قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، إن نحو 1500 مواطن في قطاع غزة فقدوا بصرهم جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 17 شهرًا، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع. 

وأضاف مدير مستشفى العيون في غزة، الدكتور عبد السلام صباح، أن نحو 4 آلاف شخص آخرين مهددون بفقدان البصر، بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج أمراض العيون.



وأوضح صباح أن المستشفى يعاني من عجز خطير في الأجهزة الجراحية والمواد الاستهلاكية، ما ينذر بانهيار شبه كامل للخدمات الجراحية المتعلقة بأمراض الشبكية والنزيف الداخلي واعتلال الشبكية الناتج عن السكري. 

وأشار إلى أن المستشفى لا يمتلك حاليًا سوى ثلاثة مقصات جراحية متهالكة تُستخدم بشكل متكرر، الأمر الذي يضاعف من خطورة الحالات ويقلل فرص إنقاذ المرضى. 

كما حذّر من قرب نفاد مواد حيوية مثل غاز الهيليوم والخيوط الجراحية الدقيقة، ما يهدد بتوقف العمليات بشكل كامل في حال غياب التدخل العاجل.

وفي السياق ذاته، حذّر رئيس مستشفى "النصر–الرنتيسي" للأطفال، الدكتور جميل سليمان، من تدهور خطير في الوضع الصحي للأطفال نتيجة الحصار المشدد ومنع إدخال الغذاء والدواء. 


ارتفاع الوفيات بسبب الجوع
وأوضح أن المرحلة المقبلة مرشحة لتسجيل ارتفاع حاد في وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد ونقص المواد الأساسية كالحليب والبروتين، مما يؤدي إلى إصابتهم بالأنيميا ونقص الأملاح والمعادن، ويهدد نموهم الجسدي والعقلي.

من جانبها، أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن قلقها البالغ من التداعيات الكارثية لاستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، مشيرة إلى أن الحصار دخل أسبوعه التاسع، وسط منع تام لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية. 

وقالت الوكالة، في بيان عبر منصة "أكس"، إن آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات جاهزة للدخول، وإن طواقمها على استعداد لتوسيع عمليات الإغاثة فور السماح بذلك.

وأكد المستشار الإعلامي للوكالة، عدنان أبو حسنة، أن غزة تعيش الآن مرحلة "ما بعد الكارثة"، في ظل انهيار شبه تام لمقومات الحياة، واستمرار المجاعة دون أي بوادر للحل.

ومنذ الثاني من آذار/مارس الماضي، شددت سلطات الاحتلال حصارها على القطاع، ومنعت دخول أي مساعدات غذائية أو طبية أو وقود، مما فاقم من الأزمة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، بينهم أكثر من مليون طفل. وتشير البيانات إلى إصابة نحو 65 ألف شخص بسوء تغذية حاد، فيما تُنقل الحالات إلى مستشفيات ومراكز طبية دُمّرت أو تعطلت بشكل شبه كامل.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن جميع الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة، وعددهم يقارب 335 ألف طفل، أصبحوا مهددين بالموت بسبب الجوع وسوء التغذية الحاد. 


ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد ارتفع عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية بنسبة 80%، مقارنة بشهر آذار/مارس الماضي.

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي عمد، منذ بدء عدوانه على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى استهداف النظام الصحي في القطاع بشكل ممنهج، من خلال قصف المستشفيات ومحاصرتها واقتحامها، وقتل الطواقم الطبية والنازحين داخلها، واعتقال بعضهم، إضافة إلى منع إدخال الأدوية والوقود الضروري لتشغيل المرافق الصحية، ما أدى إلى انهيار شبه تام للمنظومة الصحية.

يذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي قد دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، لكنها انهارت في 18 آذار/ مارس بعد أن تنصل الاحتلال الإسرائيلي من التزاماتها واستأنفت عدوانها، مصحوبًا بمنع شامل لدخول المساعدات الإنسانية.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة شاملة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تتضمن القتل والتدمير والتجويع والتهجير، في تحدٍّ سافر لكافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. 

وقد أسفرت هذه الحرب، المدعومة من الولايات المتحدة، عن استشهاد وإصابة أكثر من 172 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب وجود أكثر من 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة العيون الحصار الجوع مستشفيات غزة حصار مستشفيات جوع عيون المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی أکثر من

إقرأ أيضاً:

"أنقذوا الأطفال": 100 طفل توفوا بغزة جراء التجّويع الإسرائيلي

غزة - صفا قالت مؤسسة "أنقذوا الأطفال" إن حصار "إسرائيل" يجوع أطفال غزة حتى الموت، وتوفي منهم 100 حتى الآن. وأوضحت المؤسسة في بيان يوم الأحد، أن المجاعة في غزة أزمة من صنع الإنسان، وكان من الممكن تفاديها تمامًا. وأضافت أن إسقاط المساعدات جوًا أمر خطير، ولا يلبي احتياجات شعب يقصف ويجوع أمام أعين الجميع. ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق "إسرائيل" جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.

مقالات مشابهة

  • فقدوا ذويهم ودُمرت منازلهم.. من هم شهداء الجزيرة الخمسة في غزة؟
  • الأمم المتحدة: أكثر من 200 صحفي فلسطيني استهدفوا في غزة وسط إفلات من العقاب
  • ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة في غزة.. وتسجيل 5 وفيات نتيجة التجويع
  • 61,430 شهيدًا فلسطينيًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 61 ألفا و430 شهيداً
  • "أنقذوا الأطفال": 100 طفل توفوا بغزة جراء التجّويع الإسرائيلي
  • أكثر من 3 ملايين وفاة غرقًا خلال عقد واحد
  • أونروا: استمرار القصف الإسرائيلي يفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 61 ألفا و369 شهيداً
  • مؤسسة غزة الإنسانية.. واجهة المساعدات أم شريك في الإبادة الجماعية؟