السعودية – يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجولة خليجية بين 13 و16 مايو، في ظل ظروف سياسية واقتصادية وإقليمية حساسة، تشمل السعودية وقطر والإمارات، في زيارة وصفت بـ”التاريخية”.

وفي ما يلي، قراءة في صحافة السعودية لزيارة ترامب المرتقبة إلى المملكة:

صحيفة عكاظ – الكاتب الصحفي حمود أبو طالب:

العالم بتوقيت السعودية

في مقاله بصحيفة “عكاظ”، رأى الكاتب الصحفي حمود أبو طالب أن كل العالم سيترقب غدا ما سيحدث في المملكة مع وصول الرئيس دونالد ترمب إليها في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل.

وأشار إلى أن ترامب يختار المملكة للمرة الثانية كأول دولة يزورها بعد انتخابه، وأن “لا شيء يحدث بالصدفة أو بحسب المزاج في السياسة”، معتبرا أن ترامب رئيس دولة “تعرف ماذا تريد وأين وكيف تجده”.

وأوضح “أبو طالب” أن ترامب جاء إلى الرياض عام 2017 في ظروف عالمية ليست جيدة، ويعود إليها في 2025 في ظروف أسوأ، مشيرا إلى أن “الوقت ثمين جدا بالنسبة لترامب والملفات عديدة وشائكة، وهذا يتطلب شريكا عالميا موثوقا وقادرا على المشاركة الفاعلة في حلحلة الملفات، لذلك كان القرار أن يكون خط سير الرحلة الخارجية الأولى لطائرة الرئاسة الأمريكية: واشنطن / الرياض.

وتطرق الكاتب الصحفي السعودي إلى الكثير من التوقعات التي قيلت، والكثير من التحليلات التي كتبت، فرأى أن الذي سيحدث خلال الزيارة لن يكون معروفا تماما إلا بعد انتهائها، مضيفا أن الحديث هنا ليس عن العلاقات الثنائية والصفقات الاقتصادية والاستثمارية والعسكرية الضخمة المتوقعة بين المملكة وأمريكا، ولا حتى عن موافقة أمريكا على البرنامج النووي السلمي السعودي، حيث أن “هذه أشياء أصبحت معروفة بعد التلميح إليها سابقا من قبل المسؤولين الرسميين في البلدين”.

وبين أن العالم متلهف لمعرفة ما سوف يتم حسمه أو تسويته (خلال الزيارة) من قضايا كبرى في الإقليم وخارجه، بعدما أصبحت الرياض لاعبا رئيسياً فاعلا ومؤثرا في تلك القضايا، ووسيطاً محترماً وموثوقا.

وتطرق إلى القضايا الحساسة حاليا، مشيرا إلى “إيران وملفها النووي الشائك بالإضافة إلى دورها في أمن الجوار، وملف غزة أو فلسطين عموما، وسوريا ولبنان، واليمن”، كما اعتبر أن “الملف الأكبر” هو الأزمة الأوكرانية، بعد أن نجحت الرياض في استضافة المحادثات التمهيدية بشأنه.

وفي رأي حمود أبو طالب، كل هذه الملفات والقضايا وربما غيرها ستكون حاضرة خلال زيارة ترامب للمملكة، ولهذا فهي “زيارة تتعدى العلاقات الثنائية إلى زيارة من أجل المنطقة والعالم”.

صحيفة الشرق الأوسط – الإعلامي والكاتب الصحفي عبد الرحمن الراشد

ترامب… حقا زيارة غير عادية

عبد الرحمن الراشد أشار إلى أن ما ستتضمنه زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هي ملفات: بناء برنامج نووي للسعودية، صفقات عسكرية، اتفاقية دفاعية، إنهاء حربِ غزة، مسار حلّ الدولتين، التفاوض مع إيران، تريليون دولار تجارية واستثمارية.

وأوضح الراشد أن من المتوقع أن ترافق ترامب كتيبة من قيادات النخبة في شركات التقنية، إيلون ماسك بصفته وزيرا ورئيسا لشركات “تسلا” و”سبيس إكس”، ومعه رؤساء من “أوبن إيه آي”، و”ميتا”، و”ألفا بت”، و”بوينغ”، و”سيتي غروب”.

