تتواصل فصول التصعيد العسكري الخطير بين الهند وباكستان، في ظل تحركات دولية متسارعة للحد من الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة بين الجارتين النوويتين، وسط تحذيرات متبادلة وتصريحات تنذر بتداعيات خطيرة على أمن المنطقة والعالم.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، صباح السبت، «قلقها العميق» من التطورات الميدانية، معربة عن استعدادها للعب دور وساطة بين نيودلهي وإسلام آباد.

وقال بيان الوزارة: «نحث الطرفين على منح الأولوية للسلام والاستقرار، وضبط النفس، وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تفاقم التوتر»، مؤكدة أن بكين «تراقب الوضع عن كثب».

في المقابل، اتخذت الولايات المتحدة إجراءات احترازية، حيث أعلن مكتب الشؤون القنصلية بالخارجية الأمريكية فرض قيود صارمة على حركة جميع موظفي بعثتها الدبلوماسية في باكستان، في ظل التدهور الأمني، على أن يُعاد تقييم القرار مساء السبت.

إطلاق عملية «البنيان المرصوص»


وفي إطار التصعيد العسكري، أعلنت باكستان إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم «البنيان المرصوص»، ردًا على ما وصفته بـ«العدوان السافر» من الجانب الهندي، بعد هجوم صاروخي استهدف ثلاث مناطق قرب مدينة مظفر أباد في كشمير الباكستانية.

وأكد بيان الجيش الباكستاني أن العملية استهدفت قواعد عسكرية هندية على طول خط السيطرة في كشمير، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء شهباز شريف دعا إلى اجتماع طارئ لهيئة القيادة الوطنية، الهيئة العليا المخولة باتخاذ القرارات الأمنية والعسكرية المصيرية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالترسانة النووية.

الهند ترد وتحذر


على الجانب الآخر، أعلن الجيش الهندي تدمير طائرات مسيّرة باكستانية حاولت اختراق الأجواء الهندية قرب معسكرات في البنجاب وكشمير، مؤكدًا «التصدي لهجمات على طول الحدود الغربية»، ومنددًا بما وصفه بـ«تصعيد متعمد وسافر» من إسلام آباد.

وسُمع دوي انفجارات قوية في مدينة سريناغار، العاصمة الصيفية لكشمير الهندية، وسط حالة استنفار أمني قصوى وقطع جزئي للاتصالات، بينما دعا رئيس وزراء جامو وكشمير المواطنين للبقاء في منازلهم حفاظًا على سلامتهم.

تحذيرات نووية ومخاوف دولية
وفي تصريح مثير للقلق، لوّح وزير التخطيط الباكستاني إحسان إقبال بإمكانية «تجاوز العتبة النووية»، قائلًا: «نكره أن نرى السلاح النووي يدخل المعركة، لكن إذا لم تُخفّف الهند التصعيد، فكل الخيارات مطروحة».

وجاء هذا التحذير بعد إعلان الجيش الهندي استهداف تسعة مواقع داخل باكستان وصفها بـ«مقار لجماعات مسلحة»، في إطار ما أسماه «عملية دقيقة لمنع التخطيط لهجمات ضد الهند».

من المتوقع أن تشهد الساعات المقبلة تحركات دبلوماسية عاجلة، مع استعداد مجلس الأمن الدولي ودول كبرى للتدخل، وسط مخاوف متصاعدة من انزلاق أكبر قوتين نوويتين في آسيا إلى مواجهة عسكرية شاملة، في وقت يشهد فيه العالم بالفعل توترات متزايدة على جبهات أخرى.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الهند باكستان تصعيد عسكري كشمير عملية البنيان المرصوص الجيش الباكستاني الجيش الهندي رئيس وزراء باكستان رئيس وزراء الهند خط السيطرة التوتر النووي وساطة صينية مجلس الأمن الولايات المتحدة الأمن الإقليمي الصراع الهندي الباكستاني مظفر اباد سريناغار جامو وكشمير الترسانة النووية التحركات الدبلوماسية التصعيد الحدودي الامن الدولي الصراع النووي

إقرأ أيضاً:

حقوق النواب: ضرب المواقع النووية الإيرانية تصعيد خطير يهدد السلم الدولي

أعرب النائب أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، عن قلقه البالغ إزاء الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة مؤخرًا على مواقع نووية إيرانية، مؤكدًا أن هذا التصعيد يمثّل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الدوليين، ويضع المنطقة على حافة مواجهات لا تُحمد عقباها.

برلمانية: تشغيل 3 سفن تغييز يعزز استقرار المصانع ويمنع تكرار أزمة الصيف الماضيبرلماني: نرفض العدوان الإسرائيلي على إيران ومصر تتحرك لحماية استقرار المنطقةبرلماني: اقتناء 3 سفن تغييز استثمار ذكي يعزز أمن الطاقة ويحمي الموازنةرئيس برلمانية الشعب الجمهوري بالشيوخ: التعليم هو الأهم والأساس لنهضة هذا البلد

وقال “أبو العلا” في بيان له اليوم، إن العودة إلى منطق القوة في معالجة الأزمات الدولية، خاصةً في ملفات شديدة الحساسية كالملف النووي الإيراني، لا يمكن أن تؤدي إلا إلى المزيد من زعزعة الاستقرار وتهديد حياة المدنيين الأبرياء، وجر المنطقة إلى مسار خطير من التوترات.

وشدّد على أن موقف مصر كان – ولا يزال – صوت العقل في منطقة تموج بالصراعات، حيث دعت القاهرة مرارًا إلى تغليب الحلول الدبلوماسية ووقف التصعيد، ورفض الاستخدام غير المشروع للقوة خارج إطار القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكد “أبو العلا” دعمه الكامل لموقف الدولة المصرية الذي يوازن بين حماية مصالح الشعوب، والحفاظ على استقرار الشرق الأوسط، ويقف دائمًا إلى جانب التهدئة واحترام سيادة الدول، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لاحتواء الأزمة وتفادي تحولها إلى صراع شامل ذي تداعيات كارثية على العالم بأسره.

وختم وكيل لجنة حقوق الإنسان تصريحه بالقول: “في هذه اللحظة المفصلية، تتطلب المسؤولية الدولية وقفة جادة تعيد الاعتبار للشرعية الدولية، وتضع حداً لاستخدام العنف كأداة لحل الخلافات السياسية والعقائدية”.

طباعة شارك النائب أيمن أبو العلا لجنة حقوق الإنسان النواب مجلس النواب مواقع نووية إيرانية

مقالات مشابهة

  • السياح الهنود يحجمون عن زيارة تركيا بسبب دعمها باكستان
  • «فلاي دبي»: نراقب تطورات الأوضاع في المنطقة
  • قطر تُوقفُ حركة الملاحة الجوية مؤقتا بسبب تطورات الأوضاع في المنطقة
  • هل تحمل زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى المغرب جديداً في قضية الصحراء ؟
  • هل يستحق ترامب نوبل للسلام؟ باكستان توضح بعد ترشيحها الجائزة للرئيس الأمريكي
  • باكستان والهند.. أبرز الجماعات التي يتهم كل طرف الآخر بدعمها
  • جاستن راسل: ترامب يناقض نفسه ويدفع المنطقة نحو تصعيد خطير
  • حقوق النواب: ضرب المواقع النووية الإيرانية تصعيد خطير يهدد السلم الدولي
  • غوتيريش: الضربة الأمريكية على إيران تصعيد خطير
  • تصعيد خطير - الاحتلال يُعيد إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حرّاسه