دمشق-سانا

بهدف إحداث تغيير إيجابي يخدم الشباب أطلقت أكاديمية كينغستون البريطانية لإدارة الأعمال بمشاركة مدربين سوريين مبادرة مجانية بعنوان “قادة المستقبل”، تستهدف الشباب عبر برامج ومهارات حياتية مهمة لصقل شخصياتهم.

وللحديث عن المبادرة بينت المدربة الدولية الدكتورة رزان مخلوف في تصريح لـ سانا أن المبادرة هذا العام تأتي عبر برنامج يحمل اسم (العادات السبع لناس أكثر سعادة)، وانطلقت في الـ23 من حزيران الجاري ومستمرة لمدة شهرين ونصف الشهر، كما أنها تقدم للمشاركين الشباب مهارات حياتية لصقل شخصيتهم.

وذكرت مخلوف أن المبادرة تنفذ للعام الرابع على التوالي، وتستهدف فئة الشباب المقبلين على التخرج أو الخريجين الحديثين ممن يمتلكون الأدوات أو المعلومات الأكاديمية وتنقصهم الخبرات الحياتية، لتقديم المهارات التي يجب عليهم امتلاكها لتمكينهم.

ورأت مخلوف أن المبادرة تتيح فرصة حقيقية للشباب غير القادرين على تحمل تكاليف مثل هذه البرامج النوعية، ومحاولة تقديم أفضل النسخ التدريبية لهم بشكل مجاني، من خلال نخبة من المدربين المعتمدين.

وحول البرنامج التدريبي الذي ستقدمه المبادرة قالت مخلوف: “إنه عبارة عن سلسلة من الجلسات التدريبية حول محاور عدة أهمها بناء عادات إيجابية تقود إلى سعادة داخلية مستقرة، وتعزيز الصحة النفسية والمرونة الشخصية، وتعليم الشباب كيف يعيشون بوعي وسلام داخلي، إضافة إلى تحويل السعادة من شعور عابر إلى أسلوب حياة”.

واختتمت مخلوف حديثها بالإشارة إلى أن البرنامج مُعدّ بلغة شبابية بسيطة، وبأسلوب ممتع وتطبيقي، يتناسب مع واقع وطموحات الجيل الجديد، كما سيحصل المتدربون في ختامه على شهادات مشاركة أو إتمام تدريب الكترونية صادرة عن الأكاديمية.

تابعوا أخبار سانا على

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

“جبل طويق” ملهم الساسة ورمز التاريخ ومنارة المستقبل

المناطق_واس

لطالما كانت الجبال الشاهقة شاهدة على أزمنة وحضارات وأمم مضت، وعلى جدرانها خطت الرسائل ورسمت النقوش وخطت الوقائع لتبقى ما بقي الإنسان، ومن على سفوحها عمر الإنسان أرضه ومنه استلهم قوته التي لا تضمحلّ.

وفي المملكة العربية السعودية حيث سلسلة “جبال طويق” شاهقة الارتفاع، التي ارتبطت بها همة الإنسان السعودي، وتمتدّ في وسط نجد مسافات تتجاوز 800 كيلو متر، ويشار إليه أنه أحد أهم المعالم الجغرافية في الجزيرة العربية، حيث تبدأ من رمال نفود الثويرات شمال محافظة الزلفي ويذهب مجنبًا حتى يندفن طرفه في الربع الخالي جنوبًا، أي بما تقدر مسافته بألف كيلو متر، وفيه وحوله خضراء اليمامة من نخيل وزروع ومدن وقرى وتسيل منه عشرات الأودية الكبار .”وامتداده على شكل قوس أو «طوق» لأنه يطوّق ويحيط بمنطقة واسعة، ويمكن رؤيتها من الفضاء الخارجي ولها قمم حادة تُعبّر عن القوة، والشموخ والثبات.

أخبار قد تهمك ناشط بيئي: جبل طويق موطن ثري للحيوان والنبات الفريد والمنقرض (فيديو) 13 مايو 2023 - 10:59 صباحًا

وتنحدر السفوح الشرقية لسلسلة جبال طويق بشكل تدريجي، بخلاف الجانب الغربي الذي ينقطع بشكل مفاجئ، وتنحدر على جانبه الشرقي عدة أودية أشهرها وادي حنيفة، الذي تقع على ضفافه مدينة الرياض، كما تفلجه بشكل كامل من الغرب إلى الشرق أودية مهمة مثل: العتش، ولحاء، والأوسط، ونساح، وبرك، والسليل، والفاو، وهو آخرها جنوبًا، وحدد معالمها وروافدها الهجري والهمداني والبكري والأصفهاني والحموي والبليهد والجاسر وابن خميس، وتركّزت معظم حواضر منطقة جنوب ووسط نجد تاريخيًا حول “جبل طويق” وعلى الأودية المنحدرة على جوانبه منذ العصر الجاهلي، ويسمى الجبل تاريخيًا بـ «جبل العارض ” أو «عارض اليمامة»، وظل هذا الاسم القديم معروفًا حتى العصور الحديثة، وعليه سميت بلاد العارض التي تشمل الرياض ومحافظاتها المحيطة بها مثل: ضرما والمزاحمية والدرعية والعيينة والجبيلة وسدوس وغيرها لوقوعها عليه، كما يشكل جبل طويق حاجزًا بين قرى سدير من الشرق وقرى الوشم من الغرب، ويحتل وادي البطين الجزء الغربي من سلسلة طويق الشامخة.

ومن أبلغ الوصف لهذا الجبل الأشم هو قول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم: فأعرضت اليمامة واشمخرت، كأسياف بأيدي مصلتينا، وتابعه في العصر الحديث شاعر ومؤرخ اليمامة الشيخ عبدالله بن خميس في قوله: يا جاثمًا بالكبرياء تسربلا، هلاّ ابتغيت مدى الزمان تحوّلًا، شاب الغراب وأنت جلد يافعًا، ما زعزعت منك الحوادث كاهلًا.

ومنهم من سماه العارض كما أسلفنا لاعتراضه كقول الشاعر: وأكاد من شغفي بما أنشدته أطوي إليك تهامة والعارضا، وآخرون قالوا عنه “طويق”، فهو جبل (اليمامة والعارض وطويق)، يقول أحدهم: ولو أن قلب طويق باح بسره، لم يَعْدُ ما هو شَفَّ عنه مجلجلًا.

ومن خشوم طويق الشامخة وأطواله الممتدة ومناكبه العملاقة، استشف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مقولته الشهيرة: “همة السعوديين مثل جبل طويق “، وهي أبلغ وصف محفز لرفع المعنويات وشحذ همم الشباب، وأجيال المستقبل في الوقت الحديث؛ لاستلهام القوة من المحيط الجغرافي للإنسان وربطه بجذوره التاريخية التي يعتز بها.
ومن أكبر مشاريع الوطن الواعدة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، مشروع مدينة “القديّة”، وهو أول مشاريع شركة القديّة للاستثمار القائمة على الترفيه والرياضة والثقافة، ويتربع المشروع على منتصف سلسلة “جبال طويق”، ويبعد عن العاصمة الرياض قرابة (45) كيلو مترًا، ووضع حجر الأساس للمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك: سلمان بن عبدالعزيز آل سعود” في يوم 28 أبريل 2018 الموافق 12 شعبان 1439 هـ، وقد أكّد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن الاستثمار النوعي في مدينة “القدية” هو أحد مرتكزات “رؤية المملكة 2030″، التي تستهدف تنويع مصادر دخل الاقتصاد المحلي، مشيرًا إلى أن المدينة ستصبح في المستقبل القريب الأبرز على مستوى العالم في مجال الترفيه والرياضة والثقافة. ويهدف مشروع “مدينة القديّة” لتنويع اقتصاد المملكة وتوظيف الشباب السعودي الطموح، حيث تهدف المدينة للمساهمة بـ 135 مليار ريال سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير 325,000 فرصة عمل جديدة عبر أكثر من 200 نوع من الوظائف في مختلف القطاعات والصناعات طوال فترة تطوير المشروع، وتعزيز تطوير عدد من القطاعات، كما تعمل “القديّة” على جذب المستثمرين المحليين والعالميين، الذي سينعكس على ازدهار الأعمال في مدينة الرياض وفي المملكة بشكل عام.
وقد التقت “واس” المؤرخ الدكتور راشد بن محمد العساكر؛ للحديث عن القديّة المعلم الأبرز في جبال طويق فتفضّل بقوله: ” القديّة مأخوذة من القد وهو الشق في الجبل، حيث يقطع طريق القديّة جبل طويق الأشم من الاتجاه الغربي والشرقي، وهذا الطريق عمره أكثر من ثلاثة آلاف عام، حيث ينطلق من مدينة حجر اليمامة الموغلة في القدم، ليخترق الجبل غربًا، وحوله نقوش وآثار سحيقة، تمتد إلى آلاف السنين، وقد مر بعمليات ترميم قديمة وحديثة ومن آخرها الترميم الذي كان في عهد الإمام فيصل بن تركي، ثم جاء بعده آخر ترميم في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – عام 1352هـ”.