واعتبر أن “هذه الوعود الكبيرة في زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى السعودية هو ما يجعلُها غير عادية. وهي زيارته الرسمية الأولى خارج الولايات المتحدة، فاتحا بها نشاطاته الدبلوماسية الدولية”.

ووفقا لـ”الراشد”، فإن زيارة الرئيس ترامب غدا، في السياق التاريخي الحاضر  تترافق مع “تغييرات إقليمية ودولية هي الأوسعُ منذ نهاية الحرب الباردة”.

أما في ما يتعلق بالعلاقة الثنائية، فرأى الإعلامي عبد الرحمن الراشد  أن زيارة ترامب “تؤسس لفصل جديد، نظرا لطبيعة الموضوعات المطروحة للتفاوض والاتفاقات منها ما بدأ، ومنها ما سيستكمل لاحقا”، مشيرا إلى “المشروع السعودي النووي الذي كانت واشنطن غير متحمسة لفكرة التفاوض عليه خلال العقود الماضية، ومن المرجح أن يُعلن عنه، حيث سبق وسرَّبت الإدارة خبره”.

ولفت إلى أن من الأحداث “المثيرة”، أن “السعودية خلال جهودها التنقيبية في التعدين، الذي هو في صلب مشروعها التنموي العملاق 2030، اكتشفت اليورانيوم في صحاريها ليدفع بمشروعها النووي للأغراض المدنية قدما”.

وعلى الصعيد السياسي، قال “الراشد” إن العلاقة السعودية الأمريكية رغم أنها جيدة، لكنها تبقى معلقة وفي حاجة إلى ترتيب وحسم، لافتا إلى أن اتفاق كوينسي الاستراتيجي الذي وقعته السعودية في عهد مؤسسها الراحل الملك عبد العزيز مع الرئيس الراحل روزفلت بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح في حكم “المنتهي”.

وفي رأيه، يسعى ترامب مع القيادة السعودية للبحث في صيغة اتفاق استراتيجي بديل، آخذين في الاعتبار التطورات التي نشأت حديثا، بتحول الولايات المتحدة إلى دولة مصدرة للنفط، وظهور أسواق أكبر للسعودية في الصين والهند، ومشروع 2030 الطموح لتضع لنفسها موقعا متقدما في اقتصاديات العشرين الكبرى في العالم.

وحسب “الراشد”، زيارة ترامب الثانية للرياض “مختلفة”، فـ”لا يخفى على المتابعين تغيرات المناخ السياسي اليوم، من سقوط نظام الأسد، وانهيارِ قوة “حزب الله”، وتدميرِ قدرات الحوثي، وتوقف الميليشيات العراقية لأول مرة منذ عقد عن استهدافِ القوات الأمريكية والدولية، وكذلك برنامج العمل نفسُه يجعل هذه القمة مختلفة عن زيارته في رئاسته الأولى”، حسب وصفه.

ورأى أن “الرئيس ترامب طوّع واشنطن العنيدة، وشرع في تنفيذ برنامج تغيير كبير داخلي وخارجي، وأمامه أربعُ سنوات إلا أربعة أشهر تمنحه ما يكفي من الوقت لمحاولة إنجازها”.

وبالنسبة لـ”الراشد”، فإن “أهم ما يمكن أن تنجزه هذه القمة سعوديا هو وضع قواعد علاقة عمل إيجابية طويلة مع ترامب والولايات المتحدة”، حيث اعتبر أن “العلاقة السعودية منذ ثماني سنوات يمكن القول عنها إنها كانت ناجحة، ويرى الكثيرون من ناقدي العلاقة سابقا كيف أثمرت”، وعزا سبب ذلك إلى أنها “تقوم على تبادل المصالح فهي قادرة على الاستمرار، وأن العديد من دول العالم باتت تحذو حذو السعودية في إدارة شؤونِها مع ترامب، بما فيها الأوروبية”، فهي “لم تعد تكتفي بالاعتماد على الأحلاف السياسية والعسكرية مع واشنطن، بل عليها البحث في خلق المصالح المشتركة”.

