ترامب يتحدّى نتنياهو...وماكرون يستغلّ الفرصة
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": حتى الآن، يثير ترامب هواجس نتنياهو وغضبه. ومنذ لقائهما المثير في البيت الأبيض، يزداد الجفاء السياسي بينهما.
يريد نتنياهو من ترامب أن يكون حاداً وحاسماً في مواجهة إيران، فلا يفاوضها على تسويات تسمح باستمرار نمو برنامجها النووي ونفوذها الإقليمي. لكن الرئيس الأميركي يعمل لانتزاع المكاسب من إيران، لكنه لا يسعى بالضرورة إلى سحقها.
والتباين الثالث بين ترامب ونتنياهو هو النظرة إلى مستقبل الكيانات في الشرق الأوسط. فالإسرائيليون يتورطون اليوم في مشاريع تقسيمية تبدأ في سوريا وبديهي أن تتمدّد إلى دولأخرى. وهم لذلك يستثمرون علاقاتهم بالدروز والأكراد وربما العلويين. ولكن، بدا حتى الآن أنّ واشنطن لا تشاركهم هذه الرؤية التقسيمية، بل تريد ترميم الكيانات ضمن حدودها الحالية، مع تحسينات في الأنظمة تقضي باعتماد الفيدراليات أو أي صيغ لامركزية أخرى تحترم التنوع.
في الواقع، لم يكن الفرنسيون يجدون مكاناً لهم عندما كان ترامب ونتنياهو في شهر العسل. ونامت وساطاتهم الإقليمية، بما فيها المساعي التي يبذلونها في لبنان، طفلهم المدلل في الشرق الأوسط. لكن واشنطن فتحت لهم الباب اليوم لوساطة جديدة تخدم مصالحها. غضّ ماكرون النظر عن ماضي أحمد الشرع، واستقبلهكرئيس لسوريا، بعدما كان ترامب قد مهّد له طريق الحضانة العربية. ومن خلالها فتح له خطاً للاتصال مع إسرائيل، لعلّه يبرم معها اتفاقاً يرضيها، تحت عباءة واشنطن، على قاعدة الحفاظ على استقرار سوريا، بعد إدخالها في مشاريع الانفتاح والديموقراطية، وفق المفهوم الأميركي للشرق الأوسط الجديد. وهذا المفهوم يتقاطع مع سعي الفرنسيين إلى تثبيت سوريا ولبنان، ككيانين مستقلين، ومعهما سائر كيانات الشرق الأوسط التي رسموها ذات يوم قبل 100 عام. وهذا الدور يتولاه اليوم ماكرون، بالتنسيق مع واشنطن. ولذلك، وضع أرشيف الخرائط الفرنسية القديمة في تصرف لبنان وسوريا لإنهاء الأزمة الحدودية. وبالتأكيد، في مزارع شبعا ستكون للترسيم تداعيات مهمّة على البلدين وعلى "حزب الله" وسلاحه وإسرائيل.
وفي الخلاصة، واضحٌ أنّ الشرق الأوسط يستعد للدخول في عملية تجديد لا مفرّ منها. وربما تحاول واشنطن وباريس تسويق مشروع التجديد في ظل كياناته الحالية، بعد جذبها كلها إلى الفلك الأميركي والغربي، لكن نتنياهو ورفاقه في حكومة اليمين واليمين المتطرّف يصرّون على مشروع الدويلات أو شبه الدويلات الصغيرة القلقة على مصيرها، والتي تحمي دولة واحدة إقليمية عظمى، هي إسرائيل. مواضيع ذات صلة نتنياهو يتحدى مذكرة اعتقاله ويزور هنغاريا في نيسان Lebanon 24 نتنياهو يتحدى مذكرة اعتقاله ويزور هنغاريا في نيسان
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عزاء زوج کارول سماحة نتنیاهو یتحدى الشرق الأوسط شاهدوا ماذا بث مباشر ترامب ی
إقرأ أيضاً:
أدرعي ينشر فيديو لعملية في لبنان.. استهداف وقصف!
نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو عبر حسابه على منصة "آكس"، يظهر ما زعم أنه عملية نفذها الجيش الإسرائيلي للقضاء على عنصر من "حزب الله" في بلدة كفردونين - جنوب لبنان. وزعم أدرعي أن العنصر "حاول إعادة إعمار بنى تحتية أمنية للحزب في جنوب لبنان وذلك من خلال آلة هندسية".#عاجل ???? جيش الدفاع قضى على احد عناصر حزب الله الإرهابي الذي حاول اعادة اعمار بنى امنية ارهابية في جنوب لبنان
????هاجم جيش الدفاع في وقت سابق اليوم في منطقة كفر دونين في جنوب لبنان وقضى على أحد عناصر حزب الله الارهابي.
????لقد حاول العنصر الإرهابي من خلال آلية هندسية اعادة اعمار… pic.twitter.com/ZMCtcrOX8U