الثورة نت:
2025-07-02@11:38:38 GMT

ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن

تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT

 

 

في عالم تسوده الهيمنة والاستعمار، في زمن تتشابك فيه خيوط السياسة والاقتصاد مع دماء الشعوب، يتساءل الكثيرون: ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن؟ سؤال تتردد أصداؤه في آذان كل من يبحث عن العدالة، وكل من يرنو إلى الحرية. في ذكرى الصرخة، التي أطلقها الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي في 17 يناير 2001م، يتأكد لنا مرة أخرى أن واقع الأمة لا يمكن تغييره بالاستجداء، ولا بالتوسل لأعداء الحرية.

في تلك اللحظة التاريخية، اختار السيد حسين بدر الدين الحوثي أن يطلق صرخته في وجه المستكبرين، ليكون بذلك نقطة تحول في تاريخ الأمة، من مجرد شعار إلى موقف، ومن موقف إلى مشروع مقاومة حقيقي. لقد كانت الصرخة في ذلك اليوم إعلانًا جريئًا ضد الظلم والاستبداد، ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية التي كانت، ولا تزال، تسعى إلى تقسيم الأمة، وتمزيق هويتها. “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، كان هذا هو الشعار الذي حمله الشهيد، وهو الشعار الذي أصبح ركيزة للمشروع القرآني، الذي يعكس إرادة الأمة في الوقوف ضد الطغيان.

لكن اليوم، وبعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، يظل السؤال مطروحًا: ماذا يمكن أن يفعل لنا مجلس الأمن؟ ماذا يمكن أن يفعل لهذا الشعب الذي يُذبح يومًا بعد يوم؟ ماذا يمكن أن يفعل لهذا الشعب الذي يتعرض للعدوان، حيث تُدمر المنازل، ويُستهدف الأطفال، وتُمحى الحضارة؟ هل يمكن لمجلس الأمن، الذي طالما كان أداة لخدمة مصالح القوى الكبرى، أن يوقف هذا العدوان؟ هل يمكن لمجلس الأمن، الذي يتجاهل تضحيات الشعوب ويأخذ قراراته تحت تأثير القوى الغربية، أن يقدم لنا العدالة؟ الجواب واضح: لا شيء. لا شيء على الإطلاق.

إن الأمم المتحدة، ومجلس الأمن بشكل خاص، لم يكونا يومًا إلا أداة للتغطية على الجرائم التي ترتكبها القوى الاستعمارية الكبرى. في كل مرة يتحرك فيها العدو الإسرائيلي لتدمير غزة أو تهويد القدس، نسمع صرخات الاستنكار والتنديد، لكن ما من فعل حقيقي، ما من خطوة جادة تتخذ لإيقاف آلة الحرب. في هذا الواقع، يصبح السؤال الذي طرحه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة أكثر إلحاحًا: ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن؟ هل يمكن له أن يوقف العدوان الذي يدمّر أرضنا ويقتل أبناءنا؟ الإجابة واحدة، ومؤلمة: لا، لا شيء.

لكن في الوقت ذاته، لا يمكن للأمة أن تستمر في انتظار الحلول من الخارج، لا يمكن لها أن تبقى مكتوفة اليدين أمام هذا الواقع المظلم. يجب أن نفهم اليوم أن الأمل لا يأتي من القوى الدولية، ولا من مجلس الأمن الذي يعكس مصالح القوى الاستعمارية. الأمل يأتي من إرادتنا، من صرختنا، من مقاومتنا. الأمة التي تبحث عن الحلول في الغرب، يجب أن تدرك أنها بذلك تقبل الذل والهوان. لا يمكننا أن ننتظر من مجلس الأمن أن يحقق لنا العدالة، بل يجب أن نتحرك نحن، يجب أن نكون نحن من يقود المقاومة.

السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي سار على نهج الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، يحمل اليوم لواء المقاومة، ويدافع عن حقوق الأمة التي يُراد لها أن تكون مستعبدة، ضعيفة، غير قادرة على الفعل. في كلمته الأخيرة حول ذكرى الصرخة، أكد على هذه الحقيقة المؤلمة، لكن في الوقت ذاته دعا الأمة إلى النهوض، إلى أن تكون في موقع الفعل لا رد الفعل، في موقع المقاومة لا الاستسلام.

