حيث أنّ هواتف "سامسونغ" ثُبّتت برمجيات تجسّس إسرائيلية لا يُمكن حذفها من أجهزتها.

والتطبيق موجود منذ سنوات باسم "آب كلاود" (AppCloud)، وهو تطبيق تسويقي يُشجّع على تحميل تطبيقات أخرى، لكنّ وجوده الدائم في النظام أثار اعتراضات كثيرة لاعتباره تطبيقًا لا يُمحى، وهو ما يُثير قضايا تتعلّق بالخصوصية وحرية اختيار المُستخدم في تثبيت أو إزالة التطبيقات.

بداية القصة
وأرسلت منظمة "سميكس" (SMEX)، التي تصف نفسها بأنّها منظمة غير ربحية تُدافع عن حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي في غرب آسيا وشمال إفريقيا، رسالة مفتوحة إلى "سامسونغ" تُطالب بإنهاء تركيب برمجيات زائدة، يُزعم أنّها تأسّست بتأثير إسرائيلي.
وخلصت تحقيقات "سميكس" إلى أنّ تطبيق "آب كلاود" مدمج بعمق في نظام التشغيل ما يجعل إلغاء تثبيته شبه مستحيل، وهو ما يشكّل خطرًا أمنيًا وتهديدًا للخصوصية.

والمثير أنّ التطبيق طُوِّر في إسرائيل من قبل شركة تُسمّى "IronSource"، وهي شركة برمجيات إسرائيلية تأسّست عام 2010 وتُطوّر أدوات لمطوّري التطبيقات.

لكن الخلاف لا يقتصر على جنسية المُطوّر، بل يتعلّق بصلاحيات التطبيق وكمية البيانات التي يصل إليها.

ما الذي يجمعه التطبيق؟
تُعدّ مشكلة التطبيق انتهاكًا للخصوصية؛ إذ يمنح التثبيت العميق للتطبيق وصولًا واسعًا إلى معلومات حسّاسة، تشمل بيانات حيوية (بيومترية)، وعناوين الإنترنت (IP address)، وبصمات الأجهزة، وغيرها من التفاصيل الشخصية، من دون سياسة خصوصية واضحة صادرَة عن "سامسونغ" تشرح كيفية معالجة هذه البيانات أو مشاركتها.

كما يتمّ تثبيت التطبيق من دون موافقة صريحة من المستخدمين، ما يُثير تساؤلات حول امتثال الشركة لقوانين حماية البيانات مثل اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي وغيرها من القوانين في المنطقة.

وشركة "IronSource" نفسها لها سجل سابق من الممارسات المثيرة للجدل بشأن موافقة المُستخدمين وحماية الخصوصية، ما أعاد إشعال الجدل حول تطبيق "آب كلاود" مؤخرًا.

ونشر موقع "International Cyber Digest" المُتخصّص في الأمن السيبراني تغريدة حذّر فيها من وجود برامج تجسّس إسرائيلية مُثبتة على أجهزة "سامسونغ"، ولاقت التدوينة تفاعلًا واسعًا.

وأعاد هذا الخبر تداول مسألة تثبيت تطبيق "APPCLOUD" مسبقًا على أجهزة "Galaxy A" و"Galaxy M" ذات الفئة الاقتصادية، ما أثار مخاوفٍ بين المستخدمين خاصة في الشرق الأوسط.

وتفاعل مستخدمون عدة مع الخبر؛ من بينهم من حذّر من أنّ التطبيق يملك صلاحيات شاملة "تتيح الوصول إلى كل شيء"، ومنهم من ربط القضية بممارسات تجسّس تُمارسها دول عدة، معتبرًا أنّ التجسّس الرقمي جزء من واقع أنظمة التكنولوجيا الحديثة.

