عربي21:
2025-12-07@12:22:30 GMT

أرض الخنساوات وعِزْبة الجنرالات!

تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT

كلما هممتُ بالكتابة عن مصر، استوقفتني غزة!

فإذا كانت مصر تعيش بعض المآسي، فإن غزة تعيش الكثير الكثير منها، وما هو أشد وطأة..

وإذا كان حال مصر يُدمي القلب، فإن أحوال غزة تُدمي الجسد كله، على الحقيقة لا على المجاز..

وإذا كانت مصر وطني، فإن غزة بوابته التاريخية من جهة الشرق، وفيها البقية الباقية من شرف هذه الأمة وأشرافها.

.

لذا، فإن الحديث عن مصر هو بالضرورة حديث عن غزة.. فلو كانت مصر بخير، لما عاشت غزة كل هذه الأهوال، ولتجرَّع العدو هزيمة السابع من أكتوبر، بعد محاولة يائسة منه للملمة "كبريائه العسكري المسفوح" لا تستغرق شهرا أو شهرين على الأكثر، ولرأينا غزة (اليوم) في حال أفضل مما كانت عليه عشية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

لكنه مكر الليل والنهار الذي مكره العدو الصهيوني وذيولُه من الأعراب المتصهينين الذي استهدف مصر وغزة في آن، يوم الثالث من تموز/ يوليو عام 2013.. يوم الانقلاب المشؤوم على الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، رضوان الله عليه ورحماته وبركاته..

بالمال العربي تصنع أمريكا تلك الأسلحة الفتاكة التي تحصد أهل غزة حصدا، على مدار اليوم.. ولولا الخذلان العربي لأهل غزة ومقاومتها، لما استمر هذا الحصاد الدموي قرابة العامين
أرض الخنساوات!

إنها غزة التي باتت تستحق هذه التسمية عن جدارة.. ولِمَ لا وهي تقدم لنا كل يوم خنساوات جُددا، وليس خنساء واحدة أو خنساوين.. ومن أسف، أن يكون للعرب في هذه التسمية سهمان: المال والخذلان؛ فبالمال العربي تصنع أمريكا تلك الأسلحة الفتاكة التي تحصد أهل غزة حصدا، على مدار اليوم.. ولولا الخذلان العربي لأهل غزة ومقاومتها، لما استمر هذا الحصاد الدموي قرابة العامين..

الخنساء، ذلك اللقب الأشهر عند العرب للمرأة التي تُفجع في ثلة من ذويها.. صاحبته تُمَاضِر بنت عمرو السُّلَميَّة التي خلَّدها التاريخ برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذيْن قُتلا في الجاهلية، وكان صخر أحبهما إليها، فباتت كل امرأة تُفجع في ذويها تُدعى الخنساء.. ثم كان تحريضها لأولادها الأربعة، يوم القادسية، على قتال الفرس، فعادوا إليها جميعا شهداء.. فما بال آلاء النجار، طبيبة الأطفال التي فقدت تسعة من أبنائها دفعة واحدة، وحين قالت لها زميلتها: "الأولاد راحوا يا آلاء".. كان ردها: "بل أحياء عند ربهم يرزقون".. هذه ليست خنساء واحدة، بل خنساوين وزيادة..

لعنة الله على الذكاء الاصطناعي الذي أمسى أداة للتسلية، في يد كل من هب ودب.. فبمجرد انتشار نبأ استشهاد أولاد آلاء التسعة، ظهرت صور لطبيبة بجوار جثامين أطفال مصاحبة للخبر، فاعتقد المتابعون أن هذه الصور لآلاء وأطفالها الشهداء.. ثم تظهر صورة حقيقية لآلاء، فإذا هي سيدة منتقبة!

أليس هذا تزويرا؟ أليس هذا اغتيالا للحقيقة؟ ألا يستطيع هواة التسلية أن يكتبوا أسفل هذا النوع من الصور جملة "صورة تعبيرية تم توليدها بالذكاء الاصطناعي"؛ لينتبه القارئ، فنحفظ للحقيقة قدسيتها، ونحفظ للأشخاص قيمتهم واعتبارهم؟

ربط الله على قلب آلاء، وقلوب أهل غزة التي لم يعد فيها بيت إلا وله شهداء.. بل هناك بيوت بات أهلها قاطبة في عداد الشهداء.

بالمال العربي تصنع أمريكا تلك الأسلحة الفتاكة التي تحصد أهل غزة حصدا، على مدار اليوم.. ولولا الخذلان العربي لأهل غزة ومقاومتها، لما استمر هذا الحصاد الدموي قرابة العامين
عِزْبة الجنرالات!

إنها مصر.. "أرض الكنانة" المحشوة بسهام لا رؤوس لها، أو "المحروسة" وما هي بمحروسة، بل إنها "المنهوبة" نهبا، "المسروقة" علنا، في "عز الضهر".. إنها مصر التي ابتلاها الله ببلاء عظيم، لن يُرفع إلا بتوبة، أو بثورة تحمل الناس على التوبة حملا، وإلا فإن منحنى البلاء سيظل في صعود..

"نجدد دعمنا للشعب السوري، ونؤكد ضرورة أن تكون العملية السياسية في الفترة الانتقالية شاملة وغير إقصائية، مع استمرار مكافحة الإرهاب، ورفض أي مظاهر للطائفية أو التقسيم".

هذا ليس تصريحا لملك النرويج، ولا لرئيس وزراء إسبانيا.. إنه تصريح للجنرال المنقلب ياسر جلال الذي قضى، بكل ما أوتي من بطش، على كل مظاهر السياسة كافة، وأخرس وأقصى كل صاحب رأي، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار!

"هاخد من الفلاح البقرة اللي بتطلع [تنتج] كيلو لحم وسبعة كيلو لبن في اليوم، وهدِّيله [سأعطيه] سلالة بنفس الأكل، بتطلع كيلو ونص كيلو لحم وأربعين كيلو لبن في اليوم".

هذا تصريح آخر للجنرال المنقلب، بعد أن تقمص دور الخبير الزراعي، في احتفال حصاد القمح 2025..

لقد نشأتُ في الريف، ومارستُ بعض أعمال الفلاحة، واعتنيتُ بالمواشي، حتى سن العشرين تقريبا، ولا أجرؤ على الفُتيا في أمور الفلاحة وتربية الماشية؛ لأني كنت أنفذ تعليمات والدي وحسب.. فما بال هذا الجهول الذي لا يعرف الفرق بين القمح والشعير، ولا بين البقرة والجاموسة، ولم يمسك فأسا في حياته؟ من أين له كل هذه الجرأة على الخوض في أمور فنية خالصة، تحتاج إلى خبراء في الثروة الحيوانية؟!

إن هذا المفسد في الأرض يعتقد (فعلا) أن الله تعالى فهَّمَه كما فهَّم سليمان (عليه السلام)، وأن أي خاطرة تمر برأسه هي وحي من الله! أيُّ غضب هذا الذي حل بمصر والمصريين؟ وأيُّ عجز هذا الذي أصاب الشعب، فمنعه من الانتفاضة في وجه هذا المخرِّب المغرور؟

تصريح ثالث للجنرال المنقلب الذي هوى بمصر والمصريين إلى أسفل سافلين.. السيسي لرجال الأعمال الأمريكيين: "عندنا عِمالة تكلفتها ما تتقارنش [لا تُقارن] بأي مكان تاني".. الترجمة: "المصريين رُخاص أوي أوي.. صحيح بتكلم جد"..

وهذا صحيح بالنسبة للحكومة التي لا تنفق على التعليم، ولا تنفق على التدريب والتأهيل، ولا تنفق على الصحة، وبالتالي فإن الأيدي العاملة لا تكلف الحكومة شيئا تقريبا.. ومن ثم، فالشخص العامل في نظرها "رخيص أوي".. أما الحقيقة فتقول: إن هذا الشخص أنفق عليه أهله "دم قلبهم" بالتعبير العامي، أي كلفهم الكثير الكثير، حتى أصبح مؤهلا للعمل.. إلى هذا الحد لا يرى ياسر جلال ولا يشعر ولا يعنيه معاناة المصريين في تعليم أبنائهم!

"مصر تعلن إلغاء شرط شهادة الحلال على واردات الألبان ومشتقاتها بشكل دائم".

جاء هذا التصريح على لسان الدكتور مصطفى مدبولي كبير سكرتارية الجنرال المنقلب الذي هو لسان الجنرال المنقلب برضو، لكن عند اللزوم! الترجمة: "حلال إيه وحرام إيه يا مصريين؟ بطَّلوا تَخَلُّف، واطفحوا وانتو ساكتين"!

