رصد أضخم بقعة شمسية لعام ٢٠٢٥ في سماء سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
مسقط - العُمانية
رصد أعضاء الجمعية العُمانية للفلك والفضاء واحدة من أضخم البقع الشمسية التي ظهرت على سطح الشمس خلال الدورة الشمسية الخامسة والعشرين، والمعروفة بالبقعة رقم 4079، والتي تجاوز حجمها 11 ضعفًا مساحة كوكب الأرض.
وتمكّن الراصدون من تصوير هذه البقعة بوضوح من سماء محافظة مسقط باستخدام تجهيزات فلكية متخصصة، في مشهد نادر يعكس ذروة النشاط الشمسي الذي تمر به الشمس حاليًّا.
وقالت وصال بنت سالم الهنائية نائبة رئيس لجنة التواصل المجتمعي بالجمعية العُمانية للفلك والفضاء: تمثل هذه البقعة الشمسية رقم 4079 واحدة من أكبر الظواهر التي رصدناها خلال الدورة الشمسية الحالية، ويُعد تصويرها من سلطنة عُمان إنجازًا علميًّا وفلكيًّا يبرز جهود الجمعية في متابعة الظواهر الكونية ذات التأثير المباشر على الأرض، ما يتطلب وعيًا مجتمعيًّا بمخاطر الطقس الفضائي وتأثيراته المحتملة على الاتصالات وأنظمة الملاحة والطاقة.
وأضافت في تصريح خاص لوكالة الأنباء العُمانية: "تُعد البقع الشمسية إحدى أبرز الظواهر المرتبطة بالنشاط المغناطيسي للشمس، وهي تمثّل مؤشرًا بالغ الأهمية في فهم سلوك نجم مجموعتنا الشمسية وتأثيراته المتعدّدة على كوكب الأرض، حيث تخضع الشمس لدورات منتظمة من النشاط المغناطيسي تُعرف باسم “الدورات الشمسية”، تستمر كل منها بمتوسط حوالي 11 عامًا خلال هذه الدورات ويمر سطح الشمس بتغيرات ملحوظة في عدد البقع الشمسية، وشدة التوهجات والانبعاثات الإكليلية، مما ينعكس مباشرة على الطقس الفضائي والبيئة الجيومغناطيسية المحيطة بالأرض.
وتُعد البقع الشمسية المظهر الأكثر وضوحًا لهذه الدورة، إذ تزداد وتيرتها مع تصاعد النشاط الشمسي وتتناقص مع اقتراب نهاية الدورة، وفي الوقت الحالي، تمر الشمس بذروة نشاط الدورة الشمسية الخامسة والعشرين التي بدأت في ديسمبر 2019، وهي مرحلة من الاضطراب المغناطيسي الشديد تشهد خلالها زيادة ملحوظة في عدد البقع الشمسية.
وكان قد تم تسجيل متوسط يومي بلغ حوالي 215.5 بقعة شمسية في أغسطس 2024، وهو أعلى معدل منذ أكثر من عقدين، مما يشير إلى أن الدورة الشمسية الخامسة والعشرين قد دخلت ذروتها في وقت أبكر من المتوقع.
وفي أواخر فبراير 2025، أطلقت الشمس توهجًا شمسيًّا قويًّا، تم رصده بواسطة مرصد الديناميكا الشمسية التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وتُصنّف هذه التوهجات ضمن الفئة X، وهي الأقوى من حيث الشدة، وقد تبع هذا الحدث اندفاع كتلي إكليلي أحدث عاصفة جيومغناطيسية وصلت إلى الأرض في أبريل 2025، ما أدى إلى ظهور الشفق القطبي في مناطق واسعة من خطوط العرض المتوسطة، إضافة إلى تأثيرات جزئية على أنظمة الاتصالات الراديوية عالية التردد.
وتُظهر الشمس في مايو 2025 نشاطًا آخر غير مسبوق، حيث تجاوز عدد البقع الشمسية التوقعات السابقة، مما يشير إلى ذروة قد تكون الأقوى منذ عقود، ويترافق هذا النشاط مع توهجات شمسية قوية وانبعاثات إكليلية كتلية، يُحتمل أن تؤدي إلى عواصف جيومغناطيسية قد تؤثر على الأرض. وتشير التوقعات إلى استمرار هذه الدورة حتى عام 2030، مع بدء الانخفاض التدريجي في النشاط الشمسي بعد مرور الذروة.
