رايتس ووتش تدعو الولايات المتحدة للامتناع عن ترحيل المهاجرين قسرا لليبيا
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة للامتناع عن ترحيل المهاجرين قسرا إلى ليبيا، مشيرة إلى أن ظروف الاحتجاز هناك تُعد "لاإنسانية".
وأشارت إلى أنها تتضمن التعذيب، وسوء المعاملة، والاعتداء الجنسي، وعمليات القتل غير المشروعة، وفق توثيقات مستمرة من منظمات حقوقية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منها بوليود.. اتهام الهند بارتكاب إبادة ثقافية ممنهجة بحق مسلمي كشميرlist 2 of 2من قبوه يكتب إليكم رجل الخيال.. المعتقل التونسي لطفي المرايحي يصدر كتابهend of list
وأضافت المنظمة أن التقارير الإعلامية الأخيرة أفادت بعزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترحيل عدد غير معروف من المهاجرين المحتجزين إلى ليبيا، وهو ما أثار جدلا قانونيا وحقوقيا واسع النطاق.
وفي 7 مايو/أيار 2025، أصدر قاضٍ فدرالي أميركي حكما يقضي بأن ترحيل المهاجرين إلى ليبيا يعد انتهاكا لأوامر قضائية سابقة، تشترط التدقيق مسبقا في المخاطر التي قد يواجهها المرحّلون في حال إعادتهم إلى بلد ثالث.
وأشارت ملفات المحكمة إلى أن مسؤولين أميركيين في عهد إدارة ترامب أبلغوا محتجزين بمركز في تكساس شفهيا بنيتهم ترحيلهم إلى ليبيا، كما طلبوا من بعضهم التوقيع على أوراق قبل ترحيلهم.
ووثّقت هيومن رايتس ووتش على مدى عقدين انتهاكات واسعة النطاق وممارسات لاإنسانية في مراكز الاحتجاز الليبية، التي تخضع لسيطرة جماعات مسلحة غير خاضعة للمساءلة. وتشمل هذه الانتهاكات: الاكتظاظ الشديد ونقص الطعام والماء، والتعذيب والضرب وسوء المعاملة، والاعتداءات الجنسية والاغتصاب، واستغلال الأطفال والعمل القسري.
إعلانووصفت الأمم المتحدة هذه الانتهاكات بأنها "ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية"، مشيرة إلى غياب أي رقابة أو إشراف فعال من قِبل السلطات الليبية ذات الصلة.
نفي ليبي
من جانبها، أصدرت "حكومة الوحدة الوطنية" في طرابلس ووزارة خارجيتها بيانات تنفي التقارير المتعلقة بوجود صفقة مع إدارة ترامب لترحيل المهاجرين إلى ليبيا. كما نفت ذلك المليشيا التابعة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، التي تدعو نفسها "القوات المسلحة العربية الليبية" المسيطرة على شرق البلاد.
وقالت حنان صلاح، المديرة المشاركة لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "لا يُعقل أن تُجبَر دولة مُمزقة مثل ليبيا على استقبال المزيد من المحتجزين، مع تاريخها المُوثق جيدا بانتهاكات حقوق الإنسان وظروف احتجاز مُروعة. معاملة ليبيا للمهاجرين كارثية وغير إنسانية".
واتهمت المنظمة إدارة ترامب بانتهاك القانون الدولي من خلال تنفيذ عمليات ترحيل جماعي شملت مهاجرين من دول مثل فنزويلا والسلفادور وبنما وكوستاريكا، مما جعلهم عرضة لظروف احتجاز قاسية وسوء معاملة، وحرمانهم من الإجراءات القانونية الواجبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات ترحیل المهاجرین رایتس ووتش إلى لیبیا
إقرأ أيضاً:
أمريكا بين الغضب والانقسام| احتجاجات واسعة ضد إدارة ترامب ومخاوف من الانفصال
تمر الولايات المتحدة الأمريكية بفترة من التوتر الداخلي غير المسبوق، يعكس حجم التحديات التي تواجه البنية الفيدرالية للنظام السياسي الأمريكي، ومع تصاعد الاحتجاجات في عدد من الولايات الكبرى، بدأت تلوح في الأفق سيناريوهات كانت حتى وقت قريب تعد مستبعدة، كفكرة الانفصال أو تفكك الاتحاد.
