Kld.hashim@gmail.com


شاهدت مقطع فيديو يتحدث فيه الأستاذ بابكر فيصل رئيس الهيئة التنفيذية للتجمع الاتحادى أحد مكونات تحالف الحرية والتغيير – المجلس المركزى ، لبرنامج مع عزام على منصة اليوتيوب ، تطرق فيه إلى واقعة مقتل اللواء طبيب الشلالى قائد السلاح الطبى فى ام درمان أبان أحداث يوليو ١٩٧٦ أو ما عرفت شعبيا بأحداث المرتزقة أو هجوم قوات الجبهة الوطنية المعارضة المكونة يومئذ من أحزاب الامة القومى والاتحادى الديمقراطى والإسلاميين جناح حسن الترابى بغية الاطاحة بحكم الرئيس الراحل جعفر نميرى ، أشار الأستاذ بابكر فيصل فى حديثه للأستاذ عزام إلى واقعة مقتل اللواء الشلالى فى تلك الأحداث وذكر أن اللواء الشلالى قتل أو تمت تصفيته على يد الأستاذ إبراهيم السنوسي القيادى المعروف فى الحركة الإسلامية السودانية ، لا أعرف مصدر الرواية التى ذكرها الأستاذ بابكر فيصل عن مقتل اللواء طبيب الشلالى فى تلك الأحداث المؤسفة ، ولكننى سأورد رواية أخرى لمقتل اللواء طبيب الشلالى ولكنى أريد قبل الاستطراد فى سرد الرواية المغايرة لرواية الأستاذ بابكر فيصل أن أشير إلى أننى لم أتمكن من العثور على مرجع لأورد من خلاله الاسم الكامل للواء طبيب الشلالى لتعذر وجود مراجع عن الشخصيات السودانية فى محل إقامتى الحالى على غرار مؤلف الراحل البروفسير عون الشريف قاسم موسوعة القبائل والانساب فى السودان.


الرواية المغايرة لرواية الأستاذ بابكر فيصل عن مقتل اللواء طبيب الشلالى أبان أحداث يوليو ١٩٧٦ تقول أن اللواء طبيب الشلالى ومع وقوع الاشتباكات فى الخرطوم وأم درمان أستقل سيارته من منزله فى الخرطوم وتوجه إلى مقر عمله فى السلاح الطبى فى ام درمان وفى لحظة عبوره لكوبرى النيل الأبيض القديم اوقفه عناصر الجبهة الوطنية المهاجمة الذى تمكنوا من السيطرة على الجسر وكان من بينهم فرد يدعى فرينى تعرف على اللواء الشلالى وهويته وهو من قام باقتياده إلى أسفل الجسر وتصفيته بدم بارد ، لكن السؤال من هو فرينى الذى قام بتصفية اللواء طبيب الشلالى ؟ ولماذا قام بتصفيته عقب اعتقاله ؟ تقول بقية الرواية أن فرينى كان جنديا فى القوات المسلحة وكلف بالعمل كمرافق دائم للمقدم بابكر النور العضو السابق فى مجلس قيادة مايو والذى قام باجراء فحوصات طبية فى مستشفى السلاح الطبى تحت أشراف اللواء طبيب الشلالى قائد المستشفى والذى نصحه بالسفر إلى لندن لمزيد من الفحوصات والعلاج وأن كل هذا الحديث الذى دار بين المقدم بابكر النور واللواء طبيب الشلالى كان بحضور الجندى فرينى المرافق له ، وبالفعل سافر المقدم بابكر النور إلى لندن للعلاج ورافقه فى نفس الرحلة الرائد فاروق حمدنا الله ، وبقية الأحداث معروفة من وقوع انقلاب هاشم العطا فى يوليو ١٩٧١ واعلان بابكر النور وفاروق حمدنا الله عضوين فى المجلس العسكرى للانقلاب ثم حادثة اختطافهما من على متن طائرة الخطوط البريطانية بعد أجبارها على الهبوط فى ليبيا واعتقال الرجلين منها وتسليمها للرئيس نميرى الذى كان قد عاد للسلطة وأفشل انقلاب هاشم العطا ، ثم جرت محاكمة المقدم بابكر النور فى محكمة الشجرة الشهيرة والتى ذكر فيها بابكر النور انه سافر لندن للعلاج وليس تمويها لمشاركته فى انقلاب هاشم العطا وطلب شهادة اللواء طبيب الشلالى فى هذا الشأن ، والذى حين مثل أمام المحكمة للادلاء بشهادته أنكر فيها أنه أوصى المقدم بابكر النور بالسفر إلى لندن للعلاج ، وبعدها تم إعدام المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمدنا الله ، حينها علم الجندى فرينى المرافق للمقدم بابكر النور ما جرى من وقائع فى المحكمة ومن إنكار اللواء طبيب الشلالى أمام المحكمة لنصيحته للمقدم بابكر النور بالسفر إلى لندن للعلاج وهى النصيحة التى كانت بحضوره، بعدها ترك فرينى الخدمة العسكرية فى صفوف القوات المسلحة ثم التحق بمعسكرات الجبهة الوطنية المعارضة للرئيس النميرى وعاد مع مقاتليها حين شنوا هجومهم المباغت على العاصمة الخرطوم فى يوليو ١٩٧٦ وكان فرينى واحدا من أفراد القوة التى سيطرت على جسر النيل الأبيض القديم وحين تم إيقاف سيارة اللواء طبيب الشلالى لحظة عبورها الجسر تعرف عليه فرينى فقام باقتياده إلى أسفل الكوبرى وتصفيته ثأرا منه لاعتقاده فى تسببه فى أعدام قائده المقدم بابكر النور حين أنكر أمام المحكمة أنه أوصاه ، بالسفر إلى لندن للعلاج، انتهت أحداث يوليو ١٩٧٦ بسيطرة القوات المسلحة على الأوضاع وقامت باسرعشرات من أفراد قوات الجبهة الوطنية وكان من بين الأسرى فرينى والذى حكم عليه بالإعدام وأعدم بالفعل ضم مجموعات مقاتلى الجبهة الوطنية الذين أعدموا رميا بالرصاص فى منطقة الحزام الأخضر ، الذى قامت على أراضيه أحياء الازهرى الحالية جنوب الخرطوم ، هذه الرواية أوردها الصحفى السودانى الراحل بابكر حسن مكى فى كتابه النميرى الامام والروليت والذى صدر فى نهاية الثمانينات وابان الديمقراطية الثالثة.


 

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجبهة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

تطورات صادمة في قضية طبيب العيون المتهم بتصوير النساء خلسة في إسطنبول

ألقت الشرطة التركية القبض على طبيب عيون يبلغ من العمر 77 عامًا، بعد ضبطه وهو يصوّر النساء في شوارع حي الفاتح بإسطنبول مستخدمًا نظارة مزودة بكاميرا خفية.

ووفقًا للمعلومات، تحركت فرق الأمن بعد تلقيها بلاغات حول شخص يبدو أنه يوثق النساء في الشارع دون علمهن. وعند اقتراب عناصر الشرطة من المشتبه به، ألقى نظارته أرضًا وحاول تدميرها بدهسها في محاولة لإخفاء الأدلة.

اقرأ أيضا

أخبار سارة حول تأشيرات شنغن.. نظام جديد يمنح التأشيرة بسهولة…

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين في أحداث أمنية صعبة بغزة
  • أمير نجران يستقبل قائد المنطقة الجنوبية
  • تطورات صادمة في قضية طبيب العيون المتهم بتصوير النساء خلسة في إسطنبول
  • البابا يعزي في وفاة كاهن كنيسة السيدة العذراء بمدينة النور
  • اللواء أبو قصرة: نتعاون مع وزارة الداخلية في ملاحقة فلول النظام وضبط السلاح وحصره بيد الدولة ومنع أي تعديات أو تجاوزات على الشعب السوري
  • سرديات المقاومة.. رحلة طاهر النور من تشاد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • نورة المسلماني.. خريجة بالأمس ومعلّمة اليوم في مدارس الدمج بالدوحة
  • لخدمة أهالي الصعيد.. محافظ المنيا يفتتح مستشفى بأبوقرقاص
  • بمساحة 1632 مترًا.. محافظ المنيا يفتتح مستشفى الرجاء التخصصي: رعاية صحية عالمية لأهالي أبوقرقاص