كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (48)
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
تحقيق: ناصر أبوعون
يقول الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: [(قَوْلُ السُّلْطانِ: تَرْكُ ضَرْبِ الطَّبْلِ عَلَى الْإِمَاءِ؛ وذَلِكَ إِنَّهُ إِذَا تَعَهَّرَتْ أَمَةٌ مِنْ إِمَائِهِمْ سِرًّا يَجْتَمِعُ عَبِيْدُهُمْ نِسَاءً ورِجَالًا حَوْلَ بَيْتِهَا، يُغَنُونَ وَيَضْرِبُونَ الطُّبُولَ عَلَى قَصْدِ التَّأْنِيْبِ وَالْأَدَبِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تَخْرُجُ هِي مَعَهُمْ وَتَخُوْضُ غِمَارَ الرَّقْصِ، وَيَحِلُّ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ خَلْعُ الْعِذَارِ، وَكَشْفُ خِمَارِ الحَيَاءِ عَنْهَا.
وَهَكَذَا يَظَلُّوْنَ يَضْرِبُونَ الطُّبُولَ حَوْلَ بَيْتِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ تَصِيْرُ بَغِيًّا لَا رَادَّ لَهَا. وَلَا يَخْفَى مَا فِي هَذِه الْبِدْعَةِ مِنْ قُبْحِ الْأُحْدُوْثَةِ، وَمُخَالَفَةِ الشَّرْعِ، وَبَعْدَ أَنْ كَانَ أَمْرُهَا مُسْتَتِرًا يَكُونُ فِعْلُهَا جَهْرًا كَأُمِّ طحَالٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)].
...
بِدْعِة ضَرْب الطبل
قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(قَوْلُ السُّلْطانِ: تَرْكُ ضَرْبِ الطَّبْلِ عَلَى الْإِمَاءِ؛ وذَلِكَ إِنَّهُ إِذَا تَعَهَّرَتْ أَمَةٌ مِنْ إِمَائِهِمْ سِرًّا يَجْتَمِعُ عَبِيْدُهُمْ نِسَاءً ورِجَالًا حَوْلَ بَيْتِهَا، يُغَنُونَ وَيَضْرِبُونَ الطُّبُولَ عَلَى قَصْدِ التَّأْنِيْبِ وَالْأَدَبِ)].
[(قَوْلُ السُّلْطانِ)]، كلمة (قَوْلُ) اسم وجمعه: (أقوال)، و(أقاويل). وهو في هذا السياق له معنيان؛ أمّا المعنى الأول: ما تكلّم به السلطان في خطبته أمام أهل ظفار بحضرة أعيانهم، وطلبه منهم الضرب على أيدي عبيدهم وإمائهم، وإجبارهم على ترك البدع وخاصةً بدعة (ضَرْبِ الطَّبْلِ) حول بيت الأمة التي تعهّرت. ونجد شاهده في بيت شعر منسوب إلى (خَمْعة / جَمْعة بنت الخسّ الإيادية): [أَشَدُّ وُجُوهِ (الْقَوْلِ) عِنْدَ ذَوِي الحِجَا/ مَقَالَةَ ذِيْ لُبٍّ يَقُولُ فَيُوْجِزُ(01)]، وأمَّا المعنى الثاني، وهو اصطلاح في عِلْمَي النحو والصرف، ويُقصد به (اللفظ الدالُّ على معنىً قليلًا كان أو كثيرًا). ونعثر على شاهده في قول سيبويه: [وَاعْلَمْ أَنَّ (قُلْتُ) إِنَّمَا وَقَعَتْ فِي كَلَام الْعَرَبِ عَلَى أَنْ يُحْكَى بِهَا، وَإِنَّمَا تَحْكِي بَعْدَ (الْقَوْلِ) مَا كَانَ كَلَامًا لَا قَوْلًا، نَحْوَ، قُلْتُ: زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ.. وَمَا لَمْ يَكُنْ هَكَذَا أُسْقِطَ الْقَوْلُ عَنْهُ](02) [(تَرْكُ ضَرْبِ الطَّبْلِ عَلَى الْإِمَاءِ)]، وكلمة (ضَرْبِ) مصدرٌ، ومعناه: القرع بأي وسيلة كانت وبإيقاع غنائيٍّ موزون. ونقرأ شاهده في بيت شعر لـ(بِشْر بن عمرو البكريّ، يصف مجلس عزف وغناء: [وَتَبِيْتُ دَاجِنَةٌ تُجَاوِبُ مِثْلَهَا/ خَوْدًا مُنَعَّمَةً، وَ(تَضْرِبُ) مُعْتِبَا(03)]، و(عَلَى) حرف جرٍّ بمعنى (فوق)، وفي هذا السياق يفيد الظرفية المكانيّة والاستعلاء. ونقرأ شاهده في بيت شعر منسوب إلى هُناءة بن مالك بن فهم الأزديّ، الذي قال فيه: [وَيَغْدُو بِهِ الْعَبْدُ مُسْتَعْلِيًا/ عَلَى مَنْ يَجُودُ وَمَنْ يَفْصِلُ(04)]وكلمات (الْإِمَاءِ)، و(الإموان)، و(الآم) كلها جموع، والمفرد منها: (أَمَةٌ)، وهي نقيض (الحُرّة والحرائر)، ومعناها: المرأة الواقعة في أسر العبوديّة، أو مِلْك اليمين. والشاهد عليها نقرأه في قول عُفَيراءِ الحميرية: [أُقْسِمُ بِرَافِعِ السَّمَاءِ، وَمُنْزِلِ الْمَاءِ مِنَ الْعَمَاءِ، إِنَّهُ لَمُبْطِلِ الدِّمَاءِ، وُمُنْطِقِ الِعَقَائِلِ نُطْقَ (الْإِمَاء)](05) [(إِذَا تَعَهَّرَتْ أَمَةٌ مِنْ إِمَائِهِمْ سِرًّا)]، في جملة (إِذَا تَعَهَّرَتْ أَمَةٌ) (تَعَهَّرَتْ) فعلٌ لازم يكتفي برفع فاعله فقط. ومعناه: تظاهرت بالفجور. والشاهد فيه نقرأه عند محمد بن سلام الجُمَحيّ: [فَكَانَ مِنَ الشًّعَرَاءِ مَنْ يَتَأَلَّهُ فِي جَاهِلِيَّتِهِ، وَيَتَعَفَّفُ فِي شِعْرِهِ.. وَمْنْهُمْ مَنْ كَانَ يَنْعَى عَلَى نَفْسِهِ، وَ(يَتَعَهَّرُ)](06). وكلمة (سِرًّا)، السِّر: اسم مفرد، والجمع:(أسرار)، و(سِرَر)، و(أَسِرَّة). ومعناه: ما تخفيه من أقوال أو أفعالٍ وتكتمها عن المجتمع. والشاهد عليها نقرأه في قول منسوب إلى الحارث بن كعب المَذحجيّ: [قَدْ أَتَتْ عَلَيَّ مِئَةٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً، مَا صَافَحَتْ يَمِيْنِي يَمِيْنَ غَادِرٍ.. وَلَا بُحْتُ لِصَدِيْقٍ بِسِرِّ](07) [(يَجْتَمِعُ عَبِيْدُهُمْ نِسَاءً ورِجَالًا)](عَبِيْدُهُمْ)، و(عِباد)، و(أَعَابِد)، و(أَعْبُد)، و(عِبْدان)، و(عِبِدَّى). والمفرد (عَبْد)؛ وهو في هذا السياق: (الرقيق والمملوك من الناس). ونقرأ شاهده في بيت شعر منسوب إلى هُناءة بن مالك بن فهم الأزديّ: [وَيَغْدُو (الْعَبْدُ) مُسْتَعْلِيًا/ عَلَى مَنْ يَجُودُ، وَمَنْ يَفْصِلُ(08)]، وكلمة (نِسَاء)؛ جمع لكلمة (امرأة) من معناها لا من لفظها. والمعنى المعجميّ لها: (إناث الأناسيّ). وشاهدها نقرأه في بيت شعر منسوب إلى رَقاَشِ بنت مالك بن فهم الأزديّة، الذي تقول فيه: [أَنْتَ زَوَّجْتَنِي، وَمَا كُنْتُ أَدْرِي/ وَأَتَانِي (النِّسَاءُ) لِلتَزْيِينِ(09)](حَوْلَ) ظرف دالٌّ على المكان القريب منه، أو يحيط به. وجمعه: (أحوال) وشاهده اللغوي نقرأه في قول منسوب إلى مالك بن فهم الأزديّ، الذي يقول فيه: [والْمُلْكُ كَانَ لِذِي نُـــــوَ/اسٍ (حَوْلَهُ) تَرْدِي يُحَابِرُ(10)]، وكلمة (بَيْتِهَا)، معناها المعجميّ: ما أُعِدَّ للمسكن والمأوى. وهو مفرد، والجمع: (بُيوت) بضم الباء المعجمة في أوله، وبكسرها (بِيوت)، و(أَبْيات)، و(أَبَابِيت). وشاهده اللغويّ نقرأه في بيت شعر منسوب إلى هُناءة بن مالك بن فهم الأزديّ يرثي فيه أباه: [لَوْ كَانَ يُفْدَى بـِ(بَيْتِ) الْعِزِّ ذُوْ كَرَمٍ/ فَدَاكَ مِنْ حَلَّ سَهْلَ الْأَرْضِ وَالْجَلَدَا(11)][(يُغَنُونَ وَيَضْرِبُونَ الطُّبُولَ)](يُغَنُونَ) مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوت النون من المصدر (غِناء)، والمعنى: يترنّمون بالكلام المُنَغَّم. ونقرأ شاهده في بيت شعر منسوب إلى الرَّأْسَاءِ بنِ نَهَار الكَلْبيّ، الذي يقول فيه: [وَأَرَّقَنِي وَالَّليْلُ قَدْ زُرَّ سَاجُهُ/ (غِنَاءُ) بَنِي سَعْدٍ عَلَى زِقٍّ حَازمِ(12)][(عَلَى قَصْدِ التَّأْنِيْبِ وَالْأَدَبِ)]، (عَلَى قَصْدِ): أرادوا وابتغوا تأديبها. ونقرأ شاهده اللغويّ في قول أبو قيس الأوسيّ، الذي يقول فيه: [قَالَتْ، وَلَمْ(تَقْصِدْ) لِقَوْلِ الْخَنَا،:/مَهْلًا، فَقَدْ أَبْلَغْتَ أَسْمَاعِي(13)]، وكلمة(التَّأْنِيْبِ) مصدر، ومعناه: المبالغة في التوبيخ والتقريع بالمواجهة. وشاهده اللغويّ نقرأه في شعر سلامة بن جندل التميميّ، الذي يقول فيه: [سُقْنَا رَبِيْعَةَ نَحْوَ الشَّامِ كَارِهَةً/ سَوْقَ الْبَكَارِ عَلَى رَغْمٍ وَ(تَأْنِيْبِ)(14)]، وكلمة (الْأَدَبِ) بمعنى (التأديب) بغرض التهذيب وتحسين الأخلاق. والشاهد اللغويّ عليها، نقرأه في قول أمّ ثواب الهِزَّانِيَة، تصف عقوق ولدها لها في شيخوختها: [أَمْسَى يُمَزِّقٌ أَثْوَابِي (يُؤَدِّبُنِي)/ أَبَعْدَ شَيْبِي عِنْدِي يَبْتَغِي (الْأَدَبَا)؟!(15)]
كَشْفُ خِمَارِ الحَيَاءِ
قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(وَبَعْدَ ذَلِكَ تَخْرُجُ هِي مَعَهُمْ وَتَخُوْضُ غِمَارَ الرَّقْصِ، وَيَحِلُّ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ خَلْعُ الْعِذَارِ، وَكَشْفُ خِمَارِ الحَيَاءِ عَنْهَا)].
[(وَبَعْدَ ذَلِكَ تَخْرُجُ هِي مَعَهُمْ)]، كلمة (تَخْرُجُ) أي: تطلع عليهم من بيتها. وشاهدها اللغويّ في قول الله تعالى حاكيًا عن قارون:{فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ)(16). وكلمة (مَعَهُمْ) ظرف دالٌّ على المكان في سياق المعنى، وتساوي في معناها:(إليهم/عليهم/عندهم) حول بيتها. وشاهدها اللغويّ في نقرأه في بيت شعر منسوب إلى أوس بن زيد مَنَاة العَبْديّ يمدح فيه مالك بن فهم الأزديّ، الذي يقول فيه: [مِنَ الْأَزْدِ الْكِرَامِ إِنْ حَلَّ جَارٌ/ فَـ(مَعَ) النَّجْمِ، لَا يَخَافُ عَرِيْبَا(17)]، [(وَتَخُوْضُ غِمَارَ الرَّقْصِ)]، كلمة (تَخُوْضُ) نقرأ شاهدها في قول الله سبحانه وتعالى حكايةً عن أتباع الكافرين والغاوين:{وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ}(18)، وفي وفي هذا المعنى يقول ابن جرير الطبريّ:(وكنا نخوض في الباطل وفيما يكرهه الله مع من يخوض فيه)، (إشارة إلى عدم اكتراثهم بالباطل ومبالاتهم به فكأنهم قالوا: وكنا لا نبالي بباطل)(19)[(غِمَارَ الرَّقْصِ)] (غِمار) جمع والمفرد (غَمْرة) (قال الليث: الغَمْرة منهمك الباطل، ومرتكض الهول، ويُقال: هو يضرب في غَمْرة اللهو، ويتسكع في غمرة الفتنة. وفي قوله تعالى:{فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ}(20) قال الفراء:(أي في جهلهم). وقال الزجاج: (وقُرِئَ {فِي غَمَرَاتِهم}، أي في عَمَايتهم وحيرتهم)(21). وكلمة (رِجَالًا)، و(رَجْلَة) جمع، والمفرد منهما: (رجُل)، وهو الذكر من الناس إذا احتلم وشَبَّ. وشاهده نقرأه في بيت شعر منسوب إلى مالك بن فهم الأزديّ، الذي يقول فيه: [أَلَا مِنْ مُبَلِّغٍ أَبْنَاءَ فَهْمٍ/ بِمَأْكَلَةٍ مِنَ (الرَّجُلِ) الْعُمَانيّ](22). [(وَيَحِلُّ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ)] وَ(يَحِلُّ لَهَا) فعلٌ مصدره (الحِلُّ) بمعنى: (التَّحلُّل) من قيم الالتزام