استيقاظ وحش أعماق المحيط الهادئ.. ماذا ينتظر البشر؟
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
في أعماق المحيط الهادئ، على بعد نحو 300 ميل من اليابسة وتحت عمق يصل إلى 5000 قدم، يستعد بركان هائل للثوران من جديد.
رغم أن موقعه البعيد يمنحه حماية نسبية من أي تهديد مباشر للبشر، إلا أن العلماء يحذرون من أن ثورانه قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في قاع المحيط كما حدث في ثوراته السابقة في أعوام 1998، 2011، و2015، بحسب تقرير نشره موقع ساينس أليرت.
أعلن ويليام ويلكوك، أستاذ فيزياء الأرض البحرية في جامعة واشنطن، أن البركان بدأ يظهر علامات الانتفاخ مجددًا نتيجة لتراكم الماغما تحته. وأشار إلى أن مستوى الانتفاخ الحالي يعادل ما كان عليه قبل الثورات الثلاث الأخيرة، مما يثير القلق بشأن احتمال ثورانه في أي وقت.
تسجل المنطقة المحيطة بالبركان عددًا كبيرًا من الزلازل، يصل إلى 200 إلى 300 زلزال يوميًا، مع فترات قصيرة قد يُسجل فيها أكثر من 1000 زلزال في اليوم، ويُعزى هذا النشاط الزلزالي إلى تأثير المد والجزر.
وأوضحت البروفيسورة ديبورا كيلي من كلية علوم المحيطات في جامعة واشنطن أن مؤشرات عام 2015 تدل على إمكانية رؤية أكثر من 2000 زلزال يوميًا لعدة أشهر قبل أي ثوران.
هل يؤثر البركان على البشر؟النشاط البركاني لا يمثل تهديدًا مباشرًا للبشر، إلا أن العلماء يراقبون الوضع عن كثب، حيث تعتبر هذه الثورات البحرية نادرة وبالتالي تقدم فرصة قيّمة لفهم ديناميكيات البراكين تحت سطح البحر.
وأكدت مايا تولستوي، عالمة الجيوفيزياء البحرية، أن البركان يعيش تحت ضغط حرِج، وأن التغيرات في ضغط مياه البحر بسبب المد والجزر قد تؤثر على توقيت الثوران.
كما أعرب ويلكوك عن تفاؤله قائلًا: "مهما حدث، فسنتعلم شيئًا جديدًا." إن دراسة نشاط البراكين البحرية يساهم في تعزيز معرفتنا بعالم المحيطات، وبما أن هذا النشاط يتغير ويزداد تعقيدًا مع مرور الوقت، فهي فرصة لا تقدر بثمن للعلماء لتوسيع آفاقهم والفهم الأعمق لهذه الظواهر الطبيعية.
وبحسب العلماء، تثير هذه الأحداث اهتمامًا كبيرًا، ليس فقط بسبب قوتها الطبيعية، ولكن أيضًا لما يمكن أن تقدمه من دروس حول كوكبنا، مؤكدين أنهم مستمرين في متابعة تطورات الوضع عن كثب، آملين في الحصول على نتائج جديدة وتأطير استراتيجيات أفضل لفهم وتحليل النشاط البركاني في المستقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المحيط الهادئ نشاط بركاني بركان المحيط الهادئ المحیط الهادئ
إقرأ أيضاً:
رحيل الفنان أديب قدورة.. رائد الأداء الهادئ وصوت الدراما السورية
توفي مساء أمس الأربعاء، الفنان السوري أديب قدورة عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد صراعه المرض، وفقا لما أعلنته نقابة الفنانين السوريين في دمشق.
وجاء في بيان النعي الذي نشره فرع دمشق للنقابة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "ينعى فرع دمشق لنقابة الفنانين إلى الوسطين الفني والثقافي وفاة الزميل الفنان القدير أديب قدورة… إنا لله وإنا إليه راجعون".
وكان قدورة قد تعرض في الأسابيع الأخيرة لأزمة صحية حادة ألزمته الفراش، قبل أن تتدهور حالته من جديد، لتعلن وفاته مساء أمس الأربعاء وكانت النقابة قد أشارت في وقت سابق، وتحديدًا في أبريل/نيسان الماضي، إلى معاناته من تدهور صحي أدى إلى نقله للعلاج، ثم عودته إلى منزله لفترة مؤقتة.