وفي ختام مقاله، تطرق عبد الرحمن الراشد إلى “علاقة التريليون دولار، التي وعدت بها السعوديةُ ترامب لاستثمارات على مدى عشر سنوات”، مؤكدا أنها “ليست سلة هدايا، إنّما مشاريع واستثمارات عملاقة”، حيث بين أنه “يمكن رصد ما يحدث من خلال ما صدر عنها من اتفاقات، ومشاهدة رجال ترامب في هذه الرحلة، التي تنسجم مع أسلوب وتفكير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في التركيز على البناء والاقتصاد والتغلب على التحديات السياسية والأمنية لجعلها علاقة مثمرة ومستدامة”.

صحيفة الوطن – الكاتب والباحث عبد الله الزازان

ترامب والزيارة التاريخية

في مقاله الذي نشرته صحيفة “الوطن” السعودية، تحدث الكاتب والباحث عبد الله الزازان عن تاريخ العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، موضحا أنها “قديمة وعريقة واستراتيجية وتاريخية، وتعود إلى الثلث الأول من القرن العشرين”.

وفقا لـ”الزازان”، فإن “المملكة تاريخيا، شريك استراتيجي لأمريكا”، معتبرا أن هذه الشراكة “تقوم على التكامل والتكافؤ والتوازن والندية والاعتراف المتبادل بين البلدين بأهمية الآخر وكونه طرفا أساسيا في كثير من المعادلات الاستراتيجية”.

ورأى “الزازان” أن “المتغيرات الاستراتيجية العالمية اليوم، استدعت دخول المملكة كبلد رئيس في الساحة العالمية، واستخدمت ثقلها السياسي والاقتصادي والاستراتيجي إقليميا وعالميا من أجل الوصول إلى حلول عادلة وسليمة، بما تتمتع به من حكمة وحنكة ونظرة واسعة، بحيث أصبحت كيانًا يجمع وبلدا يوحد، وقوة تعزز وتدعم الحق وتقف إلى جانب المبادئ الإنسانية، باعتبارها قوة فاعلة في المسرح العالمي كما ينبغي أن تكون، ودولة محورية لا يمكن الاستغناء عنها دينيا وسياسيا واقتصاديا واستراتيجيا وأمنيا على مستوى العالم، وتكمن أهميتها العالمية في مواقفها المعتدلة، ونفوذها السياسي، وموقعها الاستراتيجي، وقوتها الاقتصادية، ودورها الدبلوماسي”، مشيرا إلى أن “كل هذه المعطيات مكنت المملكة من أن تقوم بأدوار سياسية واقتصادية ودبلوماسية واستراتيجية عالمية، وأن تحتل مكان الصدارة إقليميا وعالميا”.

وفي هذا الإطار، “أخذت العلاقات السعودية / الأمريكية، مع إطلالة هذه المرحلة الجديدة، أشكالا جديدة أملتها الأوضاع العالمية والمتغيرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، ومن هنا يعتبر كل من الطرفين الطرف الآخر شريكا أساسيا لا بد من أخذ وجهة نظره باهتمام كبير في أي مسعى سياسي أو دبلوماسي أو إستراتيجي إقليمي وعالمي”، حسب عبد الله الزازان.

ووفقا للباحث السعودي، فإن “زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض جاءت استكمالا واستمرارا لسلسلة طويلة من اللقاءات على مستوى عال، وهي بهذا الفهم استمرار على النهج السابق والثابت في وصل الحوار وتبادل وجهات النظر من أجل المصالح الوطنية والإقليمية والعالمية المشتركة، لاسيما وهي تأتي في ظروف تتصاعد فيها الأحداث في منطقتنا بما يستلزم التحرك في كل المجالات سعيا وراء إقرار السلام، وتمكين الاستقرار في المنطقة، والحفاظ على استقلالية عالمنا العربي واستقراره”.

وعن الملفات التي ستشملها هذه الزيارة، اعتبر “الزازان” أن من المؤكد أن “قضايا كثيرة سوف تطرح، كالقضية الفلسطينية إلى أمن المنطقة وقضايا الشرق الأوسط إلى غيرها من الموضوعات الصغيرة والكبيرة”.

