كم الطاقة الشمسية الواصل لسطح الأرض أصبح أكبر من قبل
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
توصل فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة كولورادو الأميركية إلى أن الإشعاع قصير الموجة بات يؤثر بشكل أكبر في سطح الأرض مقارنة بما مضى من عقود، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في تسارع معدلات تغير المناخ.
ويعرف الإشعاع قصير الموجة بأنه الضوء (وبالتبعية الطاقة) القادم من الشمس ناحية الأرض، والذي يأتي في 3 نطاقات، الأول هو الضوء المرئي والذي نراه بأعيننا، والثاني هو الإشعاع فوق البنفسجي، أما الثالث فهو الأشعة تحت الحمراء.
والإشعاع فوق البنفسجي والأشعة تحت الحمراء ينضمان لنطاق الضوء غير المرئي، وهي أشعة كهرومغناطيسية لها طول موجي مختلف لا يمكن إدراكه من قبل المستقبلات البصرية في أدمغتنا، لكن بعض الكائنات الحية (كبعض أنواع الطيور أو الثعابين) يمكن لها رؤيته.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "أدفانسز إن أتموسفيرك ساينس" فإن ذلك يمكن أن يحدث لعدة أسباب، الأول هو نقص الغيوم أو التغير في نوعها، فالسحب تعكس بعض الأشعة بعيدا عن الأرض، وبالتالي لو قلت، تدخل طاقة أكثر.
وهناك سبب آخر وهو تراجع الجزيئات العاكسة (الهباء الجوي)، مثل الغبار أو التلوث الصناعي، التي كانت تعكس جزءا من أشعة الشمس بعيدا.
كما أن التغيرات في سطح الأرض يمكن أن تترك أثرا سلبيا على الظاهرة نفسها، حيث إن إزالة الغابات أو ذوبان الجليد يقلل من قدرة الأرض على عكس الأشعة الشمسية بكل مكوناتها (ظاهرة العاكسية).
إعلانويعتقد الباحثون أن ذلك سيتسبب في مشكلات عدة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، فالمزيد من الطاقة الشمسية يعني مزيدا من التسخين، مما يساهم بالتبعية في ذوبان الجليد بشكل أسرع خاصة في القطبين.
وفي المجمل، يعني ما سبق تسارع التغير المناخي، لأن الاحتباس الحراري يزداد مع زيادة الطاقة الداخلة إلى كوكب الأرض.
ويعني ذلك أن التغيرات في مناخ الأرض ليست فقط بسبب الغازات الدفيئة، بل أيضا بسبب التغير في كمية الطاقة الشمسية التي تصل، ولأن كلا الأمرين يؤثر في الآخر، فإن هذا التأثير المتبادل قد يفاقم مشكلة المناخ.
وفي هذا السياق، يوضح الباحثون أنه يجب الاهتمام بقياس الإشعاع قصير الموجة بشكل أفضل مما سبق، لتحقيق فهم واسع لهذه التغيرات الناشئة.
وتقترح الدراسة استخدام التطورات الحديثة في تكنولوجيا الأقمار الصناعية الصغيرة وتصغير أجهزة الاستشعار لسدّ عدد من الفجوات المهمة في القياس من خلال كوكبة فعالة من حيث التكلفة من الأقمار الصناعية الصغيرة في المستقبل القريب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
محمود محيي الدين: نتطلع لنظام عالمي يضمن دوراً أكبر لدول الجنوب
طه حسيب (أبوظبي)
أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة والمكلف من أمين عام الأمم المتحدة برئاسة فريق الخبراء لحل أزمة الدين العالمي، أنه يمكن للدول تحقيق التوازن الاقتصادي ومن ثم تحقيق النمو والاستدامة من خلال تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري من خلال التعليم والرعاية الصحية والبنية الأساسية، وتمتين الاقتصاد في مواجهة التحديات والأزمات العالمية.
