توصل فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة كولورادو الأميركية إلى أن الإشعاع قصير الموجة بات يؤثر بشكل أكبر في سطح الأرض مقارنة بما مضى من عقود، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في تسارع معدلات تغير المناخ.

ويعرف الإشعاع قصير الموجة بأنه الضوء (وبالتبعية الطاقة) القادم من الشمس ناحية الأرض، والذي يأتي في 3 نطاقات، الأول هو الضوء المرئي والذي نراه بأعيننا، والثاني هو الإشعاع فوق البنفسجي، أما الثالث فهو الأشعة تحت الحمراء.

والإشعاع فوق البنفسجي والأشعة تحت الحمراء ينضمان لنطاق الضوء غير المرئي، وهي أشعة كهرومغناطيسية لها طول موجي مختلف لا يمكن إدراكه من قبل المستقبلات البصرية في أدمغتنا، لكن بعض الكائنات الحية (كبعض أنواع الطيور أو الثعابين) يمكن لها رؤيته.

السحب تعكس بعض الأشعة الشمسية بعيدا عن الأرض (بيكسابي) تغير العالم

وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "أدفانسز إن أتموسفيرك ساينس" فإن ذلك يمكن أن يحدث لعدة أسباب، الأول هو نقص الغيوم أو التغير في نوعها، فالسحب تعكس بعض الأشعة بعيدا عن الأرض، وبالتالي لو قلت، تدخل طاقة أكثر.

وهناك سبب آخر وهو تراجع الجزيئات العاكسة (الهباء الجوي)، مثل الغبار أو التلوث الصناعي، التي كانت تعكس جزءا من أشعة الشمس بعيدا.

كما أن التغيرات في سطح الأرض يمكن أن تترك أثرا سلبيا على الظاهرة نفسها، حيث إن إزالة الغابات أو ذوبان الجليد يقلل من قدرة الأرض على عكس الأشعة الشمسية بكل مكوناتها (ظاهرة العاكسية).

إعلان

ويعتقد الباحثون أن ذلك سيتسبب في مشكلات عدة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، فالمزيد من الطاقة الشمسية يعني مزيدا من التسخين، مما يساهم بالتبعية في ذوبان الجليد بشكل أسرع خاصة في القطبين.

يسهم ذلك في ذوبان الجليد بمعدلات أكبر (غيتي) تسارع التغير المناخي

وفي المجمل، يعني ما سبق تسارع التغير المناخي، لأن الاحتباس الحراري يزداد مع زيادة الطاقة الداخلة إلى كوكب الأرض.

ويعني ذلك أن التغيرات في مناخ الأرض ليست فقط بسبب الغازات الدفيئة، بل أيضا بسبب التغير في كمية الطاقة الشمسية التي تصل، ولأن كلا الأمرين يؤثر في الآخر، فإن هذا التأثير المتبادل قد يفاقم مشكلة المناخ.

وفي هذا السياق، يوضح الباحثون أنه يجب الاهتمام بقياس الإشعاع قصير الموجة بشكل أفضل مما سبق، لتحقيق فهم واسع لهذه التغيرات الناشئة.

وتقترح الدراسة استخدام التطورات الحديثة في تكنولوجيا الأقمار الصناعية الصغيرة وتصغير أجهزة الاستشعار لسدّ عدد من الفجوات المهمة في القياس من خلال كوكبة فعالة من حيث التكلفة من الأقمار الصناعية الصغيرة في المستقبل القريب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي: إدراج ثلاث مركبات نانوية كهروحرارية بمدينة الأبحاث العلمية ضمن قاعدة بيانات المؤسسة الدولية لحيود الأشعة ICDD

أعلنت مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية إدراج ثلاث مركبات كيميائية نانوية كهروحرارية، تم تطويرها ضمن فريق بحثي مشترك من مصر (مدينة الأبحاث العلمية، وهيئة الطاقة الذرية) وإيطاليا، بقاعدة بيانات المؤسسة الدولية لحيود الأشعة ICDD، وذلك بعد نشر نتائجها البحثية في إحدى الدوريات العلمية المتخصصة، واعتمادها رسميًا في مايو 2025.

وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن هذا الإنجاز يُجسد نجاح جهود البحث العلمي المصري في تحقيق التميز على المستوى الدولي، ويعكس ما تمتلكه مدينة الأبحاث العلمية من كوادر بحثية مؤهلة وإمكانات متقدمة قادرة على إنتاج معرفة موثوقة ذات قيمة علمية وتطبيقية عالية. وأضاف أن إدراج هذه المركبات في قاعدة بيانات ICDD يفتح آفاقًا جديدة للتعاون البحثي الدولي، ويُسهم في دعم الصناعات المتقدمة في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المواد والابتكار، ويُعزز من مكانة المؤسسات البحثية المصرية في قواعد البيانات العالمية.

