بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
*المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات*
*استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية،*
*ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد ان تم تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و نهب المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء*
*ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث ليس من فعل البشر ،*
فى زيارتى الاخيرة للسودان ، و كانت حصرآ للخرطوم و الشمالية ، لست ادرى اكان شوقآ يستعجل زيارتى لبيتنا القديم او ما تبقى منه ، او ربما استعجالا و يقينا للوقوف على حجم الكارثة ،بعد ان وصلتنى لقطات مصورة للبيت ،
فى الطريق من ام درمان الى الخرطوم مررنا بشارع الوادى و الشهداء و الموردة ، كان الدمار هائلآ ، معظم البيوت و المحلات التجارية مفتوحة على مصراعيها ، خاوية على عروشها ، فى العودة شاهدنا وسط الخرطوم و شارع الجمهورية و الجامعة و شارع القصر ، لم يتركوا شيئ ،
فى الشارع المؤدى الى البيت عربات محروقة و اخرى تعرضت للتفكيك ، ثلاجات ، قطع اثاث ، الاشجار استطالت و تشعشبت ،
ناصية البيت دارت معارك شرسة لقربه من بيوت حميدتى و يقع فى شارع يؤدى الى المدرعات ، فوارغ الذخيرة من كل حجم و نوع تغطى الارض ، الجدار الخارجى نال حظه من الرصاص ،
البيت تعرض للسرقة و النهب و تدمير شبكة الكهرباء ، و اجهزة التكيف ، تم حفر ارضية المنزل لاستخراج كيبل الكهرباء الواصل من العمود بالشارع ، وحفرت الجدران لاخذ اسلاك التوصيلات الداخلية ، و كان من السهل سحبها دون الحاجة الى تدمير الجدار ، و لم يترك مفتاح او بلك او لمبة ، كان محزنآ تدمير الصور و اللوحات على الجدران ، بما فى ذلك صور الاسرة ، تم تمزيق و( تشتيت ) البومات الصور فى الحوش و على الارضيات ، الشهادات الجامعية و شهادات الابناء و الرقم الوطنى و شهادات الميلاد لا اثر لها ، و ربما تكون اسفل اكوام من الاوراق و المستندات تم العبث بها ، ليس من شك انها محاولة لمحو ذاكرة المواطن ، بعد محاولات تدمير ذاكرة الامة فى دار الوثائق و المتاحف و سرقة النيزك الذى هبط علينا من السماء .
ما اثار النفس تحطيم اناتيك و مجسمات نادرة ، مجسم الكعبة المشرفة ، تاج محل ، قرن وحيد القرن ، ( خنجر يمنى اصلى ) ، ساعة ( الجيب ) المفضضة ورثة من الوالد عليه الرحمة ، و ساعة جوفيال و قلم باركر و مقتنيات موروثة ، شهادات تقديرية و وشاحات ، فقدان 12 فلاش تحتوى على ذاكرتى السياسية و الصحفية منذ اربعين عامآ ، تقديراتى ان البيت تعرض للسرقة و النهب فى ثلاثة موجات ، الاولى الاستيلاء على الوثائق و المستندات و الشاشات و ما خف وزنه و غلى ثمنه ، الثانية كانت للعربات ، و الثالثة القضاء تمامآ على الموجودات و تكسير اى حاجة تحتوى على النحاس و اخذه، و ما لم يسرق تم تحطيمه
المكتب ( جوار كمبونى ) ، تعرض للنهب و الاتلاف و سرقة الاف المستندات ، غرفة المكتب الرئيسية تعرض سقفها لقذيفة ومن الواضح ان المكتب تم حرقه بمواد حارقة ( الترابيز و الكراسى – سايحة – ) ، و تم استخدام مركزالطاقة الشمسية المجاور مقرآ للمجموعة رقم 27-28 من المليشيا ،بعد نهبه و سرقته تمامآ و تحويله الى مركز قيادى و مخزن للمسروقات فى الكونتينرات ، استخبارات المليشيا كانت تراقب المكتب منذ ما قبل الحرب ، وهو امر كان معروف للاجهزة الامنية و للاصدقاء من القوى السياسية ، هم يعرفونه جيدا،
مقر الهيئة الشعبية للشمال فى الخرطوم (3) وجدناه مسيج بشريط احمر ، ربما هناك جثث او مخلفات القصف تحت الركام ، اتخذته المليشيا ارتكازآ و مقرآ للسيطرة ، فهو يقع فى منطقة حاكمة من الطريق المؤدى للقسم الشمالى و السجانة او الى الخرطوم (2) و متفرعات نادى الاسرة ،الاخ الصادق من ساكنى جوار المقر وهو من اللذين قاوموا التهجير و ظل مع نفر قليل حتى التحرير ، قال شهدت قصف المقر بواسطة مسيرة و تدمير الارتكاز و قتل (13) من المليشيا تم دفنهم فيما بعد ،
بدأت تباشير العودة الى مربع (9) جبرة و المربعات المجاورة، تم اقامة ( تكية ) ، و يرابط شباب المنطقة فى حراسة ما تبقى من ممتلكات المواطنين ، محاولات جادة لاستعادة ضخ المياه بواسطة الطاقة الشمسية ، الحياة بدأت تدب فى السوق المركزى و سوق الشجرة ، مواصلات من ام درمان و بحرى للخرطوم و حتى الكلاكلات ،
ما حدث لا يمكن وصفه او تصويره ، ما حدث من فعل الشياطين ، لا يمكن لبشر سوى ان يفعل مثله ، اعادة الحياة رهينة بعودة الجميع خاصة الشباب ، و المشاركة فى آزالة اثار العدوان ، ما جرى لا يمكن وصفه بالسرقة او النهب هو يتعدى ذلك ، و ليس تدميرآ ، هو ابعد من ذلك ، و ليس حقدآ او غلآ ، هو اكثر من ذلك ،
محمد وداعة
14 مايو 2025م
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ميزة جديدة في واتساب.. مسح المستندات بالكاميرا وتحويلها لملفات قابلة للمشاركة
طرحت واتساب ميزة جديدة لمستخدمي نسخة البيتا على أجهزة أندرويد تتيح لهم مسح المستندات ضوئيا داخل التطبيق مباشرة، وهي وظيفة كانت متوفرة لمستخدمي iOS منذ عدة أشهر.
تهدف هذه الإضافة لتسهيل مشاركة الوثائق عبر واتساب دون الحاجة لاستخدام تطبيقات خارجية، مما يجعل التجربة أكثر سلاسة وكفاءة.
ظهرت الميزة لأول مرة في نسخة بيتا 2.25.18.29 من واتساب على أندرويد خلال مرحلة التطوير المبكر، لكنها أصبحت الآن متاحة للتجربة العامة بعد التحديث الأخير.
وقد أفاد عدد من مستخدمي النسخة التجريبية بأنهم حصلوا بالفعل على إمكانية استخدام الأداة الجديدة بعد تنزيل التحديث من متجر Google Play.
بعد التحديث، أضيف خيار جديد باسم “مسح مستند” إلى قائمة المرفقات بجانب الخيارات المعروفة مثل “تصفح المستندات” و"اختيار من المعرض"، وعند النقر عليه، يتم تشغيل الكاميرا تلقائيا لالتقاط صور للمستندات بهدف مشاركتها فورا.
الميزة توفر وضعين للتصوير- الوضع اليدوي: يتيح للمستخدم التقاط الصورة يدويا في الوقت الذي يختاره.
- الوضع التلقائي: يستخدم الذكاء الاصطناعي لاكتشاف حواف المستند تلقائيا والتقاط الصورة بدون تدخل المستخدم، لتسهيل العملية.
بعد التقاط الصورة، يعالج واتساب الملف مباشرة على الهاتف ويحوله إلى ملف PDF جاهز للمشاركة في المحادثات الفردية أو الجماعية، باستخدام واجهات برمجة التطبيقات الأصلية لنظام أندرويد لالتقاط المستندات.
جدير بالذكر أن واتساب أعلنت مؤخرا عن إطلاق ميزة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تحمل اسم "ملخصات الرسائل" Message Summaries، وتهدف إلى مساعدة المستخدمين على متابعة المحادثات غير المقروءة بشكل أكثر كفاءة، سواء في الدردشات الفردية أو الجماعية.
تقدم هذه الميزة للمستخدم ملخصا سريعا لمجريات محادثات واتساب على شكل فقرات قصيرة، دون الحاجة لقراءة كل رسالة على حدة.
تعمل الميزة من خلال تقنية "Meta AI"، لكنها مصممة وفق إطار خصوصية جديد يسمى "المعالجة الخاصة" Private Processing.
تعد هذه الميزة مفيدة بشكل خاص في الدردشات الجماعية التي تشهد نشاطا مكثفا، إذ يمكن أن يجد المستخدم صعوبة في مراجعة مئات الرسائل الجديدة، وهنا تأتي ملخصات الرسائل لتوفير صورة سريعة عما دار في غيابه.