ويدور الجدل حول مدى شرعية وشفافية تثبيت تطبيقات مُدمجة بُعمق في أنظمة التشغيل، وما إذا كانت تلك التطبيقات تجمع بيانات حساسة من دون موافقة واضحة، وخاصة عندما يكون المُطوّر جهة مرتبطة بدولة أجنبية. والمسألة تضع شركات التكنولوجيا أمام مطالب واضحة بتحسين الشفافية وتقديم سياسات خصوصية مفهومة، وتمنح الجهات الرقابية سببًا لمُراجعة مدى امتثال هذه الشركات لقوانين حماية البيانات.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

هل اقتربت الروبوتات من إدارة منازلنا؟

بعد سنوات من الوعود والترقيات، وفي خطوة تعكس السباق نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، أعلنت "سامسونغ" عن جاهزية "بالي" (Ballie) لدخول الأسواق.

ومنذ ظهوره الأول، خضع الروبوت المنزلي لتجديد تقني شامل، ليتحول إلى مدير منزلي ومساعد شخصي متكامل.

ويعد "بالي" محاولة من "سامسونغ" لتقديم رفيق آلي يجسد الذكاء الاصطناعي في شكل متنقل، وهو خطوة مهمة في سعي الشركة لدمج الذكاء الاصطناعي المتنقل في البيئة المنزلية.

ومع أن السوق الاستهلاكي للروبوتات المنزلية غير المتخصصة لا يزال يواجه تحديات، يراهن "بالي" على الذكاء الاصطناعي التوليدي لكسر هذه الحواجز.

منذ ظهوره الأول، خضع الروبوت المنزلي لتجديد تقني شامل، ليتحول إلى مدير منزلي ومساعد شخصي متكامل (رويترز)تاريخ التطوير والإعلانات المتتالية

كشفت سامسونغ عن "بالي" لأول مرة في "معرض الإلكترونيات الاستهلاكية" (سي إي إس) عام 2020 كمفهوم أولي، حيث كان الروبوت أقل تطورا.

واختفى المشروع مؤقتا، ليعود في "معرض الإلكترونيات الاستهلاكية" عام 2024 مع تصميم أكثر عملية ووعد بإطلاقه خلال ذلك العام، الذي لم يتحقق.

وفي "معرض الإلكترونيات الاستهلاكية" لهذا العام، أعلنت الشركة عن إطلاقه الرسمي في الصيف، مع التركيز على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كأسواق أولية.

ويعكس هذا التأخير التحديات في تطوير الروبوتات الاستهلاكية، حيث خضع الروبوت لعدة ترقيات على مر السنين، وتحول من مفهوم بسيط إلى منتج جاهز يركز على التكامل مع البيئة المنزلية.

وأظهر الروبوت قدرته على تقديم معلومات عن معالم سياحية مع عرضها أولا على الأرض، ومن ثم على جدار قريب لتوفير مساحة أكبر، بالإضافة إلى عرض أفلام، حيث يبحث تلقائيًا عن جدار مناسب لتوسيع الصورة.

"بالي" يتميز بقدرات تضاهي قدرات الشاشات الذكية، ويأتي بتصميم كروي، وهو مزود بعجلتين صغيرتين (غيتي)قدرات تقنية متقدمة

يتميز "بالي" بقدرات تضاهي قدرات الشاشات الذكية، ويأتي بتصميم كروي، وهو مزود بعجلتين صغيرتين تسمحان له بالتنقل بسلاسة على الأسطح المستوية دون إعاقة المستخدمين.

إعلان

ويحتوي على مجموعة واسعة من المستشعرات، بما في ذلك مستشعر "ليدار" (LiDAR) و"مستشعر زمن الرحلة" (ToF)، بالإضافة إلى كاميرتين، واحدة خلفية بدقة "2 كيه" (2K) وأخرى أمامية بدقة "4 كيه" (4K).

ويعتمد الروبوت على 4 ميكروفونات بعيدة المدى للتنشيط الصوتي عبر عبارة "مرحبا بالي" (Hey Ballie)، إلى جانب مكبر صوت مدمج.

وأبرز ميزاته هو جهاز العرض المدمج، وهو جهاز عرض ليزري عالي الدقة، ويُعد أول جهاز عرض في العالم بعدسة قابلة للتبديل، مما يسمح بعرض المحتوى القريب، مثل أزرار افتراضية على الأرض يمكن الضغط بالقدم عليها، أو المحتوى البعيد، مثل عرض أفلام أو نجوم على الأسقف والجدران.

