب عجز الدولة عن استيفاء استحقاقاتها للمواطن، أو نتيجة إفرازات العدوان الخارجي على مؤسسات الدولة في عدد من ولايات السودان ومركزها، يتضح رويدًا رويدًا عجز القادة العسكريين الذين يجلسون على سدة الحكم للعام السادس على التوالي.

يمكن للمشاهد أن يرى مدى انتكاسة جهاز الدولة منذ الفترة الانتقالية، التي كانت انعكاسًا لحال الوثيقة الدستورية التي حكمت وتحكم هذه الحقبة حتى يومنا هذا.

لا توجد شرعية دستورية لأي من هياكل الحكم الانتقالي سوى الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه في أغسطس ٢٠١٩م، والذي أسس لبنود دستورية منحت “حكمًا” مطلقًا بلا رقيب أو مرجعية دستورية لهياكلها.

بالرغم من دخول الحرب عامها الثالث، تصر القيادة العسكرية للدولة على رأسها الفريق أول عبد الفتاح البرهان على إدارة مؤسسات الدولة بشكل ارتجالي، وظهر هذا من خلال المؤتمرات التي عقدت مؤخرًا في بورتسودان.

هذه المؤتمرات التي خاطبتها مؤسسة مجلس السيادة، والذي يصر على تموضع نفسه كمرجعية لعمل مؤسسات الحكم المحلي التي يجب أن تُعزز بمشاركة اجتماعية واسعة، حيث يساهم المجتمع في تماسك مؤسساته ومعالجة قضاياه، بدلًا من انفصال هذه المؤسسات وبقائها في كنف التطبيل وتمييع المسؤوليات.

تعكس طريقة إدارة مؤسسات الدولة بعد الحرب عبثًا إداريًا واسعًا وفسادًا نتيجةً لغياب المسؤولية والمحاسبة والضبط، في ظل استخدام الحرب كخطاب من أجل إبعاد أي صوت مساءلة.

إن تعريف الحرب الذي يستخدمه قادة المؤسسة العسكرية والأجهزة التنفيذية التي تم تكليفها ما هو إلا امتداد لذريعة سابقة كخطاب الثورة والترويض. يمكن النظر إليه في بيان وزير الإعلام بخصوص ما تم ارتكابه في الصالحة مثلاً، حيث أشار إلى مصطلح “إبادة جماعية” بدلًا من مصطلح “مذبحة” أو “مجزرة”، في جهل يوضح ما وصلنا إليه؛ أو بصراحة، ما وصلت إليه الدولة ومؤسساتها.

ما خرجت به اجتماعات مؤسسة السيادة وولاة الولايات لا يوضح أن هناك أي محاسبة أو مسؤولية يمكن أن يتحملها أي مسؤول. وبما أن “الذي يبيع البيض لا يبدأ الشجار”، فإن مؤسسة السيادة هي أول جهة يجب أن تُحاسب على ما يحدث. فقد خلقت هذه المؤسسة شبكة علاقات تحولت إلى “منظومة” تُدار وفق علاقات شخصية، وليست جهة مؤسسية ذات نظم ولوائح حاكمة يمكن حتى مراجعة قراراتها.

اتخذت مؤسسة السيادة مسارًا سيئًا ومشبوهًا من خلال طبيعة العمل التي شكلتها في فترة الحرية والتغيير، حيث العلاقات السياسية الشخصية ونماذج الإدارة التي تعبر عن فساد سياسي وتعدٍّ على الأموال دون مراعاة للمواطن أو حتى محاسبة الجهات والكشف عن ميزانياتها.

مثل غياب الضوابط التنفيذية والخطط البرامجية ثيمة واضحة لهذه المؤسسة التي تحولت إلى مجرد مظلة لتغطية فساد واسع وكبير جدًا. فقد انتقلت حمى اللارقابة إلى داخل أروقتها، بل وتعاملت معها قيادة المؤسسة العسكرية كمؤسسة “ملكية” لا توجد جهة واحدة يمكن أن تحاسب أو أن تراقب.

