الصين – توصل باحثون إلى أن فيتامين B12 قد يكون السلاح السري لمحاربة التهاب البنكرياس الحاد، أحد أخطر اضطرابات الجهاز الهضمي التي تهدد الحياة.

وكشفت الدراسة الحديثة بقيادة باحثين من جامعتي سيتشوان الصينية ولينكوبينغ السويدية أن ارتفاع مستويات هذا الفيتامين في الدم يقلل بشكل كبير من حدة المرض الذي يدخل الملايين للمستشفيات سنويا، ويودي بحياة 20% من المصابين بحالاته الشديدة.

وفقا للنتائج التي استندت إلى تحليل جيني دقيق وتجارب مخبرية متطورة، فإن النظام الغذائي الغني بـ B12 قد يصبح استراتيجية وقائية وعلاجية واعدة.

ويعرف التهاب البنكرياس الحاد (AP) بأنه حالة خطيرة تصيب الجهاز الهضمي وتؤثر على الأفراد من جميع الأعمار، وهو أحد الأسباب الرئيسية لدخول المستشفيات حول العالم.

ويصاب نحو 1 من كل 5 مرضى بأشكال متوسطة إلى شديدة من المرض، والتي ترتبط بمعدلات عالية من الوفاة والإعاقة طويلة الأمد. وحتى الناجون غالبا ما يواجهون مضاعفات مستمرة تقلل بشكل كبير من جودة حياتهم.

وعلى الرغم من خطورة التهاب البنكرياس الحاد وانتشاره، ما يزال الأطباء والعلماء عاجزين عن الاتفاق على بروتوكول علاجي موحد لهذا المرض. فحتى الآن، لا توجد أدوية فعالة قادرة على وقف تلف البنكرياس في وقت مبكر من الإصابة، وهي الفترة الحرجة التي تحدد مصير المريض. وهذا الفراغ العلاجي يدفع الباحثين للعمل ضد الزمن لتطوير عقاقير جديدة تنقذ الأرواح قبل فوات الأوان.

ولمعالجة هذه المشكلة، قام فريق بحثي بقيادة الدكتور تشوانون فان من مستشفى غرب الصين الرابع بجامعة سيتشوان وجامعة لينكوبينغ في السويد، بإجراء دراسة تحت إشراف البروفيسور الدكتور شيانمينغ مو في مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان. وكان هدفهم استكشاف ما إذا كان فيتامين B12 يمكن أن يساعد في منع أو تقليل حدة التهاب البنكرياس الحاد باستخدام كل من البيانات الجينية البشرية ونماذج الحيوانات.

وبدأ الباحثون بتحليل دراسات الارتباط على نطاق الجينوم (GWAS) لتحديد الروابط الجينية لالتهاب البنكرياس. ثم استخدموا طريقة “التوزيع العشوائي المندلي”، وهي طريقة تستخدم التباين الجيني لتحديد العلاقة السببية بين العوامل الغذائية والأمراض. وأظهرت نتائجهم وجود ارتباط قوي بين ارتفاع مستويات فيتامين B12 في الدم وانخفاض خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس بمختلف درجاته.

وبعد ذلك، حدد الفريق ما إذا كان فيتامين B12 يظهر تأثيرات وقائية وعلاجية محتملة باستخدام نماذج تجريبية لالتهاب البنكرياس في فئران معدلة وراثيا تفتقر إلى جين CD320 المسؤول عن امتصاص فيتامين B12.

واستخدمت الدراسة نموذجين مختلفين لالتهاب البنكرياس: أحدهما لمراقبة استجابات إصابة البنكرياس المبكرة، والآخر لتتبع التطور المرضي لالتهاب البنكرياس الحاد.

وكشفت النتائج أن فيتامين B12 يحمي خلايا البنكرياس مباشرة من النخر (موت الخلايا أو الأنسجة بشكل غير طبيعي) خلال المراحل المبكرة من التهاب البنكرياس الحاد ويقلل لاحقا من تسلل الخلايا التائية.

ومن الجدير بالذكر أن زيادة مستويات فيتامين B12 في الدم بشكل مصطنع قبل وبعد تحفيز التهاب البنكرياس لم يقلل فقط من شدة الحالة، بل عزز أيضا إصلاح الأنسجة بعد إصابة البنكرياس.

وكشفت النتائج عن مفاجأة علمية مهمة تتعلق بطريقة عمل فيتامين B12 في الوقاية من التهاب البنكرياس. فبخلاف ما كان يعتقده العلماء سابقا بأن فوائد الفيتامين تأتي من خلال تأثيره على بعض المواد الكيميائية في الجسم مثل الهوموسيستئين والغلوتاثيون، اتضح أن آلية العمل الحقيقية مختلفة تماما.

