مستقبل أنظمة الدفع: هل نحن مستعدون لإقتصاد بلا ورق
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ المستشار الإقتصادي الدكتور محمد عبدالستار جرادات
في نقطة تحولّية للإقتصاد الأردني، ولحظة مفصلّية من تاريخنا المالي، وبعد خمسة أعوام من الدراسات والأبحاث لذوي الإختصاص حول تنظيم وتشريع العملات الرقمية ضمن مراقبة متخصصة؛ قررت الحكومة الأردنية في أبريل من هذا العام كسر جمود الموقف التقليدي تجاه العملات الرقمية، عبر طرح مشروع “قانون تنظيم التعامل بالأصول الإفتراضية”، حيث ينص القانون على 18 مادة محكمة لتنظيم الإستثمار في الأصول الإفتراضية بما يحاكي ويتماشى مع الإقتصاد العالمي والإستدامة المالية.
جاءت هذه الخطوة “كركيزة أساس” لتشجيع الإستثمار الأجنبي ومكافحة التهرب الضريبي وغسيل الأموال، كما أنها قيّدت المستثمرين والمؤسسات غير الشرعيين (غير المرخصين) من الإنخراط فيها. حيث نصّت المادة 15 – أ من القانون: “يعاقب كل من يمارس تجارة العملات الرقمية دون ترخيص بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 50 ألف ولا تزيد عن 100 ألف دينار أردني”.
يذكر، في شهر آذار من العام 2020؛ أن البنك المركزي الأردني أصدر دراسة بعنوان “العملات المشفرة – Cryptocurrencies”. حيث فصّلت الدراسة مفهوم العملات الرقمية وحيثيات تطبيقها ومخاطرها.كانت الدراسة نقطة إنطلاق “الملاحة المؤسسية” للمستثمرين، وخارطة طريق توعوية عالية التفصيل.أكد البنك المركزي من خلالها أن للعملات الإفتراضية عدة فوائد على المستوى الإقتصادي والأفراد، لما تتمتع بها من سمات. ولكن، هناك العديد من المخاطر التنظيمية والإدارية لتشريعها، كمخاطر الإحتيال وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، والتي تعتبر في مجملها تهديد مباشر لأمن واستقرار النظام المالي. ومن هنا، وحفاظا على المملكة من الإنخراط في تهديدات مالية واسعة النطاق؛ قيّد البنك المركزي المؤسسات المالية في تعميم أصدره في نوفمبر 2021 من التعامل بالعملات الإفتراضية المشفرة أو تسهيل التعامل فيها ما لم يكن هناك شرعية وإختصاص، تفاديا لمخاطر الجرائم المالية والقرصنة الإلكترونية، ووضع لوائح لتسهيل التعامل بها لذوي الإختصاص وضمن شرعية تنظيمية ومراقبة حثيثة من جهته. حيث أجاز لمزودي خدمات الأصول الإفتراضية حق ترخيص مهامهم ضمن شروط محكمة، وذلك تفاديا للمخاطر أعلاه.
من جهة أخرى، لا يزال المركزي منخرطا مع البنوك المركزية العالمية في دراسة إصدار عملة رقمية قانونية، تتمحور حول بعض التحديات القانونية والفنية والتشغيلية، فعلى صعيد الإعتبارات القانونية وكما وضّح المركزي؛ تجد بعض البنوك المركزية ثغرات عالية في الأطر التنفيذية للمشروع، حيث كانت تجربة بنك الشعب الصيني في إصدار عملة رقمية خاصة به سيشمل قضايا تنظيمية ضخمة، كإدارة مكافحة الإرهاب، وغسل الأموال والتهرب الضريبي.
يسعى الأردن اليوم بحكمته إلى مواكبة التحول الرقمي لأنظمة الدفع والإرتقاء إلى تطبيقه مع الضبط والتشريع، لما له من سمات تسهيلية للدولة والمؤسسات والأفراد، وتماشيا مع رؤية التحديث الإقتصادي للمملكة، لإقتصاد أخضر ونمو مستدام. كما ويسعى إلى دمج التحول الرقمي والذكاء الإصطناعي لما لهما من ميزات تكميلية في الأسواق المالية؛ فعند إشراك الذكاء الإصطناعي في منظومة “البلوكتشين”، سينتج بالمحصلة أنظمة موثوقة، وذكية، ولامركزية، إذ يضيف الذكاء الإصطناعي التسهيلات إلى تطبيقات “البلوكتشين”، بينما تضيف البلوكتشين الشفافية والأمان إلى الذكاء الإصطناعي.
حفظ الله الأردن تحت ظل الرعاية الهاشمية الحكيمة من كل مكروه
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن العملات الرقمیة
إقرأ أيضاً:
من كوداك إلى كود الذكاء الاصطناعي.. هل نحن مستعدون؟
في عام 1988، كانت كوداك تهيمن على صناعة الصور، توظف أكثر من 140 ألف موظف، وتُنتج 85 % من الصور الورقية عالميًا. ومع ذلك، أعلنت إفلاسها عام 2012، رغم أنها كانت أول من اخترع الكاميرا الرقمية. لكنهم رفضوا تبنّي المستقبل.
ماحدث لكوداك، ليس حالة نادرة. إنه نموذج يُحذرنا من تجاهل التغيير. اليوم نعيش بداية الثورة الصناعية الرابعة، حيث التكنولوجيا لا تطوّر القطاعات فحسب، بل تُعيد تشكيلها بالكامل.
خذ الذكاء الاصطناعي كمثال. أنظمة مثل IBM Watson باتت تُعد وثائق قانونية خلال دقائق، وتُعطي تشخيصات طبية أدق من الأطباء في بعض الحالات. هذا لا يعني أن المحامين والأطباء سينقرضون، لكن من لن يتعلم استخدام الذكاء الاصطناعي، سيتجاوزه الزمن.
أما السيارات ذاتية القيادة، فهي تُقلّل نسبة الحوادث بشكل كبير. تقارير من Waymo تُظهر أنها أكثر أمانًا من السائق البشري، ما يهدد قطاع التأمين، وتجارة السيارات التقليدية. لن تحتاج لشراء سيارة، فقط تطبيق يوصلك ويعيدك دون سائق أو موقف أو رخصة قيادة.
في البناء، بدأت شركات صينية طباعة مبانٍ بطابعات ثلاثية الأبعاد. خلال يومٍ واحد، تم تشييد مبنى مكون من 6 طوابق. نفس التقنية ستُستخدم في صناعة الأحذية، الأعضاء البشرية، وحتى الطائرات.
التعليم لن ينجو من التغيير. مع توفر هواتف ذكية بسعر 10 دولارات، سيتمكن كل فرد على الكوكب من الوصول للمعرفة مجانًا. من لا يُطوّر نفسه عبر التعلم الذاتي، سيُقصى من السوق.
الخلاصة: إذا كانت فكرتك لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أو الهاتف الذكي، فهي خارج المنافسة. 70 % من الوظائف الحالية مهددة بالاختفاء خلال عقدين. البقاء للأذكى، للأسرع، ولمن يرى المستقبل قبل أن يصل.
التغيير قادم وسريع.
والسؤال الحقيقي: هل نحن مستعدون؟