يمانيون:
2025-06-27@07:48:37 GMT

اليمن ينتصر على إمبراطورية ترامب

تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT

اليمن ينتصر على إمبراطورية ترامب

يمانيون../
“هناك خير في كل شر، لا يعرفه إلا الله”، من وحي معاني تلك الحكمة العميقة، استلهم اليمنيون سرّ قوة التحول من دولة مستضعفة إلى قوة إقليمية منتصرة على أسطورة القوة العالمية، أمريكا، التي فرضت نفسها بالمكر السياسي وقوة السلاح لقيادة العالم.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية، لعقود، بمثابة الإمبراطورية العظمى الحاكمة لكوكب الأرض، والملك المطاع الذي تقدّسه دول وشعوب العالم المطيع على مبدأ الولاء وأدبيات السمع والطاعة، ولا مكان للاستثناء في قانون المؤسسين الآباء، جورج واشنطن وبنجامين فرانكلين.

وحاول أباطرة واشنطن، من قبل العقد الأخير، من أوباما إلى ترامب إلى بايدن، ثم عاد ترامب مرة أخرى، إخضاع أنظمة الشعوب “العاصية” مثل اليمن، بإطلاق عدوان عربي أمريكي صهيوني غربي صلف، في 26 مارس 2015، بتحالف أكثر من 17 دولة بقيادة السعودية في الظاهر، مُني بفشل ذريع بعد شنّ أكثر من 274,302 غارة وقصف جوي لمدة ثماني سنوات.

بعد يأس حكّام الدولة العميقة الغربية الصهيونية من فشل وخذلان التحالف العبري (العربي)، حاول الإمبراطور بايدن تدويل العدوان على اليمن في أروقة المكاتب الأممية، وتشكيل تحالف عسكري دولي من أكثر من 19 دولة، أبرزها بريطانيا و”إسرائيل” وشنّ أكثر من 950 غارة في 12 يناير 2024، بعدوان جوي – بحري مباشر على اليمن، باسم عملية “حارس الازدهار”، انتقاماً لإسناد صنعاء لغزة ضد العدوان “الإسرائيلي”، مخلفاً أكثر من 250 شهيدًا و714 جريحًا من المدنيين.

وفي 15 مارس 2025، استأنف إمبراطور واشنطن، ترامب، من جديد العدوان الجوي والبحري، بشن
أكثر من 1,500 غارة جوية على المناطق الحرة التابعة لحكومة صنعاء، ولمدة 53 يوماً، باسم عملية “الفارس الخشن”، أدت إلى استشهاد أكثر من 280 مدنيًا، وإصابة أكثر من 650 آخرين.

ومن مقولة “اصنع من الليمون الحامض شرابًا حلوًا”، صنع اليمنيون من معاناة الحروب والحصار سلاحًا فتاكًا قلب موازين القوى العالمية، وأجبرها على التراجع إلى الحدود الفاصلة لسيادة الدول والشعوب، وعلى مبدأ الاحترام غير المرغوب فيه للخصم العنيد، الذي فرض معادلاته العسكرية والسياسية في المنطقة من ميادين القتال.

وفي مساء الثلاثاء، 6 مايو 2025، ظهر الرئيس الأمريكي المجرم دونالد ترامب على شاشات الأخبار، معلنًا هزيمة عدوانه بوقف العمليات العدوانية على اليمن، متذرعًا بافتراء كاذب، بلغة خجولة ونبرة مهزومة، بأن إعلان انسحابه جاء بناءً على طلب اليمنيين.

والحقيقة أن ترامب، بعد أن أدرك عجز عدوانه عن تحقيق أي هدف في اليمن، من تلك التي كان يعربد بها عبر وسائل الإعلام (تدمير قدرات القوات اليمنية، وإنهاء نظام صنعاء من الوجود، ورفع الحظر البحري على سفن بلاده و”إسرائيل”)، لجأ، بصفته رئيسًا لأسطورة مالكة البحار والمحيطات، إلى طلب الوساطة من الوسيط العُماني للخروج من وحل البحر الأحمر باتفاق دبلوماسي، بعد الجلوس على طاولة التفاوض مع الخصم اليماني.

لينقذ سمعة أمبراطورية عصاباته المتحدة الملطخة بهزائم الإنسانية من غضب انتقام اليمنيين ولعنات دماء الأبرياء، بوقف عمليات استنزاف قوات البحرية الأمريكية وقطعها الحربية من حاملات الطائرات العملاقة “آيزنهاور”، و”أبراهام لينكولن”، و”هاري ترومان”، و”كارل فينسون”، والمدمرات والبارجات والطائرات الحربية المقاتلة طراز “F-18″، وبدون طيار نوع “MQ-9″، في مواجهة القوات اليمنية في البحر الأحمر.