ووجد الباحثون أن فيتامين B12 يعمل بشكل أساسي على تعزيز إنتاج الطاقة داخل خلايا البنكرياس، حيث يزيد من مادة ATP التي تعتبر وقود الخلايا الأساسي. وهذا الإمداد الإضافي من الطاقة يحمي الخلايا من الموت المبكر (النخر) ويساعدها على مقاومة الالتهاب بشكل أفضل.

وقد تأكدت هذه النتائج عندما لاحظ العلماء أن إعطاء مكملات ATP مباشرة للفئران المصابة أدى إلى نفس التأثير الوقائي، حتى عند عدم وجود فيتامين B12.

وهذه الاكتشافات تغير فهمنا لكيفية عمل فيتامين B12 في الجسم، حيث تبين أن تأثيره الرئيسي في حالة التهاب البنكرياس يعتمد على دعم الطاقة الخلوية بدلا من آليات أخرى كان يعتقد سابقا أنها المسؤولة عن هذه الحماية.

المصدر: scitechdaily

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: التهاب البنکریاس الحاد فیتامین B12 فی

إقرأ أيضاً:

دراسة: العيش بجانب الملاعب يزيد خطر الإصابة بمرض شائع

توصلت دراسة حديثة، إلى وجود علاقة بين التعرض للمبيدات في المناطق المجاورة للملاعب الرياضية وزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون.

وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في علم الأعصاب، أن العيش بالقرب من الملاعب قد يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون الذي لا علاج له بنسبة تصل إلى 126بالمئة.

ووفقا للخبراء الأميركيين، فإن الأشخاص الذين يعيشون على بعد 1.6 كلم، من ملعب  هم أكثر عرضة للتشخيص بالمرض مقارنة بمن يعيشون على بعد 9.7 كلم على الأقل.

المبيدات الحشرية وراء زيادة المخاطر

وأشارت الدراسة إلى أن زيادة معدلات الإصابة بالمرض قد تكون مرتبطة بالتعرض للمبيدات الحشرية المستخدمة للحفاظ على الملاعب.

ووفقا للباحثين، فإن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المجاورة لتلك الملاعب قد يتعرضون لهذه المبيدات عبر المياه الملوثة أو حتى عن طريق الهواء.

وأظهرت تحليلات إضافية أن الأشخاص الذين تأتي مياه منازلهم من مناطق تحتوي على ملاعب رياضية كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بنسبة الضعف مقارنة بمن لا يعيشون في هذه المناطق.

كما كشف تحليل آخر استند إلى بيانات من 6000 شخص، أن الأشخاص الذين يعيشون على بعد ميل إلى 3 أميال من الملاعب كانوا أكثر عرضة للخطر.

تحذيرات العلماء 

وقد حذر العلماء المستقلين الذين لم يشاركوا في الدراسة من تفسير النتائج.

واعتبروا أن الدراسة لم تأخذ في الحسبان أن مرض باركنسون قد يبدأ في الدماغ قبل 10-15 عاما من التشخيص، مما يعني أن الإصابة قد تكون بدأت قبل الانتقال إلى مناطق تحتوي على ملاعب. كما أشاروا إلى أن الدراسة لم تختبر بشكل مباشر المياه الملوثة للمبيدات.

من جهته، قال مدير الأبحاث في جمعية "باركنسون المملكة المتحدة"، البروفيسور ديفيد ديكستر، إن أحد القيود الكبرى في الدراسة هو أنها لم تقتصر على الأشخاص الذين عاشوا لفترات طويلة في المناطق المجاورة للملاعب.

وقالت الباحثة الرئيسية في الجمعية، الدكتورة كاثرين فليتشر، إن الدراسة تدعم العلاقة بين المبيدات ومرض باركنسون، لكنها لا تأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى مثل تعرض الأشخاص للمبيدات في أماكن عملهم أو وجود ارتباطات جينية بالمرض.

مقالات مشابهة

  • نمط حياة شائع يساوي خطر التدخين على صحتك
  • مجهر فائق الدقة يكشف عن كيفية تواصل الفيروسات مع الخلايا
  • دراسة: العيش بجانب الملاعب يزيد خطر الإصابة بمرض شائع
  • علامات تدل على نقص فيتامين B12.. فيديو
  • الصحة: برنامج متكامل لزراعة الخلايا الجزعية في مصر
  • استشاري: تسوس الأطفال الحاد يكون عند الإصابة قبل 3 سنوات ..فيديو
  • مفاجأة.. دواء يعالج السكر يحمي الرجال من سرطان البروستاتا| اعرف التفاصيل
  • الصحة العالمية: سوء التغذية يهدد حياة الأطفال بغزة
  • مايفن عماد.. طالبة بالمنوفية تحصل على براءة اختراع علاج الخلايا السرطانية