وُلد أديب قدورة عام 1948 لعائلة فلسطينية الجذور، استقرت لاحقا في مدينة حلب شمالي سوريا، حيث تلقى تعليمه الأساسي. في بداياته، لم يكن التمثيل خياره الأول، بل توجه إلى دراسة الفنون الجميلة مدفوعا بشغفه بالتصميم، ساعيًا للعمل في مجال هندسة الديكور المسرحي.
عمل في البداية مدرسا لمادة الفنون التشكيلية في مدارس حلب، قبل أن يتجه تدريجيا نحو العمل خلف الكواليس في العروض المسرحية، حيث تولى مهام الديكور وتصميم الأزياء والإضاءة والمكياج والإعلانات المسرحية، مما أتاح له الاطلاع العميق على تفاصيل الإنتاج المسرحي.
إعلان
الحضور خلف الستار لم يدم طويلا، إذ سرعان ما لفتت موهبته أنظار عدد من المخرجين، الذين منحوه فرصا للوقوف على خشبة المسرح، حيث برز ممثلا يتمتع بحضور لافت وأداء متنوع. وقدم خلال مسيرته عددا من الأعمال المسرحية المهمة، منها: "الأيام التي ننساها"، "هبط الملاك في بابل"، "مأساة جيفارا"، "سمك عسير الهضم"، و"السيد بونتيلا وتابعه ماتي"، إلى جانب مشاركته في عروض مستوحاة من نصوص الكاتب الروسي أنطون تشيخوف.
البطل الشعبي الثائرفي بداية مشواره السينمائي، لفت أديب قدورة أنظار المخرج السوري نبيل المالح، الذي منحه فرصة ذهبية عام 1972 لأداء دور البطولة في فيلم "الفهد"، المقتبس عن رواية الكاتب حيدر حيدر. وقد شكّل هذا العمل نقطة تحول في مسيرته، حيث جسّد فيه شخصية "أبو علي شاهين"، البطل الشعبي الثائر، وهو الدور الذي ارتبط باسمه طويلا، واعتبر الفيلم من أبرز محطات السينما السورية لما حمله من دلالات سياسية واجتماعية، ولما حققه من حضور عربي ودولي بارز.
بعد هذه الانطلاقة القوية، واصل قدورة حضوره على الشاشة الكبيرة، فشارك في أكثر من 37 فيلما، تنوعت بين الإنتاجات المحلية والأعمال الدولية.
من أبرز مشاركاته في السينما العالمية ظهوره في الفيلم الإيطالي "وسائل ساول والقتلة في طرق دمشق" (E di Saul e dei sicari sulle vie di Damasco) للمخرج جياني توتي عام 1973، كما شارك في الفيلم الإيراني-اللبناني "الاجتياح" مع المخرج الإيراني كاوش، والذي تناول الغزو الإسرائيلي لبيروت، وظهر أيضًا في الفيلم الإيطالي "الطريق إلى دمشق" (La strada per Damasco)
كما تعاون مع مخرجين ومنتجين من خارج سوريا، منهم المخرج الفرنسي "والمان"، وشارك في عدد من الأفلام المشتركة، مثل "سحر الشرق"، و"عمر الخيام"، و"الانتقام حبا"، و"الحب المزيف"، و"بنت شرقية".
امتدت المسيرة التلفزيونية للفنان أديب قدورة عقودا، شارك خلالها في أكثر من 60 عملًا دراميًا تنوعت بين الأعمال التاريخية والاجتماعية والإنسانية، وترك فيها أثرًا لافتًا بفضل أدائه الهادئ وقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة.
إعلانمن أبرز المسلسلات التي شارك فيها "عز الدين القسام"، إذ جسّد شخصية وطنية مقاومة تركت أثرًا عميقًا في الوجدان العربي، إلى جانب أعمال أخرى مثل "حصاد السنين"، "سفر"، "امرأة لا تعرف اليأس"، "دموع الأصايل"، و"شجرة الدر".
ويُعد دوره في مسلسل "الحب والشتاء"، حيث أدى شخصية "عطاف" تحت إدارة المخرج صلاح أبو هنود، من أشهر أدواره، إذ حظي المسلسل بمتابعة واسعة في مختلف أنحاء العالم العربي آنذاك.