وشدد على أن “مواقف المملكة في كل هذه القضايا معروفة مسبقا، فليس الأمر الوارد إذن أن تبلور المملكة موقفها كنتيجة للزيارة ولكن الأمر الوارد أن دولتين تملكان سيادة ورؤية واضحة تسعيان إلى الاعتراف المتبادل بين كل من البلدين بأهمية الآخر، وكونه طرفا أساسيا في كثير من المعادلات التي تؤثر في مصالح الطرف الآخر، والحرص المشترك على الاستقرار، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، والتوازن في المصالح الدولية وخلو منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي من الوقوع تحت السيطرة الخارجية”.

المصدر: “عكاظ” + “الشرق الأوسط” + “الوطن”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: عبد الرحمن الراشد الکاتب الصحفی الشرق الأوسط زیارة الرئیس زیارة ترامب مشیرا إلى أبو طالب إلى أن

إقرأ أيضاً:

WSJ: حرب إسرائيل مع إيران أربكت حسابات التطبيع مع السعودية

قلبت حرب الاحتلال الإسرائيلي مع إيران حسابات الشرق الأوسط رأسا على عقب، وأربكت خطط التطبيع بين السعودية وتل أبيب، بعدما أظهرت تل أبيب قدرة على الضرب والمخاطرة، ما أثار قلق حلفائها بدلًا من طمأنتهم.

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا للصحفيين ستيفن كالين وسمر سعيد قالا فيه إن النجاح العسكري الإسرائيلي ضد إيران يقوض أحد دوافع التطبيع السعودي، ويثير مخاوف بشأن قوتها المتنامية.

ويشهد الشرق الأوسط إعادة ترتيب جذرية، ولكن ليس كما تصورته الولايات المتحدة وقادة المنطقة قبل أقل من عامين.

وأكد التقرير أنه قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أوصلت سنوات من المفاوضات المضنية السعودية إلى أعتاب اتفاق تاريخي للاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل، وكان من شأن ذلك أن يعزز تحالفا إسرائيليا عربيا ضد إيران، ويضمن الدعم الأمريكي لأمن السعودية، ويفتح الباب أمام قبول أكبر لإسرائيل في العالمين العربي والإسلامي.

وأضاف التقرير أنه خلال هذا الشهر، أدى القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران، عدوها اللدود، إلى إرباك الحسابات التي استند إليها الاتفاق المقترح في غضون 12 يوما فقط، كانت هذه الحرب بمثابة خاتمة لسلسلة من الحروب التي أضعفت حلفاء إيران، وساهمت في انهيار نظام الأسد المدعوم من إيران في سوريا، ووضعت إيران نفسها في مأزق في نهاية المطاف.

أشارت إدارة ترامب وحكومة إسرائيل إلى رغبتهما في بذل جهد جديد للتطبيع، ولكن مع تراجع إيران، قل حافز السعودية لتجاهل المخاوف الأخرى والمضي قدما، وستحتاج إلى وقت لتقييم آثار الميزة الصادمة التي أظهرتها إسرائيل بقدراتها العسكرية والاستخباراتية، وقدرتها العالية على تحمل مخاطر استخدامها.


وأضافا كاتبا التقرير أن كبار المسؤولين الخليجيين يشعرون بالقلق من أن استثمارهم في العلاقات مع واشنطن، بما في ذلك استضافة زيارة الرئيس ترامب رفيعة المستوى إلى الخليج الشهر الماضي، لم يُثمر عن أي تأثير. وقد أثار تشجيع ترامب المتكرر لهجمات إسرائيل وتهديداتها ضد المرشد الأعلى لإيران مخاوفهم من اندلاع حرب أوسع نطاقا.

وتابع التقرير أنه في النهاية، أمر ترامب بشن ضربة محدودة على المواقع النووية الرئيسية في إيران، ثم توسط في وقف إطلاق النار الذي أوقف القتال، محذرا إسرائيل في مرحلة ما من تغيير مسار قاذفاتها، لكن في حين تم تجنب أسوأ السيناريوهات، سيعيد قادة الخليج تقييم المشهد قبل المضي قدما.

وذكر التقرير أن ترامب يتطلع إلى استغلال زخم وقف إطلاق النار مع إيران للضغط على المزيد من الدول لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بناء على اتفاقيات إبراهيم التي توسط فيها خلال ولايته الأولى والتي شملت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.