عُمومًا، بينما ينزح الناس من مدنهم وفجاج الأرض باحثين عن وطن وبلد يحترمهم، يظهر لدينا عبث المسؤولين. وبينما تقبع القرى في الظلام ويموت القمح وتجف الترع والأخاديد وتهلك المواشي، يتضح لنا فساد مؤسسات وإدارات الدولة.

نحن أمام تحدي، ليس تحدي بدحر هذه المليشيات فقط، ولكن تحدي أن نمنع هذه الحرب من أن تصنع لنا مسخًا وجهة غير مسؤولة ولا حريصة على بناء منظومة قادرة على المواجهة والاتجاه نحو بناء مستقبل أفضل.

حسان الناصر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أمنية توقع اتفاقية تعاون مع مؤسسة المتقاعدين العسكريين لتقديم خدمات الاتصالات والإنترنت

صراحة نيوز ـ وقعت شركة أمنية والمؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، اتفاقية تعاون مشترك تهدف إلى تقديم خدمات الخطوط الخلوية والإنترنت .
وبموجب الاتفاقية، سيتم توفير خدمات أمنية للمرة الأولى من خلال معرض خاص سيتم افتتاحه في المبنى الرئيسي للمؤسسة الكائن في منطقة المقابلين، بالإضافة إلى جميع المكاتب التجارية التابعة للمؤسسة في مختلف محافظات المملكة.
وقع الاتفاقية عن جانب المؤسسة المدير العام ورئيس المجلس التنفيذي، اللواء الركن م. عدنان أحمد عساف الرقاد، وعن جانب شركة أمنية رئيس دائرة قطاع الأعمال، إياد جبر، وذلك في مبنى المؤسسة الرئيسي في المقابلين – عمان.
أكد اللواء الركن م. عدنان أحمد عساف الرقاد، المدير العام ورئيس المجلس التنفيذي للمؤسسة، على أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية مع شركة أمنية، مشيراً إلى أنها تأتي في سياق جهود المؤسسة المستمرة لتوسيع نطاق الخدمات النوعية المقدمة للمتقاعدين العسكريين، وتوفير قيمة مضافة حقيقية لهم من خلال تسهيل الوصول إلى خدمات اتصالات متقدمة وموثوقة في جميع أنحاء المملكة.
من جانبه، أعرب رئيس دائرة قطاع الأعمال في شركة أمنية إياد جبر، عن اعتزاز أمنية بهذا التعاون المؤسسي الهام مع المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، مشيراً إلى أن توفير خدمات الشركة لهذه الشريحة الهامة من المجتمع، عبر قنوات وصول متعددة تشمل مكاتب المؤسسة ومعرضنا الخاص بالمؤسسة، يعكس التزامها بتلبية احتياجات مختلف القطاعات وتقديم أفضل الحلول والخدمات التي تتناسب مع متطلباتهم

مقالات مشابهة

  • مؤسسة الوحدة للصحافة والشركة العامة للطباعة اللبنانية توقعان مذكرة تفاهم لتنظيم ‏دخول الصحف والمجلات إلى السوق السورية‏
  • ضاحي خلفان يدشّن دار إيواء في «دبي لرعاية النساء»
  • مياه دمشق تعلن البرنامج الجديد لتزويد مدينة دمشق وريفها بالمياه ‏
  • مؤسسة «فن» تقدم برامج مبتكرة لتنمية قدرات الأطفال في الفنون البصرية
  • السودان بلا مركز: تعدد السلطات وتفكك الدولة بين الحرب وغياب السيادة
  • محافظ سوهاج يسلم ماكينات خياطة للسيدات الأولى بالرعاية
  • بالتعاون مع«حياة كريمة».. محافظ سوهاج يسلم ماكينات خياطة للسيدات الأولى بالرعاية
  • أمنية توقع اتفاقية تعاون مع مؤسسة المتقاعدين العسكريين لتقديم خدمات الاتصالات والإنترنت
  • للمرة التاسعة.. مؤسسة أبو العينين تعقد امتحان محو أمية بالتعاون مع تعليم الكبار
  • قيادة مؤسسة الطرق تزور طلاب الدورات الصيفية بعدد من مديريات الأمانة