هالة الخياط (أبوظبي)
تطور هيئة البيئة - أبوظبي، خلال المرحلة الحالية، نظاماً للتوقع المبكر لتشكل العواصف الرملية، بما يتيح التنبؤ بالعواصف الرملية ومصدرها والمواقع التي ستتأثر فيها داخل الإمارة، بنسبة دقة تصل إلى %100 من خلال النمذجة الرياضية.
قال راشد الكعبي، رئيس قسم مراقبة جودة الهواء والعوامل الضارة بالإنابة في هيئة البيئة - أبوظبي، إن النظام سيكون جاهزاً مع نهاية أكتوبر المقبل، مبيناً أن النمذجة الرياضية التي يعتمد عليها النظام، ساهمت خلال العاصفة الرملية التي أثرت على الدولة، خلال أبريل الجاري، في التنبؤ بالعاصفة قبل ثلاثة أيام من تشكلها وحركتها والمناطق التي تأثرت بها الدولة بنسبة دقة وتطابق وصلت إلى %95.


وأوضح الكعبي أن نظام التوقع المبكر سيساعد صناع القرار والجهات المعنية باتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع العاصفة.

أخبار ذات صلة ورشة بأبوظبي حول «دور الأعشاب البحرية في استدامة النظم البيئية» «بيئة أبوظبي» تُطلق مبادرة «حدائق أبوظبي المرجانية» لتصبح المشروع الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط

وأكد أن أبوظبي تلتزم بتحسين جودة حياة مواطنيها والمقيمين فيها، من خلال تعزيز إجراءاتها للمحافظة على جودة الهواء، والحد من مستويات الضوضاء، والتعامل مع التحديات التي تفرضها البيئة الصحراوية من العواصف الرملية والترابية، وعليه جاء تطوير نظام التوقع المبكر، ليتسنى من خلاله التنسيق مع الجهات المعنية، والتعامل مع الحالة الجوية، وتوصيل رسائل فورية للجمهور وإعلام صناع القرار عن وجود الانبعاثات العالية من الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء. 
عن نظام المراقبة للانبعاثات، بين الكعبي أن «الهيئة» ترصد حالة جودة الهواء المحيط في أبوظبي بصفة مستمرة، عبر شبكة من محطات الرصد والمراقبة. وتقوم بذلك من خلال شبكة تتكون من 20 محطة رصد ثابتة، ومحطتين متحركتين منتشرة في جميع أنحاء إمارة أبوظبي. 
وأكد أن «الهيئة» راعت في توزيع محطات مراقبة جودة الهواء تواجدها في الأماكن الساخنة في الإمارة، مثل الشوارع الرئيسة المكتظة بحركة المرور والمناطق الحضرية والضواحي، وغيرها، وذلك لرصد ملوثات الهواء.
وأوضح أنه، خلال المرحلة الحالية، يجري تقييم لعدد المحطات في إطار الشبكة، وإن كانت هناك حاجة للتوسع في العدد والأماكن، حيث ترصد الشبكة حوالي 17 عنصراً مختلفاً من الملوثات، حيث تكمن مهمتها في تقديم قراءات في كل ساعة عن هذه الملوثات، مثل مستويات غازات ثاني أكسيد الكبريت، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد النيتروجين والأوزون، وكبريتيد الهيدروجين والمواد العطرية المتطايرة، إلى جانب الجسيمات الدقيقة العالقة وبيانات الأرصاد الجوية. 
وذكر أن قراءات جودة الهواء تقع ضمن حدود المعايير المعتمدة في الدولة، وأن الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء البالغ قطرها 10 و2.5 ميكرون والأوزون الأرضي يعود سببها إلى العواصف الرملية، وتعد أكثر الملوثات المثيرة للقلق.
حلول ذكية
أكد الكعبي، أن تحسين نوعية الهواء من أولويات «الهيئة»، حيث تسعى دائماً إلى تنفيذ حلول وتقنيات مبتكرة لتحسين جودة الهواء في أبوظبي لضمان بيئة آمنة وصحية، مشيراً إلى تنفيذ «الهيئة» مشروعات ذكية ومتطورة، تضم العديد من الأنشطة والبرامج الهادفة إلى مراقبة جودة الهواء وتقييمها، لتحديد أهم التحديات ومصادر الانبعاثات، وطرح الحلول المناسبة للتقليل من تلك الملوثات، وتقييم مدى فاعليتها.
وتتنوع المشروعات التي تنفذها «الهيئة» لمراقبة جودة الهواء، ومنها شبكة مراقبة جودة الهواء، ونظام المراقبة المستمرة لانبعاثات مداخن المنشآت الصناعية الرئيسة، وشبكة مراقبة الروائح المزعجة، إضافة إلى أول برج لتنقية الهواء في المنطقة.
وأشار الكعبي إلى أن «الهيئة» توظف الذكاء الاصطناعي في تطبيقات المراقبة البيئية وتدفق البيانات، وتطبيقات التحاليل البيئية، واستخدام أفضل الممارسات والتكنولوجيا للمساعدة في سرعة اتخاذ القرار، فيما يخص جودة الهواء الذي على تحسين جودة الحياة. 
وقال: من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تمكنت «الهيئة» من توقع مستوى تركيزات 6 من عناصر جودة الهواء، إلى جانب استكمال مشروع شبكة الروائح المزعجة، بالاعتماد على 50 مجساً لقياس ملوثات الهواء التي تتسبب بالروائح المزعجة، وجارٍ تقييم للوضع الحالي، وهل بحاجة لزيادة العدد واستهداف مناطق جديدة.
كما تعمل «الهيئة» على الاعتماد على شبكة هجينة تجمع بين عمل المحطات الثابتة والمجسات، حيث تتولى حالياً جمع القراءات لملوثات جودة الهواء، إلى جانب الروائح الكريهة، وما يميز المجسات مقارنة بالمحطات الثابتة أنها سهلة الحركة، ويمكن استخدامها في أكثر من موقع، إلى جانب انخفاض تكلفة تشغيلها، وتساعد في اتخاذ القرار، حيث تساهم في توسيع نطاق المراقبة والتقليل من التكلفة دون الإضرار بجودة البيانات الناتجة.
وبين أن دراسة التقييم للوضع الحالي للمحطات والمجسات ستحدد مخرجاتها الأماكن التي ستحتاج لوضع محطات ثابتة أو مجسات، مشيراً إلى أن نتائج الدراسة ستكون جاهزة خلال العام المقبل. 
تقارير 
أوضح الكعبي، أن «الهيئة» تصدر تقارير ربع سنوية وأخرى سنوية، وتتضمن قراءات ووصفاً تفصيلياً لنوعية الهواء، وتتوافر معلومات تفصيلية عن مستويات التركيز، وعدد حالات التجاوز لكل ملوث، وكل محطة عبر الموقع الإلكتروني لهيئة البيئة - أبوظبي www.ead.ae أو مباشرة عبر الموقع الإلكتروني لجودة الهواء www.adairquality.ae، أو عبر التطبيق الإلكتروني «بلوم إير ريبورت» Plume Air Report، والذي يمكن تحميله مجاناً على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، حيث يمكن للجمهور الوصول بشكل مباشر إلى مؤشر جودة الهواء للتعرف على نوعية الهواء، واتخاذ قرارات مستنيرة لحماية صحتهم من تلوث الهواء.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: هيئة البيئة العواصف الرملية جودة الهواء مراقبة جودة الهواء إلى جانب من خلال

إقرأ أيضاً:

جزر أبوظبي.. ملاذ آمن للطيور المهاجرة في الصيف

هالة الخياط (أبوظبي)

أخبار ذات صلة شرطة دبي تحجز مركبتين بسبب سلوك استعراضي خطير عمار بن حميد يستقبل سفير إندونيسيا