الدبلوماسية السلطنة تمخضت بإعلان اتفاق سياسي كمخرج لواشنطن من مستنقع اليمن، وفق معادلة صنعاء، ونصّه كالتالي: (وقف إطلاق النار بين الجمهورية اليمنية العظمى وإمبراطورية الولايات المتحدة، والذي يقضي بوقف عدوان أمريكا على اليمن، مقابل وقف هجمات الأخير على سفن الأولى في البحر الأحمر)، وتم توقيع وثيقة الانتصار لصنعاء بنجاح، مع وقف الاستهداف بين الطرفين مستقبلاً.

تلك تصرفات ترامب المهزوم، كرئيس للولايات المتحدة، أثبتت فشل استراتيجية عدوانه، وانتصار الخصم الوليد والندّ العنيد، الذي هو اليمن وشعبه الصامد وقوة بأس قواته المسلحة، في ظل تأكيد قيادة صنعاء على الموقف الثابت في إسناد غزة، بعد ساعات من الانسحاب المذل لأمريكا، ووقف إسناد الكيان الذي كان سببًا لشن العدوان على صنعاء دفاعًا عنه.

وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، الرئيس مهدي المشاط، أنه “لا تراجع عن إسناد غزة مهما كان الثمن، وما حصل يثبت أن ضرباتنا مؤلمة وستستمر”.

وقال: “إن العدوان الإسرائيلي يثبت لشعبنا صوابية تحركه وجهاده، ويطمئنه أكثر عندما يرى أنه في مواجهة أقذر عدو عرفته البشرية”.

وأضاف لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): “ردّنا، بإذن الله، سيكون مزلزلًا، مؤلمًا، ولن يكون العدو قادرًا على تحمّله، ولجميع الصهاينة من الآن وصاعدًا: الزموا الملاجئ، أو غادروا إلى أوطانكم فورًا، فلن يكون بمقدور حكومتكم الفاشلة حمايتكم بعد اليوم”.

وتابع الرئيس المشاط حديثه: “سيدرك المعتدي أن الثمن الذي سيدفعه باهظ، ولن يثنينا العدو عن قرارنا المحق في مساندة إخواننا في فلسطين، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”.

وتستمر القوات المسلحة اليمنية في نصرة غزة، وإسناد حركات المقاومة في القطاع ضد العدوان الصهيوني، في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، التي أعلنتها حكومة صنعاء إسنادًا لغزة، قبل 19 شهرًا من بدء عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023.

ومنذ نوفمبر 2023، استهدفت قوات صنعاء أكثر من 240 قطعة بحرية تجارية وحربية للعدو الأمريكي والبريطاني و”الإسرائيلي”، وأطلقت أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عمق الكيان.

وأسقطت ثلاث طائرات حربية أمريكية نوع F-18، و26 طائرة أمريكية نوع MQ-9، فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، المساندة لغزة، وأربع أثناء العدوان الأمريكي – السعودي، الذي استمر ثماني سنوات، منذ مارس 2015.

السياسية صادق سريع

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: على الیمن أکثر من

إقرأ أيضاً:

واشنطن و الناتو... مستقبل إمبراطورية الدعوة

انطلقت في لاهاي بهولندا وعلى مدى يومي أمس واليوم 24 و25 يونيو (حزيران) الحالي أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لعام 2025، والتساؤل: «ما مصير علاقة واشنطن بالحلف، لا سيما أنه بانضمامها وقبولها القيادة العسكرية، تمنح دول (الناتو) الأخرى الولايات المتحدة نفوذاً وقوة غير مسبوقين، الأمر الذي يتفق مع وصف الباحث النرويجي غير لوندستاد هذا الأمر بـ«إمبراطورية الدعوة». وقد رسخت هذه الإمبراطورية غير الرسمية مكانة الولايات المتحدة ونفوذها في أوروبا.

تتجاوز علامات الاستفهام علاقة الولايات المتحدة بحلف «الناتو»، مقام الرؤساء الأميركيين، وتنسحب على الرؤية النقدية لهذه العلاقة العضوية بمزاياها ومثالبها معاً.

ينقسم الأميركيون في واقع الحال إلى قسمين: طرف يرى أنَّ واشنطن لا تزال في حاجة إلى تلك الشراكة مع دول الحلف، وآخر يرى أنَّه بات سلعة فاخرة لا حاجة لواشنطن بها.

الفريق الأول يؤمن بأنَّ واشنطن وهي القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية الضاربة حول العالم، لا يمكن أن تستغني عن حلفائها الأوروبيين، وأنها من دونهم تصبح قوة عظمى متضائلة إلى حد كبير.
والشاهد أنَّ «الناتو» يمنح واشنطن موقعاً وموضعاً فريدين ضمن إحدى أقوى شبكات التحالفات العسكرية في العالم، وبما يتجاوز الرؤية الأمنية الضيقة فحسب، ذلك أن خيوط وخطوط تلك الشبكة لها أبعاد اقتصادية وسياسية عميقة وإيجابية للغاية.

