في زيارة تمثل محطة استراتيجية، يصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يلتقي الرئيس دونالد ترمب وكبار المسؤولين.

الزيارة تتجاوز شكلها الدبلوماسي، لتكون رسالة واضحة للعالم عن دور السعودية كقوة صاعدة، قادرة على بناء شراكات متعددة الأبعاد، وإعادة رسم خريطة التأثير الاستراتيجي في الشرق الأوسط.

توقيت الزيارة

توقيت الزيارة يحمل دلالات واضحة؛ إذ تأتي في ظل تحولات سياسية واقتصادية إقليمية وعالمية، وتنافس محتدم في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي، ما يتيح للمملكة تعزيز قدراتها الاقتصادية والتقنية، وفتح آفاق استثمارية جديدة، بما يتناغم مع أهداف رؤية 2030.

وبحسب أستاذ الاتصال وإدارة الأزمات فلاح الدهمشي، فإن توقيت الزيارة يحمل دلالات واضحة، إذ تأتي في ظل تحولات سياسية واقتصادية في المنطقة، إضافة إلى التغيرات في أسواق الطاقة والتنافس الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.

الدهمشي أوضح في تصريحات لـ«عاجل»، أن ولي العهد يستخدم دبلوماسية حديثة تعتمد على الشفافية والرسائل المباشرة، مع تعزيز حضور المملكة في النقاشات العالمية.

فـ«الزيارة تبرز مثالًا واضحًا على الدبلوماسية الوقائية، حيث تُناقش الملفات الحساسة قبل أن تتحول إلى أزمات، من خلال فتح قنوات تواصل أوسع مع واشنطن، وتقديم حلول عملية للملفات الإقليمية، وتعزيز دور السعودية في استقرار المنطقة»، يضيف أستاذ الاتصال وإدارة الأزمات.

وبحسب الدهمشي، فإن المملكة باتت تمتلك منهجًا واضحًا يقوم على المبادرة وليس رد الفعل، ما يظهر بوضوح في توقيت الزيارة ومحاورها.

الاقتصاد محور المستقبل

وتسعى المملكة من خلال هذه الزيارة إلى جذب استثمارات أمريكية في المدن المستقبلية مثل نيوم، وبناء تعاون تقني في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة الى دعم الصناعات الدفاعية المشتركة، وتعزيز مشاريع الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، بحسب الدهمشي، الذي أكد أن الاقتصاد والتقنية هما محور المستقبل.

وأشار إلى أن السعودية أصبحت مركزًا عالميًا جاذبًا للاستثمارات بفضل الإصلاحات التي تمت خلال الأعوام الأخيرة.

اهتمام إعلامي

وشهدت وسائل الإعلام الأمريكية تغطية موسعة للزيارة، ركزت على التحول الاجتماعي والاقتصادي داخل المملكة، ودور ولي العهد في قيادة التنمية وتحديث الاقتصاد، فضلا عن صعود المملكة كقوة اقتصادية جديدة.

الأمر الذي أشار إليه الدهمشي قائلا، إن زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة تمثل محطة محورية في مسار الشراكة السعودية–الأمريكية، وتؤكد أن المملكة تتحرك بثقة نحو المستقبل، عبر رؤية اقتصادية شاملة وسياسة خارجية أكثر مرونة وقوة.

وفي تحول لافت، أشارت بعض التحليلات إلى أن صورة المملكة في الإعلام الغربي أصبحت أكثر ارتباطًا بالابتكار والاقتصاد المتنوع.

ويشير خبراء إلى أن المملكة باتت لاعبًا رئيسيًا في صياغة مستقبل المنطقة، مما يجعل الحوار السعودي–الأمريكي جزءًا أساسيًا من استقرار الشرق الأوسط.

ملفات الزيارة الأساسية

تركز الزيارة على محاور رئيسية؛ أبرزها:

• تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.

• تطوير الشراكات بمجالات التقنية والذكاء الاصطناعي.

• دعم مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين.

• مناقشة قضايا الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط والممرات البحرية.

