على مدار 15 عامًا.. دخان حرائق الغابات يتسبب في وفاة الآلاف بالولايات المتحدة
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
تسببت حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ في آلاف الوفيات سنويًا، وتُسببت أيضا في خسائر اقتصادية تُقدر بمليارات الدولارات نتيجة دخان حرائق الغابات في الولايات المتحدة، وفقًا لدراسة جديدة.
دخان حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ ساهم في وفاة الآلاف بالولايات المتحدةووجدت الدراسة، التي نُشرت يوم الجمعة في مجلة Nature Communications Earth & Environment، أنه في الفترة من عام 2006 إلى عام 2020، تسبب تغير المناخ في حوالي 15، 000 حالة وفاة نتيجة التعرض للجسيمات الدقيقة من حرائق الغابات، وتكبد خسائر تُقدر بحوالي 160 مليار دولار، وأظهرت الدراسة أن النطاق السنوي للوفيات يتراوح بين 130 و5، 100 حالة وفاة، مع تسجيل أعلى معدل في ولايات مثل أوريغون وكاليفورنيا.
وقال نيكولاس ناسيكاس، مؤلف الدراسة والطبيب وأستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد: «نشهد زيادة كبيرة في حوادث دخان حرائق الغابات". لذلك، أراد هو وفريقه البحثي متعدد التخصصات معرفة: "ما الذي يعنيه حقًا في بيئة متغيرة لأمور مثل الوفيات، وهو ما يُعد أسوأ نتيجة صحية ممكنة؟».
من جهتها، قالت ليزا تومسون، الأستاذة في جامعة إيموري، والتي تدرس تلوث الهواء وتغير المناخ ولم تشارك في البحث، إن هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي اطلعت عليها والتي عزلت تأثير تغير المناخ على معدل الوفيات. وأضافت أن دراسة التأثيرات عبر الزمان والمكان جعلتها فريدة من نوعها.
كما ركز باحثو الدراسة على الوفيات المرتبطة بالتعرض للجسيمات الدقيقة، أو PM2.5، وهي مصدر القلق الرئيسي الناجم عن دخان حرائق الغابات.
تأثير دخان حرائق الغابات على الصحة العامةوبحسب الدراسات، فإنه يمكن أن تستقر هذه الجسيمات عميقًا في الرئتين، مسببةً السعال وحكة في العينين عند التعرض لها على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل يمكن أن تُفاقم المشاكل الصحية القائمة، وتؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية المزمنة والقاتلة، يُعد الأطفال والحوامل وكبار السن والعاملون في الهواء الطلق من بين أكثر الفئات عرضة للخطر، وقد قدّر معهد الآثار الصحية أن هذا الملوث تسبب في وفاة 4 ملايين شخص حول العالم.
كما أظهرت أدلة على أن PM2.5 الناجم عن دخان حرائق الغابات أكثر سمية من مصادر التلوث الأخرى، وعندما تتعدى حرائق الغابات إلى المدن، وتحرق السيارات والمواد الأخرى التي تحتوي على مواد سامة، فإنها تزيد من الخطر.
وربطت دراسات عديدة بين تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، والناجم عن حرق الفحم والنفط والغاز، وتزايد الحرائق في أمريكا الشمالية.
ومن المعروف أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة الجفاف، وخاصة في الغرب، وغيره من الظروف الجوية المتطرفة، وتمتص الظروف الجافة الرطوبة من النباتات، التي تُشكل وقودًا للحرائق، وذلك عندما تختلط النباتات والفصول الأكثر جفافاً مع درجات حرارة أعلى، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة وتيرة ومدى وحدة حرائق الغابات والدخان الذي تنفثه.
اقرأ أيضاًمصرع 18 شخصا في حرائق الغابات بكوريا الجنوبية
خسائر بمليارات الدولارات وآلاف النازحين.. حرائق الغابات تدمر أحياء كاملة في كاليفورنيا
حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية يعلن حالة الطوارئ بسبب حرائق الغابات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولايات المتحدة تغير المناخ أمريكا الشمالية دخان حرائق الغابات جامعة إيموري دخان حرائق الغابات تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
مستوى قياسي للحرائق وانبعاثات الكربون بغابات الأمازون
شهدت غابات الأمازون المطيرة خلال عام 2024 موسم حرائق الغابات "الأكثر تدميرا" منذ أكثر من عقدين من الزمن بسبب الظواهر المناخية المتطرفة والنشاط البشري، رغم تباطؤ إزالة الغابات بشكل عام.
وتوصلت دراسة جديدة أجراها مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية إلى أن الحرائق أثرت على 3.3 ملايين هكتار (33 ألف كيلومتر مربع) من غابات الأمازون العام الماضي وحده.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دعوى ضد مجموعة "كازينو" الفرنسية بتهمة إزالة غابات بالأمازونlist 2 of 4البرازيل تعلق إجراء مهما لحماية غابات الأمازون المطيرةlist 3 of 4كيف تغذي الصحراء الكبرى القاحلة غابات الأمازون المطيرة؟list 4 of 4البرازيل تحقق مع شركات متهمة بإزالة غابات بالأمازونend of listويقول الباحثون إن هذا أدى إلى إطلاق مستويات قياسية من انبعاثات الكربون وتدهور النظام البيئي، مما كشف عن "الهشاشة البيئية المتزايدة" في المنطقة.