ويضبط الروبوت زاوية العرض تلقائيا بناء على بعد الحائط، وظروف الإضاءة، ووضعية الشخص، وزاوية وجهه، مما يجعله أول جهاز عرض يكتشف هذه العناصر ويحسن الجودة.

ويعمل الروبوت بنظام التشغيل "تايزن" (Tizen)، مما يمنحه إمكانية الوصول إلى موفري المحتوى، مثل "يوتيوب" (YouTube) و"نتفليكس" (Netflix) و"سامسونغ تي في بلس" (Samsung TV Plus).

سامسونغ كشفت عن "بالي" لأول مرة في "معرض الإلكترونيات الاستهلاكية" عام 2020 (رويترز)الميزات والقدرات الوظيفية

بصفته مساعدا منزليا شخصيا، يتنقل "بالي" تلقائيا في أرجاء المنزل لإنجاز المهام المتعددة، مع التركيز على التفاعلات الحوارية الطبيعية.

ويتكامل مع منصة "سمارت ثينغز" (SmartThings) للتحكم في الأجهزة المنزلية الذكية، مثل ضبط الإضاءة، والمكيفات، والغسالات، ومنظمات الحرارة، والمكانس الآلية.

ويستطيع الترحيب بالزوار، وتوزيع طعام الحيوانات الأليفة، وإرسال رسائل نصية، وإدارة التقويمات والتذكيرات، وإجراء المكالمات الهاتفية وتلقيها، وتشغيل الفيديو.

وبصفته روبوتا أمنيا، فإنه يراقب المنزل والحيوانات الأليفة باستخدام الكاميرات والمستشعرات.

أما بصفته مساعد لياقة بدنية، فإنه يقدم نصائح مخصصة عبر استخدام مصادر موثوقة من "بحث غوغل" (Google Search) لاقتراح تمارين رياضية، وتحسين بيئة النوم، أو مراقبة أنماط النوم.

وكاستشاري أزياء، يقيم أسلوب المستخدم عبر الكاميرا ويقترح إكسسوارات أو ملابس. كما أنه يساعد كبار السن في التواصل مع الأجهزة الذكية، ويعمل كصديق للأطفال والحيوانات الأليفة.

ويعالج الروبوت مدخلات متنوعة، مثل الصوت، والصور، والبيانات المرئية من الكاميرا، وبيانات المستشعرات، مما يتيح تخصيصا يناسب نمط الحياة، مثل إخبارك بحالة الطقس، والوجهات، والاحتياجات الغذائية، والواجبات المدرسة، أو الجداول الزمنية.

ويستطيع عرض عروض تقديمية أثناء الاجتماعات أو نجوم على الأسقف، ويستجيب للأوامر الصوتية أو ضغطات القدم على الأزرار الافتراضية.

"بالي" يتنقل في أرجاء المنزل لإنجاز المهام المتعددة، مع التركيز على التفاعلات الحوارية الطبيعية (غيتي)شراكة إستراتيجية مع "غوغل"

أصبح "بالي" الآن مزودا بتقنيات تضعه في صدارة المنافسة، وخاصة مع دمجه قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتعاونت "سامسونغ" مع "غوغل كلاود" (Google Cloud) لدمج نظام "جيميناي" (Gemini) المتعدد الوسائط في "بالي"، مما يعزز قدراته التوليدية.

إعلان

ويجمع هذا الدمج بين نماذج "غوغل" للمنطق والمعالجة المرئية، ونماذج "سامسونغ" اللغوية، مثل سلسلة "غاوس 2" (Gauss 2)، بما في ذلك خوارزمية "غاوس 2 كومباكت" (Gauss 2 Compact) المحسنة للعمل في بيئات الحوسبة المحدودة، مثل أجهزة المنزل الذكي.

ويسمح هذا التعاون بفهم أوامر المستخدمين بشكل أعمق، مع الاستفادة من محرك "بحث غوغل" لتقديم إجابات عن أسئلة عامة أو نصائح صحية.

وتخطط الشركتان لميزات مستقبلية، مثل "مجموعة تطوير البرامج" (SDK) للتطبيقات الخارجية ومؤتمرات الفيديو.

