محمد بن رامس الرواس
حبا الله سلطنتنا الحبيبة عُمان بواحدة من أقوى أمثلة العيش المشترك والتآلف المذهبي والتسامح الديني، فأصبحت واحة سلام وتسامح منذ قرون طويلة، وظل أهلها أناسًا شرفاء كرامًا يعيشون في ظل لحمة وطنية واحدة، جذورها ضاربة في عمق التاريخ والزمن، تُسقى بماء المحبة والتآلف في ظل حكمة ووعي غرسه فيها الأجداد الحكماء، وظل السلاطين الكرام ينمّون هذه الشجرة المباركة.
واليوم، مهما ظهرت محاولات لاقتلاع هذه الشجرة الأصيلة من أجل إثارة الفتنة الطائفية بيننا، فنقول لهم: هيهات.. هيهات، لأن هذه الأرض الطيبة لا ينبت فيها إلا كل طيب، وإننا في عُمان جميعًا صفٌّ واحد في مواجهة هذه التحديات، سواء كانت داخلية أو خارجية، ونقول لهم إن التنوع ثراء وقوة، وليس هناك من دواعي أو أسباب للخلاف والفرقة ما دمنا ننتمي إلى أرض واحدة، ونعبد ربًّا واحدًا، ونسترشد بنبيٍّ واحدٍ عليه أفضل الصلاة والسلام، ونتحدث لغة واحدة، ولنا تاريخ واحد مشترك.
لقد تعلمنا من عُمان أن الدين ليس أداة للتفريق، بل هو وسيلة للحياة والجمع بين الناس، فبنينا من خلاله علاقاتنا، وأقمنا مجتمعاتنا الآمنة المستقرة المتقدمة بقيمها وأخلاقها.
ومن كافة منابر عُمان، نقول لأولئك الذين يريدون إشعال الفتنة: انظروا إلى تجربتنا عن قرب وتعلموا منها كيف تعيش الأوطان وتتفاهم، فتنبذ الشرور والمكائد، وتعيش في أمن وأمان واستقرار وسعة من الخلق والأخلاق وهي حصينة متينة. فجميعنا يعي تمامًا أننا نعيش في زمن الفتن والخطر الذي يهدد الأمة من خلال هذه الفتنة الطائفية التي تتسلل إلى العقول والقلوب من أجل غرس بذور الشك والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.
وفي مثل هذه الأوقات من ضعف الأمة الإسلامية، يقتات بعض الجهلة المتعصبين على فتات من شرارات الفرقة، وهم يحسبون أنها ستجدي شيئًا، لكن مرة أخرى نقول: هيهات أن تنالوا ما تسعون له، أو يحدث شيء مما تخططون له؛ فالمشهد في عُمان مشهد نوراني واضح، في واحة من السلام والتسامح متجذرة منذ زمن طويل، تعلو راية القبول بالآخر، وتحكمه ثقافة الاحترام المتبادل بين جميع أبنائها على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، لأن الوحدة بينهم ليست شعارًا فقط، بل خطاب رسمي وقيم متأصلة، وجذور تاريخية أصيلة، سيقانها ممدودة عبر السنين.
لقد أثبتت الأيام أن هناك محاولات متوالية لإشعال مثل هذه الفتنة الطائفية في عُمان، أو في غيرها من الأوطان المستقرة، لكنها باءت بالفشل بسبب لحمة الوطن الواحد وثبات أبنائه على الرسالة الواحدة التي تتآلف فيها قلوبهم.
نحن هنا في عُمان لا نتحدث عن تجربة أو قصة نجاح فقط، بل عن درس للعالم العربي والإسلامي في كيفية العيش مُحصنًا في مجتمعاته ضد الطائفية، وهي رسالة واضحة لكل من يُشعل نار الفرقة بأن محاولته باءت بالفشل الذريع.
وختامًا، نسأل الله أن تبقى عُماننا الحبيبة منارة للوئام، ودرعًا حصينًا قويًا في هذا الوقت العصيب أمام كل التحديات التي تواجهها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مجدي الجلاد عن واقعة سايس نادي القضاة: يجب أن نتغلب على أمراض السلطة.. الناس اللي فيها مكفيها
كتب- محمد نصار:
علق الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة أونا للصحافة والإعلام والتي تضم مواقع (مصراوي - يلا كورة - شيفت - الكونسلتو)، على واقعة التعدي على سايس نادي القضاة التي انتشرت مؤخرًا عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا.
وقال "الجلاد"، في فيديو عبر حسابه على فيسبوك: "لما ضابط شرطة، مع تقديري الشديد لكل ضباط الشرطة في مصر، يعتدي بهذه الوحشية وهذا العنف على سايس أمام نادي قضاة مصر على كورنيش النيل، طبقًا لبيان نادي القضاة اللي صدر، بيسرد وقائع هذه الواقعة، وعايز أقول إنها مش واقعة دي مصيبة، أن يكون هناك هذا القدر وهذا الحجم من الاستخدام المفرط للسلطة على راجل غلبان بيشتغل سايس، يبقى في حاجة غلط، نادي القضاة قال في بيانه وأنا بحيي نادي القضاة وكل قضاة مصر بصراحة، الجملة الأخيرة اللي ختم بيها البيان، قال إن كرامة هذا السايس الذي يعمل في نادي القضاة هي من كرامة كل القضاة، وإنه يعتز بكل العاملين أيًا كانت درجة أي حد في نادي القضاة، بنفس القدر لاعتزازه بالسادة القضاة في مصر".
وتابع رئيس تحرير مؤسسة أونا للصحافة والإعلام: "أنا متوقف أمام هذه النقطة بالتحديد، نادي قضاة مصر ضرب مثل ونموذج شديد الاحترام والتحضر والقوة في الحفاظ على كرامة العاملين فيه، قضاة أو غير قضاة، السايس هو له كرامة أيضًا هو إنسان، مواطن مصري يجب أن نحافظ على كرامته".