وقال المبعوث الخاص ستيف ويتكوف الأربعاء على قناة سي إن بي سي: "أحد الأهداف الرئيسية للرئيس هو توسيع اتفاقيات إبراهيم، وانضمام المزيد من الدول إليها، ونحن نعمل على ذلك، نأمل في تطبيع العلاقات مع مجموعة من الدول التي ربما لم يكن أحد ليتخيل انضمامها".

وذكر التقرير أنه لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام المضي قدما في التطبيع في الخليج، حيث أوضح السعوديون أنهم لن يبرموا صفقة بينما تستمر الحرب دون حل في قطاع غزة، حيث قُتل أكثر من 56 ألف شخص حتى الآن، وفقا للسلطات الفلسطينية التي لم تُحدد عدد المقاتلين.

وقال مسؤول سعودي عن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل: "سيتطلب الأمر الكثير من العمل، والمساحة غير مُتاحة الآن. الأمر المُلحّ هو دولة فلسطين وليس الخطر الإيراني".

وتزيد إعادة التوازن الجيوسياسي الجارية في الشرق الأوسط من التعقيدات، وقال النائب زاك نون (جمهوري، أيوا) إن العمليات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية ضد إيران وحزب الله أخافت الدول العربية، التي تخشى أن تتخذ إسرائيل إجراءات لا تدعمها ولا تستطيع التأثير عليها.

وأضاف التقرير أن زاك نون قال بعد لقائه قادة السعودية والإمارات والبحرين، ضمن وفد من الكونغرس من الحزبين في خضم الحرب الإسرائيلية الإيرانية: "لقد أصبحت إسرائيل ضحية نجاحها"، وأضاف أن دول الخليج ترى القدرات العسكرية لإسرائيل وتريد ضمانات باستخدامها بمسؤولية.

وبحسب التقرير أصبح العمل مع إسرائيل لاحتواء إيران أكثر جاذبية لبعض الدول العربية في السنوات الأخيرة، تقع إسرائيل والخليج في مرمى صواريخ إيران، كما أن دعم طهران للفصائل المسلحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن هدد أمن إسرائيل والعديد من الدول العربية.

وقال كاتبا التقرير أنه في عام 2017، ندد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، واصفا إياه بـ"هتلر الشرق الأوسط الجديد"، وفي ذلك الوقت تقريبا، انتشر فيديو كرتوني على الإنترنت يُظهر غزوا سعوديا برمائيا لإيران، ينتهي بدخول دبابات سعودية إلى طهران، وولي عهد سعودي منتصر.

وكانت الإمارات والبحرين قد خرقت المقاطعة العربية المستمرة منذ عقد من الزمان لإسرائيل، والتي فُرضت بسبب القضية الفلسطينية، وقامتا بتطبيع العلاقات في عام 2020. حاول ترامب إقناع السعودية باتباع نهجهما خلال ولايته الأولى، لكن الوقت نفد في النهاية.

وكان من شأن اتفاق ثلاثي الأطراف، تفاوضت عليه إدارة بايدن في عام 2023، أن يلزم واشنطن بالمساعدة في الدفاع عن الرياض في حال تعرضها لهجوم، وتطوير برنامج نووي مدني بتخصيب اليورانيوم، مقابل وصول الولايات المتحدة إلى الأراضي والمجال الجوي السعودي لحماية المصالح الأمريكية، بالإضافة إلى فرض قيود على التعاون الأمني السعودي مع الصين.


وتعرض الخليج، مثل إسرائيل، لهجمات من إيران وحلفائها، وألقت السعودية باللوم على إيران في هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ على اثنتين من أكبر منشآتها النفطية عام 2019، هاجم الحوثيون في اليمن مرارا وتكرارا المدن الجنوبية السعودية والعاصمة الرياض، وأصابوا بالقرب من البوابة الأمامية لقصر الحكومة السعودية في عام 2021. كما أطلق المسلحون صواريخ وطائرات مسيرة على الإمارات العربية المتحدة، التي شاركت في حملة القصف التي تقودها السعودية في اليمن.

وتابع التقرير أن الخوف من أن تؤدي المناوشات إلى الإضرار بخططهما للنمو الاقتصادي، قامت السعودية والإمارات بالتحوط من خلال التوصل إلى وفاق مع إيران في عام 2023، في عملية تلاعب جيوسياسي لتجنب الاضطرار إلى اختيار أحد الجانبين.