اليوم، كما في الماضي، اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يقف بكل قوة في وجه العدوان، ويقدم المثال في كيفية الدفاع عن الحق مهما كانت التحديات. إن صرخة السيد حسين بدر الدين الحوثي في 17 يناير 2001م، التي بدأت كرسالة ضد الاستكبار، أصبحت اليوم رمزًا للمقاومة التي لا تعرف الاستسلام. الصرخة التي بدأت بتوجيه أصبع الاتهام ضد أعداء الله وأعداء الأمة، أصبحت اليوم نداء لكل الأحرار في العالم للوقوف ضد الهيمنة والاستعمار.

لا ننتظر إذن من مجلس الأمن أن يحل مشاكلنا، بل ننتظر أن نكون نحن من يفرض الحل. المقاومة هي الطريق الوحيد الذي سيعيد لنا كرامتنا، الذي سيعيد لنا عزتنا، الذي سيعيد لنا قضيتنا. ومهما كان الضغط الدولي، ومهما كانت التحديات، فإننا في اليمن، كما في غزة، كما في أي أرض من أراضي الأمة المستهدفة، سنستمر في المقاومة، وسنصرخ بأعلى صوتنا: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.t

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

طارق صالح: بوصلتنا ستظل موجهة نحو استعادة الدولة وهزيمة الحوثي

ترأس عضو مجلس القيادة الرئاسي – رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية – طارق صالح، اجتماعًا دوريًا لقيادة المكتب، كُرس لمناقشة المستجدات السياسية على الساحة الوطنية والإقليمية، واستعراض التحديات التي تواجه البلاد وسبل التعامل معها.

وفي الاجتماع استعرضت الامانة العامة نتائج البيان الذي أصدرته بتاريخ 23 يونيو وردود الافعال التي أعقبته والاتصالات التي جرت بشأنه.

ووجهت الامانة العامة شكرها لرئيس مجلس القيادة ورئيس المكتب السياسي على تفاعلهم مع النقاشات التي تلت البيان وأهمية دعم المجلس لمختلف مؤسسات الشرعية الرسمية وأطراف العمل السياسي، بما يحقق أهداف الحركة الوطنية النضالية بمختلف مكوناتها وأطرافها وأرائها.

كما ناقش الاجتماع موقف المجتمع العربي ضد الإعتداء الإيراني على الأراضي القطرية، في سياق المعركة الدائرة بين أعداء الأمة العربية، في إيران وإسرائيل.

وبدوره أكد عضو مجلس القيادة رئيس المكتب السياسي على أهمية الحوار بين المكتب السياسي ومختلف الاطراف المكونة للشرعية بما يحقق النتائج المرجوة لتحقيق النصر في معركتنا الوطنية لهزيمة ذراع إيران التي تسيطر على عاصمة الجمهورية اليمنية.

وشدد طارق صالح على دعم المكتب السياسي لمجلس القيادة الرئاسي، مؤكدا أن بوصلته ستظل موجهة نحو استعادة الدولة ومؤسساتها، وإنهاء الانقلاب، مشيرًا إلى أهمية تعميق التواصل والتنسيق مع كافة القوى والمكونات الوطنية على قاعدة الشراكة والمسؤولية المشتركة.

كما تناول الاجتماع جملة من الملفات التنظيمية والسياسية.

مقالات مشابهة

  • الجنسية البرتغالية ستصبح واحدة من أصعب الجنسيات التي يمكن الحصول عليها في أوروبا
  • السودان ومجلس الأمن الدولي: سبع جلسات في الأشهر الستة من هذا العام، ماذا هناك ؟
  • ما الذي يحدث في اتحاد كتاب مصر؟
  • طارق صالح: بوصلتنا ستظل موجهة نحو استعادة الدولة وهزيمة الحوثي
  • مجلس الأمة يشارك في الدورة الـ 32 للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا
  • البرهان ماذا يفعل في إسبانيا؟
  • الزُبيدي: السلام في اليمن لن يتحقق دون القضاء على التهديد الحوثي
  • ماذا يفعل من دخل المسجد بعد إقامة الصلاة ولم يصل السنة؟ دار الإفتاء ترد
  • مجلس الأمة: تمكين المرأة في الجزائر من المسؤولية وصنع القرار يعد إلتزاما ومكسبا دستوريا
  • عن موعد إجراء الانتخابات البلدية والتحديات التي تواجهها... ماذا كشف وزير الداخلية؟