بالعِفّة، فتُبيحُ الأمَةُ المُتعهّرة لنفسها ممارسة الرذيلة بما يخالف الشرع والعُرف. والشاهد اللغوي لهذا المعنى نقرأه في قول عبيد من الأبرص الأسَدِيّ، وهو يستعطف الملك؛ ليرجِعَ عمّا آلى عليه من نفي سَرَاةِ بني أسَد: [(حِلّا)، أَبَيْتَ الَّلعْنَ، حِلْـ/لًا؛ إِنَّ فِيْمَا قُلْتَ آمَةْ(23)]، [(خَلْعُ الْعِذَارِ)]، أي: خلع لِجام الحياء. وشاهده الشعري نقرأه في قول العوراء بنت سبيع الذُّبيانيّة، والذي ترثي فيه أخاها، وتذكر كرمه الدائم: [يَعْصِي الْبَخِيْلَ إِذَا أَرَا/دَ الْمَجْدَ مَخْلُوعًا عِذَارُهُ(24)]، [(وَكَشْفُ خِمَارِ الحَيَاءِ عَنْهَا)]، كلمة (كَشْفُ) مصدر، والجمع (كُشُوف) ومعناه: (إزالة/ خَلْع)، ونقرأ شاهده اللغويّ في قول عبد المطلب بن هاشم القرشيّ، يخاطب سيد قومٍ: [أَشْخَصْنَا إِلَيْكَ الَّذِي أَبْهَجَكَ بِـ(كَشْفِ) الْكَرْبِ الَّذِي فَدَحَنَا، فَنَحْنُ وَفْدُ التَّهْنِئَة، لَا وَفْدُ الْمِرْزِئَة](25).ومعنى كلمة (خِمَارِ): كل رِداءٍ يغطي الرأس إلى ما تحت الصدر وصولًا إلى تحت السُّرَّة. وشاهده اللغوي نقرأه في قول امريء القيس بن حُجْر الكنديّ: [وَتَرَى الشَّجْرَاءَ فِي رَيِّقِهِ/ كَرُؤوسٍ قُطِّعَتْ فِيَها (الْخُمُر)(26)]، وكلمة (الحَيَاء) معناها: الخجل والاحتشام، و(الحَياءُ لُغةً):"الحِشمةُ، ضِدُّ الوَقاحةِ. وقال أصحاب المعاجم: (حَيِيَ منه حَياءً، واستحيا واستحى، فهو حَيِيٌّ)، وهو (الانقباضُ والانزواءُ)"(27) ، والحَياءُ اصطِلاحًا:"انقِباضُ النَّفسِ من شيءٍ وتَرْكُه حَذَرًا عن اللَّومِ فيه"(28)، وقال ابنُ حَجَرٍ:"الحَياءُ: خُلُقٌ يبعَثُ صاحِبَه على اجتنابِ القبيحِ، ويمنعُ من التَّقصيرِ في حَقِّ ذي الحَقِّ"(29)، وقيل الحياء "تغيُّرٌ وانكسارٌ يعتري الإنسانَ من خوفِ ما يُعابُ به ويُذَمُّ، ومحلُّه الوَجهُ"(30)
قُبْح الْأُحْدُوْثَةِ، وَمُخَالَفَةِ الشَّرْعِ
قال الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(وَهَكَذَا يَظَلُّوْنَ يَضْرِبُونَ الطُّبُولَ حَوْلَ بَيْتِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ تَصِيْرُ بَغِيًّا لَا رَادَّ لَهَا. وَلَا يَخْفَى مَا فِي هَذِه الْبِدْعَةِ مِنْ قُبْحِ الْأُحْدُوْثَةِ، وَمُخَالَفَةِ الشَّرْعِ، وَبَعْدَ أَنْ كَانَ أَمْرُهَا مُسْتَتِرًا يَكُونُ فِعْلُهَا جَهْرًا كَأُمِّ طحَالٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)]
[(وَهَكَذَا يَظَلُّوْنَ يَضْرِبُونَ الطُّبُولَ حَوْلَ بَيْتِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ)] [(ثُمَّ تَصِيْرُ بَغِيًّا لَا رَادَّ لَهَا)]. لفظة:(ثُمَّ)، وفي لغةٍ أخرى عند العرب (ثُمَّتَ) هي حرف عطف، يدلُّ على الترتيب والتراخي في هذا السياق، وشاهدها نجده في قول عبيد بن عبد العُزَّى السُّلاميّ الأزديّ: [قَضَوا مَا قَضَوا، مِنْ رِحْلَةٍ (ثُمَّ) وَجَّهُوا/ يَمَامَةَ طَوْدٍ ذِي حِمَاطٍ وَعَرْعَرِ(31)]، وكلمة:(تَصِيْرُ) فعل ناقصٌ يدلُّ في هذا المقام على التحوّل والانتقال من حالٍ إلى حال. وشاهده نقرأه في قول منسوب إلى كُليب بن ربيعة التغلبيّ يهجو خصومه: [وَ(صِرْتُمْ) يَا بَنِي أَسَدٍ وَأَنْتُمْ/ لِإخْوَتِكُمْ هُبِلْتُمْ خَائِنِينَا(32)]، وكلمة (بَغِيًّا) صفة مُشبهة من (بغو/بغي)، وجمعها: (بَغَايَا)، والمعنى من سياق الكلام: الفاجرة الزانية التي تتكّسبُ بفجورها. وشاهدها اللغويّ نقرأه في قول الله – سبحانه وتعالى- حكايةً عن عفاف مريم ابنة عمران وتبتلها:{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}(33).[(وَلَا يَخْفَى مَا فِي هَذِه الْبِدْعَةِ)]، ومعنى (لَا يَخْفَى)، أي: يظهر ولا يستتر عن العيون والعقول. ونقرأ شاهده اللغوي في قول الأسْعَر الجُعْفِيّ: [وَسِرُّكَ مَا كَانَ فِي وَاحِدٍ/ وَسِرُّ الثَّلَاثَةِ (غَيْرُ الْخَفِيّ)(34)]، أمّا كلمة (رَادَّ)، فهي اسم فاعل من (رَدَدَ)، وجمعه: (رَوَادِد)، و(رَوَادّ). ومعنى عبارة (لَا رَادَّ لَهَا)، أي: لا معترضًا طريقها ولا مانعًا لها عن ضلالها، ولا مُرجِعًا لها عن ممارسة الرذيلة. والشاهد اللغوي فيها نجده في قول العباس بن عبد المطلب القرشيّ حين تذكّر حديث هرقل ملك الروم مع أبي سفيان بن حرب عن صفات سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم). لقد فكّر العباسُ قبل أن يجيب اليهوديّ الذي سأله عن معرفة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالكتابة فقال:"فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خَيْرٌ لَهُ أَنْ يَكْتُبَ بِيَدِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُوْلَهَا، ثُمَّ ذَكَرْتُ مَكَانَ أَبِي سُفْيَانَ: أَنَّهُ مُكَذِّبِي، وَ(رَادٌّ) عَلَيَّ](35). أمّا قوله: [(مِنْ قُبْحِ الْأُحْدُوْثَةِ، وَمُخَالَفَةِ الشَّرْعِ)](قُبْحِ الْأُحْدُوْثَةِ)، أي: (قُبْحِ البدعة المُحْدَثَة)، وأشار إليها الحديث النبويّ: (أما بعدُ فإن خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ, وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ (صلى الله عليه وسلم), وشرًّ الأمورِ (محدثاتُها) وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ [ورد بزيادةٍ] وكلَّ ضلالةٍ في النارِ)(36). ومعنى كلمة (قُبْح): الخِصْلّة والخَلّة السيئة. وشاهدها اللغويّ نقرأه في قول معاوية بن أبي سفيان يردُّ على خصمه: [لَمْ تَكُنْ أَشَدَّ مِنْكَ حَسَدًا لِابْنِ عَمِّكَ عُثْمَانَ، نَشَرْتَ (مَقَابِحَهُ)، وَطَوَيْتَ مَحَاسِنَه، وَطَعَنْتَ فِي فِقْهِهِ](37|)، وفي قوله: (وَمُخَالَفَةِ الشَّرْعِ) لفظ (الشَّرعُ) هو الوارد بمعناه في قول الله – سبحانه و تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوحَينَا إِلَيكَ}(38) و(الشَّرعُ) فِي اصطِلاَحِ عُلَمَاءِ الإسلاَمِ: (مَا سَنَّهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ مِن أَحكَامٍ عَقَائِدِيَّةٍ أَو عَمَلِيَّةٍ أَو خُلُقِيَّةٍ) وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ لَنَا أَنَّ لَفظَ "شَرع" مُرَادِفٌ لِلَفظَيِ الدِّينِ وَالفِقهِ بِالاِعتِبَارِ السَّابِقِ، وَإِن كَانَ لَفظُ "شَرع وَدِين" يُعتَبَرَانِ لَفظَينِ عَامَّينِ بِالنِّسبَةِ لِلمَعنَى الَّذِي استَقَرَّ عَلَيهِ رَأيُ المُتَأَخِّرِينَ مِنَ الأصُولِيِّينَ وَالفُقَهَاءِ)(39)، وشاهده اللغويّ والفقهيّ، نقرأه في قول الحسن بن محمد ابن الحَنَفيّة: [فَلَّمَّا أَحْكَمَ اللهُ النّهْيّ عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَخَلُصَتِ الدَّعْوَةُ، وَاِيْتَطَى الْإِسْلَامِ لِأَهْلِهِ، شَرَّعَ الدِّيْنَ شَرَائِعَهُ، وَفَرَضَ فَرَائِضَه](40) [(وَبَعْدَ أَنْ كَانَ أَمْرُهَا مُسْتَتِرًا يَكُونُ فِعْلُهَا جَهْرًا)] في قوله:(كَانَ أَمْرُهَا): (أَمْرُهَا) لفظ مفرد، وجمعه: (أُمُور)، ومعناه: (كان حالها وشأنها)، والشاهد اللغوي فيه نقرأه عند لقيط بن يعمر الإياديّ: [يَا لَهْفَ نَفْسِي، أَنْ كَانَتْ (أُمُورُكُم)/ شَتَّى وَأُحْكِمَ أَمْرُ النَّاسِ فَاجْتَمَعَا(41)]، وفي قوله: كَانَ (مُسْتَتِرًا) اسم فاعل من (سَتَرَ)، والمعنى: كان (مستخفيًا متواريًا عن الأنظار والظنون). وشاهده اللغويّ في قول زيد الخير (الخيل) الطائيّ: [فَلَّمَّا أَنْ بَدَتْ أَعْلَامُ لُبْنَى/ وَكُنْ لَنَا كَـ(مُسْتَتِرِ) الْحِجَابِ(42)]، وفي قوله:(يَكُونُ فِعْلُهَا جَهْرًا)، (فِعْلُهَا) اسم مفرد، والجمع:(أَفْعَال)، و(أَفَاعِيل)، و(فَعَائِل)، و(فِعَال). والمعنى المناسب لسياق الكلام: ما يصدر عن الأمَةِ المملوكة من (تَعَهُّرٍ) وأعمالٍ شائنةٍ ورذائل مستهجنة تخالف الشرع والعُرف. والشاهد اللغويّ فيه نجده في قول هند بنت الخُسّ الإيادية: [عَلَيْكَ بِـ(أَفْعَالِ) الْكِرَامِ وَلِيْنِهِمْ/ وَلَا تَكُ مِشْكَاسًا تَلِجُّ وِتَمْحَكُ(43)](جَهْرًا) اسم، من (جَهَرَ)، أي تمارس الرّذيلة وتتكسّب بالفجور عَلانيةً كصاحبات الرايات الحُمْر في الجاهلية. وشاهده اللغوي في قول أُمامة بنت كليب التغلبيّة، تحثُّ عمها على الثأر لأبيها: [وَعُقِّرَتِ الْخُيُوْلُ عَلَيْهِ (جَهْرًا)/ فَكَمْ مِنْ أَجْرَدٍ نَهْدٍ عَقِيْرِ(44)]، وفي قوله: [(كَأُمِّ طحَالٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)]، إشارة إلى الصحابية الجليلة (أُمِّ طحَالٍ) - رضي الله عنها- قبل إسلامها، - والإسلام يَجُبُّ ما قبله – فقد أسلمت في السنة الأولى من الهجرة، وحَسُنَ إسلامها، ولبّت نداء الجهاد في غزوة بدر، وهبّت لتمريض الجرحى، ثم لحقت في السنة الثالثة للهجرة بصحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وشاركتهم في غزوة أُحد، فلمّا دارت الدائرة على المسلمين بعد أن نزل الرماة من على الجبل ظَنًّا منهم أن المشركين قد ولوا مدبرين؛ بحثتْ أمُّ طحَال عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) لتفديه بروحها، وكانت من النفر الذين التفوا حوله (صلى الله عليه وسلم) دِفاعًا عنه، فحمل عليها سهيل بن عمرو بسيفه فقطع ذراعها، ثم عاد فطعنها فسقطت شهيدة. واسمها كاملًا: نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الخزرجيّة، وُلدت في بادية مكة، قبل عام الفيل. وقبل البعثة النبويّة عاشت في الجاهلية أيامًا صعابًا من الكفاف وضيق ذات اليد، واضطرها شظف الحياة أنْ تعمل ساقيةً في حانة عبدالله بن جدعان، فخيّرها بين لقمة العيش وممارسة الزنا مع زبائن حانته، وكان أول من وطئها فحملت، ثم ولدت ابنها (حبيب)؛ الذي نسبته لزوجها زيد بن عاصم، فعايرتها العرب به وبمهنتها؛ فلا هم كَفَوها مؤونة الحياة، ولا حبسوا ألسنتهم السوء عن الخوض في عِرْضِها، وضُرِبَوا بها المَثل؛ فقالوا:(أزنى من أم طحَال).