وفي مارس/آذار، أعلنت "غوغل" عن "جيميناي روبوتيكس" (Gemini Robotics)، وهي نماذج مصممة خصيصا للروبوتات، مما يعزز هذه الشراكة.

المنافسة وتحديات السوق

تدخل سامسونغ سوقا تنافسية، حيث تطور "آبل" و "ميتا" و"غوغل" روبوتات مختلفة، في حين أعلنت "إل جي" في العام الماضي عن روبوت ثنائي القدمين يراقب المنزل والحيوانات الأليفة ويعمل كمدير منزلي متكامل ورفيق مع قدرات التعرف على الصوت والصورة والترحيب بالمستخدمين وتشغيل موسيقى بناء على المزاج.

ومع ذلك، لم تحقق الروبوتات المنزلية غير المتخصصة شعبية واسعة، مقارنة بالمكانس الروبوتية، مثل "رومبا" (Roomba) أو "برافا" (Braava).

ويعد روبوت "أسترو" (Astro) من "أمازون" قصة تحذيرية، حيث فشل في الانتشار رغم قدراته.

وكذلك، واجهت شركات مثل "سفيرو" (Sphero) صعوبات في بيع روبوتات الألعاب، مما أجبرها على التركيز على التعليم، بينما أفلست "أنكي" (Anki) بعد نفاد أموالها.

أما "آيبو" (Aibo) من "سوني"، فهو كلب آلي يتفاعل مع الأجهزة الذكية عبر واجهات برمجة التطبيقات، ولكنه يركز على الرفقة أكثر من المهام المنزلية.

وتمتلك "سامسونغ" ميزة في التكامل، ولكن توجد العديد من التحديات التي قد تؤثر في اعتماد "بالي"، ويشمل ذلك التسعير والمنافسة في السوق وقبول المستخدم ومخاوف الخصوصية.

وتعد ثقة المستخدم أمرا ضروريا مع التكنولوجيا التي تتكامل مع الحياة اليومية، لذا فإن ضمان فهم "بالي" لاحتياجات المستخدمين والاستجابة لها بشكل مناسب أمر بالغ الأهمية لنجاحه.

وفي ظل وجود الكاميرات والميكروفونات المدمجة، لا يمكن تجاهل مشكلات الخصوصية، لذا يحتاج المستخدمون إلى معلومات تتعلق بتدابير حماية البيانات والتأكيدات حول كيفية استخدام بياناتهم.

ختامًا، تسعى "سامسونغ" مع "بالي" إلى إعادة تعريف الروبوت المنزلي كرفيق ذكي يتجاوز المهام الروتينية إلى التفاعل الشخصي والتخصيص، مدعوما بشراكة مع "غوغل" تجعل الذكاء الاصطناعي المتعدد الوسائط واقعا يوميا.

ومع ذلك، يظل السؤال عن قدرة "بالي" على كسر حاجز الشعبية الذي واجهته الروبوتات السابقة قائما، أم أنه قد يعاني من المصير نفسه في سوق يفضل الاستخدامات المحددة.

مقالات مشابهة

  • آبل تقلب المعايير: قرار بإيقاف إصدار آيفون سنويا يثير جدل المستخدمين
  • تطبيق إسرائيلي مخفي داخل هواتف سامسونغ في منطقتنا.. ماذا يجمع عنك؟
  • الصفدي وعبد العاطي يناقشان جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة
  • الأردن ومصر تؤكدان تثبيت وقف إطلاق النار ودعم إعمار غزة
  • تقارير تؤكد انخفاض أسعار Galaxy S26 .. سامسونج تراعي ميزانية المستخدمين
  • وزير الخارجية يؤكد ضرورة نشر قوة تثبيت الاستقرار الدولية بغزة
  • قرار أمريكي مرتقب لصالح مصر.. صفقة مقاتلات F-15EX المتطورة تثير رعب إسرائيل
  • توقعات بزيادات وشيكة في أسعار كروت الشحن وسط ترقّب المستخدمين
  • هل اقتربت الروبوتات من إدارة منازلنا؟