أزمة ديموغرافية في بلغاريا: عشرات القرى المهجورة وموجة نزوح نحو المدن الكبرى
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
عشرات القرى والتجمعات السكنية في بلغاريا باتت خالية من سكانها. يعيش فيها عدد قليل جدا من أهلها، ولا ينكرون خوفهم بعدما صارت خاوية. اعلان
أدّى تناقص السكان في بلغاريا إلى خلو 199 مستوطنة من السكان، حيث فرغت تماما. ويبدو الفارق كبيرا بين المدن والقرى، حيث يعيش في ”ليولين“ - أكبر أحياء العاصمة صوفيا - أكثر من عدد سكان مستوطنتي فيدين وغابروفو مجتمعتين.
أما أصغر بلدية في بلغاريا، وهي تريكليانو في منطقة كيوستندل، فلا يتجاوز عدد سكانها 522 نسمة، وفق أحدث البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء.
وتتفاقم المشكلة بسبب الاتجاه المستمر لانتقال السكان من المستوطنات الصغيرة إلى المدن الكبيرة.
وفي حين أن الخريطة الإدارية لبلغاريا لم تتغير، إلا أنّ تناقص عدد السكان يدفعالحكومة إلى النظر في إعادة هيكلة مخطّطاتها العمرانيّة، خصوصا وأنّ عدد السكان في بعضها انخفض إلى ما دون الحد الأدنى اللازم للتخطيط الفعّال.
ووفقًا لأحدث البيانات، يوجد في بلغاريا حاليًا 6 مناطق تخطيط، و28 مقاطعة، و265 بلدية، و5,256 مستوطنة في المجموع، منها 4,999 قرية.
فقرية بوغدانوفتسي التي كانت يومًا ما موطنًا لأكبر قاعدة احتياطية لقوات البناء، أصبحت الآن رسميا واحدة من 9 قرى في ضواحي صوفيا لا يوجد بها سكان.
وتقع القرية على بعد 50 دقيقة فقط من العاصمة، لكن الطريق المعبّدة تنتهي قبل الوصول إليها بثلاثة كيلومترات، ولا توجد أي علامة مرئية تدل على وجود تجمع سكاني في محيطها، وكأنّ الطبيعة محت تقريباً آخر آثار الناس والمركبات.
Relatedهكذا تتم إعادة تأهيل الدببة المعنّفة في بلغاريارئيس بلغاريا يؤيد تنظيم استفتاء حول الانضمام إلى منطقة اليوروبلغاريا: ثاني حملة مقاطعة للمتاجر الكبرى احتجاجًا على ارتفاع الأسعاروبالعودة إلى الطريق الرئيسي، توجد كنيسة صغيرة يعتني بها فلاديمير فيليوفا البالغ من العمر 78 عامًا، وهو سائق حافلة وعسكري سابق أحيل على التقاعد. ويعدُّ هو وزوجته وأحد جيرانه السكان الوحيدين الباقين في قرية صغيرة مجاورة.
وقال فيليوف ، "أخشى الذهاب إلى صوفيا الآن. هذا الرجل يتخطاك من جهة، وذاك من جهة أخرى، ويقطعون عليك الطريق".
وأضاف: "عملت في النقل العام لمدة 10 سنوات، ولكن لم يكن هناك ازدحام مروري كبير في ذلك الوقت. كانت تلك هي السنوات الجيدة".
آخر الأشخاص الذين عاشوا في بوغدانوفتسي هم أقاربه. كما أنّه واحد من آخر الأشخاص الأحياء الذين ما زالوا يتذكرون اسم الطريق غير المعبد هناك: طريق بوغدانوف.
ويعرب فيليوف عن قلقه بسبب خلو القرى من السكان فيقول: "قبل عيد الفصح مباشرةً، أمسكت بثلاثة أشخاص يخلعون هذا الباب، والآن قررت وضع كاميرا هنا بسبب هؤلاء اللصوص".
وقد لاحظ باحثون من أكاديمية العلوم البلغارية ارتفاع عدد التجمعات غير المأهولة. فمنطقة غابروغو مثلا الواقعة في قلب البلاد تضم 64 قرية مهجورة تماما. أما بيوت الضيافة القليلة المتبقية، فلا تقدم سوى القليل من الدعم للاقتصاد المحلي.
وتشهد المنطقة تناقصا في عدد السكان، ومعظم العقارات يشتريها الأجانب الأثرياء. إذ لم يبق حي يرزق في قرى مثل سيكوفتسي وكوزي روغ.
وتشير الدكتورة ألكسندرا رافناتشكا من الأكاديمية البلغارية للعلوم، إلى أنّ عدد السكان في 23% من القرى فيالبلاد"يتراوح بين 1 و49 شخصاً" وتتوقع أن القادم أسوء فتقول: "هذا الاتجاه سيتعمق في المستقبل، خاصة في المنطقة الشمالية الوسطى وعلى طول المناطق الحدودية".
يرى أحدهم أن السكن في القرى كان مرتبطا بالمصانع الكبيرة وكان الناس يحصلون على رزقهم منها. وتقول إحدى المواطنات ممن بقين في القرى المهجورة، إن "الشركات الكبرى فقط هي التي تعيش الآن، وتنجح في البقاء على قيد الحياة. نحن، الشركات الصغيرة، مثل متجر قريتي، نعاني من البيروقراطية".
وفي خضم الهدوء والسكون، ينتظر فلاديمير في قرية بوغدانوفتسي شهر حزيران / يونيو، عندما يعيد التجمّع السنوي لأهالي القرية الحياة من جديد إلى المكان، ولو ليوم واحد فقط حول الكنيسة الصغيرة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا روسيا السعودية إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا روسيا السعودية صوفيا نزوح قرى بلغاريا دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا قطر روسيا السعودية أحمد الشرع قطاع غزة تقاليد غزة إيران عدد السکان فی بلغاریا السکان فی
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة: نسعى لإيصال قوافلنا الثقافية إلى غزة دعمًا للأشقاء الفلسطينيين
قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إن قافلة "مسرح المواجهة والتجوال" لا تزال حاليًا في رفح المصرية، لكنها تقترب من النقطة صفر على الحدود مع قطاع غزة، مضيفًا: "إذا تواترت الظروف السياسية وسمحت الأوضاع، سنكون من أوائل من يدخل غزة، ونفخر بذلك".
وفي مداخلة ببرنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أكد الوزير أن الوزارة حريصة على أداء دورها الثقافي والفني والوطني في هذه اللحظة المهمة، مشيرًا إلى أن التواجد في غزة – متى توفرت الظروف – سيكون امتدادًا طبيعيًا للدور المصري الأصيل في دعم الأشقاء الفلسطينيين، خاصة في هذه البقعة العزيزة.
وحول فلسفة مسرح المواجهة والتجوال، أوضح الوزير أن الهدف الأساسي منه هو كسر نمط الثقافة التقليدية داخل القاعات المغلقة، والوصول بالفن إلى الفئات المهمشة والمناطق النائية، لا سيما القرى والأقاليم التي لا تصلها الخدمات الثقافية بشكل منتظم.
وأضاف: "المتلقي في الحالة التقليدية هو من يذهب إلى المسرح أو المعرض أو الفعالية، أما نحن فنأخذ الثقافة إلى حيث يوجد الناس.. إلى القرى، والمناطق التي قد لا تتخيل حجم الاحتياج فيها لمثل هذا النوع من الوعي والفن".
وأشار وزير الثقافة إلى أن القوافل الثقافية تشمل إلى جانب المسرح، مكتبات متنقلة، ومعارض كتب، وفعاليات فنية وتشكيلية، وكلها تهدف إلى تقديم تجربة متكاملة تثري وعي المواطنين، وتسهم في بناء الإنسان المصري.
واختتم قائلًا: "سنسعد كثيرًا بوجود تغطية إعلامية حقيقية لهذه القوافل.. لأن فرحة الناس عند استقبالهم لتلك العروض لا تُقدَّر بثمن، وهي في حد ذاتها تعكس مدى تأثير الرسالة الثقافية حين تصل إلى من يحتاجها فعلًا".