وأردف التقرير أن حملة إسرائيل ضد إيران اختبرت هذا التوازن الدقيق. فبينما تسعد دول الخليج برؤية إيران مُضعَفة، ذكّرها الحديث عن تغيير النظام بالاحتلال الأمريكي للعراق والفوضى التي اندلعت بعد الإطاحة بصدام حسين. وحتى بعد أن وضع وقف إطلاق النار حدّاً للحرب الإسرائيلية الإيرانية، لا تزال السعودية قلقة من أن تظل إيران متقلبة سياسيا وقادرة على شنّ هجمات، وفقا لمسؤولين خليجيين.

ومع تزايد احتمالات الضربات الإسرائيلية هذا العام، ساعدت السعودية والإمارات وقطر وعمان في نقل الرسائل والتوسط بين الولايات المتحدة وإيران، وسافر أنور قرقاش، مستشار السياسة الخارجية للزعيم الإماراتي، إلى طهران في آذار/ مارس لتسليم رسالة من ترامب، والتقى الأخ الأصغر للأمير محمد بخامنئي في نيسان/ أبريل ليؤكد له معارضة الرياض للعمل العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.

وتابع أن الجهود السعودية للحفاظ على مسار الدبلوماسية الأمريكية الإيرانية فشلت في نهاية المطاف، وفي 13 حزيران/ يونيو، وصلت المواجهة الإسرائيلية مع إيران إلى عتبة الرياض. وقال مسؤولون خليجيون إنهم ضغطوا على واشنطن للضغط على إسرائيل للتوقف، وطمأنوهم في البداية بأن الولايات المتحدة لن تتدخل.

بينما استفادت السعودية من تزايد الضغط الأمريكي والإسرائيلي على طهران، فإنها تخشى الآن أن تصبح "متلقية لنظام إقليمي جديد"، كما قالت ماريا فانتابي، التي ترأس برنامج الشرق الأوسط وأفريقيا في معهد الشؤون الدولية، وهو مركز أبحاث في روما. القلق هو أن إسرائيل "لن تُضعف الجمهورية الإسلامية وتفككها ثم تسمح للسعوديين بأن يصبحوا أقوى".

وأدانت دول الخليج الضربات الإسرائيلية على إيران باعتبارها انتهاكا للسيادة الإيرانية. واستشهدوا بلغة مماثلة بعد أن أذن ترامب بشن ضربات ليلة السبت، لكنهم عدّلوا من خطابهم على ما يبدو لتجنب استفزاز الرئيس المتقلب. تجدد حشدهم بعد الضربة الإيرانية على قاعدة أمريكية في قطر يوم الاثنين، منسقين رسالة ضبط النفس وخفض التصعيد لتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار.

وقال قرقاش إن الحرب الإسرائيلية الإيرانية تناقض النظام الإقليمي الذي تسعى دول الخليج إلى بنائه، والذي يُعطي الأولوية للازدهار على الصراع.

وقال للصحفيين قبل يوم من قصف الولايات المتحدة للمواقع النووية الإيرانية نهاية الأسبوع الماضي: "هناك العديد من القضايا في المنطقة. إذا اخترنا التعامل مع كل شيء بقوة، فلن يبقى شيء غير محطّم".

مقالات مشابهة

  • مانشستر سيتي يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الهلال المرتقبة.. صور
  • ملفا غزة وسوريا - قناة إسرائيلية تكشف هدف زيارة نتنياهو إلى واشنطن
  • WSJ: حرب إسرائيل مع إيران أربكت حسابات التطبيع مع السعودية
  • الخطوط السعودية تستحدث مساراً جوياً بين المملكة وموسكو اعتباراً من أكتوبر 2025
  • المواصفات السعودية تفتتح 44 موقعًا للفحص الفني الدوري للمركبات في مختلف مناطق المملكة
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالاً هاتفيًا من رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر
  • موهبة يوفنتوس تستفز مانشستر سيتي قبل المواجهة المرتقبة
  • الصويلحي : مالكوم قد يقود هجوم الأزرق أمام باتشوكا .. فيديو
  • الصحافة الإسرائيلية: كيف تبدو إسرائيل بعد 12 يوما من الضربات الإيرانية؟
  • أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للقهوة.. صور