وهذا الواقع الجديد يعكس حجم الانقسام السياسي والاجتماعي، ويعيد إلى الأذهان ملامح الأزمات الكبرى التي مرت بها البلاد في مراحل حرجة من تاريخها، وأخطرها الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر.
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الوضع الداخلي في الولايات المتحدة بات ينذر بخطر حقيقي، في ظل تصاعد الاحتجاجات في ولايات رئيسية مثل كاليفورنيا ولوس أنجلوس، احتجاجا على سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأضاف أن هذه التحركات، وإن لم تصل بعد إلى المطالبة الصريحة بالانفصال، فإن مجرد طرح مثل هذه السيناريوهات يعكس حجم التصدع في النسيج الوطني الأمريكي.
وأضاف الرقب لـ "صدى البلد"، أن الولايات المتحدة لم تشهد منذ الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر تهديدا بهذا الوضوح لوحدة الاتحاد الفيدرالي. ورغم أن البلاد عرفت سابقا احتجاجات عنيفة، فإن ما يميز الوضع الراهن هو طول أمد هذه التحركات، وحدتها، والبعد العرقي والتمييز العنصري الذي يغلفها، خاصة مع سياسات إدارة ترامب تجاه الأقليات، وعلى رأسهم ذوو الأصول اللاتينية والمكسيكية.
وأشار الرقب، إلى أن لجوء الحكومة إلى نشر قوات "المارينز" والقوات الفيدرالية في عدد من الولايات مؤخرا يعد مؤشرا واضحا على خشية الإدارة من انفجار الأوضاع، ويتزايد هذا القلق مع اقتراب مناسبة "يوم الجيش الأمريكي"، والتي قد تكون محفزا لمزيد من التصعيد، وربما مواجهات مباشرة بين المحتجين وقوات الأمن.
وأوضح الرقب، أن هذه الاضطرابات الداخلية تتزامن مع تطورات إقليمية خطيرة في الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على طهران، وما تبعه من ارتفاع مباشر في أسعار الذهب والنفط، وأشار إلى أن استهداف ممرات استراتيجية كمضيق هرمز وباب المندب قد يساهم في تعميق الأزمة الاقتصادية العالمية، إذا استمرت وتيرة التصعيد العسكري.
وأكد الرقب، أن الولايات المتحدة تعيش لحظة فارقة من تاريخها الحديث، يتزايد فيها التوتر العرقي والمناطقي، وتعود فيها فكرة الانفصال لتطرح مجددا على الطاولة، وأضاف أن إدارة ترامب، بسياساتها المثيرة للجدل وافتقارها للحكمة في التعامل مع القضايا الحساسة، لعبت دورا رئيسيا في تعميق هذه الانقسامات.
جدير بالذكر، أنه في عالم لا يزال يعاني من اضطرابات سياسية وتوترات عسكرية، تبقى الأسلحة النووية العامل الأشد حساسية في معادلات الردع والتهديد. ومع أن معاهدة عدم الانتشار النووي تهدف إلى الحد من انتشار هذه الأسلحة، فإن الواقع يفرض وجود تسع دول تمتلك قدرات نووية متفاوتة، بعضها معلن والبعض الآخر يحاط بالغموض، فما هي هذه الدول؟ ومن منها يملك السلاح الأقوى؟ وكيف يتوزع التهديد النووي حول العالم؟
القوى النووية الخمس الكلاسيكيةالولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، والمملكة المتحدة، تعرف بالدول الخمس "الأصلية" المالكة للسلاح النووي. وقد كانت هذه الدول أول من امتلك القنبلة النووية، وهي جميعها موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).
تنص هذه المعاهدة على التزام الدول غير النووية بعدم السعي لتطوير أو الحصول على سلاح نووي، مقابل التزام الدول النووية بالتفاوض بنية حسنة لنزع السلاح تدريجيا، ومع ذلك، تظهر الأرقام أن الترسانات النووية لا تزال قائمة، بل تشهد أحيانا تحديثا مستمرا.