أعترف .. أنا المواطن السعودي!
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
صالح جريبيع الزهراني*
أعترف أنا المواطن -كاتب هذه السطور- بأنني عاجزٌ تماماً عن متابعة وملاحقة النجاحات والإنجازات والفعاليات في بلادي، رغم حرصي الشديد على أن أكون مُطَّلعاً بشكل حثيث كل يوم على كل حدث وحراك وعمل.
نحن -السعوديين- بفضل الله نعدُّ النجاحات عندما يعدُّ غيرنا الخيبات، وتتوالى علينا البشارات عندما يتجرع غيرنا الانكسارات.
نحن نسافر بسرعة الصاروخ، وغيرنا مازال عالقاً في الحُفَرِ، يندب حظّه، ويستجرُّ ماضيه، ويعزف على شعاراته المهترئة.
أقول ذلك فخراً واغتباطاً بما وصلنا إليه، فخراً بالنفوس الطامحة، والعزائم القوية، والعقول التي لا تهدأ، والعيون التي لا تنام.
أفتخر بالجذور الضاربة في أعماق التاريخ، والحضارة التي تقول بأن أول حجرٍ وُضِع على حجرٍ وأول بيت وضع للناس كان هنا، في بكة “مكة”، إيذاناً بفتح جديد للإنسانية التي كانت تسكن الكهوف والقفار، وتفترش الأرض وتلتحف السماء.
كنَّا ومازلنا وسنبقى روَّادُ الحضارة المادية والمعنوية؛ عبر إرثنا وتأثيرنا في شعوب العالم لغةً وفروسيةً وحميةً وديناً وأخلاقاً ومبادئ وقيم ومعاني إنسانية سامية، نطق بها التاريخ وتمثَّلت بها الشعوب.
أفتخر بقيادةٍ (منّا وفينا)، تقي براحتيها مواطنيها، وتضعهم في مآقيها، وترفع من قدرهم وشأنهم بين الأمم كل يوم، قيادة تبني وطناً عظيماً، ينعم فيه أبناؤه بالأمن والخيرات، وتجلب لهم الثمرات، وتقال لهم العثرات، قيادة لا تعرف الشعارات الزائفة، ولا العنتريات الكاذبة، بل تؤمن بالعمل، والعلم، والإخلاص، وأداء الأمانة، وصناعة السلام.
إن ما حدث في الرياض وحدها من حراك اقتصادي في يوم واحد، يعادل اقتصادات بلدان بأكملها خلال عام كامل، وما يحدث في الرياض وحدها من حراك سياسي كفيل بقيادة توجهات الدول، وتغيير سياسات العالم، وفرض الرؤية السعودية في كل القضايا، وتعزيز حضورها في كل المحافل، وما يحدث فيها من فعاليات ومؤتمرات وأنشطة علمية وثقافية ورياضية وفنية وصحية وبيئية يدلُّ على أنها أصبحت قلب العالم.
خلال زيارة الرئيس الأمريكي لعاصمة القرار العربي (الرياض)، استمتعت باتجاهين:
باتجاه النجاح الذي تحققه بلادي والشراكات والاتفاقيات الاستراتيجية والاستثمارات الضخمة في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي والنقل والبحوث الصحية والفضاء والتعدين والصناعات المدنية والعسكرية، والإشادة الكبرى وعبارات الإعجاب التي أظهرها المسؤولون الأمريكيون تجاه قائد النهضة السعودية في العصر الحديث سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وسدد خطاه وأخزى أعداءه.
أما الاتجاه الآخر والمتعة الأخرى فقد كانت في مشاهدتي لامتقاع الوجوه وجحوظ العيون ورؤية الخيبات والحسرات على وجوه الكارهين الحاقدين الحاسدين لوطني العظيم، الذين لم يتبقَّ أمامهم إلا الكذب والشتم والتلفيق والتدليس، ومحاولة حرف الحقائق، والتقليل من الإنجازات، وتسطيح العقول بكلام لا يقبله حتى الأغبياء، ونشر رسومٍ وصورٍ طفولية وفيديوهات معدلة تسيئ للمملكة وحكامها، معتقدين أن ذلك يشفي غليلهم، ويطفئ غضبهم، ولكن هيهات، فلن يزيدهم ذلك الوهم المصطنع والتبرير الزائف والله إلا اضطرام النار في أكبادهم، وتغلغل اليأس إلى نفوسهم، واجتراع الحسرات، وتراكم الخيبات، زادهم الله خيبةً وحقارةً وذلاً وصغاراً.
