محمد محسن الجوهري*
قبل أسابيع قليلة من زيارة المجرم دونالد ترامب لفلسطين المحتلة، والتي تهدف إلى تجديد دعمه للكيان الصهيوني الغاصب، جاءت الضربة اليمنية التاريخية والفارقة لمطار “اللد” المحتل، المعروف باسم مطار بن غوريون، لتوجه رسائل متعددة، أولها أن وجود ترامب في البيت الأبيض، بكل ما يمثله من دعم مطلق للكيان، لن يشكل مظلة أمان له بل قد يكون سبباً في جرّ المزيد من الضربات نحو عمقه الاستراتيجي.
الضربة ليست فقط فعلًا عسكريًا عابرًا، بل هي إعلان واضح بأن زيارة ترامب المرتقبة قد تكون شرارة لتصعيد أكبر، وتحفيزاً للمزيد من الضربات التي ستعمق الوجع الإسرائيلي، لا سيما من الجبهة اليمنية التي أثبتت قدرتها على تجاوز الحصار وتحدي كل الخطوط الحمراء.
ولا شك أن تاريخ الرابع من مايو 2025م سيُسجّل بوصفه محطة فارقة في تاريخ الكيان، تفوق في رمزيتها حتى زيارة ترامب نفسها. لقد حملت الضربة بُعدًا استراتيجيًا كبيرًا، فهي لا تشير فقط إلى التقدم التقني في قدرة اليمنيين على الوصول إلى عمق الأراضي المحتلة، بل تؤكد كذلك على أن معادلة الردع قد تبدلت جذريًا، وأصبح الكيان مهددًا من جهات لم تكن في حسبانه قبل أعوام قليلة فقط.
وهذه الضربة تؤشر إلى بداية مرحلة جديدة من الصراع، مرحلة قد يجد فيها الكيان نفسه في مواجهة مباشرة مع مجاهدي فلسطين واليمن، بعد أن بدا واضحًا أن الجهود لتحييد الإسناد الأمريكي قد نجحت بدرجة كبيرة. لقد بدأت هذه النجاحات من البحر الأحمر، حيث أُغلقت الممرات أمام السفن المتجهة إلى الكيان، وانتهت الآن إلى مطار بن غوريون، بوابته الأولى نحو العالم.
ولعل المثال الأبرز على نجاح هذا التحول هو ما شهده البحر الأحمر من عمليات دقيقة أربكت الملاحة، ودفعت شركات الشحن العالمية إلى تغيير مساراتها، ما شكل ضغطًا اقتصاديًا متصاعدًا على الكيان وعلى داعميه.
وفي حال تكررت هذه “المعجزة”، وتحولت إلى نمط يومي روتيني، فإننا نكون أمام مأساة صهيونية شاملة، يكون المغتصبون فيها محاصرين داخل دائرة مغلقة، وقد غدوا وجهاً لوجه مع الموت الذي طالما سعوا لتصديره، فإذا به يعود إليهم مضاعفًا. عندها فقط سنشاهد الكوارث التي أنزلها المحتل على أهلنا في غزة وهي ترتد عليه، كحقٍ وعد الله به المظلومين، وسنةٍ لا تتبدل في المجرمين مهما طال الزمن.
إن قوة الكيان الصهيوني لم تكن يوماً مستندة إلى ذاته، بل كانت تستند إلى الإسناد الأمريكي المباشر: سياسيًا، عسكريًا، واقتصاديًا. ومع تراجع هذا الدعم وتحييده عن المنطقة، بات زوال الكيان مسألة وقت ليس إلا. هيبته كانت من هيبة الغرب، وقوة ردعه كانت انعكاسًا لمظلة الحماية الأمريكية، لكن المارد اليمني كسر تلك المظلة، وأسقط الوهم الذي سوّقه الإعلام الغربي لعقود.
ولم يتبق من الهيمنة الغربية إلا صدى يتردد في وسائل الإعلام، فيما الواقع الميداني يكتبه رجال الأنصار بدمائهم وتضحياتهم، كما كتبوه من قبل في الداخل والخارج، وها هم اليوم يكتبونه في “اللد” المحتلة. هؤلاء الرجال لم يُخرسوا فقط أدوات واشنطن المحليين والإقليميين، بل زرعوا الرعب في قلب آلة البطش الصهيونية، وجعلوا من كل مطار وقاعدة لها هدفًا مشروعًا في أي لحظة.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وكالة.. طائرات اليمنية التي دمرتها ضربة إسرائيلية لم يكن مؤمنا عليها
(رويترز) – قالت أربعة مصادر رفيعة المستوى في سوق الطيران لخدمة (ذي انشورر) إن الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية التي دمرتها ضربة جوية إسرائيلية على مطار صنعاء الدولي في اليمن يوم الثلاثاء كانت غير مؤمن عليها.
ونفذ الجيش الإسرائيلي ضربة جوية على مطار صنعاء الرئيسي في اليمن يوم الثلاثاء بعد أن أطلق الحوثيون المتحالفون مع إيران صاروخا سقط بالقرب من مطار بن جوريون الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي في إشارة إلى مطار اليمن “نفذت الضربة ردا على الهجوم الذي شنه النظام الإرهابي الحوثي على مطار بن جوريون. تم ضرب مدارج الطيران والطائرات والبنية التحتية في المطار”.
وقال مسؤول في شركة الخطوط الجوية اليمنية لرويترز إن ثلاث طائرات للشركة تعرضت للدمار وفقا لتقييم أولي.
وقالت أربعة مصادر رفيعة في سوق الطيران إن الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية التي أصابها الدمار لم يكن مؤمنا عليها وكانت متوقفة في مطار صنعاء منذ أشهر.
وأضافت هذه المصادر أن شركة برايس فوربس هي من تتولى تغطية جميع المخاطر للخطوط الجوية اليمنية. وأكد مصدر مقرب في مجال الوساطة ذلك.
ويعني عدم تمتع هذه الطائرات بالتأمين أنه لن يكون هناك تأثير على الفور، لكن أحد كبار المصادر في مجال الوساطة بقطاع الطيران قال إن الحادث أكد من جديد مخاوف السوق الأوسع نطاقا بسبب الاضطراب الجيوسياسي الذي يواجه شركات التأمين على الطيران على عدد من الجبهات.
وأشار مصدر آخر إلى الحرب الروسية في أوكرانيا والتصعيد الذي حدث هذا الأسبوع بين الهند وباكستان كأمثلة على ذلك. وقال مصدران رفيعا المستوى في سوق الطيران أن أيا من شركات التأمين لم تصدر إشعارات حتى الآن فيما يتعلق بالاضطرابات بين الهند وباكستان.
وامتنعت شركة برايس فوربس عن التعليق. ولم ترد الخطوط الجوية اليمنية بعد على طلب التعليق.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةرسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...
يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...
نقدرعملكم الاعلامي في توخي الصدق والامانه في نقل الكلمه الصا...
نشكركم على اخباركم الطيبه والصحيحه وارجو المصداقيه في مهنتكم...
التغيرات المناخية اصبحت القاتل الخفي ، الذي من المهم جدا وضع...