وواصل الكاتب الصحفي مجدي الجلاد: "النقطة التانية تتعلق بأمراض السلطة، خلوني بس اتوقف أمام هذه النقطة، وأنا أتحدث عن واقعة محددة صدر فيها بيان من نادي القضاة وبيان من وزارة الداخلية الموقرة في مصر، وقالت إن الضابط تم إحالته للتحقيق، وإن ده تم في غير أوقات العمل الرسمية بتاعته، ده كلام جميل، وكلامي ده مش بعممه، ولكن أنا بتوقف عند أمراض السلطة لدى البعض، إحنا في مصر للأسف، عودنا الكثيرين من أصحاب السلطة على مدى عود طويلة، على فكرة أنه فوق القانون، وأن المواطن العادي في مصر يجب أن يُحاسب وقتي في المكان ده، فهو صاحب سلطة ممكن يضربه ويفلت من العقاب، يضربه ضرب صعب جدًا، أنا شوفت الفيديو قلبي وجعني على هذا الشاب، السايس، المواطن المصري اللي اضرب بالشكل ده".
وأضاف: "فكرت، ودايمًا بحب أحلل الفكرة كده، هو عمل كده ليه هذا الضابط!، أكيد كل ضباط مصر محترمين جدًا ورائعين، لكن في استثناءات، في ظواهر سلبية وأشخاص سلبيين في كل عمل أو وظيفة في مصر، الضابط ده عمل ده ليه؟، لأنه اتعود أن عنده سلطة قوية جدًا فوق القانون، وأنه يستطيع أن ينفذ القانون اللي هو شايفه في نفس المكان ويعتدي على هذا السايس، المسألة دي محتاجة نتوقف أمامها كثيرًا ونقول إننا بحاجة ماسة جدًا لإعادة تعريف مصطلح السلطة في مصر، أنت في مكان أو وظيفة مدياك سلطة، السلطة دي مسارات استخدامها واستعمالها وتوظيفها في المجتمع، الشرعية، رايحة فين وجاية منين.. أنت صاحب سلطة وضبطية، رائع جدًا، أنت ضابط، أنت قاضي، لكن القانون يرتب صلاحياتك وسلطاتك، والإفراط في استخدام هذه الصلاحيات أو السلطات أو وضعها في مسار ظالم لمواطن عادي لا يمتلك هذه السلطات، بيعني أن لدينا أمراض اجتماعية ونفسية عند البعض".
وتساءل "الجلاد": المواطن اللي تعرض لمثل هذا الاعتداء الوحشي بهذا الشكل على يد صاحب سلطة، هيكون شعوره وإحساسه وانتمائه لبلده شكله إزاي لما ميعرفش ياخد حقه؟، طب هذا السايس وجد كيان كبير قوي جدًا اسمه نادي قضاة مصر، فاستطاع أن يقف في مواجهة هذه الواقعة وأن يطالب بحقوق هذا السايس لأن كرامته من كرامة نادي قضاة مصر، وقضاة مصر الأجلاء، طب ما في مواطنين كتير بيحصل ليهم ده، وممكن ميتصورش، ولا يشتكي، أنا عارف ده تصرف فردي بيعبر عن الشخص أو الضابط اللي عمل ده، وأكيد ضباط الشرطة في مصر بعيدين عن ذلك، لكن التصرف الفردي يجب أن يُحاسب عليه صاحبه فورًا وعلطول عشان متتكررش تاني، المرة دي نادي القضاة تصدى للموضوع، ووزارة الداخلية، في مرات تانية، وقائع تانية، ممكن ميكونش قدام نادي القضاة فالمواطن ميخدش حقه".
وأوضح "الجلاد": "يا جماعة، الأمراض دي محتاجين نتغلب عليها، أنت مش وظيفتك كذا فتبقى فوق القانون، ومش سلطاتك كذا فمتتحاسبش، ومش صلاحيتاك اللي بيرتبها القانون كذا فتعتدي وتظلم مواطن في كرامته وبدنه، إحنا محتاجين نعرف كويس جدا، أن المواطن له حقوق، وهذه الحقوق ليست خصمًا من أي فئة، الراجل السايس بيطبق النظام والقانون، بيقولك متركنش قدام النادي، المكان ده غير مخصص للركنة، فينضرب ليه!، يُعتدى عليه ليه!، يتهان ليه! أنا بأقول للمرة المليون، إحنا محتاجين نستخدم سلطاتنا بشكل رشيد، صاحب السلطة مقيد بسلطات وصلاحيات، الإفراط فيها بيؤدي لمشاكل ضخمة جدًا".
واختتم قائلًا: "كويس أن نادي القضاة عمل ده، وكويس وبحيي وزارة الداخلية أنها تصدت للواقعة، وبتحقق معاه، لكن عايز أقول لأصحاب السلطة في مصر، بالراحلة شوية، بالراحة، اللي إداك سلطة لازم يحاسبك عليها، وقبل ما السلطات والقانون يحاسبوك عليها في مصر، ربنا هيحاسبك، بالراحة شوية، بلاش العظمة دي علشان عندك سلطات، بلاش الغطرسة دي، بلاش السطوة دي على المواطنين العاديين، الناس فيها اللي مكفيها".
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مجدي الجلاد واقعة سايس نادي القضاة الاعتداء على سايس نادي القضاةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
مجدي الجلاد عن واقعة سايس نادي القضاة: يجب أن نتغلب على "أمراض السلطة".. الناس اللي فيها مكفيها
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
41 29 الرطوبة: 25% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك