بعد مقتل قائد فاغنر.. بوتين يتخذ قرارًا مفاجئًا
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بياناً مفاجئًا بعد مقتل قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، في حادث تحطم طائرة.
تضمن المرسوم جميع مجموعات المرتزقة التابعة للجيش الروسي.
وأشار المرسوم الذي أصدره الكرملين إلى أنه يتعين على جميع أفراد فاغنر العاملين نيابة عن “العملية العسكرية الخاصة” الروسية في أوكرانيا أو المشاركة فيها أداء يمين الولاء الرسمي لروسيا.
تم استخدام “أمر إرساء الأسس الأخلاقية والمعنوية للدفاع عن روسيا” في المرسوم الذي دخل حيز التنفيذ في 25 أغسطس.
وأكد على ضرورة أن تؤدي جميع المجموعات المرتزقة يمين الولاء أمام الجيش والعلم الروسي، والتزامهم بتنفيذ أوامر القادة بدقة.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: الرئيس الروسي فلاديمير روسيا قائد فاغنر يفغيني بريغوجين
إقرأ أيضاً:
لا ماء ولا دواء ولا كرامة .. هكذا يحكم حزب الإصلاح مدينة تعز
يمانيون../
في قلب مدينة تعز المحتلة، لا شيء يشبه ماضي المدينة النابض بالحياة، ولا شيء يوحي بمستقبل يستحق الانتظار. الحياة هنا لم تعد حياة، بل عبءٌ ثقيلٌ يتجرعه المواطنون مع كل شهيق وزفير، وألمٌ يومي يتسلل إلى تفاصيلهم الصغيرة والكبيرة، من شربة ماء إلى شعور بالأمان، وحتى الحق في الحياة.
تعز، التي ترزح تحت سلطة الاحتلال وأذرعه المحلية المتمثلة بحكومة المرتزقة وميليشيات حزب الإصلاح، تنزف بصمت قاتل. فلا كهرباء تضيء ليل المدينة، ولا ماء يسد رمق العطشى، ولا دواء يبلسم جراح المرضى، ولا سلطة حقيقية تحمي الناس أو تراعي كرامتهم. المدينة تحولت إلى نموذج حيّ لما تفرزه العمالة والارتهان للخارج من فوضى وخراب وتجويع ممنهج.
تعز.. حيث تتاجر العمالة بمعاناة الناس
يؤكد الإعلامي عبدالرحمن المنور أن تعز أصبحت اليوم مختبرًا علنيًا لسياسة الإذلال التي تنتهجها دول العدوان وأدواتها. ويضيف: “المرتزقة دمّروا البنية التحتية عن سابق إصرار، وخلقوا أزمات متعمدة لترك المواطن في دوامة العطش والجوع والخوف، تمهيدًا لإخضاعه وإذلاله، وتحويل المدينة إلى مجرد أداة للابتزاز السياسي والمعونات الدولية التي لا تصل أبدًا إلى مستحقيها”.
أزمة مياه خانقة.. والناس يدفعون ثمن كل قطرة
أما التربوي المعروف أحمد الحبيشي، فيرسم صورة قاتمة أخرى: “المياه باتت تُباع بـ30 ألف ريال للوايت الواحد، لا يمكن لأسرة معدمة أن تشتريه. المواطن البسيط لا يملك حتى قيمة علبة زبادي. بينما قيادات حزب الإصلاح والمتنفذين في حكومة المرتزقة يتنقلون بين الفنادق، ويجمعون المشاريع والمناقصات بالدولار، تاركين الشعب في الجحيم”.
الواقع الأمني لا يختلف كثيرًا، حيث تعيش المدينة حالة من الانفلات والفوضى، وسط صراعات مسلحة بين فصائل المرتزقة نفسها، كلٌ منها تحاول السيطرة على موارد متآكلة أو فرض إتاوات جديدة. وتقول مصادر محلية إن مدينة تعز أصبحت موزعة فعليًا إلى مناطق نفوذ بين قادة ميليشيات إصلاحية وسلفية وسماسرة حروب، لا يجمعهم شيء سوى اللهث وراء الغنيمة.
تمزيق النسيج الاجتماعي.. سياسة استعمارية
العقيد رياض الهجري، مدير قسم 22 مايو بمديرية التعزية، يحمّل دول العدوان المسؤولية الكاملة عما يجري في تعز، مؤكداً أن ما تعيشه المدينة هو نتيجة مباشرة لسياسة “فرّق تسد” التي ينفذها الاحتلال الأمريكي والسعودي والإماراتي عبر أدواته المحلية. وقال الهجري: “ندعو أبناء تعز إلى رفض هذا الواقع، والالتحاق بمشروع التحرر الوطني، والعودة إلى صف الوطن بعيدًا عن الوصاية الأجنبية والمشاريع الصغيرة”.
ولا تتوقف المعاناة عند حدود الأزمات الخدمية والمعيشية، بل تتعمق أكثر مع التمزق الاجتماعي الذي ضرب النسيج التعزي نتيجة التحريض الممنهج والانقسام السياسي والعسكري، ما حول المدينة إلى بيئة طاردة للسلام والسكينة. الصراعات العائلية والتناحر بين أبناء الحارات، وعمليات الاغتيال والاختطاف، باتت عناوين يومية في تعز.
النساء في تعز.. صرخات لا تصل
نساء خرجن في وقفات احتجاجية، يرفعن صور أبنائهن المفقودين أو المعتقلين، ويطالبن بحق الحياة، وبأدنى مقومات الكرامة. صرخات الأمهات تتردد في شوارع المدينة، لكن لا أحد يسمع، لا حكومة مرتزقة تبالي، ولا إعلام خارجي ينقل صوت المعاناة. تعز أصبحت قضية منسية، تُستخدم فقط كورقة في المفاوضات، ووسيلة لتبرير استنزاف المال السياسي باسم “تحريرها”.
تتاجر قوى الاحتلال باسم تعز في المحافل الدولية، بينما تنهار المدينة من الداخل، ويقاسي أهلها مرارة العيش، في ظل غياب شبه كامل لأي أفق للخلاص من هيمنة حزب الإصلاح وتحالف العمالة.
إن ما يجري في تعز ليس حالة عابرة، بل نتاج سنوات من التآمر، والارتهان، والتخلي عن المشروع الوطني، والرضوخ لمخططات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي استخدم المدينة كورقة ضغط، ومسرح للفوضى، وساحة لتصفية الحسابات.
سؤال المرحلة: من ينقذ تعز؟
إن تعز اليوم أمام مفترق طرق تاريخي، فإما أن ينهض أبناؤها في وجه مشاريع الاحتلال والتمزيق، أو تستمر المدينة في النزيف والتلاشي. لا أحد قادر على إنقاذ تعز إلا أهلها، حين يتحررون من وهم “الشرعية”، ويدركون أن ما يُحاك ضدهم لا يهدف لتحريرهم، بل لتحطيم ما تبقى من هويتهم وكرامتهم.
في المقابل، تمد صنعاء يدها لكل أبناء تعز، لا باعتبارهم خصومًا، بل ضحايا مشروع عميل أراد أن يجعل من المدينة جدار صد ضد إرادة الوطن، وساحة صراع لإشغال الجيش واللجان الشعبية عن معارك السيادة الحقيقية.
الخلاصة
تعز لا تحتاج إلى بيانات شجب، ولا إلى خطابات تضامن، بل إلى فعل حقيقي. تحتاج إلى تحرك وطني جامع يعيد لها صوتها، وكرامتها، ودورها في معركة التحرر والاستقلال. تعز اليوم تنادي أبناءها.. تنادي اليمنيين جميعًا: أن ارفعوا عنها هذا الجور، وحرروها من قبضة الاحتلال والمرتزقة، فهي تستحق أن تعود كما كانت: منارة وطنية، لا حديقة خلفية للعمالة ولا ساحة للموت الصامت.