أيمن عاشور: الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي تربط الدراسة بسوق العملوزير التعليم العالي يشهد توقيع اتفاق تعاون بين جامعة أسوان ومركز أسوان للقلب

وأوضحت الدكتورة منى  عبد اللطيف، مدير مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، أن الفريق البحثي تمكن من تحديد البصمة التعريفية والهوية البلورية لثلاث مركبات نانوية كهروحرارية تُستخدم في تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة كهربائية، مشيرة إلى أن إدراجها في قاعدة بيانات ICDD جاء بعد مراجعة علمية دقيقة استمرت قرابة عامين. وأضافت أن هذا النجاح يُعد إضافة نوعية لسجل إنجازات المدينة، ويؤكد قدرتها على تقديم أبحاث أصيلة تُستخدم كمرجع علمي وصناعي معتمد في مجالات الطاقة المتجددة، والمواد النانوية، وتطبيقات الأجهزة الإلكترونية.

وضم الفريق البحثي الدكتور عبد الهادي بشير قشيوط الأستاذ الباحث بقسم بحوث المواد الإلكترونية بمدينة الأبحاث العلمية، والدكتورة شيماء عبدالله الباحث المساعد والمسؤولة عن التنسيق مع المؤسسة الدولية لحيود الأشعة وتسجيل المركبات، والدكتور نعمة جمعة أمام الباحث المساعد بهيئة الطاقة الذرية، وبالتعاون مع الدكتورة جوليانا أكويلانتي (Dr. Giuliana Aquilanti) من مركز السينكروترون، والدكتور هومبرتو كابريرا (Dr. Humberto Cabrera) من مركز البصريات والفيزياء النظرية في مدينة تريستا الإيطالية.

وأشار الدكتور عبد الهادي قشيوط إلى أن الورقة البحثية التي تناولت هذه المركبات تم نشرها في مجلةمجلة بحوث وتكنولوجيا المواد Journal of Materials Research and Technology  التابعة لدار النشر العالمية إلسيفير (Elsevier) والمصنفة Q1 ضمن تصنيف Scopus، موضحًا أن طريقة التصنيع اعتمدت على تقنية الصهر الحراري في أنبوب كوارتز مفرغ من الهواء مع تعديل نسب العناصر الداخلة في التركيب، مما نتج عنه خواص بلورية ومورفولوجية فريدة أهلتها للقبول في قاعدة بيانات ICDD.

كما أكدت الدكتورة شيماء عبدالله أن هذه المركبات تُعد من المنتجات البحثية الأصيلة ذات القيمة التطبيقية، وتسهم في تطوير المعرفة العلمية بمجالات المواد الصلبة والمواد النانوية والطاقة. وأوضحت أن الهويات البلورية المُسجلة تُستخدم في القطاع الصناعي لمراقبة الجودة والإنتاج وفقًا للمواصفات العالمية، وتُسهم أيضًا في إثراء البحث الأكاديمي من خلال إتاحة بيانات XRD المعتمدة عالميًا، ما يُتيح للباحثين في جميع أنحاء العالم مقارنة نتائجهم بدقة وتطوير تطبيقات جديدة في مجالات الطاقة والأجهزة الإلكترونية والمواد المتقدمة.

جدير بالذكر أن المركز الدولي لبيانات الحيود (International Centre for Diffraction Data – ICDD) يُعد مؤسسة علمية دولية متخصصة في إصدار "ملف حيود المسحوق" (Powder Diffraction File – PDF)، ويُعد المصدر المرجعي الوحيد المعترف به عالميًا في توصيف المواد البلورية، ويقع مقره في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُستخدم منذ عام 1937 كأداة أساسية لأبحاث علوم المواد في جميع أنحاء العالم.

طباعة شارك التعليم العالي وزارة التعليم العالي البحث العلمي

مقالات مشابهة

  • ذا إيكونوميست: رجل الكهف بسقطرى.. آخر رجل كهف على الأرض يعيش بعيداً عن الحداثة (ترجمة خاصة)
  • الوزراء: خطة عاجلة لترشيد الطاقة.. ومنظومة للطاقة الشمسية في مباني الحكومة
  • تشغيل منظومة الطاقة الشمسية بالكامل في مباني الحكومة بالعاصمة الإدارية
  • تفقد سير العمل في عدد من مشاريع الطاقة الشمسية في الحديدة
  • التعليم العالي: إدراج ثلاث مركبات نانوية كهروحرارية بمدينة الأبحاث العلمية ضمن قاعدة بيانات المؤسسة الدولية لحيود الأشعة ICDD
  • مستقبل وطن: تصنيع مستلزمات الطاقة الشمسية انطلاقة قوية لصالح الاقتصاد
  • ما هي القاذفات الشبحية «بي-2» التي استخدمتها أمريكا في قصف إيران؟
  • سعيد الطاير: «هب ريح» تسهم في تسريع تبني الطاقة الشمسية
  • باحث: الضربات الإسرائيلية على الأرض في إيران تعد مقدمة لحرب أكبر
  • ورشة تفاعلية حول "الطاقة الشمسية للمنازل" بسناو