كما تهدف الزيارة إلى دعم مشاريع رؤية 2030 عبر فتح باب التعاون المباشر مع الشركات الأمريكية الكبرى، وخاصة في قطاعات التقنية والدفاع والطاقة المستقبلية.

رسائل هامة

تحمل الزيارة رسائل هامة؛ تتجاوز إطار العلاقات الثنائية، بحسب الأكاديمي وأستاذ الاتصال والاعلام وإدارة الازمات فلاح الدهمشي؛ أبرزها: تأكيد استقرار السعودية كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة، وطمأنة الأسواق العالمية بشأن إمدادات الطاقة، بالإضافة إبراز تحول المملكة إلى مركز استثماري عالمي، وتعزيز صورة المملكة لدى الرأي العام الأمريكي والغربي.

تاريخ العلاقات

وتعود جذور العلاقات السعودية–الأمريكية إلى عام 1945 حين التقى الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت على متن الطراد «كوينسي»، في لقاء أسس لشراكة استراتيجية طويلة المدى.

ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقة بين البلدين لتشمل التعاون في مجالات الطاقة والأمن والاستثمار.

ومع مرور العقود، أصبحت الشراكة السعودية–الأمريكية أحد أهم التحالفات المؤثرة في استقرار المنطقة والعالم

ترامبأخبار السعوديةولي العهدأهم الآخبارآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: ترامب أخبار السعودية ولي العهد أهم الآخبار آخر أخبار السعودية ولی العهد

إقرأ أيضاً:

يديعوت: خمس حقائق بشأن زيارة ابن سلمان لواشنطن

تحدثت خبيرة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" سمدار بيري، عن خمس "حقائق" بشأن زيارة ولي العهد السعودي الحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان إلى العاصمة الأمريكية لواشنطن.

وقال بيري في مقال نشرته الصحيفة أن "الحقيقة الأولى فهي عزم ولي العهد السعودي طلب شراء طائرات إف 35 خلال يومين، خلال زيارته للبيت الأبيض، وترغب السعودية في شراء 48 طائرة شبح من أي طراز، بسعر ابتدائي يبدأ من 102 مليون دولار للطائرة الهجومية، ولا ننسى أن السعودية لا تعاني من أي مشاكل في الميزانية".

وأضافت أن "الحقيقة الثانية هي إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي استلمت مقاتلات الشبح الأمريكية، بنسخة أكثر تطورًا، بتكلفة 120 مليون دولار للطائرة الواحدة، والحقيقة الثالثة هي خطط الولايات المتحدة لوقف إنتاج مقاتلات الشبح الجديدة نظرًا لتكلفتها الباهظة، إلا أن نجاح عمليات سلاح الجو الأمريكي باستخدام طائرة إف 35 المُحسّنة في إيران وفي الهجمات على اليمن أعاد الاهتمام الأمريكي أو الرغبة في تحسينها وبيعها ورؤية النتائج".


وأشارت إلى أن الحقيقة الرابعة هي أن تركيا أيضًا ترغب في الشراء، والولايات المتحدة تُراوغ، بينما الحقيقة الخامسة هي خشية الولايات المتحدة من تجسس صيني على الطائرات التي ستُباع للسعودية، بسبب اتفاقيات التعاون الجديدة بين الصين والسعودية".

وذكرت أن "الحقيقة الأخيرة تتمثل بمحاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على ولي العهد للموافقة على توطيد العلاقات الأمنية، بالانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وهذا احتمال ضئيل، أو توسيع نطاق التعاون مع إسرائيل، مهما كان نوعه".

واعتبر بيري أنه "لا شك أن واشنطن والرياض مهتمتان بتعزيز علاقاتهما التجارية. وهذه تحديدًا فرصة ترامب لربط صفقة بيع مقاتلات الشبح بإعلان سعودي عن علاقات أوثق مع إسرائيل في اتفاقية منفصلة".

وذكرت "هنا يكمن جوهر المسألة: لقد أوضح ولي العهد السعودي مرارًا وتكرارًا في وسائل الإعلام الغربية والعربية أنه لن يتحرك في اتجاه إسرائيل طالما لم يُشر نتنياهو إلى تحرك في الاتجاه الفلسطيني.

هذا لا يعني أن بن سلمان متعاطف مع حماس، لكنه ملتزم تجاه سكان غزة. وهذا أيضًا لا يشير إلى صلة وثيقة بأبو مازن (الذي احتفل أمس، بشكل لا يُصدق، بعيد ميلاده التسعين)، بل إن بن سلمان أصبح الآن متمسكًا بشدة بالقضية الفلسطينية. إنه يريد حلاً. والرئيس ترامب يريد حلاً أيضًا. طالما أن إسرائيل تجمد اتصالاتها مع رام الله، فلن يُحرز بن سلمان أي تقدم".

وأضافت "يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، في غداء صغير بالبيت الأبيض، أو في اليوم التالي في اجتماع بمركز كينيدي، أو في عشاء فاخر، مجددًا في البيت الأبيض، سيطرح ولي العهد السعودي أيضًا مسألة المنشأة النووية التي يريد إنشاؤها للأغراض السلمية، وفقًا لتعهده. ومن المرجح أن يقترح الإشراف الأمريكي، ومن المرجح أن يُبدي مستشارو ترامب شكوكهم".

وقالت "بالطبع، يجب ألا ننسى للحظة مصلحة إيران في هذه الصفقة. فالطائرات الشبح الأمريكية مُصممة لتعزيز القوة الجوية السعودية، التي كان عدوها الرئيسي، ولا يزال - رغم تبادل السفراء بين الرياض وطهران - الجمهورية الإسلامية. ولا يهدأ الشك في كلا الجانبين".


وأشارت إلى أنه "من الجائز الاعتقاد بأن كل شيء كان مُتفقًا عليه مسبقًا للزيارة. هذه هي المرة الأولى، منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، التي يُدعى فيها ولي العهد السعودي (الرجل الثاني في المملكة، وليس حاكم البلاد) إلى البيت الأبيض. في ذلك الوقت، خلال ولاية ترامب الأولى، أشار كبار مستشاريه إلى بصمات ضباط الأمن السعوديين في جريمة القتل المروعة، وإلى التورط المباشر لولي العهد (الذي أنكر، ليس بشكل قاطع) في اغتيال الصحفي الذي كان حليفه، وانحاز إلى الطرف الآخر".

وختمت بالقول "من المتوقع أن يُوظّف ترامب مهاراته في استضافة الضيوف لإسعاد ولي العهد وإغراقه بالمديح. ربما يُقدّم له هدية، كما أحرج الرئيس السوري بعطره الأسبوع الماضي، أو يسأل ابن سلمان عن عدد النساء اللواتي تزوجهنّ، "لأن هذه هي عاداتهم". المهم حقًا هو نجاحه في تبديد معارضة ابن سلمان لمزيد من التعاون العلني مع إسرائيل. السؤال هو: هل ينوي ذكر العلاقات (السيئة) مع نتنياهو، والالتزام "بالمضي قدمًا" فقط عند انتخاب رئيس وزراء جديد؟".

مقالات مشابهة

  • بن سلمان يتوجه إلى واشنطن في زيارة رسمية
  • الديوان الملكي: بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين واستجابة للدعوة المقدمة لسمو ولي العهد من الرئيس الأمريكي فقد غادر سموه متوجهًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة عمل رسمية
  • ولي العهد السعودي يغادر متجها إلى واشنطن في زيارة رسمية
  • “الطاقة”: ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالميا
  • سياسية أمريكية تكشف لـ صدى البلد ما تنتظره السعودية في زيارة بن سلمان لواشنطن
  • اتفاق نووي واستثمارات ضخمة.. ولي العهد السعودي يبدأ غدا زيارة محورية إلى أمريكا
  • محمد بن سلمان إلى واشنطن في أول زيارة منذ 7 سنوات
  • يديعوت: خمس حقائق بشأن زيارة ابن سلمان لواشنطن
  • سعر الذهب في السعودية اليوم السبت 25-5-1447 بعد تراجعه عالميا