ويبلغ إجمالي مساحة المشروع +360 كيلو مترًا مربعًا، كما تشمل خطط القديّة مشروعات نوعية مثل: مضمار السرعة الذي يضم “ذا بليد”، أول منعطف معلق من نوعه في العالم، ولعبة “رحلة الصقر” في”Six Flags مدينة القدية”، وهي الأعلى والأسرع والأطول في العالم، إلى جانب “أكواريبيا” أكبر حديقة مائية في المنطقة.

الجدير ذكره أن شهرة اسم “طويق” جعلته يعيش في وجدان كل مواطن سعودي، فهو ليس صخورًا متراكمة، بل ذاكرة وطن تختزن معارك التوحيد، وهمسات القوافل التجارية، وأنفاس الرُّواد الذين حوّلوا الصحراء إلى ملحمة، وقد استلهم فأطلق على القصر الذي تملكه الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض، ويعد من أبرز الأماكن التي تقام فيها الندوات والمعارض الفنية والثقافية وحفلات الاستقبال الرسمية في العاصمة، كما يطلق اسم طويق على حي كبير من أحياء غرب مدينة الرياض، وعلى اسم النادي الرياضي الأبرز في محافظة الزلفي ومجلته الرائدة: “صدى طويق”، وسميت به شوارع رئيسة وفرعية في الرياض بحي الصحافة والقادسية، ومدن الظهران والمجمعة وعين ابن فهيد بمحافظة الأسياح وغيرها من مناطق المملكة.

مقالات مشابهة

  • تكريم القائمين على مبادرة الوفاء لحلب
  • عبر تجربة تدريبية مكثفة.. انطلاق فعاليات مبادرة أنا أيضا مسئول بجامعة دمنهور
  • أمانة حائل تفعّل مبادرة “لو كنت مكاني” لتعزيز الوعي البيئي لدى الأطفال
  • أشاد بزرع أكثر من 7.5 مليون شجرة خلال 15 مرحلة.. الأمير الدكتور فيصل بن مشعل يتسلم تقرير مبادرة “أرض القصيم خضراء”
  • أورنج الأردن ترعى اليوم العلمي في الجامعة الهاشمية “الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل” دعماً للشباب والابتكار
  • الأمن الداخلي يلقي القبض على أحد قادة ميليشيا “لواء الباقر” في دير الزور
  • منتخب رابطة الجزائر يُتوّج بطلا لدورة “خضر المستقبل” لأقل من 17 سنة بوهران
  • “بنوصلك”.. الترخيص المتنقل يواصل خدماته في بني كنانة غدًا
  • “جبل طويق” ملهم الساسة ورمز التاريخ ومنارة المستقبل