تصور (يا مؤمن) بلد مسلم بحجم مصر، بلد المئة وعشرة ملايين مسلم، بلد الأزهر، والمليون مئذنة، يقوم بإلغاء "شهادة الحلال" على واردات الألبان! من كان يتخيل أن يحدث هذا في مصر؟ أن يأكل المسلمون طعاما حراما بتصريح أو بتسهيل من الحكومة؟ أليست هذه حرب على الإسلام؟ أليس هذا تحريضا على إتيان الحرام، في أمور أخرى؟

إذا كانت تلاتين يونيو التي انقلبتْ على أول تجربة ديمقراطية في تاريخ مصر (منذ كان لها تاريخ) هي "جينات الحضارة"، فما هي إذن "جينات الحنين للعبودية والاستبداد"؟
وأختم بهذا التصريح للدكتور حسام بدراوي، آخر أمين عام للحزب الوطني، الذي لا أعتبره "منحلا"، كون ذوي المنتسبين إليه تاريخيا هم الذين يشكلون الأغلبية الساحقة "المختارة أمنيا" فيما يسمونه البرلمان الذي اعتمد عليه ياسر جلال في تمرير كل القوانين سيئة السمعة، خلال السنوات الماضية!

يقول بدراوي في حوار متلفز: "كنت مستعد أنتظر حكم مرسي أربع سنوات، لكن السنة اللي حكم فيها الإخوان غير مسبوقة في التاريخ، مرسي أخْوِن البلد من فوقها لتحتها، وكان عايز يدي [يعطي] سيناء لحماس اللي عملت فوضى في التحرير يوم معركة الجمل، فمكنتش أقدر أنتظر وهُمّا بيبيعوا البلد، ويعملوا فُرقة بين الشعب، وتلاتين يونيو هي جينات الحضارة في الشعب"..

تصريح من بضع وخمسين كلمة، ليس فيه معلومة واحدة صحيحة! هل تصدق (عزيزي القارئ) أن هناك من يعتبر هذا الكذوب "مفكرا سياسيا"؟!

فلو كان "مرسي أخْوِن البلد من فوقها لتحتها"، هل كان لهذا الانقلاب أن ينجح!

أما الفُرقة، فاسأل عنها عبيد السلطة، أصحاب أغنية "إحنا شعب وهُمَّا شعب.. لينا رب وليكو رب" التي باتت عنوان "التكفير" والانهيار المجتمعي في الألفية الثالثة!

وأما بيع البلد، فالوقائع القريبة تثبت أن الجنرال المنقلب هو الذي باع مصر (جُملة ومفرَّق).. باع نيلها، وجُزرها، وغازها، وقناتها، وشواطئها، وموانئها، وليس مرسي ولا الإخوان..

وعن موقعة الجمل، فخبرها اليقين عند مرتضى منصور "مورتا"، أحد مدبريها، إنقاذا لمبارك من الغرق!

وإذا كانت تلاتين يونيو التي انقلبتْ على أول تجربة ديمقراطية في تاريخ مصر (منذ كان لها تاريخ) هي "جينات الحضارة"، فما هي إذن "جينات الحنين للعبودية والاستبداد"؟

x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء مصر غزة مصر غزة ماسي قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل غزة التی ت

إقرأ أيضاً:

الصحافي الجزائري سعد بوعقبة.. لماذا أُوقف وما الذي أثارته تصريحاته حول كنز الجبهة؟

شكّل توقيف الصحافي الجزائري سعد بوعقبة صدمة واسعة في الأوساط الإعلامية والحقوقية، بعدما أثارت قضيته أسئلة حول حدود النقاش التاريخي ومساحة حرية التعبير في الجزائر.

في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وُضع بوعقبة، البالغ 79 عامًا، رهن الحبس المؤقت إثر جلسة محاكمة فورية، عقب شكوى تقدّمت بها مهدية بن بلة، ابنة أول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلة، اتهمته فيها بـ"الإساءة إلى رموز الثورة" وبـ"نشر معلومات كاذبة وخاطئة ومشينة تمس برموز الدولة ورموز ثورة التحرير الوطني". وقد انضمت وزارة المجاهدين إلى القضية بصفتها طرفًا مدنيًا.

لماذا أثار ملف "كنز الجبهة" كل هذا الجدل؟

جاءت القضية على خلفية ظهور بوعقبة قبل أيام في برنامج يبث عبر منصة يوتيوب، حيث استعاد قضية "خزينة جبهة التحرير الوطني" أو "كنز الجبهة"، وهو ملف يعود إلى فترة الثورة التحريرية بين 1954 و1962، ومتعلق بالأموال المودعة في مصارف سويسرية لدعم الثورة.

