وزير الدولة للتعاون الدولي تشارك في الاجتمـاع السنـوي الثـاني لمبـادرة الدوحـة بشـأن السياسـة الصحيّـة في الجنـوب العالمـي 2025
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
شاركت سعادة الدكتـورة مريـم بنـت علـي بن ناصـر المسـند، وزير الدولة للتعاون الدولي، في الاجتمـاع السنـوي الثـاني لمبـادرة الدوحـة بشـأن السياسـة الصحيّـة في الجنـوب العالمـي 2025، الذي عقد في الدوحة.
وأوضحت سعادتها، في كلمة، أن هذا الاجتماع ليس فقط لمراجعة ما تحقق، بل لمواصلة مسيرة إنسانية بدأت برؤية تؤمن أن الصحة ليست امتيازا، بل حق لكل إنسان أينما كان، لافتة إلى أن هذه المبادرة تحمل أهمية خاصة لدولة قطر، لأنها تجسد رؤيتها للتعاون والابتكار والمسؤولية الجماعية في تعزيز الصحة العالمية.
وذكرت سعادتها أن دولة قطر دعمت إطلاق هذه المبادرة، انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن بلدان الجنوب العالمي لا يجب أن تبقى متلقية للسياسات، بل شريكة في صياغتها، فاعلة في ابتكار حلولها، وصاحبة صوت مسموع في الحوار العالمي حول مستقبل الصحة.
وبينت سعادتها أن التفاوت في فرص الحصول على الرعاية الصحية لا يزال من أبرز التحديات في عالمنا اليوم، خاصة بالنسبة للنساء والفتيات والفئات الأكثر هشاشة، مشيرة إلى أنه في كثير من البلدان، لا تزال العيادات بعيدة، والأدوية نادرة، والمرافق محدودة، والعاملون الصحيون يواجهون أعباء تفوق طاقتهم، وفي الغالب تُوجّه الجهود نحو العلاج بعد وقوع المرض، بدلا من الوقاية والكشف المبكر.
وأوضحت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي، أن بناء أنظمة صحية فعّالة يبدأ من الوقاية، والتعليم، والبيئة، ومن الإنسان نفسه، لافتة إلى أن الصحة ليست مجرد خدمة تُقدَّم، بل كرامة تُصان، وهي حق أساسي من حقوق الإنسان، وركيزة لا غنى عنها لتحقيق التنمية المستدامة.
وأضافت "نحن في قطر نؤمن بأن أي أزمة صحية محلية لا تبقى محلية، بل تمتد آثارها إلى الجميع. لذلك، فإن إعطاء الأولوية للصحة ومعالجة العوامل الاجتماعية والبيئية التي تؤثر فيها، هو السبيل لبناء مجتمعات أكثر مرونة وازدهارا وعدلا".
وقالت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي،إلى أن الاجتماع الأول للمبادرة، طرح بصراحة التحديات التي تواجه تنفيذ السياسات الصحية، من ضعف القدرات المؤسسية ونقص الكوادر، إلى محدودية التمويل والبنية التحتية في المناطق الريفية والنائية، مشيرة إلى أن توصيات تقرير 2024 أكدت أهمية الاستثمار المستدام في بناء القدرات، وتعزيز التنسيق، وتطوير البيانات الموثوقة لصنع قرارات قائمة على الأدلة.
و أضافت" لقد استرشدت قطر بهذه التوصيات خلال العام الماضي، سواء في سياساتها الوطنية أو في جهودها الدولية، لتبرهن أن الرؤية المدروسة قادرة على التحول إلى أثر ملموس عندما تتكامل الإرادة بالعمل".
وتطرقت سعادتها إلى الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024–2030 التي دشنها معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، لتكون خريطة طريق طموحة نحو نظام صحي متكامل يضع الإنسان في قلب أولوياته، مشيرة إلى أن الاستراتيجية تركّز على الوقاية قبل العلاج، وتكامل الخدمات بين القطاعين العام والخاص، ووصول عادل وشامل لكل فئات المجتمع، من الأطفال وكبار السن إلى الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتابعت سعادتها "الابتكار والبحث والتطوير يشكلان محور هذه الاستراتيجية، لأنها لا تكتفي بتقديم الخدمات، بل تسعى إلى بناء كوادر وطنية مؤهلة قادرة على قيادة مستقبل الصحة في قطر".
وقالت سعادتها إن قطر كانت ولا تزال، في طليعة الدول التي تعتبر الصحة أساسا للسلام والأمن الإنساني، موضحة أنه خلال العقد الماضي، قدّم صندوق قطر للتنمية أكثر من مليار دولار أمريكي كمساعدات في مجال الرعاية الصحية، استفادت منها أكثر من خمسين دولة حول العالم.
وأضافت أن قطر استثمرت ما يزيد على 690 مليون دولار في بناء وتطوير المستشفيات والمراكز الصحية، وتزويدها بسيارات إسعاف ومعدات طبية في أكثر من عشر دول نامية، وفي عام 2024، أطلق صندوق قطر للتنمية ومنظمة الصحة العالمية مبادرة مشتركة بقيمة أربعة ملايين دولار لتعزيز أنظمة الرعاية الصحية الأولية وقدرات الاستجابة للطوارئ في الدول النامية .
وتابعت سعادتها : وفي أفغانستان، امتدت يد قطر لدعم خدمات صحة الأم والطفل في أكثر المناطق حرمانًا، وفي باكستان، موّلت عيادات متنقلة قدّمت خدماتها لأكثر من خمسمائة وثلاثين ألف شخص من المتضررين بالفيضانات، وفي اليمن، تعاونت مع منظمة اليونيسف لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي، وفي الأردن، ساهمت في تشغيل عيادة مخيم الزعتري للاجئين التي توفّر الرعاية الصحية لأكثر من واحد وثلاثين ألف نازح.
و أشارت سعادتها إلى دعم صندوق قطر للتنمية لمنظمة اليونيسف بمساهمة قدرها ثمانية ملايين دولار، وذلك على هامش منتدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة لعام 2025، لضمان وصول الأطفال حول العالم إلى خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة.
وأكدت سعادتها أن هذه الجهود مجتمعة لا تعبّر عن دعم مالي فحسب، بل عن رؤية إنسانية تؤمن بأن بناء نظام صحي متين هو استثمار في كرامة الإنسان نفسه، وعن إيمان قطري راسخ بأن العدالة الصحية هي حجر الأساس في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.
ونوهت سعادتها إلى أن التحديات الصحية المتجددة لا يمكن لأي دولة أن تواجهها وحدها، موضحة أنها تتطلب تعاونا صادقا، وتنسيقا مستمرا، ومساءلة مشتركة تجعلنا جميعا مسؤولين عن مستقبل الصحة في عالمنا.
وأكدت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي، في ختام الكلمة، مواصلة دولة قطر دعم المبادرات التي تجمع الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والخبراء، لتوحيد الجهود نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة وزیر الدولة للتعاون الدولی الرعایة الصحیة أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يبحث مع رئيس التحالف الصحي الألماني سبل تعزيز التعاون
التقى الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، مع رولاند غوده رئيس التحالف الصحي الألماني «GHA»، على هامش فعاليات قمة الصحة العالمية 2025، المنعقدة في العاصمة الألمانية برلين خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر 2025، وذلك لبحث تعزيز التعاون الثنائي واستكشاف فرص الاستثمار في القطاع الصحي.
أوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن اللقاء تضمن مناقشات معمقة حول تعزيز الشراكة بين الجانبين في مجالات الرعاية الصحية المتنوعة، وتم التركيز على آليات التعاون مع الشركات الألمانية المنضوية تحت مظلة التحالف الصحي الألماني، لدعم توطين صناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية في مصر، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز الاعتماد على المنتجات الوطنية.
وأضاف عبد الغفار أن اللقاء تناول فرص الاستثمار في تطوير البنية التحتية للرعاية الصحية، بما يشمل تحديث المراكز والوحدات الصحية التابعة للوزارة، إلى جانب بحث توسيع الشراكات الاستثمارية في القطاع الطبي، بهدف الارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأوضح عبد الغفار إن الاجتماع سلّط الضوء على مخرجات اللقاء السابق الذي عُقد في يونيو الماضي، والذي تناول ملفات التعاون المشترك، بما في ذلك نقل الخبرات التقنية، تدريب الكوادر البشرية، ودعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وشملت المناقشات تعزيز التعاون في مجال علم الأوبئة بالتنسيق مع المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض «Africa CDC» ومنظمة الصحة الإلكترونية في إفريقيا «eHealth Africa».
اقرأ أيضاًوزير الصحة يلتقي الرئيس التنفيذي لشركة «روش» ورئيس الاتحاد الدولي لجمعيات ومنتجي الأدوية
وزير الصحة: القضاء على انتقال الأمراض من الأم إلى الطفل أولوية صحية عالمية
وزير الصحة: القضاء على انتقال الأمراض من الأم إلى الطفل بحلول 2030