وباستخدام البيانات من نظام مراقبة الغابات الاستوائية الرطبة وتصفية الإشارات الخاطئة الناجمة عن الحرائق الزراعية أو الغطاء السحابي، يقول العلماء إنهم تمكنوا من اكتشاف وإثبات تدهور الغابات الناجم عن الحرائق "بمستوى جديد من الدقة".
ووجد الباحثون أن حرائق عام 2024 أطلقت نحو 791 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو ما يعادل تقريبا كمية الانبعاثات التي تنتجها ألمانيا في عام كامل.
ويمثل هذا زيادة قدرها سبعة أضعاف عن متوسط العامين السابقين، وهي المرة الأولى التي يتفوق فيها التدهور الناجم عن الحرائق على إزالة الغابات باعتباره المحرك الرئيسي لانبعاثات الكربون في الأمازون.
وحذرت الدراسة من أن "تصاعد الحرائق، بسبب تغير المناخ والاستخدام غير المستدام للأراضي، يهدد بدفع منطقة الأمازون نحو نقطة تحول كارثية".
وكان الانتشار الجغرافي للحرائق أيضًا مصدر قلق بين الباحثين، حيث شهدت البرازيل أعلى مستوى من الانبعاثات الناجمة عن تدهور الغابات على الإطلاق.
وفي بوليفيا، أثرت الحرائق على 9% من الغطاء الحرجي السليم المتبقي في البلاد، وهو ما وصف بأنه "ضربة دراماتيكية" لمنطقة كانت لمدة طويلة بمثابة خزان حيوي للتنوع البيولوجي ومصرف للكربون.
إعلانبفضل رطوبتها العالية وهطول الأمطار المنتظمة، كانت غابات الأمازون مقاومة للحرائق تاريخيًا، لكن في أعقاب الجفاف وموجات الحر الشديدة في عامي 2023 و2024 تقلصت موارد المياه السطحية في المنطقة وانخفضت رطوبة التربة، وكلاهما يزيد من احتمال اندلاع الحرائق وشدتها.
ويقول الباحثون إن "الزيادة غير العادية" في نشاط الحرائق من المرجح أن تكون ناجمة عن الجفاف الشديد، وتتفاقم بسبب تغير المناخ وتجزئة الغابات، حيث تنقسم الغابات الكبيرة المستمرة إلى قطع أصغر بسبب النشاط البشري وسوء إدارة استخدام الأراضي.
ويشمل ذلك ما تعرف بـ"حرائق الهروب"، وهي تقنية يقوم فيها رجال الإطفاء بإشعال حريق أصغر حجما عمدا في منطقة آمنة لإنشاء رقعة قاحلة من الأرض للتراجع إليها عند اقتراب حريق غابات أكبر، فضلاً عن الحرائق التي يشعلها أشخاص من أجل توسيع المساحات لتربية الماشية أو زراعة فول الصويا أو زيت النخيل وغيرها من المحاصيل.
ويسلط التقرير الضوء على دور الحرائق في تآكل الغابات دون إزالتها بالضرورة، مشيرا إلى أن "الغابات المتدهورة قد تبدو سليمة من الأعلى، ولكنها تفقد جزءًا كبيرًا من كتلتها الحيوية ووظيفتها البيئية".
ودعا الباحثون إلى "اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة" للمساعدة في الحد من استخدام الحرائق، وتعزيز سياسات حماية الغابات، ودعم جهود الإدارة المحلية والأصلية.
وكانت بيانات حكومية برازيلية قد أظهرت أن غابات الأمازون المطيرة شهدت أعلى عدد من الحرائق منذ 17 عامًا في عام 2024، بعد أن عانت المنطقة من أشهر من الجفاف الطويل، وتم اكتشاف أكثر من 140 ألف حريق من خلال التصوير بالأقمار الصناعية على مدى العام، وفقًا للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء.
وتسبب الجفاف في تراجع التساقطات بمنطقة الأمازون منذ منتصف عام 2023، مدفوعًا بتغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان وظاهرة الاحتباس الحراري في تهيئة الظروف للحرائق الهائلة.
وتعد غابات الأمازون رئة العالم، إذ تحتوي على نحو 400 مليار شجرة. ويُقدر العلماء عمرها بنحو 55 مليون سنة، وهي تغطي نحو 6% من سطح الكرة الأرضية.
وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو 5 ملايين كيلومتر مربع، وتمتد في أراضي 9 دول في أميركا الجنوبية، بينها 60% في البرازيل. وهي تمتص نحو 1.5 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
لكن إزالة الغابات وزيادة معدلات الحرارة والحرائق الطبيعية والمفتعلة حوّلت بعض مناطقها إلى مصدر للكربون الذي تخزنه الأشجار، مما يفاقم تغير المناخ العالمي.