على سبيل المثال لا الحصر، كيف يمكن للمجمع الصناعي العسكري الأميركي أن يروّج منتجاته بعيداً عن دول غرب أوروبا وشرقها الأعضاء في الحلف؟

في هذا السياق، يمكن النظر إلى الولايات المتحدة على أنها بؤرة الضوء الجاذبة للقوى الديمقراطية الراسخة والتي ترعى حقوق الإنسان، وتعترف بأنظمة السوق الليبرالية الحرة، على خلاف روسيا الاتحادية، الوريث الشرعي للاتحاد السوفياتي التي لا يزال ينظر إليها بصورة أو أخرى على أنها نقطة تجمع للقوة المارقة، مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران، بحسب المفهوم الحرياتي الغربي.

يحاجج الأميركيون من أنصار البقاء في حلف «الناتو» بأنَّ المرة الوحيدة التي تم فيها تفعيل المادة الخامسة من الميثاق، كانت لصالح واشنطن، حيث تداعى الجميع لدعمها حين تعرَّضت لاعتداءات نيويورك وواشنطن، كما شارك كثيرٌ منهم في حروب أفغانستان والعراق لاحقاً.

حتى الساعة يبقى لـ«الناتو» الكثير من الألق، كما القدرة على توفير غطاء واسع ومريح من الأمن والحماية لجميع أعضائه؛ الأمر الذي يفسر لنا رغبة الغالبية من البلدان في وسط وشرق أوروبا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

لقد رأى العالم روسيا تخوض حروباً قصيرة في العقدين الأخيرين مع مولدوفا وجورجيا، ولاحقاً مع أوكرانيا، غير أن بوتين لم يجرؤ على غزو أي دولة مجاورة من أعضاء «الناتو»؛ ذلك لسابق معرفته بأن الأمر سيعدّ اعتداءً على بقية دول الحلف.

وفي كل الأحوال يمكن القطع بأن وجود واشنطن في قلب «الناتو»، قد جعل من أميركا رمانة ميزان العالم، وبخاصة أن وجودها في أوروبا لم يُفرض فرضاً، بل كان يتم استدعاؤه والترحيب به من جانب حلفائها.

في مذكراته التي حملت اسم «القناة الخلفية» يخبرنا الدبلوماسي الأميركي ورئيس الاستخبارات المركزية السابق وليام بيرنز، أنه لعقود طوال كان الاعتقاد السائد في أوساط السياسة الخارجية في واشنطن هو أن حلف «الناتو» ذو قيمة هائلة للولايات المتحدة، وأن توسيعه كان في قلب المصالح الأميركية.

لكن اليوم هناك من الأميركيين من يقطع بأن التحولات الجيوسياسية والإيكولوجية، عطفاً على تطورات عالم ما بعد الإنسان البيولوجي، ومنعرجات مستقبل الذكاءات الاصطناعية، قد تجعل «الناتو» ذا أهمية متراجعة.

«الناتو» في رأيهم ليس معنياً بالاستجابة للأوبئة، وقد دفعت أميركا ثمناً غالياً وعالياً حين ضربها فيروس «كوفيد - 19»، كما أن الحلف ليست لديه رؤية لمكافحة القرصنة البحرية أو السيبرانية، وغير قادر على دعم أميركا في مواجهتها لأزمة الهجرات غير النظامية من جنوبها وشمالها.

يقطع عالم السياسة الأميركي باري بوسن خلال ندوة عُقدت في معهد «كاتو» بواشنطن، بأن أميركا قد قدمت لـ«الناتو» عقوداً طويلة من الطمأنينة؛ ما جعل الأوروبيين يتقاعسون عن السعي في طريق حماية أنفسهم، ويحلمون بأن يظل درع «كابتن أميركا» حامياً لهم على مدى الأزمنة، على العكس من اليابان التي فعلت المزيد نسبياً للدفاع عن نفسها.

أما الذريعة التي تُعدّ حجر الزاوية للتحلل من «الناتو»، فهي أن أميركا لا يمكن أن تحافظ على دورها حجرَ أساس للأمن الأوروبي، بينما تواصل التنافس بنجاح مع الصين. واشنطن - «الناتو» وفاقٌ أم افتراقٌ؟ لننتظر ونرَ بيان ختام أعمال قمة لاهاي.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • السيد القائد يدعو أبناء اليمن للخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • الأمم المتحدة تحذر: أكثر من نصف سكان جنوب اليمن مهددون بانعدام الأمن الغذائي
  • جنرال أمريكي يعترف: اليمن تحول استراتيجي يقلق واشنطن ويقلب موازين الشرق الأوسط
  • نيويورك تايمز: ازدهار المقاهي اليمنية في أمريكا لكن الحرب في اليمن أثرت على عملها؟ (ترجمة خاصة)
  • واشنطن و الناتو... مستقبل إمبراطورية الدعوة
  • البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الـ(49) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون بشأن العدوان الذي شنته إيران على دولة قطر
  • ترامب ينتصر للسلام
  • ثلاث شركات طيران تنظم للخطوط الجوية اليمنية بتشجيع حكومي لتخفيف الضغط على الناقل الوطني
  • اليمن يدين “العدوان الإيراني” على قطر وتؤكد دعمها الكامل للدوحة
  • بيان ملتقى مشايخ ووجهاء اليمن بشأن القصف الإيراني الذي طال دولة قطر