.......
المراجع والمصادر:
(01) كتاب بلاغات النساء، ابن طيفور البغداديّ (ت، 280هـ)، تحقيق: أحمد الألفي، مطبعة مدرسة والدة عباس الأول، القاهرة، 1980م، ص: 62
(02) كتاب سبويه، سيبويه (ت، 180هـ)، تحقيق وشرح: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، مطبعة المدنيّ، القاهرة، ط3، 1996م، 1/122
(03) ديوان بني بكر في الجاهلية، جمع وتوثيق وشرح ودراسة: عبد العزيز النبويّ، دار الزهراء، القاهرة، ط1، 1989م، ص: 479
(04) شعراء عمان في الجاهلية وصدر الإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافي، أبو ظبي، 2000م، ص: 93
(05) أسجاع الكهان الجاهليين وأشعارهم، جمع وتحقيق ودراسة: ياسين عبد الله جمول، رسالة ماجستير، جامعة دمشق، 2012م، ص: 471
(06) طبقات فحول الشعراء، محمد بن سلام الجمحي، (ت، 231هـ)، قرأه وشرحه: محمود محمد شاكر، دار المدنيّ، جِدّة، 1974م، 1/41
(07) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد (ت، 656هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، منشورات المرعشي، ومؤسسة إسماعيليان، قُمّ، ط2، 1967م، 17/ 119
(08) شعراء عمان في الجاهلية وصدر الإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافي، أبوظبي، 200م، ص: 93
(09) خزانة الأدب ولُبّ لباب لسان العرب، عبد القادر البغداديّ(ت، 1093هـ)، تحقيق وشرح: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، مطبعة المدنيّ، القاهرة، ط4، 1997م، 8/271
(10) الشعراء الجاهليون الأوائل، تحقيق: عادل الفريجات، دار المشرق، بيروت، ط2، 2008م، ص: 152
(11) شعراء عمان في الجاهلية وصدر الإسلام، ص: 90
(12) نسب مَعَدّ واليمن الكبير، ابن الكلبيّ(ت، 204هـ)، تحقيق: ناجي حسن، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ط1، 1988م، 2/589
(13) ديوان أبو قيس صيفيّ بن الأسلت الأوسيّ، جمع وتحقيق ودراسة: حسن محمد باجودة، مكتبة دار التراث، القاهرة، 1973م، ص: 78
(14) ديوان سلامة بن جندل، صنعة: محمد بن الحسن الأحول، تحقيق: فخر الدين قباوة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1987م، ص: 266
(15) كتاب بلاغات النساء، ص: 202
(16) سورة القصص، الآية: 79
(17) شعراء عمان في الجاهلية وصدر الإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافي، أبو ظبي، 2000م، ص: 43- جاءت كلمة (الأزد) في النسخة الأصلية بحرف السين المهملة؛ هكذا (الأسْد)
(18) سورة المدثر، الآية: (45)
(19) تفسير الألوسي، ج29، ص: 133
(20) سورة المؤمنون، الآية: 54
(21) لسان العرب، ج11، ص: 82
(22) شعراء عمان في الجاهلية والإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافيّ، أبو ظبيّ، 2000م، ص: 83
(23) ديوان عبيد بن الأبرص، تحقيق وشرح: حسين نصّار، شركة مكتبة ومطبعة البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط1، 1957م، ص: 125
(24) شعر قبيلة ذُبيان في الجاهلية، جمع وتحقيق ودراسة: سلامة عبد الله السويدي، مطبوعات جامعة قطر، الدوحة، 1987م، ص: 509
(25) جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة، أحمد زكي صفوت، المكتبة العلمية، بيروت،ة ط1، 1934م، 1/77
(26) ديوان امريء القيس، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، ط5، 1990م، ص: 145
(27) يُنظَر:(مقاييس اللغة) لابن فارس (2/122)، (لسان العرب) لابن منظور (14/217)، (المصباح المنير) للفيومي (1/160).
(28) التعريفات، الجرجاني، ص: 94.
(29) انظر: فتح الباري، (1/52). ويُنظَر: مدارج السالكين لابن القيم (2/249).
(30) التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم (ص: 61).
(31) منتهى الطلب من أشعار العرب، جمع: ابن ميمون البغداديّ(ت، 597هـ)، تحقيق وشرح: محمد نبيل طريفي، دار صادر، بيروت، ط1، 1999م، 8/288
(32) شعراء تغلب أخبارهم وأشعارهم في الجاهلية، صنعة: علي أبوزيد، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ط1، 2000م، 2/133
(33) سورة مريم، الآية: 28
(34) شعراء مَذْحَج أخبارهم وأشعارهم في الجاهلية، صنعة: مُقبل التام عامر الأحمدي، مجمع العربية السعيدة، ط2، 2014م، ص: 496
(35) البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقيّ(ت، 774هـ)، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجر، القاهرة، ط1، 1999م، 3/527
(36) الراوي: جابر بن عبدالله،المحدث: ابن باز، المصدر: مجموع فتاوى ابن باز، ص أو رقم: 57/18 خلاصة حكم المُحَدِّث: الزيادة إسنادها صحيح، أخرجه مسلم (867) باختلاف يسير.
(37) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد(ت، 656هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، منشورات المرعشي ومؤسسة إسماعيليان، قم، ط2، 1967م، 15/186
(38) سورة الشورى، الآية: 13
(39) معنى الشرع لغة واصطلاحا، الموسوعة الفقهية الكويتية، https://wuthqa.net/c/fiqh/656
(40) كتاب الإيمان، محمد بن يحيى العَدَنِيَ، (ت، 243هـ)، دراسة وتحقيق: حمد بن حمدي الجابريّ الحربيّ، الدار السلفيّة، الكويت، ط1، 1986م، ص: 147
(41) ديوان لقيط بن يعمر الإياديّ، تحقيق وتقديم: عبد المعين خان، دار الأمانة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1971م، ص: 39
(42) شعر زيد الخير (الخيل) الطائيّ، جمع ودراسة وتحقيق: أحمد مختار البرزة، دار المأمون للتراث، دمشق، ط1، 1988م، ص: 73- 74
(43) بلاغات النساء، ابن طيفور، ص: 64
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة جنوب الوادى يناقش مشروع تحقيق الإتاحة والوصول الشامل لذوي الإعاقة بالجامعة
عقد الدكتور أحمد عكاوى رئيس جامعة جنوب الوادي، اجتماعا لمناقشة مشروع تحقيق الإتاحة والوصول الشامل لذوي الإعاقة بالجامعة.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد سعيد نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتور حسن حمدى الاستاذ بكلية التربية، الدكتور حسين ابوالمجد مدير مركز ذوي الإعاقة بالجامعة، محمد كامل مدير عام الإدارة الهندسية بالجامعة، وجمال ملاك المهندس بمركز المعلومات بالجامعة.
وناقش رئيس الجامعة خلال الاجتماع سبل تحقيق إتاحة كافة الخدمات لذوي الإعاقة بالجامعة فى كافة المحاور البنية التحتية، مصادر التعليم والتعلم، التوعية والتدريب، توفير وسائل النقل الآمنة والمريحة، مشيرا إلى اهتمام جامعة جنوب الوادي بملف حقوق ذوي الإعاقة لضمان الحفاظ على جميع حقوقهم، من خلال توفير فرص التعليم والتعلم وفرص العمل وتهيئة المرافق العامة والعمل على تحسين جودة الخدمات المُقدمة لذوي الإعاقة.
كما وجه رئيس الجامعة بتشكيل اللجنة الإشرافية العليا للمشروع برئاسة رئيس الجامعة المشرف العام للمشروع، والدكتور محمد سعيد نائب رئيس الجامعة ونائب المشرف العام للمشروع، وعضوية كل من الدكتور حسن حمدى الاستاذ بكلية التربية، الدكتور حسين ابوالمجد مدير مركز ذوي الإعاقة بالجامعة، ومحمد كامل مدير عام الادارة الهندسية بالجامعة، وجمال ملاك المهندس بمركز المعلومات بالجامعة.
يأتي ذلك اتساقا مع التوجهات الوطنية بدعم الطلاب ذوي الإعاقة والعمل على تقديم كافة التيسرات لهم