*كاتب سعودي
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المواطن السعودي مقال مقالات
إقرأ أيضاً:
رونالدو: الدوري السعودي بين أفضل خمسة في العالم
الرياض (السعودية) (أ ف ب) - رأى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالدوري السعودي لكرة القدم أنه في الوقت الحالي "بين أفضل خمسة في العالم ونواصل التحسن"، مشيرا إلى أنه قرر البقاء مع نادي النصر لأنه يؤمن بالمشروع.
وسيحمل رونالدو ألوان النصر لعامين إضافيين حتى 2027، بعد إعلان الطرفين عن تمديد عقد أفضل لاعب في العالم خمس مرات، عقب أشهر من التكهنات حول مستقبله.
وفي مقابلة له مع قناة النادي على موقع يوتيوب، قال رونالدو إن "الدوري السعودي حاليا بين أفضل خمسة في العالم ونواصل التحسن ولدينا الوقت. أظهرنا للعالم في آخر عامين ونصف العام أن هذا الدوري يتطور".
وتابع "أنا سعيد لأن الدوري تنافسي جدا، وحدهم الأشخاص الذين لم يلعبوا في السعودية أو لا يعرفون شيئا عن كرة القدم يقولون إنه ليس بين أفضل خمسة دوريات في العالم. أنا مؤمن 100 بالمئة بما أقوله والذين يلعبون في هذا الدوري يعرفون ما أتحدث عنه".
وتابع "لهذا السبب قررت البقاء لأنني أؤمن بهذا المشروع، ليس فقط للعامين القادمين بل حتى عام 2034"، أي عندما تستضيف السعودية كأس العالم "التي أؤمن أيضا بأنها ستكون من أجمل كؤوس العالم على الإطلاق".
وشدد على سعادته ورغبته بـ"القتال ضد أفضل الفرق في السعودية من أجل الفوز بالدوري. دعونا نرى في نهاية اليوم من سيكون الأفضل".
ولم ينجح ابن الأربعين عاما الذي قال العام الماضي إنه قد يختم مسيرته مع النصر، في إحراز أي لقب محلي في مغامرته السعودية، مكتفيا ببطولة الأندية العربية 2023.
لكنه شدد في المقابلة "على إحداث تغيير ليس فقط في النصر، بل في بلدنا (السعودية) أيضا، هذا هو هدفي. هدفي دائما هو الفوز بشيء مهم للنصر، وبالطبع ما زلت أؤمن بذلك. لهذا السبب جددت عقدي لمدة عامين إضافيين، لأني أعتقد أني سأكون بطلا في السعودية".
وتابع "كما ذكرت، تلقيت بعض العروض للعب في كأس العالم، لكني أعتقد أنها لم تكن منطقية، لأني أفضل الحصول على راحة جيدة وإعداد جيد، لأن هذا الموسم سيكون طويلا جدا، فهذا موسم كأس العالم (صيف 2026). أريد أن أكون جاهزا ليس فقط للنصر، ولكن أيضا للمنتخب الوطني".
وأقر "نعلم أن ما فعلناه في الموسم الماضي لم يكن كافيا، لكنه بات خلفنا. علينا أن نركز الآن على الحاضر. الحاضر جيد. سنغير الكثير من الأشياء. أؤمن بالمشاريع... الماضي مضى. لنكن إيجابيين. لنفكر بإيجابية. لنفكر أن هذا الموسم سيكون أفضل موسم لنا على الإطلاق... أؤمن أننا سنقدم موسما رائعا وسنفوز بشيء مهم جدا".
وكانت الشكوك تحوم حول تمديد رونالدو عقده مع النصر، خصوصا بعد أن كتب في مايو في حساباته على مواقع التواصل "انتهى الفصل"، في رسالة فهم منها انتهاء مشواره مع النصر وتزامنت مع تقارير بشأن تعزيزه صفوف الهلال، غريم النصر في العاصمة الرياض، في مونديال الأندية المقام راهنا في الولايات المتحدة.
وكان رونالدو أول لاعب من الطراز الرفيع ينضم إلى الدوري السعودي في نهاية عام 2022، بصفقة مقدرة بأكثر من 200 مليون يورو (نحو 234 مليون دولار) لمدة سنتين ونصف.
وجاء الإعلان عن تمديد عقد رونالدو بعد يوم من فسخ النصر عقد مدربه الإيطالي ستيفانو بيولي، لعدم تحقيق النتائج المرجوة، مع توجه للتعاقد مع مدرب الهلال السابق البرتغالي جورجي جيزوس وفق ما أفادت التقارير السبت، على أمل الارتقاء بالفريق الذي حل ثالثا خلال الدوري المنصرم بفارق 13 نقطة عن الاتحاد البطل في موسم توج فيه البرتغالي هدافا بـ25 هدفا.