في عالم تسوده الهيمنة والاستعمار، في زمن تتشابك فيه خيوط السياسة والاقتصاد مع دماء الشعوب، يتساءل الكثيرون: ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن؟ سؤال تتردد أصداؤه في آذان كل من يبحث عن العدالة، وكل من يرنو إلى الحرية. في ذكرى الصرخة، التي أطلقها الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي في 17 يناير 2001م، يتأكد لنا مرة أخرى أن واقع الأمة لا يمكن تغييره بالاستجداء، ولا بالتوسل لأعداء الحرية.
في تلك اللحظة التاريخية، اختار السيد حسين بدر الدين الحوثي أن يطلق صرخته في وجه المستكبرين، ليكون بذلك نقطة تحول في تاريخ الأمة، من مجرد شعار إلى موقف، ومن موقف إلى مشروع مقاومة حقيقي. لقد كانت الصرخة في ذلك اليوم إعلانًا جريئًا ضد الظلم والاستبداد، ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية التي كانت، ولا تزال، تسعى إلى تقسيم الأمة، وتمزيق هويتها. “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، كان هذا هو الشعار الذي حمله الشهيد، وهو الشعار الذي أصبح ركيزة للمشروع القرآني، الذي يعكس إرادة الأمة في الوقوف ضد الطغيان.
لكن اليوم، وبعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، يظل السؤال مطروحًا: ماذا يمكن أن يفعل لنا مجلس الأمن؟ ماذا يمكن أن يفعل لهذا الشعب الذي يُذبح يومًا بعد يوم؟ ماذا يمكن أن يفعل لهذا الشعب الذي يتعرض للعدوان، حيث تُدمر المنازل، ويُستهدف الأطفال، وتُمحى الحضارة؟ هل يمكن لمجلس الأمن، الذي طالما كان أداة لخدمة مصالح القوى الكبرى، أن يوقف هذا العدوان؟ هل يمكن لمجلس الأمن، الذي يتجاهل تضحيات الشعوب ويأخذ قراراته تحت تأثير القوى الغربية، أن يقدم لنا العدالة؟ الجواب واضح: لا شيء. لا شيء على الإطلاق.
إن الأمم المتحدة، ومجلس الأمن بشكل خاص، لم يكونا يومًا إلا أداة للتغطية على الجرائم التي ترتكبها القوى الاستعمارية الكبرى. في كل مرة يتحرك فيها العدو الإسرائيلي لتدمير غزة أو تهويد القدس، نسمع صرخات الاستنكار والتنديد، لكن ما من فعل حقيقي، ما من خطوة جادة تتخذ لإيقاف آلة الحرب. في هذا الواقع، يصبح السؤال الذي طرحه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة أكثر إلحاحًا: ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن؟ هل يمكن له أن يوقف العدوان الذي يدمّر أرضنا ويقتل أبناءنا؟ الإجابة واحدة، ومؤلمة: لا، لا شيء.
لكن في الوقت ذاته، لا يمكن للأمة أن تستمر في انتظار الحلول من الخارج، لا يمكن لها أن تبقى مكتوفة اليدين أمام هذا الواقع المظلم. يجب أن نفهم اليوم أن الأمل لا يأتي من القوى الدولية، ولا من مجلس الأمن الذي يعكس مصالح القوى الاستعمارية. الأمل يأتي من إرادتنا، من صرختنا، من مقاومتنا. الأمة التي تبحث عن الحلول في الغرب، يجب أن تدرك أنها بذلك تقبل الذل والهوان. لا يمكننا أن ننتظر من مجلس الأمن أن يحقق لنا العدالة، بل يجب أن نتحرك نحن، يجب أن نكون نحن من يقود المقاومة.
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي سار على نهج الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، يحمل اليوم لواء المقاومة، ويدافع عن حقوق الأمة التي يُراد لها أن تكون مستعبدة، ضعيفة، غير قادرة على الفعل. في كلمته الأخيرة حول ذكرى الصرخة، أكد على هذه الحقيقة المؤلمة، لكن في الوقت ذاته دعا الأمة إلى النهوض، إلى أن تكون في موقع الفعل لا رد الفعل، في موقع المقاومة لا الاستسلام.
اليوم، كما في الماضي، اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يقف بكل قوة في وجه العدوان، ويقدم المثال في كيفية الدفاع عن الحق مهما كانت التحديات. إن صرخة السيد حسين بدر الدين الحوثي في 17 يناير 2001م، التي بدأت كرسالة ضد الاستكبار، أصبحت اليوم رمزًا للمقاومة التي لا تعرف الاستسلام. الصرخة التي بدأت بتوجيه أصبع الاتهام ضد أعداء الله وأعداء الأمة، أصبحت اليوم نداء لكل الأحرار في العالم للوقوف ضد الهيمنة والاستعمار.
لا ننتظر إذن من مجلس الأمن أن يحل مشاكلنا، بل ننتظر أن نكون نحن من يفرض الحل. المقاومة هي الطريق الوحيد الذي سيعيد لنا كرامتنا، الذي سيعيد لنا عزتنا، الذي سيعيد لنا قضيتنا. ومهما كان الضغط الدولي، ومهما كانت التحديات، فإننا في اليمن، كما في غزة، كما في أي أرض من أراضي الأمة المستهدفة، سنستمر في المقاومة، وسنصرخ بأعلى صوتنا: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.t
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سلطان: العلم واسع وخطير.. فيه ما يمكن أن يُدمّر وما يُحيي
الشارقة - وام
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي،على الدور الكبير للجامعات في الارتقاء بالمجتمع، مشيراً إلى أهمية مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي الذي أنشئ خصيصاً لمساعدة الجامعات والأكاديميات في الإمارة لمواصلة مسيرة التعليم العالي التي بدأت منذ العام 1997م عند إنشاء جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية في الشارقة ولا تزال مستمرة تقدم أفضل العلوم لطلبتها وفق أحدث المناهج التعليمية والتربوية.
جاء ذلك خلال ترؤس سموه الاجتماع الأول لمجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي الذي عُقد صباح اليوم في دارة الدكتور سلطان القاسمي، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد و نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، نائب رئيس مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة جامعة الدراسات العالمية، وأعضاء المجلس رؤساء ومديري الجامعات والأكاديميات ومؤسسات التعليم العالي في إمارة الشارقة.
أهمية العلم في حياة الفرد والمجتمعوتناول صاحب السمو رئيس مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي العديد من الموضوعات التي تختص بعمل الجامعات والأكاديميات ضمن نطاق التعليم العالي، لافتاً إلى متابعته الشخصية لكل ما يختص بها لأهمية العلم في حياة الفرد والمجتمع، وأن العلم واسع وخطير لأن فيه ما يمكن أن يُدمّر وفيه ما يُحيي.
وتناول سموه أهمية التأسيس الصحيح للمؤسسات العلمية منذ البداية مستذكراً سموه بداية إنشاء الجامعات في إمارة الشارقة والاستعانة بخبرات علمية وإدارية متمكنة، لتنطلق بقوة ولتحذو حذوها الجامعات والمؤسسات التعليمية الجديدة في الإمارة، موضحاً أن لكل جامعة منهجاً تعليمياً يتم اختياره وفق أعلى المواصفات العالمية وبالتعاون مع أرقى الجامعات في العالم، مع وجود مجلس أمناء لكل جامعة يتكون من الأكفاء والمختصين يشرف على الجامعة ويتخذ القرارات المناسبة لها.
أهمية اختيار الأستاذ الجامعيوأكد صاحب السمو رئيس مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي أهمية اختيار الأستاذ الجامعي القادر على القيام بمسؤولياته التدريسية والبحثية والعلمية على أكمل وجه حيث يجب أن يكون متمكناً في توصيل المادة العلمية التي تخصه ويتميز بها للطلبة كافة والتأكد من استيعابها بصورة كاملة بالإضافة إلى دور إدارة الجامعة في متابعة تنفيذ العملية التعليمية باستمرار، لافتاً إلى أن إدارة المؤسسات التعليمية في الشارقة عملية مدروسة ومراقبة وتنظر إلى مصلحة الطالب بالدرجة الأولى، وكذلك مصلحة المجتمع من هذه العلوم.
وشدّد سموه على الاهتمام بالتربية والتعليم وقال سموه: «تهمني العملية التربوية بالدرجة الأولى والتعليمية بالدرجة الثانية، والعلم لا يعرف وطناً ولا لوناً ولا شكلاً ولا لغةً، ونحن نُجلّ هذا العلم ونحترمه ونحترم أصحاب العلم ونحترم المتعلمين لأننا نعرف قيمة العلم».
وأكد دور مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي في دعم الجامعات والأكاديميات والمؤسسات التعليمية في الإمارة وشدد على عدم تدخله في شؤون المؤسسات الداخلية وأنه داعم للمؤسسات بما يمتلكه المجلس من علماء وخبرات وممارسات.
وألقى سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد و نائب حاكم الشارقة نائب رئيس مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي، كلمةً قال فيها:«نشكر لكم يا صاحب السمو هذه الثقة، ونبارك لأنفسنا تأسيس هذا المجلس، ونعاهد سموكم بالمحافظة على هذا المستوى الراقي لهذه الجامعات والكليات، ونعمل جميعاً تحت راية سموكم للارتقاء بهذا المستوى وهذه العملية التعليمية والتربوية، ونحن يا صاحب السمو بعد فضل الله سبحانه وتعالى ثم بتوجيهاتكم سنكون إن شاء الله عند حُسن الظن».
كان الدكتور منصور محمد بن نصار المستشار القانوني، رئيس الدائرة القانونية لحكومة الشارقة، قد تلى خلال الاجتماع التشريعات القانونية المتعلقة بمجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي وهي كالتالي: المرسوم الأميري رقم (14) لسنة 2025م بشأن إنشاء وتنظيم مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي، والمرسوم الأميري رقم (15) لسنة 2025م بشأن تشكيل مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي، والقرار الإداري رقم (2) لسنة 2025م بشأن تشكيل اللجنة التنفيذية الدائمة لمجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي.