غزة تغرق والنازحون يستغيثون: مئات آلاف النازحين بلا خيام أو طعام
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
أوضح مدير مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أن مئات آلاف النازحين يواجهون ظروفاً مناخية قاسية تفوق قدرة أي مجتمع على تحملها، مشيراً إلى أن أكثر من 288 ألف أسرة تقيم في خيام مهترئة، في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي دخول خيام جديدة إلى القطاع.
وذكر المكتب في بيان أن غزة تقف أمام "كارثة إنسانية هي الأخطر منذ بدء حرب الإبادة الجماعية والعدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي"، وسط غياب كامل لمقومات الحياة الأساسية.
وأكد الثوابتة أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تفاقم المأساة من خلال حرمان المدنيين من وسائل الحماية ومواد الإيواء الضرورية، ومنع إدخال أي مستلزمات أساسية للعيش في القطاع. ولفت إلى أن هذا الواقع يعكس حجم المعاناة وفشل المجتمع الدولي في توفير الاحتياجات العاجلة، مشيراً إلى حاجة القطاع لنحو 300 ألف خيمة وبيت متنقل لضمان الحد الأدنى من السكن الإنساني.
وتعرضت مناطق واسعة في قطاع غزة لمنخفض جوي استمر ثلاثة أيام، صاحبه رياح وأمطار غزيرة أغرقت عشرات آلاف الخيام التي تؤوي النازحين، ما أدى إلى فقدانهم آخر ما تبقى لديهم من مأوى ومتاع بعد أن دمّر الاحتلال الإسرائيلي منازلهم خلال عامين من الإبادة.
وأشار المكتب الحكومي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل منع إدخال مواد الإيواء ووسائل التدفئة ومستلزمات الطاقة والإنارة، مبقياً المعابر مغلقة ومستمراً في سياسة التضييق.
واتهم المكتب الاحتلال بالمماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق والتنصل من البروتوكول الإنساني المتعلق بالأوضاع الإنسانية في غزة، معتبراً أن هذا السلوك يمثل محاولة لفرض أشكال جديدة من الإبادة عبر تعميق الكارثة.
ودعا المكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب والدول الوسطاء والأطراف الضامنة للاتفاق إلى تحرك عاجل لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مشيراً إلى أن السماح الأخير بإدخال كميات محدودة من مواد الإيواء لا يلبي الاحتياجات المتصاعدة، رغم بدء الترتيبات الدولية لتوزيعها قريباً.
من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وداعميه لوقف اعتداءاته ورفع الحصار وفتح المعابر، مؤكدة في بيان أن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة يتطلب تدخلاً فورياً لإنقاذ المدنيين وإدخال المساعدات والخيام. وحمّلت الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار خروقاته لاتفاق إنهاء الحرب، وطالبت الدول الضامنة بالضغط عليه لتنفيذ البروتوكول الإنساني وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية.
وخلال عامين من الإبادة التي بدأها الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي، سقط أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني، وأصيب ما يزيد عن 170 ألفاً، فيما لحقت أضرار جسيمة بنحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی إلى أن
إقرأ أيضاً:
خيام النازحين في غزة تئن تحت الأمطار الغزيرة.. عربي21 ترصد المأساة (شاهد)
رصدت "عربي21" مأساة غرق خيام النازحين في قطاع غزة، السبت، بفعل أمطار غزيرة هطلت خلال الساعات القليلة الماضية، مغرقة آلاف الخيام بالماء، في ظل تعثر جهود الإغاثة، واستمرار منع الاحتلال إدخال مستلزمات الإيواء الأساسية.
ولليوم الثاني على التوالي، اجتاحت مياه الأمطار الناتجة عن المنخفض الجوي مئات خيام النازحين ومراكز الإيواء في القطاع، ما زاد من تفاقم الوضع الإنساني المأساوي المتراكم جراء عامين من حرب الإبادة الجماعية التي شنتها دولة الاحتلال.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وقالت النازحة إيلانة البراوي في حديث خاص لـ"عربي21"، إن الخيمة التي تؤويها مع أطفالها قرب ميناء غزة، غرقت فجر السبت، بفعل هطول أمطار غزيرة.
ولفتت إلى أنها حاولت إنقاذ الأغطية وما توفر من فراش داخل خيمتها كي لا تُغرقها الأمطار، لكنها لم تتمكن بفعل غزارة الشتاء، إذ لم تقوى خيمتها المتواضعة على مواجهة الرياح والأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الساعات القليلة الماضية، ما تسبب في تمزق أجزاء منها.
وأضافت البراوي قائلة: "الوضع مأساوي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أطفالنا شردوا الآن، هناك آلاف العائلات تعاني مثلي بعد غرق خيامهم (..) لم أكن أتخيل حتى في أحلامي أن يصل بنا الحال إلى هذا الحد.. نريد حلا عاجلا".
ولم يكن الحال أفضل، عند النازح في مدينة دير البلح، حسن درويش، فلم تستطع خيمته الصغيرة الصمود أمام الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تمزقت خيمته المكونة من قطع قماش بالية، ما تسبب في غرق الفراش والأغطية وتشريد عائلته، التي أضحت تبحث عن مأوى جديد هربا من البرد القارس الذي بدأ يتسلل إلى قطاع غزة في هذا الوقت من العام.
ووجه درويش نداء خلال حديثه لـ"عربي21" مطالبا الجهات المختصة بضرورة التحرك سريعا لإغاثة المتضررين وتوفير الإيواء والملابس الشتوية لهم ولأطفالهم خصوصا مع اشتداد برودة الطقس.
وفي منطقة مواصي خانيونس، جنوب القطاع رصد مراسل "عربي21" غرق مخيمات إيواء بأكملها بسبب الأمطار الغزيرة، وتهالك الخيام المصنوعة من النايلون والقماش، بينما لم تسلم المنازل والمدارس المدمرة جزئيا من الغرق، حيث تسربت المياه من فتحات الجدران والأسقف ونزلت على النازحين داخلها في مشهد يعكس أوضاعا إنسانية صعبة وغير مسبوقة.
أزمة متفاقمة
وقالت "حكومة غزة"، الجمعة، إن المأساة الإنسانية التي يعيشها نحو 1.5 مليون نازح في القطاع تفاقمت بعد أن أغرقت الأمطار خيامهم البالية، وسط ظروف جوية صعبة.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، أن غزة تحتاج إلى "ما لا يقل عن 250 ألف خيمة و100 ألف كرفان كمأوى مؤقت لحين إعادة الإعمار، خاصة مع دخول فصل الشتاء واهتراء الخيام وانهيار المنازل الآيلة للسقوط التي يضطر المواطنون للمكوث فيها هرباً من غرق الخيام بمياه الأمطار أو اقتلاعها بفعل الرياح".
وشدد المكتب الحكومي على أن "الصمت الدولي أمام مماطلة إسرائيل في السماح بدخول المساعدات لم يعد مقبولًا"، محملا الجميع "مسؤولية ما ستؤول إليه أوضاع النازحين الذين باتوا في العراء".
وطالب البيان، الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع الهيئات المعنية "بالتحرك السريع لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية التي يحتاجها قطاع غزة، ورفع الصوت عاليا رفضًا لمماطلة الاحتلال وتسويفه في تنفيذ التزاماته".
ويعيش النازحون واقعا مأساويا بسبب انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية ونقص تقديم الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.
ويتخذ معظم هؤلاء النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، فيما قدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93 بالمئة، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.