قلق الحلفاء الصغار.. ماذا تريد الكويت وعُمان والبحرين من قمة الرياض مع واشنطن؟
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
تستضيف الرياض غدًا القمة الخليجية-الأمريكية في توقيت لا يحتمل الرسائل الرمزية فقط، بل يتطلب إعادة تعريف للمصالح والمواقع داخل التحالف التاريخي بين واشنطن والخليج. وبينما تحتل ملفات غزة، إيران، واليمن الصدارة، تحمل بعض الدول الخليجية الصغيرة ـ وتحديدًا الكويت، عُمان، والبحرين ـ أجندات خاصة، تعكس مخاوف أمنية، وطموحات دبلوماسية، وأدوارًا تبحث عن اعتراف ودعم وسط خريطة إقليمية تعيد رسم النفوذ والتوازنات.
الخليج بين محاور جديدة وخيبات قديمة
القمة الخليجية ـ الأمريكية تنعقد في لحظة إقليمية شديدة التعقيد: حرب غزة تكشف هشاشة الرد العربي، إيران تعزز نفوذها في المشرق، الاتفاق النووي يترنح، وسورية تدخل مرحلة جديدة بقيادات غير تقليدية. وسط كل ذلك، لم تعد العلاقات مع واشنطن محكومة فقط بالنفط أو الأمن، بل باتت ترتبط بالسؤال الأهم: من يحكم الإقليم؟ ومن يمثل الخليج؟
في هذا السياق، تحاول الدول الخليجية الصغيرة أن تثبت حضورها كفاعلين مستقلين، لا مجرد توابع للمحاور الكبرى التي تقودها الرياض وأبوظبي.
الكويت.. شراكة أمنية بدون اصطفاف
الكويت لا تزال ترى في الولايات المتحدة الضامن الرئيسي لأمنها الإقليمي، لكنها في الوقت ذاته ترفض الانخراط في تحالفات إقصائية أو اتفاقات تطبيع مثيرة للجدل.
تطالب بدعم أمريكي يضمن لها الحياد الإقليمي، خاصة في مواجهة الضغوط الإيرانية، والمشهد غير المستقر في العراق.
تسعى الكويت لتحديث منظومتها الدفاعية، خصوصًا في ظل التهديدات الإقليمية، لكنها تؤكد على الاستقلالية السياسية في خياراتها.
عُمان.. الوسيط الهادئ لا يريد خسارة الحياد
سلطنة عُمان تطالب واشنطن بعدم إفشال دورها كوسيط إقليمي، خصوصًا في ملف إيران والحوثيين.
القمة تشكل فرصة لمسقط لتأكيد موقعها "المتوازن" بعيدًا عن صراعات المحاور، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة إيرانية-خليجية.
كما تبحث عُمان عن دعم اقتصادي واستثماري أمريكي يعزز خططها للإصلاح والتنمية بعيدًا عن التوترات الأمنية.
البحرين.. الأمن أولًا.. ثم التطبيع
البحرين ترى في العلاقة مع واشنطن مسألة أمن داخلي بالدرجة الأولى، بالنظر إلى استضافتها للأسطول الخامس الأمريكي.
تطالب بدعم حازم في مواجهة ما تعتبره "تدخلات إيرانية"، وتوسيع التعاون في الأمن السيبراني والمراقبة.
تسعى أيضًا إلى تعزيز مكاسبها من اتفاقات إبراهام، عبر مشاريع أمريكية إسرائيلية مشتركة في التكنولوجيا والأمن والاقتصاد.
مستقبل الخليج في ظل التغييرات الكبرى
اللافت أن هذه الدول الثلاث تتحرك اليوم على وقع فتور العلاقات المصرية ـ الأمريكية، وتعثر قيادة القاهرة للمحور العربي التقليدي. في المقابل، تحاول الرياض وأبوظبي وقطر فرض توازنات جديدة، في حين تتشكل في سورية نسخة غير متوقعة من "الإسلام السياسي المقبول" بقيادة الجولاني.
وسط هذا المشهد، تسعى الدول الخليجية الصغرى للتأكيد على وجودها ومصالحها، ليس فقط في قاعات الاجتماعات، بل أيضًا في صياغة خرائط التحالف الجديدة.
هل تنجح القمة في استيعاب هذه التباينات؟ أم تؤسس لانقسام هادئ في تعريف التحالف مع واشنطن؟
سؤال ستبدأ ملامحه بالتشكل فور انتهاء القمة، لكن الأكيد أن الخليج لم يعد كما كان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية القمة ملفات امريكا السعودية قمة ملفات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع واشنطن
إقرأ أيضاً:
موسكو: يجرى العمل على تحديد موعد القمة الروسية العربية
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، أن روسيا تعمل على تحديد موعد القمة الروسية العربية، التي كان من المقرر عقدها، في أكتوبر، ولكنها أُجلت.
وقال فيرشينين للصحفيين: "كما تعلمون، تم تأجيل القمة بالتنسيق مع جامعة الدول العربية. ومن الطبيعي أن تعقد. وهذا يتطلب عملا تحضيريا دقيقا وشاملا".
وتابع: "يجب تنسيق جداول جميع قادة الدول حتى تصبح هذه القمة حدثا بارزا، والتي ستكون الأولى من نوعها في التاريخ".
وأوضح فيرشينين أن روسيا تعمل مع العراق، الذي يتولى حاليا رئاسة جامعة الدول العربية، على تنظيم القمة، قائلا ردا على سؤال حول المواعيد المبدئية للقمة: "نحن نعمل على ذلك".
وفي وقت سابق، صرح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن الاتصالات مع ممثلي الدول العربية بشأن تأجيل القمة الروسية العربية إلى النصف الأول من عام 2026 قد بدأت بالفعل، وسيتم تأكيد الموعد.
وقال حينها أوشاكوف للصحفيين، ردًا على سؤال لوكالة "سبوتنيك" حول عملية تنسيق القمة الروسية العربية: "بالتأكيد، بل أجزم بنسبة 100%، سيتم تأجيل هذه القمة، وعلى الأرجح إلى النصف الأول من العام المقبل"