وأشار محيي الدين إلى أهمية الاستثمار في التكنولوجيا، وهذا يتطلب عدم الخوف منها واستقبالها بشكل جيد، وأشاد بسياسة دولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة اعتماد مادة الذكاء الاصطناعي في كل مراحل التعليم الحكومي، من رياض الأطفال إلى الصف الـ 12 بدءاً من العام الدراسي المقبل 2025-2026. جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة بعنوان «نحو عالم أكثر توازنًا: رؤى جديدة للاستدامة»، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وقال محيي الدين: نشهد حالياً نهاية النظام العالمي الموروث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ونتطلع إلى نظام عالمي جديد أكثر توازناً وعدلاً وكفاءةً يكون لدول عالم الجنوب دور فيه يتناسب مع قواها النسبية. وأوضح أن النظام العالمي الجديد سيشهد اهتماماً أكبر بالتوجه الإقليمي في ظل تراجع التعاون والثقة بسبب الصراعات الجيوسياسية، مع تزايد متوقع في التجارة والاستثمار مع دول الجوار، كما سيعتمد بشكل أكبر على البعد المحلي للنمو وتوطين التنمية. وأشار محيي الدين إلى أن تحقيق التنمية المستدامة بالدول النامية يتطلب هدفاً للنمو لا يقل عن 7% بشكل سنوي ويستمر لفترة طويلة، وأضاف: هناك دول وصلت إلى معدلات نمو مرتفعة، وأحرزت تقدماً في مجالات التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية. وأكد أهمية الاستثمارات الأجنبية كرافد حيوي لنقل المعرفة.
ولدى محيي الدين قناعة بأن أسواق المال في الدول النامية تواجه تحديات أهمها وجود تشريعات تنظيمية ورقابة تضمن حقوق المتعاملين. وأبدى محيي الدين تفاؤله بالطاقة المتجددة التي استفادت من الابتكار التقني في تقليل تكلفتها، فعلى سبيل المثال انخفضت تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة 99% مقارنة بالسنوات التسع الماضية. وأوضح محيي الدين خلال جلسته بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب أن دول المنطقة العربية بات لديها استثمارات ضخمة في الطاقة الشمسية، تقترب من منافسة الهند والصين، حيث لدى الإمارات والسعودية ومصر والمغرب محطات ضخمة في الطاقة الشمسية. وقال محيي الدين إنه على الرغم من أن الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة قادم من أوروبا، فإن إنتاج الصين منها ضخم جداً.
وأفاد محيي الدين بأن أهداف التنمية المستدامة التي أجمعت عليها دول العالم في عام 2015 ليست على المسار المأمول لتحقيقها بنهاية عام 2030، حيث إن 15% فقط من هذه الأهداف تمضي في مسارات صحيحة، بينما ينحرف 55% منها عن مسارات التنفيذ، وأصبح 35% منها اليوم في وضع أسوأ مما كانت عليه قبل عام 2015. وأشار إلى أن مؤتمر تمويل التنمية الذي سيعقد في إشبيلية بإسبانيا الشهر القادم يمثل فرصة مهمة أمام العالم لوضع حلول عملية لأزمة الديون العالمية التي تعرقل جهود الكثير من الدول لتحقيق النمو والتنمية، وإيجاد نهج أفضل للتكاتف بين الاستثمارات العامة والخاصة، خاصةً في مشروعات البنية الأساسية، وإعادة وضع التجارة على نظام يحترم القواعد المتعارف عليها والتي تحمي حقوق الدول.
وأكد محيي الدين أهمية الشراكة في دول الجنوب العالمي بين القطاعين الحكومي والخاص، في مجالات كالبنى التحتية: الكهرباء والطرق وتحلية المياه، ذلك لأن هذه القطاعات هي المسؤولة أكثر من غيرها عن مديونية هذه الدول، كما أن الذكاء الاصطناعي بآفاقه الواعدة يحتاج إلى هذه الشراكة. ولدى محيي الدين قناعة بدور المستثمرين المحليين في تشجيع الاستثمار الأجنبي، فكلما كانوا راضين عن مناخ الاستثمار في بلادهم، ازدادت جاذبية الفرص الاستثمارية لدى المستثمرين الأجانب.