فى غاية الأهمية.. احتفالات عيد النصر في روسيا |متى بدأت وما مراسمها؟
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
تحتفل روسيا في 9 مايو من كل عام بعيد النصر في الحرب العالمية الثانية، حيث يعتبر هذا اليوم مناسبة وطنية لا مثيل لها، وعطلة شخصية للعديد من العائلات، وفرصة كبيرة لتعزيز خطاب الحكومة.
احتفالات عيد النصر في روسياتحظي احتفالات عيد النصر في روسيا بأهمية خاصة للجيش الروسي حيث تُعتبر الحرب العالمية الثانية أكبر نزاع مسلح في العالم حتى الآن.
يوم النصر، يعد أهم عطلة في روسيا، إذ يعكس تضحياتها في زمن الحرب، ويستخدمه الكرملين أيضًا لتعزيز الوطنية واستعادة هيبة القوة العظمى التي فقدها بانهيار الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١.
لقد حول الرئيس فلاديمير بوتن، الذي حكم روسيا لمدة 25 عاما من تلك الأعوام الثمانين، يوم النصر إلى ركيزة أساسية من ركائز ولايته.
أهمية يوم النصر بالنسبة لروسياخسر الاتحاد السوفييتي ما يُسمى بالحرب الوطنية العظمى بين عامي ١٩٤١ و١٩٤٥، ما يُعادل ٢٧ مليونًا من مواطنيه، وقد خلّفت هذه التضحيات جرحًا غائرًا في وجدان الشعب.
غزت ألمانيا النازية الاتحاد السوفيتي في 22 يونيو1941، وسرعان ما اجتاحت الجزء الغربي من البلاد، وبحلول أكتوبر من ذلك العام، اقتربت ألمانيا النازية من موسكو حتى مسافة 30 كيلومترًا (أقل من 19 ميلًا).
ألحقت القوات السوفييتية هزائم ساحقة بألمانيا في عام 1943 في ستالينغراد وكورسك. ثم دفعت القوات النازية إلى التراجع عبر غرب الاتحاد السوفييتي حتى برلين.
وأشار بوتن إلى أن مواطناً سوفيتياً واحداً من كل سبعة قُتل، في حين خسرت المملكة المتحدة واحداً من كل 127، وخسرت الولايات المتحدة واحداً من كل 320.
وكتب بوتن في عام 2020: "إن الاتحاد السوفييتي والجيش الأحمر، بغض النظر عما يحاول أي شخص إثباته اليوم، قدما المساهمة الرئيسية والحاسمة في هزيمة النازية".
قصة عائلة بوتن من الحرب العالمية الثانيةأعرب بوتن عن تأثره العميق بتاريخ الحرب العالمية الثانية، قائلاً: "سنتذكر دائمًا الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوفييتي من أجل النصر".
يستحضر في كثير من الأحيان قصصًا من والديه، فلاديمير وماريا، في الحرب، وموت شقيقه البالغ من العمر عامين، فيكتور، المعروف باسم "فيتيا"، أثناء حصار النازيين لمنزله في لينينغراد، والتي تسمى الآن سانت بطرسبرغ، لمدة عامين ونصف.
كتب بوتين: "كان هذا هو المكان الذي نجت فيه والدتي بأعجوبة. أما والدي، فرغم إعفائه من الخدمة العسكرية، تطوع للدفاع عن مسقط رأسه".
تعد الحرب العالمية الثانية حدث نادر في تاريخ البلاد حيث أنه حدث يحظى باحترام جميع المجموعات السياسية، وقد استخدم الكرملين هذا الشعور لتشجيع الفخر الوطني والتأكيد على مكانة روسيا كقوة عالمية.
مسيرات يوم النصرتعتبر مسيرات يوم النصر استعراضًا ضخمًا للقوات المسلحة، بمشاركة آلاف الجنود وعشرات المعدات الثقيلة، بما في ذلك منصات إطلاق متحركة تحمل صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية، تجوب الساحة الحمراء، وتحلّق فيها عشرات الطائرات الحربية، وتُقام المسيرات العسكرية والألعاب النارية وغيرها من الاحتفالات في مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد.