يُذكر أن من أبرز الظواهر التاريخية المرتبطة بالنشاط الشمسي الشديد، ما يُعرف بظاهرة “كارينجتون”، وهي أقوى عاصفة شمسية موثقة في العصر الحديث، وُقّعت في عام 1859، وقد رصد الفلكي البريطاني ريتشارد كارينجتون في 1 سبتمبر من ذلك العام توهجًا شمسيًّا شديدًا انطلق من بقعة شمسية ضخمة وفي غضون 24 ساعة، وصلت جسيمات شمسية عالية الطاقة إلى الأرض مسببةً عاصفة مغناطيسية واسعة النطاق وشوهد الشفق القطبي في مناطق غير معتادة كجزر الكاريبي، وظهرت تأثيراته حتى في هونغ كونغ وروما، كما تسببت العاصفة في تعطيل شبكات التلغراف واندلاع حرائق نتيجة شرارات كهربائية.
وتُعد هذه الحادثة إنذارًا مبكرًا بما قد تسبّبه العواصف الشمسية في عصر يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، مثل الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء والاتصالات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الدورة الشمسیة البقع الشمسیة النشاط الشمسی الع مانیة
إقرأ أيضاً:
بعد وفاة صاحب المحل .. ما الحقوق القانونية للورثة؟ القانون يجيب
يثير رحيل صاحب أي محل تجاري عام تساؤلات قانونية هامة تتعلق بمصير الترخيص واستمرارية النشاط، خاصة عندما يصبح الورثة أمام التزام قانوني بإدارة استثمار قد لا يكونوا مستعدين له.
وفي هذا السياق، حسم قانون المحال العامة الجدل حول وضع المحال التجارية بعد وفاة صاحبها، محددًا إجراءات دقيقة تضمن استمرار النشاط تحت مظلة قانونية سليمة، وتحافظ في الوقت ذاته على حقوق الورثة والمجتمع.
ووفقًا للمادة 20 من القانون، يُلزم الورثة بإخطار المركز المختص خلال شهر واحد فقط من تاريخ صدور إعلام الوراثة، على أن يُحدّد من ينوب عنهم قانونيًا في إدارة المحل. ويُعتبر هذا النائب مسؤولًا مباشرًا أمام الجهات المعنية عن الالتزام بأحكام القانون والتنظيمات السارية.
كما يمنح القانون الورثة مهلة لا تتجاوز ستة أشهر لنقل الترخيص باسمهم، وهي مدة إلزامية تهدف إلى منع استمرار التشغيل بوضع غير قانوني، ما قد يعرّض المحل للإغلاق أو المساءلة.
وفي حين أن الترخيص للمحال العامة يكون عادة غير محدد المدة، فإن للجنة العليا للتراخيص – التابعة لرئاسة مجلس الوزراء – صلاحيات استثنائية في تنظيم حالات بعينها، مثل التراخيص المؤقتة أو الموسمية، بما يحقق التوازن بين تشجيع الاستثمار والتنظيم الإداري.
ويشترط القانون عدم تشغيل أي محل أو تغيير نشاطه أو مكانه دون الحصول على ترخيص مسبق من المركز المختص، على أن يتضمن الترخيص كافة البيانات الرئيسية مثل النشاط، واسم المدير، والمساحة، ومواعيد العمل، وغيرها.
ويتيح الإطار القانوني أيضًا الحصول على تصاريح مؤقتة لبعض الأنشطة خلال الأعياد والمعارض والمناسبات، بشرط الالتزام بضوابط واضحة تضعها اللجنة المعنية.
كما نظّم القانون خطوات التقديم على الترخيص من خلال نموذج رسمي، ومراجعة الطلب خلال فترة زمنية محددة، يعقبها إخطار بالشروط المطلوبة وسداد رسم معاينة لا يتجاوز 1000 جنيه.
ويهدف هذا التنظيم إلى ضمان استمرارية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بعد وفاة أصحابها، من خلال منح الورثة فرصة قانونية لاستكمال النشاط، والحفاظ على استثمارات أسرهم، مع التزام كامل بالقواعد المنظمة.