تُجري هيئة البيئة - أبوظبي، مسوحات دورية للطيور المهاجرة خلال فصل الصيف، مع التركيز على المناطق التي تعتبر محطات توقف مهمة للطيور خلال هجرتها السنوية.
وتهدف هذه المسوحات إلى جمع بيانات حول أعداد وأنواع الطيور المهاجرة التي تستخدم هذه المناطق، وتقييم حالة الموائل الطبيعية التي تعتمد عليها الطيور، وتحديد التحديات التي تواجهها خلال رحلة الهجرة.
وتُعد جزر إمارة أبوظبي ملاذاً طبيعياً آمناً للعديد من أنواع الطيور المهاجرة خلال أشهر الصيف، وبشكل رئيس الطيور البحرية، التي تأتي من المحيط الهندي للتكاثر، ومن أبرزها طائر الخرشنة أبيض الوجه، الذي يُمثل أحد الأنواع ذات الأهمية البيئية. 
وتشير إحصائيات هيئة البيئة - أبوظبي، إلى أن قائمة الطيور التي سُجلت في إمارة أبوظبي يبلغ عددها 426 نوعاً من الطيور، منها نحو 260 نوعاً تقع في محمية الوثبة للأراضي الرطبة، التي تُعد الموقع الوحيد بالخليج العربي الذي يتكاثر فيه طائر النحام الكبير (الفلامنجو) باستمرار، مما يشكل علامة مهمة على الجهود الحثيثة المبذولة من قبل هيئة البيئة - أبوظبي للمحافظة على هذه الأنواع.
وتعمل شبكة زايد للمحميات الطبيعية على حماية نحو 175 نوعاً من الطيور، منها ما يقارب 11% مصنفة كأنواع مهددة بالانقراض بحسب «قائمة أبوظبي الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض».
ووجود أنواع جديدة من الطيور في الإمارة، يؤكد أهمية المحميات الطبيعية، التي تديرها الهيئة مثل، محمية الوثبة للأراضي الرطبة، ومحمية بوالسياييف البحرية، لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة والمقيمة على حد سواء. 
ودعت هيئة البيئة - أبوظبي أفراد المجتمع إلى ضرورة المحافظة على الظروف البيئية الملائمة للطيور البرية، وتجنب الممارسات الضارة التي تهدد بقاءها، لاسيما جمع البيوض، الأمر الذي يتسبب في فشل موسم التكاثر لتلك الأنواع الحسّاسة.
وأكدت الهيئة على أهمية التكاتف المجتمعي في حماية الحياة البرية، مطالبة بالإبلاغ عن أي أنشطة مخالفة عبر الرقم الحكومي الموحد 800555.
وأكدت «الهيئة» مواصلة جهودها في حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، من خلال توسيع نطاق المناطق المحمية، وتنفيذ برامج وطنية ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي.
ويشمل ذلك مبادرات لإكثار الأنواع المهددة وإعادة إطلاقها في بيئاتها الطبيعية، وعلى رأسها الصقور والحبارى.

مقالات مشابهة

  • دليلك للتعامل مع المطبات الهوائية وتجنب الإصابات على متن الطائرة
  • موجة الحر تجتاح بفرنسا.. تحذيرات من حرائق الغابات وتدهور حاد في جودة الهواء
  • استشارية توضح أفضل عمر لتجميد البويضات .. فيديو
  • بدقة تصل إلى 90%.. أبوظبي توظّف تقنيات متقدمة لرسم خرائط مواطن الموائل البيئية
  • «غرفة أبوظبي» ترصد 7 فرص لتطوير بيئة الأعمال في الظفرة
  •  إغلاق الطريق الصحراوي بالاتجاهين بسبب العاصفة الرملية الشديدة
  • مطار القاهرة يخصص غرفا مجهزة للمدخنين داخل صالات الركاب
  • خطوة نحو بيئة أكثر توازنا.. تحديث غرف التدخين بـ مطار القاهرة الدولي
  • تحذيرات صحية من المشي في الهواء الطلق خلال النهار أثناء الرطوبة العالية.. فيديو
  • جزر أبوظبي.. ملاذ آمن للطيور المهاجرة في الصيف