اعتمد بوعقبة في حديثه على ما أورده الكاتب الفرنسي الراحل بيار بيان في كتابه "المتطرف: فرانسوا جونو، من هتلر إلى كارلوس" (1996)، الذي يوثق دور المصرفي السويسري جونو في إدارة أموال الجبهة، وما أثارته تلك الأموال من صراع سياسي بعد الاستقلال وحتى الثمانينيات بين كبار المسؤولين وبعض شخصيات المعارضة التاريخية المنفية.

Related إيداع الصحافي الجزائري سعد بوعقبة الحبس الإحتياطي بعد شكوى من عائلة الرئيس الأسبق بن بلةمحامي الصحفي كريستوف غليز المحتجز في الجزائر يتطلع إلى "نتيجة إيجابية" للاستئنافالجزائر.. محكمة الاستئناف تؤيّد حكمًا بالسجن سبع سنوات بحقّ الصحافي الفرنسي كريستوف غليز

ورغم عدم توجيهه اتهامًا صريحًا لبن بلة بالاستيلاء على الأموال، إلا أن ابنته رأت أن طرح الموضوع يشكل "اعتداءً على مكانة والدها، أحد رموز الدولة الجزائرية".

وأقدمت الشرطة، إضافة إلى توقيف بوعقبة، على إغلاق مقر القناة التي ظهر فيها بالشمع الأحمر، واعتقلت مديرها بالتهمة ذاتها قبل أن تُخلي سبيله.

ومن المنتظر أن تبدأ محاكمة بوعقبة في الرابع من كانون الأول/ديسمبر، في وقت يتصاعد فيه الجدل حول مساحة التعبير المسموح بها، وحول كيفية التعامل مع ملفات تاريخية خلافية ما زالت تشكل جزءًا حساسًا من السردية الوطنية.

مسيرة طويلة.. ونزاعات متكررة مع القضاء

يُعدّ بوعقبة أحد أقدم الصحافيين الجزائريين وأبرز المعلّقين السياسيين منذ سبعينيات القرن الماضي، واشتهر بكتاباته في الصحف الناطقة بالعربية وبزاوياته التي أثارت جدلًا مستمرًا في المشهد الإعلامي.

بدأ مسيرته المهنية في الصحافة الحكومية قبل انتقاله إلى صحف خاصة مثل "الخبر" و"الشروق"، وظلّ حاضرًا في النقاش العام عبر مقالاته التي تمزج بين النقد السياسي واستعادة الذاكرة التاريخية. ويُعرف بوعقبة أيضًا بظهوره في برامج الرأي والمقابلات، حيث غالبًا ما يقدّم قراءات تحليلية.

صحف داخل مقر محطة تلفزيونية خاصة في الجزائر العاصمة Anis Belghoul/ AP

وسبق أن تعرض بوعقبة للاعتقال في 1992 بعد انتقاده اعتقال عشرات الإسلاميين في بدايات عهد الرئيس محمد بوضياف الذي اغتيل بعد نحو ستة أشهر من توليه السلطة. ومرّ أيضًا بتجارب ملاحقة وسجن عام 1996. كما حُكم عليه في 2023 بالسجن ستة أشهر نافذة إثر مقال ساخر عن منطقة يصوّت سكانها بكثافة رغم عدم تحسّن أوضاعهم الاقتصادية، إضافة إلى سحب جواز سفره.

وخلال سلسلة المقابلات التي أجراها مؤخرًا على القناة التي أُغلقت لاحقًا، استعاد بوعقبة مسيرته الطويلة في الصحافة، وعلاقاته بمسؤولين وشخصيات من حقبة الاستقلال، وكذلك نزاعاته المتكررة مع القضاء.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • ما الذي يحدث للجسم بعد 24 ساعة بلا نوم؟
  • نوبار باشا.. رجل السياسة الذي صنع تاريخ مصر
  • عبدالباسط عبدالصمد.. صوت مصر الذي أسحر القلوب
  • «يوسف… البطل الذي رحل تحت الماء»
  • المشهد الذي عرف حقيقته كل اليمنيين شمالاً وجنوباً .. هذا ما يحدث في حضرموت
  • ليلة سقوط أربيل على الشاشات.. ما الذي حدث في أمسية الإثنين؟
  • ما الدعاء الذي لا يرد يوم الجمعة؟.. آية تقيك المصائب وتنصرك
  • فوزي جورجي المطيعي باشا.. رجل مصر الذي لا ينسى
  • الصحافي الجزائري سعد بوعقبة.. لماذا أُوقف وما الذي أثارته تصريحاته حول كنز الجبهة؟
  • ما الذي نعرفه عن مقتل أبو شباب؟