اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية صباح اليوم الخميس منزلا في بلدة برطعة غرب جنين شمالي الضفة الغربية وحاصرته بمساندة تعزيزات عسكرية كبيرة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين، كما أقدمت جرافات الاحتلال على هدم أجزاء من المنزل خلال العملية.

وقالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الجيش اعتقل مشتبها فيه بتنفيذ عملية إطلاق نار أمس الأربعاء عند حاجز الريحان قرب برطعة، والتي أدت إلى إصابة 4 إسرائيليين، بينهم جنديان من قوات الاحتياط وُصفت حالتهما بالخطيرة، وفقا لبيان جيش الاحتلال.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن اثنين من الجرحى نُقلا إلى مستشفى رامبام في حيفا ويعانيان من إصابات في الجزء العلوي من جسديهما، ومن المتوقع خضوعهما لجراحة طارئة.

من جهتها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية إطلاق النار قرب حاجز الريحان، واعتبرتها "ردا طبيعيا على مجازر الاحتلال في غزة والضفة وسجون الاحتلال"، داعية إلى تصعيد المقاومة وتكثيف العمليات الميدانية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد ميداني واسع تشهده الضفة الغربية المحتلة، حيث شنت قوات الاحتلال مساء أمس الأربعاء سلسلة اقتحامات واعتقالات في مناطق عدة طالت عشرات الفلسطينيين وتسببت بإصابات واعتداءات على المنازل والممتلكات.

إعلان سلسلة اقتحامات واعتقالات

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عبد الفتاح عاهد الحريبات (20 عاما) استُشهد برصاص الاحتلال قرب مدينة الخليل، في حين زعم الجيش أنه حاول تنفيذ عملية دعس وطعن قرب حاجز الفحص.

ولاحقا، داهمت القوات الإسرائيلية منزل عائلته في بلدة دورا واعتدت على أفراد أسرته بالضرب، مما أسفر عن إصابة 6 منهم واعتقال والديه وشقيقيه.

وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال قرية حوسان وداهمت المدرسة الثانوية للذكور بعد كسر بوابتها وإطلاق قنابل الصوت والغاز، مما أثار حالة من الذعر بين التلاميذ والمعلمين.

وفي أريحا، اعتُقل الطفل فارس مناصرة (17 عاما) من مخيم عين السلطان، في حين أُصيب شاب برضوض بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه أثناء وجوده في متجره شرق طولكرم، حيث داهم الجنود المكان وخربوا محتوياته.

كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 43 فلسطينيا من أنحاء متفرقة بالضفة، بينهم 20 من سلفيت و17 من جنوب الخليل و4 من بيت لحم، إضافة إلى آخرين من قلقيلية وجنين.

وبالتزامن مع ذلك أغلقت قوات الاحتلال حاجز برطعة العسكري المنفذ الوحيد لسكان البلدة نحو جنين وشهدت سماء المنطقة تحليقا للطائرات الحربية، في حين تم الاستيلاء على كاميرات المراقبة من المحال والشوارع.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون هجماتهم على الضفة الغربية -بما فيها القدس- مما أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 961 فلسطينيا وإصابة نحو 7 آلاف واعتقال ما يزيد عن 16 ألفا و400، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى والتحقيق مع حراسه؟

قُبيل انتصاف ليل السبت/الأحد اقتحمت شرطة الاحتلال المسجد الأقصى وفتشت بعض مصلياته المسقوفة وبعض المكاتب كالإطفاء، واعتقلت 4 حراس أُفرج عنهم لاحقا، بينما أجرت تحقيقا ميدانيا مع آخرين.

وأفرجت شرطة الاحتلال عن كل من رمزي الزعانين وباسم أبو جمعة وإياد عودة ومحمد عرباش، وجميعهم حراس يخدمون في الشعبة الليلية، وأفاد مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في القدس أن الإفراج عنهم كان مشروطا، ومن بين الشروط الخضوع للتحقيق مجددا في حال استُدعوا إليه.

وخلال عملية التفتيش عبثت شرطة الاحتلال ببعض محتويات المكاتب والمصليات، وتعمدت إلقاء نسخ من القرآن الكريم على الأرض، كما أظهرت صور من مصلى الأقصى القديم، بالإضافة إلى كسر بعض الخزائن "وتفتيش المكان بوحشية"، وفقا لمحافظة القدس.

ويأتي هذا الاقتحام في اليوم العاشر من إحكام القبضة على المسجد ومنع الدخول إليه بادعاء أن تعليمات الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي تمنع التجمهر بسبب المواجهة بين إسرائيل وإيران.

اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي منتصف ليلة أمس المسجد الأقصى المبارك، وفتشت بعض مصلياته المسقوفة وبعض المكاتب، واعتقلت أربعة حراس أُفرج عنهم لاحقا، بينما أجرت تحقيقا ميدانيا مع آخرين.
وخلال عملية التفتيش تمّ العبث ببعض محتويات المكاتب والمصليات، وتعمدت قوات الاحتلال إلقاء نسخ من… pic.twitter.com/CNCaxNqRiJ

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) June 22, 2025

إغلاق الأقصى مجددا

ومع تخفيف القيود التي فرضتها الجبهة الداخلية مساء الأربعاء الماضي؛ قيدّت الشرطة المتمركزة على الأبواب دخول المصلين ولم يتجاوز عددهم 450 مصليًا، وبمجرد تنفيذ أميركا الهجوم هذه الليلة على 3 منشآت إيرانية عادت الجبهة الداخلية إلى القيود المشددة، وأغلقت كافة أبواب الأقصى مجددا.

خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري قال للجزيرة نت في تعقيبه على الاقتحام الليلي، إن ما حصل من اقتحام شُرَطي عسكري للأقصى هو "استباحة لحرمته واعتداء على صلاحية الوقف الإسلامي، ودبّ للذعر وشلّ لعمل الحراس الليليين الذين يتْبعون للوقف الإسلامي، وهذه سابقة خطيرة لم تكن تحصل سابقا".

إعلان

وأضاف صبري "ندرك أن السلطات المحتلة تستغل أجواء الحرب من أجل الانقضاض على الأقصى والتضييق على المقدسيين، والتشديد في إجراءاتهم بعزل مدينة القدس عن سائر المناطق".

صبري: ندرك أن الاحتلال يستغل أجواء الحرب من أجل الانقضاض على الأقصى والتضييق على المقدسيين (الجزيرة) سابقة خطيرة

وختم حديثه للجزيرة نت بالقول إن هذه التشديدات على دخول المصلين المسلمين إلى الأقصى غير مسبوقة، وإن تحديد الأعداد أيام الجمع أمر مستهجن أيضا "لأن الأقصى ينبغي أن يكون مفتوحا للمسلمين دون قيود وتحديد أعداد، وتعمد تحديدها هو تدخل في شؤون المسلمين واعتداء على حرية العبادة".

أما الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق في المسجد الأقصى عبد الله معروف فعبّر عن خشيته من أن يكون أحد الأهداف الرئيسية لما حصل في المسجد الأقصى المبارك هذه الليلة -من مداهمات للمصليات المسقوفة وتفتيش وإهانة للمصاحف واعتقال لحراس المسجد- هو تفريغ المسجد من الحراس نهائيا تحضيرا لارتكاب حماقة ما داخل المسجد.

وأشار إلى أنه بات من المعروف أن عدد الحراس في المسجد الأقصى حاليا قليل جدا مقارنة بالاحتياجات، وذلك لرفض قوات الاحتلال السماح بتعيين عدد إضافي من الحراس وتهديداتها المتكررة بمنع دخولهم للمسجد.

في سابقة خطيرة| اقتحمت شرطة الاحتلال قبيل منتصف الليل مصليات المسجد الأقصى المسقوفة واعتقلت 4 من حراسه وهم على رأس عملهم، ثم أعادت بعد ساعات إغلاق أبواب المسجد كاملة أمام المصلين.

التفاصيل مع "القدس البوصلة".#القدس_البوصلة pic.twitter.com/PDCgIKQtWC

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) June 22, 2025

فرصة لإحكام السيطرة

كما أن الهجوم الأميركي على إيران -وفقا لمعروف- ينذر بتصعيد كبير في المنطقة، وأضاف "أخشى أن يكون تيار الصهيونية الدينية الذي يسيطر على حكومة الاحتلال يرى في ذلك فرصة لإحكام السيطرة على المسجد عبر ارتكاب حماقة ما فيه لتصعيد الأوضاع الأمنية والسياسية أكثر؛ سعيًا وراء هوسه الديني بنبوءات المسيح ونهاية العالم وغيرها من الأساطير الدينية التي يحاول هؤلاء تطبيقها بالقوة على الأرض".

ويرى معروف أن واجب الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك الآن يقع على عاتق المجتمع المقدسي "الذي يجب ألّا يسمح بما يجري حاليا، بل يقوم بالتصعيد حتى كسر إرادة الاحتلال وضمان حماية المسجد من أي حماقات من الاحتلال ومستوطنيه".

يذكر أن البلدة القديمة في القدس تخضع لحصار مشدد منذ اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران، ويمنع على غير سكانها الدخول إليها، وبالتالي جُفف الوصول إلى أولى القبلتين، التي بات المقدسيون يدركون أن الاحتلال يتعمد إقحامها في كل مواجهة أو تدهور أمني، لتحقيق مزيد من المكاسب لصالح جماعات الهيكل المتطرفة.

مقالات مشابهة

  • استشهاد 3 فلسطينيين خلال قصف لشمال وجنوب غزة واعتقال 26 آخرين من الضفة الغربية
  • هل تستطيع أمريكا اقتحام إيران عن طريق القوات البرية؟ هشام الحلبي يكشف مفاجأة
  • اعتقال 29 فلسطينيا بينهم طفلان من الضفة المحتلة والاحتلال يعيد إغلاق المسجد الأقصى: 51 شهيدًا في غزة والمقاومة تستهدف قوات وتجمعات للعدو الصهيوني بالقطاع
  • ماذا وراء اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى والتحقيق مع حراسه؟
  • الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المستوطنين بالخليل
  • تصعيد إسرائيلي شامل في الضفة.. اعتداءات للمستوطنين واقتحامات واعتقالات (شاهد)
  • عقب اقتحام منازلهم وتفتيشها.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 16 فلسطينيا من الخليل
  • انتهاكات متواصلة في الضفة.. هجوم للمستوطنين على بلدة بيتا شمالي الضفة
  • رشقات نارية إسرائيليّة.. ماذا حصل في ميس الجبل مساء؟
  • العدو الإسرائيلي يوسّع عدوانه على طولكرم