كما تشجع السلطات مظاهرات التاسع من مايو، التي تُعرف باسم "الفوج الخالد"، حيث يحمل المشاركون صور أقاربهم الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية، وقد انضم بوتين إلى هذه المسيرات لعدة سنوات، حاملاً صورة والده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا عيد النصر في روسيا احتفالات عيد النصر في روسيا الحرب العالمية الثانية احتفالات عید النصر فی روسیا الحرب العالمیة الثانیة یوم النصر
إقرأ أيضاً:
بالصور.. كيف محَت الحرب العالمية الثانية خرائط اليابان وأوروبا؟
انتهت الحرب العالمية الثانية سنة 1945، لكن آثارها ظلت محفورة في ذاكرة البشرية، ليس فقط بما جرفته من أرواح، بل أيضا بما خلفته من دمار طال البنى التحتية والمدن الكبرى من طوكيو شرقا إلى برلين غربا، مخلفا مدنا مدمرة وأجيالا تنوء بإرث ثقيل.
وبلغ الدمار في اليابان ذروته بإلقاء أولى القنابل الذرية في التاريخ، في سابقة لا تزال موضع جدل أخلاقي وسياسي حتى اليوم.
ففي السادس من أغسطس/آب 1945، ألقت الولايات المتحدة القنبلة الذرية الأولى، "الولد الصغير"، على مدينة هيروشيما، متسببة بدمار شبه كامل للمدينة، حيث تساقطت المباني وتبخرت أجساد آلاف من المدنيين في لحظة خاطفة.
وبعد ثلاثة أيام، في التاسع من أغسطس/آب، استُخدمت القنبلة الثانية، "الرجل البدين"، على مدينة نجازاكي، موقعة 39 ألف قتيل و25 ألف جريح.
المدينة الصناعية لم تصمد أمام الانفجار النووي، فانهارت منشآتها واكتست سماءها بسحب مشعة، جعلت الحياة فيها مستحيلة لأعوام لاحقة.
ولم تكن هيروشيما وناغازاكي وحدهما ضحايا القصف، فقد شهدت مدن أخرى كـطوكيو موجات من القصف الجوي العنيف، أبرزها في مارس/آذار 1945، حين أُحرقت العاصمة اليابانية بقصف أميركي مكثف، خلّف قرابة 100 ألف قتيل في ليلة واحدة، وسوّى أحياء بأكملها بالأرض.
وفي أوروبا، لم تسلم المدن الكبرى من الدمار الذي خلّفته الجبهات المتنقلة، والقصف الجوي المكثف، والاشتباكات الضارية بين دول المحور والحلفاء.
فقد تحولت برلين، عاصمة ألمانيا النازية، إلى أنقاض في نهاية الحرب، إثر حصار عنيف وقصف جوي استمر أسابيع، وبلغ حجم الدمار فيها أكثر من 70% من مبانيها، فيما فاق عدد القتلى المدنيين والعسكريين مئات الآلاف.
أما باريس، ورغم احتلالها من قبل النازيين عام 1940، فقد نجت من الدمار الواسع الذي لحق بمدن أوروبية أخرى، حيث انسحبت القوات الألمانية منها في أغسطس/آب 1944 دون قتال واسع، عقب انتفاضة المقاومة الفرنسية.
لكن مناطقها الريفية وخطوط النقل الحيوية تعرضت لهجمات وغارات متكررة طوال الحرب.
وفي المقابل، واجهت لندن موجات متكررة من القصف الجوي، عُرفت باسم "الـبليتز" (Blitz)، شنها سلاح الجو الألماني النازي بين عامي 1940 و1941، وأودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وتسببت في تدمير أحياء سكنية كاملة ومحطات قطارات ومستشفيات، ما أجبر الملايين من السكان على اللجوء إلى الملاجئ الأرضية.
إلى جانب هذه المدن، عانت مدن مثل روتردام الهولندية، ووارسو البولندية، ولينينغراد السوفياتية (التي عرفت لاحقا باسم سانت بطرسبرغ)، من دمار هائل.
فقد شهدت وارسو تدميرا شبه كلي بلغ 85% من مبانيها بسبب الانتفاضة ضد الاحتلال الألماني عام 1944، بينما خضعت لينينغراد لحصار نازي استمر أكثر من 900 يوم، خلّف مجاعة ووفاة أكثر من مليون مدني.
و لم تكن الحرب العالمية الثانية مجرد صراع بين جيوش، بل كانت كارثة إنسانية وحضارية، اختُبرت فيها أقصى درجات العنف المسلح.
مدن بأكملها مُحيت، وأجيال دفعت ثمن قرارات سياسية وتوسعية، غيرت خريطة العالم ومعها مصائر شعوبه.
إعلانومع أن الحرب وضعت أوزارها في سبتمبر/أيلول 1945، فإن رائحة الرماد ما زالت تشهد على دمار لم تعرف البشرية له مثيلا حتى اليوم.